لأنَّ معرفة طرق تنمية تقدير الذات تساعد على النجاح.
قمنا بإعداد هذا المقال لمساعدتك في معرفة خطوات بناء تقدير الذات.
دعنا أولاً نسألك:
هل لديك المهارات اللازمة والتي تؤهلك للحصول على وظيفة جيدة، لكن ما زلت عاطلاً أو تعمل بوظيفة لا تحبها؟
هل تمتلك الكفاءة والخبرة لتقدم على وظيفة بإحدى كبرى الشركات، لكن ما زلت تعتقد أنك تنقصك الخبرة والكفاءة؟
هل لديك كل ما يؤهلك للتطور في عملك، لكن دائماً تشعر أن شيئاً ينقصك؟
إذا جاوبت على الأسئلة السابقة بنعم، فلا ينقصك شيء سوى تقديرك لذاتك.
تابع معنا لتعرف كيف تزيد تقديرك لذاتك.
محتويات المقال
- مفهوم تقدير الذات
- أهمية تقدير الذات
- العلاقة بين تقدير الذات والثقة بالنفس
- تقدير الذات في الإسلام
- أنواع تقدير الذات
- أسباب عدم تقدير الذات
- طرق تنمية تقدير الذات
- الأركان الستة للثقة بالنفس
والآن لنعرف طرق تنمية تقدير الذات تفصيلاً
 |
خطوات وطرق تنمية تقدير الذات عمليّا (بالتفصيل) |
مفهوم تقدير الذات أو فن احترام الذات:
تعريف تقدير الذات ببساطة هو نظرتك لنفسك سواء كانت هذه النظرة باحترام وتقدير، أو نظرة سلبية.
وكذلك نظرتك لما تملكه من صفات شخصية، وطباعٍ، ومظهر خارجي.
كما يشمل المفهوم نظرتك لأهميتك في الحياة.
كما أن تقدير الذات يعتبر ما نعتقده عن أنفسنا، حيث يكون التقييم الإيجابي والسلبي للذات وكيف نشعر تجاهها هو تقدير الذات.
وبالطبع عزيزي القاريء كل هذا ينعكس على شخصيتك وأفعالك.
وبالتالي ينعكس على نجاحك في الحياة، ومدى مساهمتك في الحياة والمجتمع.
أهمية تقدير الذات:
لتعرف أهمية تقدير الذات يجب أن تعرف فوائد تقدير الذات التي ستعود عليك وعلى حياتك.
من فوائد تعزيز تقدير الذات:
- القدرة على تحقيق الأهداف والتميز بالحياة
- زيادة القدرة على اتخاذ القرارات
- عدم الخوف من اتخاذ القرارات، وخوض التجارب
- زيادة الثقة بالنفس
- التخلص من الشعور باليأس والإحباط، إذ أنك على علمٍ بما تملك وما تستطيع تحقيقه
- قلة أو انعدام مقارنة الذات بالآخرين
- زيادة القدرة على التواصل الاجتماعي، وتكوين العلاقات الاجتماعية
- تقبُّل النفس والحياة
- زيادة الإنتاجية
- حل وقائي من المشاكل النفسية والجسدية
العلاقة بين تقدير الذات والثقة بالنفس:
يخبرنا الطبيب ألفريد إدلر Alfred Adler من خلال نظريته أنه يوجد ارتباط بين تقدير الذات والثقة بالنفس.
حيث تقول النظرية أنه كلما قلت الثقة بالنفس لدى الشخص، كلما سعى هذا الشخص إلى تطوير نقاط قوته كتعويضٍ عن قلة ثقته بنفسه.
تقدير الذات في الإسلام:
قد يظن البعض أن التواضع الذي يرسخه الإسلام في نفوس المسلمين ويدعو إليه، أنه يتعارض مع تقدير الذات وحبها والاهتمام بها.
وهذا خطأ شائع، فالتعارض يكون فقط بين التواضع والكبر أو الغرور.
والكبر والغرور هما المبالغة في تقدير الذات.
أي التفاخر بما تملك وما لا تملك، مع تعمد إظهار هذا التفاخر أمام مَن هو أقل منك.
أما تقدير الذات فهو احترامٌ للذات مبنيٌ على ما تملكه بالفعل.
والإسلام يحثك على أخذ خطوات عملية للرفع من قيمة ذاتك.
أنواع تقدير الذات:
ينقسم تقدير الذات إلى نوعين:
الأول تقدير الذات المرتفع، وتقدير الذات المنخفض.
