logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





31-05-2021 04:11 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 31-05-2021
رقم العضوية : 5
المشاركات : 540
الجنس :
قوة السمعة : 16

















%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%2B%25D9%2583%25D9%2586%25D8%25AA%2B%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25A9%2B%25D9%2581%25D9%258A%2B%25D9%258A%25D8%25AF%25D9%2587

الإندفاع نحو الإنتقام أمرا باعثا للتحدي والذي بدوره قد يتغلب علي كل شيء حتى أنه قد يقتل الألم في مهده، كان مدركا أنها ليست معركته وأنه ليس كأخيه الأكبر حامل لواء إمبراطورية سليم. فلطالما ظن نفسه كائنا مسالما لاينبغى له مصارعة أي شخص كي يحافظ على مجد اسم سيندثر مع الوقت لامحالة.

<a name=\'more\'></a>هو لا يحمل كل هذا الوفاء لأسم والده ولا تلك الروح القتالية في سبيله ولكنه يحمل الألم بين طيات عقله ووجدانه أينما كان ولم يجد مايقتل هذا الألم،فالوجع أقوى مما يبدو لذلك هو يقتات على مسكنات واهية في مطاردة درية وبقية الحسناوات التي تمر عرضا بحياته إحداها ولكن بعد زيارة أخيه بالأمس و...ياللعجب أيضا هدوء جاسرالغريب أثناء تلقيه إعترافات الأخير بوقوعه بشرك "لعبة بوكر"غير أخلاقية وانصرافه صامتا لكأنما فقد حيلته!وجد في الإنتقام عرضا أكثر من مغرى للتغلب على هذا الألم وربما دحره لسنوات قادمةهو كان واثقا أنه سيعودولكنه فقط يسعى لإلتقاط بعض الأنفاس الخالية من الوجع امرا مشروعا،أليس كذلك ؟وقد يبذل في سبيله كل ماهو مشروع وغير ذلكتوقف بسيارته الرياضية أمام منزلها وألقى نظرة خاوية لساعتهالثمينة، بضعة دقائق وتظهر صيده الثمين لهذا اليوموقد كانظهرت ببذلة عملية كحلية اللون وجدلت شعرها حتى آخرهووجهها كالعادة خالي من المساحيق تحمل ..بيد حقيبةمتوسطة الحجم وباليد الأخرى تمسك بصغيرهالابد أنها في طريقها لتقله لحضانتهترجل من سيارته وسار بضعة خطوات حتى توقف أمامها وهويلقى عليها تحية الصباح التي استقبلتها بأنظار شائنة متجاهلةترحيبه الودود بها:- أنت هنا بتعمل ايه ؟ألقى نظرة على الصغير الممسك بكف أمه والذى بدوره يراقبطيفه،صغيرها لا يشبهها هو فقط نال تلك العيون الناعسة منها لاأكثر ولكنها الآن متسعة ومترقبة للغاية لرد فعل الغريب على أمهالذي لازالت تزجره بالنظرات وهي تشد بكفها على كفه فقالبإبتسامة واسعة وهو يقدم الحلوى له:- صباح الخير يا أيهم،دى عشانك .أمسكلكن الصغير رغم إبتسامته التي اتسعت للضعف ربما،لم يتقبلعطيته بسهوله والتفت إلي أمه التي أشارت له بهدوء كي يقبلها قائلا بأدب جم:- شكراكانت عيناه مركزة عليها وعلى رد فعلها المقتضب فقال بهدوء:- نوصل أيهم ونكمل كلامنا في العربية،الموضوع مهم بخصوص امبارحفقالت محاولة الهروب لا سيما أنها لا تضمن أن يكون الموقفمراقبا بالكامل من والدها المحترم:- نكمل كلامنا فى الشركة ياباشمهندسالقى كلماته المقتضبه وهو يسير متجها لسيارته دون اكتراث:- ومين قالك اننا رايحين الشركة !