[/p] رواية خيال علمي رائعة للدكتور مصطفي محمود، تتكون من عشرة فصول غير معنونة. تتميز الرواية كغيرها من روايات الخيال العلمي بطابع اللغة العلمية، حيث يستخدم كثير من المصطلحات العلمية والطبية، التي قد يصعب فهمها علي غير المتخصصين. <a name=\'more\'></a> كما تتميز الرواية بحبكتها الرائعة وعنصر التشويق وبعض الصور الجمالية، التي تقل في أدب الخيال العلمي. يروي الكاتب روايته بلسان البطل م. داوود في صيغة المتكلم.تبدأ أحداث الرواية في يوم أحد غائم في شتاء 1958، عندما يزور عيادة الدكتور م. داوود شاب نحيل ذو وجه شاحب، يدعي راغب دميان وتم تحويله عن طريق طبيب آخر. كان ذلك الطبيب يشتبه في ورم بالمخ؛ لذا حوله لدكتور م. داوود الحاصل علي دكتوراة في جراحة المخ والأعصاب من جامعة برلين. وأثناء الفحص الطبي يدخل راغب دميان في غيبوبة ويتحدث بلغة إسبانية فصيحة وكأنها لغته الأم. بعد دقائق يعود إلي وعيه غير مدرك ما كان يقول. منذ ذلك اليوم يصبح راغب دميان شغل دكتور م. داوود الشاغل؛ فجميع فحوصه تنفي إصابته بورم في المخ.يقرر ذات يوم أن يذهب إلي شقته؛ حيث وجد بغرفة نومه خطيبته ميتة. منذ وفاة خطيبة راغب دميان والرواية تأخذ الطابع البوليسي؛ يختفي راغب تماما، ويكتشف م. داوود أمر سرقة إبر راديوم ثمينة في مكان عمل راغب منذ بضع سنوات، فيشتري عداد جيجر -وهو عداد يكشف عن أقل إشعاع قد يصدر عن هذه الإبر- ويبحث عن راغب. بعد محاولات بحث مضنية يصل م. داوود إلي مخبأ راغب، فقط عن طريق الصدفة، ويعرف أنه يسعي وراء اكتشاف سر الحياة. يبقي م. داوود في الفيلا التي يختبئ بها ضالته ويراقبه، يختبئ خلف بارافان موجود بالمعمل الذي يجري فيه راغب تجاربه.استطاع راغب دميان عن طريق عضو مجهول من أعضاء المخ (الجسم الصنوبري) أن ينبهه بقذائف من الإشعاع وبالسائل الأزرق الذي يحقنه في الدم .. فإذا به يتحول إلي حاسة سمع مرهفة.. عين تري خلال الماضي، أي آله زمن تثبر أغوارالماضي.يموت راغب دميان دون أن يكشف ل م. داوود سر إكسيره؛ فيعمد إلي تجريب هذا الإكسير السائل علي نفسه؛ فيولد ويموت عشرات المرات. عندما يعود إلي العالم الحقيقي مرة أخري يدرك أنه عاش مئات السنين في نصف ساعة فقط. يجد م. داوود أن كمية السائل الأزرق المتبقية قليلة جدا، لا تزيد علي 20 سنتيمترا، وهنا تتنازعه رغبتان: أن يجري اختبارات علي هذه الكمية المتبقية ويعرف سرها أو أن يستمتع بها ويعيش تلك اللحظات الساحرة.يقع م. داوود أسير الرغبة الثانية، فيحقن نفسه مرة أخري بنصف الكمية المتبقية من السائل العجيب ويعيش مئات السنين من جديد، وبعد الفراغ من جولته يجلس ليكتب كل ما رآه. وبعد أن يسجل كل اللحظات التي مر بها يلاحظ أن السائل المتبقي قد تغير لونه، ورغم ذلك يحقن نفسه به.. فتكون نهايته. يتم العثور عليه بعد ذلك بساعات ميتا في معمل دميان المحترق إثر شرارة كهربائية مجهولة المصدر، كما يتم العثور علي المذكرات التي سجل فيها حكايته ومغامراته التي عاشها بفضل السائل الأزرق. مقتطف من رواية العنكبوتانا الدكتور م.داود دكتوراه فى جراحة المخ والاعصاب من جامعة برلين...اخطو الآن نحو الستين من عمرى.وان كانت المرآة التى تطل علىّ من ركن الدولاب تقول غير هذاتجاعيد...عظام بارزة, وانامل معروقة, وبشرة مغضنة, وخدّ هضيم , وشعر اشيب, واجفان وارمة, وعينان حمراوان تطل منهما نظرة مرتاعة.تلك النظرة المرتاعة دائما...كأنى كهل فى الثمانين يخطو خطواته الاخيرة نحو النهاية.لا,بل هو ذلك السر...ذلك السر الرهيب الذى ظللت احمله بين جنبىّ طيلة هذه السنوات واحمل معه تلك المسئولية الجسيمة.والى متى؟لقد جاء الوقت.نعم, جاء الوقت لأتكلم واسطّر فى هذه الاوراق خفايا هذه السنوات الرهيبة التى عشتها ... واكشف ذلك السر .وليعذرنى من تقع فى يده هذه المذكرات اذا وقع على اصطلاح لم يفهمه... وليغفر لى السرعة التى اكتب بها تلك الاوراق فما بقى فى العمر فسحة...وهأنذا اكتب الآن وانا الهث , واشعر بدبيب الموت يدبّ مع كل نبضه, لكأنما الفناء سوف يلحقنى قبل ان افرغ من كشف هذا السر الرهيب... ولم حدث ذلك ؟ يا الهى من يدرى؟ ربما عاشت الانسانية اجيالاً اخرى من الظلمات قبل ان تتجلى تلك الحقيقة الثمينة فلا يكشفها احد, وتظل الحياة سراً مستغلقاً ملغزاً الى الابدودعونى ابدأ , فالقصة طويلة.ولأبدأ من البداية ...من عصر ذلك اليوم البعيد من ست سنوات. [p]
<!--more--> <!--more-->