أما المرتفع:فيتصف أصحاب هذا النوع من تقدير الذات بالآتي:
{+} امتلاك بعض المباديء والقيم، مع الاستعداد للدفاع عنها.
{+} لا يشعرون بالحرج في تعديل بعض تلك القيم والمباديء إن اتضح لهم خطئها مع الوقت.
{+} لا يشعرون بالحرج أو بالذنب إذا لم تعجب الآخرين اختياراتهم.
{+} القدرة على تخطي القلق مما حدث في الماضي، وما سيحدث في المستقبل.
{+} يثقون بقدراتهم على حل المشكلات والخروج من الأزمات.
{+} لا يشعرون بالحرج أو النقص من طلب المساعدة من الآخرين إن احتاجوا لذلك.
{+} يعتقدون بالمساواة في القيمة والكرامة بينهم وبين الآخرين.
{+} يفهمون جيداً أن كل الناس تختلف في المهارات والصفات، فلا يضرهم تفوق أحد عليهم في مهارة ما.
{+} لا يشعرون بالحرج من رفض بعض الناس لهم.
{+} لا يجدون حرجاً في قول ( لا ) إذا لزم الأمر.
{+} لا يهتمون بمحاولات السخرية أو الاستهزاء بهم، أو التنمر عليهم.
{+} يقبلون مرورهم أحياناً ببعض الإحباط والتفكير السلبي، لكن يتعاملون مع تلك المشاعر والأفكار على أنها طارئة وستزول لوحدها ما داموا يعملون.
كما أن للإنسان طاقة إذا نفذت قد تعتريه المشاعر والأفكار السلبية، لكن إذا تجددت تلك الطاقة فسرعان ما ينهض وتزول تلك الأشياء السلبية.
فهم يفهمون كل ذلك ويتعاملون معه بشكل جيد.
كما ترى عزيزي القاريء، فالتقدير المرتفع للذات ناتج عن التصالح مع النفس.وأما المنخفض:فيتصف أصحاب هذا النوع من التقدير بالآتي:
{+} شدة انتقاد الذات، وانعدام الرضا.
{+} الحساسية المفرطة للانتقاد الموجه لهم، واعتباره هجوماً.
{+} الدفاع عن النفس في أي موقف دون الحاجة لذلك.
{+} التشاؤم والتفكير السلبي.
{+} المبالغة في تحجيم الأخطاء التي يرتكبونها.
{+} الحقد والبغض للآخرين.
{+} كراهية المنتقدين، وعدم قبول النصيحة.
{+} السعي للكمال ومحاولة فعل الأشياء بمثالية.
{+} يعتقدون أنهم منبوذون ومكروهين ممن حولهم.
{+} تشيع الانطوائية والانعزال بين هذا النوع من الناس.
كما ترى أيضاً هنا أن التقدير المنخفض للذات ناتج عن أسلوب تفكير خاطيء.
فلو فهم الشخص ذو التقدير المنخفض للذات كل ما يفهمه ويؤمن به صاحب التقدير المرتفع للذات لأصبحت حياته أفضل.
حسناً، فما علاج تقدير الذات المنخفض إذن؟هذا ما سنتناوله في الفقرة ما بعد التالية.
أسباب عدم تقدير الذات:
لتعزيز تقدير الذات يجب أن تعرف أولاً ما هي أسباب عدم تقدير الذات.
1- الإيذاء النفسي والبدنيالإيذاء النفسي كالتنمر والألقاب التي غرضها تسفيه الشخص، وغيرها من الأشياء التي تؤثر سلباً على الشخص.
كما يعد الإيذاء البدني (لمن تعرض له في الصغر) إحدى الأسباب الكبيرة المؤدية لانعدام تقدير الذات.
2- رفض الوالدين أو أحدهما للشخصنعم، وللأسف قد يرفض أحد الوالدين أبنائهما لسبب ما.
لكن أيا كان ذلك السبب، فهو يؤدي إلى انعدام تقدير الذات.
3- الإفراط في مساعدة الآباء لأبنائهم
على العكس من النقطة السابقة، فنجد بعض الآباء والأمهات يقومون بعمل كل شيء لأبنائهم.
حتى تجد هذا الابن ربما تخطى الثلاثين من عمره وما زال يعتمد على أبويه.
وهذا بدوره سينعكس على نظرة الابن لنفسه أنه بلا قيمة ولا يستطيع الحياة بدون أبويه.