رفعت أنظارها للأعلى واطمأنت أن والدها غير متواجد بشرفةشقتها والتي تطل على الشارع حيث يقفان واتجهت لسيارته بخطوات مسرعة وهي تنبه صغيرها:- أيهم اقعد حلو في العربية وماتعملش دوشةالحضانة كانت تبعد دقائق معدودة عن مقر سكنها،عادتلسيارته متجهمة واندفعت للداخل بثورة عارمة:- على فكرة اللي أنت بتعمله ده مايصحش متنساش أنا ستعايشه لوحدى وماينفعش ولادي يشوفوك والأهم من كده أن الشغل ليه مكانهالتفت إليها هادئا:- أنت كنت ممكن تقولي الكلمتين دول من على باب العمارةأساسا لكنك جيت معايا لأن الشغل عندك أكتر من مكتب في الشركةكاد يمازحها قائلا "ده غير تأثيري الساحر عليك "ولكن نظرةالشياطين التي تطل من عيناها جعلته يقلع عن الفكرة فاكتفىبالعقلانية سبيل في حوارهما المشحونتنفست بعمق وقالت بجدية:- خير، فيه إيه وليه مش هنطلع على الشركة ؟أجاب بغموض:- أنا وأنت عندنا مأموريةوانطلق بسيارته****"أنت أزاي تسمحلها تاخد الولاد معاها محرم بيه؟"رفع أنظاره لأمه التي اقتحمت غرفة مكتبه بالقصر فقال بهدوءمحاولا السيطرة على ثورتها العارمة:- وهيقعدوا هنا منغيرها يعملو أيه أنت تعبانه وأنا برة طول النهار لم تأبه لهدوءه واستطردت بنفس الهجوم:- وأنت من أمتى بتسمحلها تبات بره أصلا ؟دعك وجهه بكفيه متعبا وهو يقول بنفاذ صبر:-أمى، اللي بين وبين سالي مافيش حد ليه الحق أنه يتدخل فيهزائد إني مشغول ببلاوي مؤخرا مش مخلايني لا فايق لسالي ولا للولاداقتربت منه بقلق وهي تقول:-إيه اللي بيحصل ومخبيه عليا ؟نظر لها وهو عاجز حتى على التنفس فقال بإقتضاب:- مشاكل في الشغلردت بسرعة غاضبة:- أنت قلت بلاوي،إيه اللي حصل، ماتنطق ؟نظر لها ولنظراتها المشتعلةقدر خوفه أن يصيبها مكروة إن علمت بما اقترفه صغيرها الغاليقدر سعادته بهذا البريق الوحشي الذي يطل من عيناها مؤكدا لهأن أنفاسها لازالت متشبثة بهذا الجسد وتلك الحياة فقال بهدوء:- زياد ورطنا بمصيبة جديدة من مصايبهجلست بهدوء أمامه وقالت:-عمل إيه ب ؟رد غاضبا:- بنت الزهري ضحكت عليه وأخدت الشركة منهرفعت أمه رأسها إليه وقالت بجمود:دي بتنتمم منكرفع حاجبيه وقال بإندفاع:- قصدك إني أنا السب ؟!همست له بفحيح قبل أن تنصرف مرة أخرى لمهجعها:- قصدي أنك أنت الهدفوفي علم الطبيعة تعلم أن الهدف السهل هو الهدف الساكنلذلك لم يكن أمرا غير متوقعا أن يرتدي أفضل حلة لديه ويتأنقمغادرا القصر نحو شركة أخيهفهو لن يعترف بملكية آل الزهري لما ساهم ببنائة ولو بقطرات عرقكان يلتهم المخبوزات الساخنة إلتهاما وهي ترقبه بهدوء ظاهريوفنجان قهوتها شارف على آخر قطراته وقال متفكها:- على فكرة أنت المفروض تفطري كويسردت ببرود وهي تهز راسها:- على فكرة أنا فطرت وفنجان القهوة اللي انت طلبتهولي قربيخلص وكل ده ماعرفتش إيه نوع المأمورية اللي طالعين فيهاتمالك نفسه من الضحك متسليا بمظهرها الغاضب وقال:- انت لما بتيجي تعاقبي ولادك بيكون شكلك كده ؟جمعت أنفاسا متلاحقة بصدرها وهي تنظر للأعلى وقالت أخيرا- باشمهندس أسامة أنا بالظبط قداميقاطعها برقة مستنكرا:- باشمهندس !.