4- التجارب السلبيةالتجارب من أكثر الأشياء التي نخرج منها بأفكار واعتقادات جديدة وربما تكون سلبية أو إيجابية.
لكن السلبية منها لها دور في جعل الشخص ينظر لنفسه بسوء، وأنه غير مؤهل لخوض هذا النوع من التجارب.
5- البرمجة الخاطئة للعقل الباطن، والتشاؤمجرب أن تكرر كل يوم أن تقول لنفسك أنك فاشل، ثم انظر بعد شهر ماذا سيحدث.
سيترسَّخ بداخلك أنك فاشل، وهذا ما يحدث عند تكرار الجمل والأفكار السلبية.
لذلك احذر من تقليل ذاتك أمام نفسك، بل تحدث مع نفسك باستمرار بإيجابية وتفاؤل.
6- البحث عن الكمال والمثاليةقد تُقْبِل على القيام بمهمة ما، وربما تظنها سهلة ولن تأخذ الكثير من الوقت.
لكن بعد فترة من العمل على تلك المهمة تتركها يائساً ظناً منك أنها مهمة تحتاج لوقت طويل ومجهود كبير.
رغم أن المهمة سهلة، إلا أنك عقدتها برغبتك في أدائها بمثالية، وإخراجها على أكمل وجه.
دعني أصدمك بهذا الخبر: المثالية والكمال من الأساطير المكذوبة. (ريح نفسك يا باشا مش كدة)
7- الرغبة في كل شيء أو لا شيءوهذا مرتبط كذلك بنقطة المثالية والكمال، إلا أن هذه النقطة مختلفة قليلاً.
إذ أن المقصود هنا هو إما النجاح في كل شيء أو الاعتقاد بالفشل.
فهناك مقولة تخبرنا أن: مَن أراد كل شيء خسر كل شيء.
والله لم يخلقنا في الدنيا لنحصل أو نحقق كل شيء.
بل لو حاول شخص أن يحقق كل شيء ويحصل على كل شيء لمات وما حقق شيئاً.
8- اعتماد تقييمك لنفسك على تقييم الناس لكليس هذا فقط، بل بعض الناس ينشغل ليل نهار بتقييم الناس له.
ماذا يقولون عني؟ هل يعتقدون أنني سيء؟ لا لن أكرر هذا الفعل حتى لا يهملوني.
وفي العصر الحديث أحد أكثر الطرق للحصول على تقييمات خاطئة لك من الناس هي وسائل التواصل الاجتماعي.
أشخاص لا يعرفوك جيداً، ثم تطلب منهم تقييماً لك ولشخصيتك وصفاتك، كيف يعقل هذا؟
الاهتمام بتقييم الناس وحب الحصول عليه يعد أحد أسباب الفشل، فما بالك هنا عن انعدام تقدير الذات؟!
9- التركيز على السلبيات وإغفال الإيجابيات.
طرق تنمية تقدير الذات:
كيف أزيد تقديري لذاتي؟
بَحَثَ البعض بهذا السؤال، وهنا سنضع الطرق التي تجيب عن هذا السؤال.
{+} أول شيء هو قبولك لذاتك ولكل ما تملك في الحياة (مادياً واجتماعياً وعلمياً وفي كل جوانب الحياة)
{+} لا تهتم لآراء الآخرين فيك
{+} حدد هدفاً كبيراً واضحاً ومحدداً تعيش لأجله
{+} كن أنت مصدر الدعم لنفسك، ولا تنتظر الدعم من الآخرين
{+} برمج عقلك الباطن على الإيجابية والعزيمة والإصرار (تحدث مع نفسك دائماً بإيجابية)
{+} انظر لنفسك على أنك بطل (نعم أنت لست بطل العالم، ولكنك بطل حياتك وقصتك)
{+} لا تنشغل بتقييم ذاتك ولا تراقب ذاتك أبداً (كيف كان حديثك، كيف كان مظهرك) كل ذلك لا يهم.
المهم: كيف هي حياتك إجمالاً لا تفصيلاً.
{+} لا تهتم بالتفاصيل والدقائق والأمور الصغيرة
{+} لا تقارن نفسك بالآخرين، فتلك إحدى أسباب الفشل
{+} إن أخطأت وأردت معاقبة نفسك، فافعل ولكن لا تجلدها.
جلد الذات ربما تظنه سبيلك لعدم تكرار ذلك الخطأ، ولكنه السبيل الأمثل لارتكاب أخطاء أخرى.
{+} كن عطوفاً مع ذاتك ولطيفاً وحنوناً
نعم، أنا لا أخجل من كتابة هذا الكلام، لأنه ببساطة في العالم لن تجد إنساناً يمدك بتلك الأشياء الضرورية للعيش على هذا الكوكب.
لذلك ذكرت أن جلد الذات يأتي بنتائج عكسية.
ولذلك عليك أن تكون لذاتك الأب والأم.
{+} إن وصلت ادرجة الانعزال عن المجتمع، فعليك الخروج إليه من جديد.
لكن هذه المرة ستخرج بروح البطل الذي لا يخشى أحداً.
البطل الإيجابي الشجاع.
{+} لا تخجل من وضع حدود لعلاقاتك مع الآخرين
نعم كوِّن علاقات مع أشخاص جيدين وصالحين، ولكن مهما توطدت العلاقة وتطورت، فلا تسمح للشخص أن يستهزأ بك أو يتنمر عليك بأي شكل من الأشكال حتى لو كان على سبيل المزاح.
وإن تكررت هذه الأفعال من شخص معين، فننصحك بالابتعاد عنه إن لم يعتذر.
{+} حاول أن تجعل بيئتك إيجابية متفائلة وطموحة
وذلك من خلال التعرف على الأشخاص المتصفة بتلك الصفات.
كذلك إذا بحثت على الإنترنت عن التحفيز والإيجابية ستجد الكثير من الأشخاص للتعرف عليه داخل المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي.
{+} كن متفائلاً
الأفكار التي يبني عليها المتشائم تشاؤمه هي مجرد خيالات في عقله فقط.
أي أنها ليست موجودة بالواقع أصلاً.
لذلك تفاءل وكن على يقين بالله سبحانه وتعالى.
كما أنه توجد دراسة أجريت على 47 سباحاً أميريكياً تفيد أن أداء السباحين المتفائلين كان أعلى دائماً من أداء السباحين المتشائمين.
هل تصدق أنه توجد دراسة أجريت عام 1989 تفيد أن مرضى القلب الذين أجروا عملية تغيير الشرايين، كان معدل شفاء المتفائلين منهم أسرع من معدل شفاء المرضى الآخرين.
ألا يكفي ذلك لإقناعك أن للتفاؤل مفعول السحر في هذه الحياة.
{+} تعلم أشياء جديدة
كنا قد كتبنا مقالاً عن أهم 10 لغات مطلوبة في سوق العمل.
لمَ لا تتفحصها وتتعلم لغة جديدة وتتقنها.
لا تحتاج لتعلم اللغات الآن؟
حسناً، فلتبحث عن المهارات التي ستسهل عليك عملك، أو تؤهلك للحصول على وظيفة أفضل وأرقى من وظيفتك.
المهم أن تطور من نفسك باستمرار، ولا تتوقف عند حد معين.
فتذكر عزيزي القاريء أنك بطل.
{+} اهتم بصحتك جيداً، كما لا تهمل نظافتك الشخصية واهتم أيضاً بمظهرك الخارجي
{+} احرص احرص احرص دائماً على الابتعاد عن الأشخاص السلبيين المحبطين
{+} لا تبحث عن تمارين تقدير الذات، فصدقني كل ما سبق يكفي لتبدأ حياة جديدة تشعر فيها بالبطولة
الأركان الستة للثقة بالنفس (أو احترام الذات):كان هذا العنوان المترجم للكتاب الانجليزي Six Pillars of Self-esteem لمؤلفه ناثانيل براندن.
وتتمثل هذه الأركان الستة لتقدير الذات والثقة بالنفس في:
- أن تعيش في الواقع بعقل واعٍ
- أن تتقبل ذاتك
- أن تتحمل مسؤولية ذاتك وحياتك
- أن تثبت ذاتك ولا تغير قراراتك واختياراتك من أجل الآخرين
- أن تحدد هدفاً واضحاً لحياتك (ويفضل جداً أن تخطط لحياتك وتغير بالخطة باستمرار)
- امتلاك النزاهة الشخصية لاتخاذ القرارات الجريئة باستمرار
وختاماً عزيزي القاريء:بعد أن عرفت خطوات وطرق تنمية تقدر الذات، عليك أن لا تستسلم لشيء أبداً في هذه الحياة.
وكن على يقين بالله سبحانه وتعالى.
كما لا تتردد في ترك تعليق باستفسار أو سؤال، فنحن في خدمتك هنا.
ولا تنسى مشاركة المقال إن أعجبك.