أنا لحد امبار كنت أسامة بسدفع بطبق لمخبوزات جانبا وأشار للنادل ليحضر مزيدا من القهوة وقال بعملية تامة:- أحنا لازم نعرف إيه اللي بيدور من ورانا في مجموعة الزهري يا دريةوأخيرا ! حديث متزن عن العملانصتت له وقالت:- فعلا، بس أزاي ؟رد ببساطة:- البداية أنتاتسعت عيناها وقالت:- أنا !ارتشف القليل من قهوته:- أنت صحفيه في مجلة إقتصادية هتطلعي دلوقت على مقرالشركة أنا خليت سكرتيرتي تاخدلك معاد مع نائب مجلسالإدارة هتسألية الأسئلة اللي في الظرف، وحاولي تكونى لطيفة"لطيفة" كلمة مكونة من خمسة أحرف معنونة لديها فقط لمطربة شهيرة،تناولت منه الظرف مستنكرة وقالت بنبرة ثقيلة:- التمثيلية دي فاشلة جدا!ااأقر مؤكدا بهزة رأس:- وارد،بس في حالة أن النائب بصباص وعنيه زايغة،العجلة ممكن تمشيرفعت له أنظارا حارقة ساخرة:- ده أنت كمان عاوزني أمثل دور الإغراء فيهاضاقت عيناه ولم يستطع المقاومة وقال بمكر:- يمكن الدوركان يكون مسبوك كويس لو بلبس أمبارحاحمرت وجنتها بشدة وقالت وهي تستعد للإنصراف:- أنا غلطانة أني وافقت آجي معاكمد يده وقبض على كفها برقة وقال بهدوء:- أنا مش هجبرك على حاجة يادرية،كل اللى بطلبه منك تكونيلطيفة وأهي خبطة ياصابت يا خابتسحبت كفها من قبضته سريعااللعنة عليه لقد اعتاد الإمساك بها واعتادت هي دفء لمساته فقالت بحنق:- اسم المجلة اللي رايحة أمثلها إيه ؟ابتسم لها وهو يشير للنادل طالبا لدفع الحساب:- هتلاقي التفاصيل كلها عندك في الظرف فيه كمان كارت آي دا علقيه وأنت داخله- أنت مش عجباني يا ساليكلمات مرت بخاطرها قبل أن تفصح بها مجهدة في وجه ابنتهاالصغرى التي كانت تجلس ساكنة أمام شاشة التلفاز تتابع فيلما كارتونيا برفقة صغارهاالتفتت لها قائلة بإبتسامة صغيرة:- ليه كده ياست الكل ؟سايبة بيتك وجوزك ليه يا -ابتسمت لها بسخريرة مريرة وهي تقول:" بيتي ! هوا فين بيتي،قصدك بيت سوسن هانمربتت أمها على كتفها مواسية:- طب وجوزك؟!هزت سالي رأسها وردت:- قلت أبعد يمكن يحس بقيمتيأشارت لها أمها نافية وهي تتنهد:-عمر البعد ما بيقرب يا بنتيتقافزت دموع القهر من عيناها قائلة:- مابقاش حاسس بيا يا ماماأمسكت الأم بذراع ابنتها وهمست لها:- قربي أنت منه أكتر وأكتر مش تسيبيه غيرك يلهفه منكرفعت سالي أنظارها نحو أمها على نحو مذعور:-لا ياماما جاسر لايمكن يخونيلوت مجيدة شفتيها لحماقة صغيرتها وقالت:- هوا مش محتاج يخون ياحبيبتى ..الشرع محلله أربعه وجوزك غني وألف مين تتمناهاتسعت عيناها بصدمة وقالت:- قصدك يتجوز عليا،جاسر لايمكن يعملها،الستات أصلا مشفي دماغه،كل اللي يشغله الشغل وأمه وعياله وبس وحتى أنا برة دايرة إهتمامهنظرت لها مجيده ممتعضة وقالت:- الست اللي ماتعرفش تضلل على جوزها وبيتها وتخليه لايمكنيستغنى عنها ست خايبة ياسالي،وأنت مش خايبة أنت بسنفسك قصير وبتستسلمي بسرعةأشارت لها ابنتها لتخفض صوتها الذي قد علا جراء الإنفعال وقالت:- خلاص ياماما يومين بس أريح اعصابى وأرجع طالما زهقت تنهدت مجيدة وقالت:- أبدا يابنتي ..ده أنتو مالين عليا البيت حتى،أما أقوم أعملك عصير تروقي بالك أنت والولادنظرت لها سالي وهي تنصرف لمطبخها وتساقطت دموعها رغماعنها وهي تطالع صورة والداها الحبيب التي تحتل الحائطالمقابل وهمست داخلها "ياريتك كنت معايا "وضعت سماعة الهاتف بأنامل مرتعشة ودقات قلبها تتقافز حتى كادت تصم أذنيها كطبول حرب ضاريةلقد أخبرها موظف الأمن منذ قليل بوصول جاسر سليم وهو فيطريقه الآن للطابق الأخير حيث مكتبها في تلك البناية المتواضعةبالنسبة لبناية شركة والدها الراحلطالعت هيئتها في المرآة التي تحتل عرض الحائط وهندمت زيهاالمكون من قطعتين غير متناسبتين إطلاقا مع الطقس المتقلبالذي يمر بالبلاد بلونه الكريمي الدافىء ومررت أناملها المرتعشةبين خصلات الليل التي تظلل رأسها الجميل وتمتد لتصل إلىورشت المزيد من عطرها المغري وأخذت نفسا عميقا وتظاهرتبهيئة باردة فأيا ما كان يحمله جاسر لها لابد وأنه يحمل صفة ناريةوهي ستنجو منها بالبرودة التي ستزرعها في عروقهاتظاهرت بالإنشغال في أوراق واهية لم تلتقط عيناها أبعد من سطورها الأولىوهو يقتحم الغرفة دون إنذاروخطوات البلهاء التي تتقافز خلفه وصوتها يتعالى من ورائه ورغمذلك وصل خافتا مرتعشا لآذانها بكلمات لا قيمة لها في عالم جاسر سليم:- مايصحش كده يافندصرفتها بإشارة من يديها وهي تتهادي في مشيتها نحوه حاصدةرغما عنه نظرة إعجاب فجابهته بنظرة واثقة وإبتسامة واسعةكلمات معدودة:-جاى تباركليربما يكون تغير بقدر يسير منذ أن هجرها ولكنه لازال متمتعابتلك الطلة الساحرة والساخرة في آن واحد وكبرياءه تعتلي رأسهشامخة ونبرة صوته قادرة على تخدير حواسها أجمع-لا بالعكس أنا جاي أعزيكيعبست بدلال وقالت بلوم:- تعزينى ! أنت مش واخد بالك أنه فات أوانه خلاصضحكته أذابت عظامها وخشونة نبرته أعادت تكوينها على نحو أشعث:-ااه بالنسبة لوالدك !بس لاء مش عشان كده، ولو أن الرحمة تجوز على الجمعاستجمعت شتاتها وعقدت حاجبيها وقالت حانقة:- أومال جاي تعزيني ليه"مد يده ونزع زهرة جوري حمراء من بين مجموعة زهور منقمةفوق طاولة اجتماعات وسط الغرفةقائلا بغموض:-ده اللي هتعرفيه قدامتراجعت بضعة خطوات للخلف واتكأت بإغراء على سطح مكتبها الزجاجى وقالت بدلال:- جاسر،أنت جاى تهددنى وفي أول يوم أقعد فيه على مكتب مدير الشركة؟!مالكش حق بعد الغيبة الطويلة ديلمعت عيناه وهو يلتفت لها:-كل شيء وليه آخر ومن هنا ورايح أعرفي أنك تحت عينىاقترب منها بخطورة، بخطوات فهد فاقتربت منه بدورها وقالتوهي تتلمس كتفه بنعومه:- يسعدني جدا اكون تحت عينيك،بس ماتفكرش أبدا إنيممكن تاني أرجع تحت إيديكابتسم لها وقال مستنكرا وهو يزرع الوردة بين طيات خصلاتها بيد خبيرة:- ليه ؟ ماكنت كده زمانسارت رعشة قاتلة بطول عمودها الفقري فقالت بجمود قبل أنتنهار أمامه وتفقد تماما ماء وجهها:- أنت قولتها بلسانك.. زمانوهمت بصرفه ببرود ولكنه لم تلمح سوى ظله يختفي سريعا منأمامها راقبته ساخرة لطالما كان بارعا بالإختفاء من حياتها بلمح البصرولكن ماهي إلا ثوان معدودة حتى وصل لهاتفها الشخصي الذيلا يعرف رقمه سوى نخبة ضئيلة جدا من المحيطين بها رسالةفضغطت على الزر بأنامل مرتعشة:"العشا بكرة الساعة سبعة في نفس المكان،مستنيكي يا خمرية""وسقط قلبها من بين أضلعهافهو لازال يذكر لقبه الذي كان يتودد به إليهاكان يجوب أورقة الشركة دون هدى يطرق أبواب موظفيه ويبتسم .لهم أو يزمجر بهم على حسب تقلب حالته المزاجيه على مرثلاث ساعات متصلة ماضية،وكاد أن يرتطم بمدام هدى رئيسة قسم الحساباتفتراجع للخلف مغمغا بأسف تقبلته منه مدامهدى على حرج قائلة:-خير ياباشمهندس فيه حاجه ؟حضرتك تؤمر بحاجة ؟!برقت عيناه وهو يواجهها وقال:- أطلبي درية من فضلك وشوفيها فين ؟أومأت براسها وعادت له بعد ثوان:- مابتردش، غريبهعبس وعقد حاجبيه أنها لاترد على مكالمات الجميع إذا،لقدظن أنها تتجاهل إتصالاته المتكررة وهو يريد الإطمثنان عليهافمنذ أن تركها أمام شركة آل الزهري منذ ثلاث ساعات كاملة والقلق يتأكلهوأمرا أخرا يرفض الإعتراف به،فحرفيا هي الآن بوكر زير نساءمخضرم وهيثتها المتزمتة التي طالعته بها هذا الصباح فوجىءبأنها قد غيرتها تماما قبل أن تترجل من سيارته، رغم أن كل مافعلته كان بسيطا للغايةفقط فكت جديلتها وأرسلت خصلات شعرها حرة على ظهرهاومنحت شفتيها مباركة من أحمر شفاة بلون الفريز الشهي، وتركته يحترق بأمنية لوكان بإمكانه تذوق طعمهعاد لغرفة مكتبه بالطابق الثاني تاركا سكرتيرته مترنحة بصوته الصارم بجملة مفاداها"أول ما درية توصل تجيلي مكتبي "عادت سكرتيرته الحسناء إلى مكتبها وعلى وجهها إبتسامة حالمةوهي مفتونة تماما بتغير حالة رئيسها بعد رحيل زوجته الشابة عن الحياةالساعة تعدت منتصف الظهيرة وقررت المرور على صغيرها بحضانتهوحمله باكرا للمنزل بدلا من أن ينتظر عودة أخيه الأكبر من مدرسته ليقله هوفسار صغيرها إلى جوارها وهو سعيد تماما بتلك المفاجئة، يقفز من حين لاخر فنهرته أمه قائلة:- أيهم بطل تنطيطنظر لها الصبي بشقاوة وهو يقول:- ماما أنت حلوة أوي،ماكنتيش كده الصبحالتفتت له ضاحكة وهي تقول:- ياسلاام وكنت وحشة على كده الصبح ؟هز رأسه نافيا وهو يقفز مرة أخرى:- لاء بس شكلك كان مدايق الصبحضحكت وهي تمسك به من جديد:- ماشى يا أبو نص لسان لو مابطلتش تنطيط أنا هشيلكجري الصغير منها وقد اقتربا من باب العقار وهو يصرخ ضاحكا بلهو:- طب امسكيني الأولاتسعت عيناها وكذلك خطواتها وهي تحاول اللحاق بصغيرهاالذي اصطدم بجارهم الطبيب الطيب فتوقفت لتعتذر له:- أنا آسفة جدا، والتفتت لصغيرها الذي توقف أخيرا أمام باب المصعد وقالت مؤنبة:-كده يا أيهم،تعالى اعتذر من الدكتور حالاابتسم لها نبيل وقال:- حصل خير،يالا هات الأسانسير يا أيهمهز أيهم رأسه الكثيف طائعا واستدعى المصعد وتوقفت أمه إلىجواره وتنحنح نبيل قائلا:- راجعين بدري النهاردة ؟!رفعت له رأسها بدهشة فهي كانت لا تعلم أن جارها المتيم بهايراقب تحركاتها ولديه الآن خبرة كافيه بمواعيد انصرافهاورجوعها للمنزل رغم إنشغاله بعمله الطارىء في معظم الأحيانفهمهمت بموافقة ولكن صغيرها تطوع بتوضيح الموقف كاملا:- ماما خلصت شغل بدري وجت أخدتني من الحضانةجزت على أسنانها بإبتسامة وهي تقبض على كف صغيرها بحزم وتدفعه لداخل المصعدوعندما وصلا للطابق الرابع ترجلا منه وتركا جارهما يودعهما ملوحا وعلى وجهه نظرة رجاءوهو يقول:- طب ما تتفضلوا تتغدوا معانا، وماتخافيش مش أكل عزابي وأردف موضحا: بضحكةمتوترة:- الحاجة عندي النهاردةابتسمت بحرج وقالت:- بالهنا والشفا وواجب علينا يادكتور بس احنا كمان بابا عندنا النهاردةواغلقت بات المصعد وتنفست بعمق وفاجأها صغيرها يإحدى أسئلته الغير عادية:- هوا ايه أكل عزابي ده يا ماما ؟ طعمه حلو ؟بتعرفي تعمليه؟ضحكت دريه وسقطت منها مفاتيحها محدثة ضجة مميزة وفتحالباب وهي تهم بإلتقاطهم ورحب بها والدها بحرارة:-كويس إنك رجعتي بدري، يالا الغدا جاهزفدلفت وعلى لسانها إعتراض لم يسمعه والدها،فهي فقط قامتبمهمة توصيل صغيرها حتى لا يمضى مزيدا من الوقت وحيدابفصله وتخطط للعودة مرة أخرى لعملهاملاحظة التغيرات الجذرية التي قام بها والدها في غرفةالإستقبال بالإضافة لعطر رجولي مميز صارخ يجوب الأجواء ولايخص والدها إطلاقا قائلة بحيرة عابسة:با بابا ..بابا أنت عملت أيه ..المكان آآآ..اتغير- مش هينفع .وكده الولاد،،بابا...والتفتت لوالدها الذي كان يصدر سلسلة من الأوامر لحفيدهولاحظت وقوف رجل عريض فارع الطول وعلى كتفه منشفةمطبخها المزركشة والتي لا تتلاثم إطلاقا مع هيئته بقميصةالأسود وسروال من الدنيم الأزرق مبتسما لها بحرارة ويتقدم منهابخطوات خجلة واطلق والدها ضحكة عميقة وهو يربت على كتف الرجل الذي يفوقه طولا:- هاه أيه رأيك،أنا والعقيد غيرنالك ديكور الشقة كده أحسنوأوسع واستغلينا المساحة مش كده ولا أيهصافحها العقيد بحرارة وهو يسلط بأنظاره عليها قائلا بحرج:- في الحقيقة سيادة العميد أصر وماكنش قدامى غير أني أقدم المساعدة أتمنى ماتكونيش أتدايقتيوقفت تطالع الرجل عاقدة الحاجبين كالبلهاء تماما، اللعنة عليه، اللعنة تماما عليهشون كونوري بشحمه ولحمه لن يقاربه روعةهزت رأسها صامتة ووالدها يسمعها الأروع بفخر واعتزاز وكأنماكان إنجازه هو:- طارق هوا اللي طبخ النهاردةوضحكتها كانت البلهاءوانصرفت لغرفتها مسرعة وهي تغمغم بغيظ- ياترى أوضتي في مكانها يابابا ولا اتغيرت هيا كمان ؟!ولم تنتظر للحصول على إجابة فهي كانت تتوق وبشدة للإختفاء داخلهاجلست على طرف الفراش وهي تعد داخلها حتى تخطتالعشرون محاولة التنفس بأيقاع منتظمفي ليلة واحدة ظهر والدها وغير معالم غرفة إستقبالها بمساعدةغريب طاف أركان منزلها !ولم يكتفي بهذا فقط بل وسمح له بدخول مطبخها المرتبوالعبث بخزانة طعامها ليحضر لها ولصغارها طعام الغداء الذيقلما تعده بنفسها فساعات عملها الطويلة المتصلة حرمت أطفالها تلك الرفاهيةهي فعليا تغلي وتزبد وعندما قررت التحلي بروح إيجابية تحطمت تماما على صخرة الواقعأو بالأحرى هاتفها الذي يحمل أحدى عشر مكالمة لم يتم الردلقد نسيته تماما على الوضع الصامت منذ أن دخلت شركة الزهري صباحاوحتما من يغلي ويزبد هو "أسامة" الآن الذي راسلته برسالة نصيةآسفة التليفون نسيته سيلينت ومش هينفع ارجع النهاردة على الشركة تانيبكرة بإذن الله نتقابل ونحكي"ثم أخذت القرار الأكثر تهورا وأغلقت الهاتف !آشري، مش معقول المفاجئة السعيدة دى !التفتت له وهي ترسم على وجهها إبتسامة هادئة وتمد يدها لتصافحه:- أهلا،عاصم بيه .مفاجئة فعلاصافحاها بحرارة ونظرة إعجاب تطل من عينيه قائلا:- حمد الله على السلامة، مصر نورت،أنا كنت جاي استقبلصديق ليا بس طيارته اتأخرت ونزلت ترانزيت في دبى مكتوبلي بقى أوصلكهزت رأسها رافضة عرضه:- ميرسي بجد، بس السواق مستنيني برهتهدلت كتفاه وقال:- طب خلاص اسمحيلي بقى أساعدك في الشنطابتسمت له وقالت:- شور ولو إني هتعبك معايا- بالعكس تعب إيه ده حتى شنطك قليلة أوى اكيد لميتي الليقدريتى عليه ورجعتي بعد الخبر اللي سمعناه كلنا،قالها وهو ينظر لها بمكر بالغ منتظرا ردة فعلها والتي كانتواضحة على ملامحها وتوازت مع نبرة صوتها المتوترة:- خبر إيه،خير ؟!رفع حاجبيه وقال بإندهاش كاذب:- معقول ماتعرفيش،زياد باع شركته لداليا الزهريوعندها توقفت خطواتها تماما عن الحركةلم يتغير المكان كثيرا بل ربما بقي على حالته خاطرة مرت بذهنها وهي تجتاز بسيارتها الرياضية البوابة المعدنية المنخفضة لذلك المنزل الحجري المكون من طابقواحد والذي يحوي غرفتين لا أكثر كانت في الماضي مخباءا سريا لهما لا يعلم موقعه أي شخص سواهما ترجلت من سيارتها وهي واثقة أنه لا يزال يحتفظ بتلك الميزة فجاسر سليم لن يخاطر بسمعته إذا ما شوهد برفقتها وهو الرجل المتزوج .الهواء كان باردا خاصة بمكان واسع يحيطه اللاشيء بعض النباتات القصيرة الغير مشذبة وهواء البحر يحمل صوت تضارب أمواجه وحرصت هي على ارتداء ملابس محتشمة مكونة من قمیص سماوي مقلم وسروال أزرق ينساب على ساقيها بنعومة بالغة ورفعت شعرها وثبته بدبوس ذهبي.فهي مدعوة لعشاء، لم تحتاج لدق الباب فقد كان يقف حاملا فنجانا بمشروب ساخن وعيناه لا تفارقها قائلا وهو ينظر لساعته الثمينة:- فكرتك توهتي فتقدمت منه بهدوء قائلة بثقة ودقات قلبها تتسارع:- أبدا، المكان ماتغيرش أفسح لها الطريق مرحبا بها:- اتفضلي دخلت وطالعت الغرفة الصغيرة التي لم ينالها أي تغيير درجتانللأسفل وتصبح بمنتصفها ثم تقودها لمدفئة حجرية قديمة تقتات على الأخشاب لتشع الدفء في الغرفة بمواجهة برودةرياح الخريف التي يحملها نسيم البحر من الشرفة الواسعة العبة والطاولة المستديرة داخلها تحمل فوقها شمعدانا أثريا من الفضة والشموع مضاءة وبعضها متناثر في الأركان وعلى السور المنخفض ابتسمت والتفت له بنعومة وقالت: - شموع وورد . اتغيرت يا جاسر ! !ابتسم هازئا وقال: - أنا زي ما أنا ماتغيرتش وأنت زمان ماکنش بيهمك لا ورد ولاشموع، واستطرد بمكر: - ماکنش بيهمك غيري أطلقت ضحكة ساخرة:كنت هبلة، فعلا لازم اعترف حمل لها فنجان من الشاي الساخن وقدمه لها وقال معترضا:- کنت بريئة، براءة الحب والأحلام تناولت منه الفنجان وشربت منه القليلوقالت بعزم: - في دي أنا فعلا اتغيرت، خصوصا أني أخدت أعظم درس علىإيديك حرك لها المقعد المبطن بقماش القطيفة لتجلس وجلس أمامهاقائلا بسخرية: - مافيش داعي للشكر ولو أن أنت كان عندك الإستعدادوضعت الفنجان وقالت بمرح: - واضح أنه مش عشا وهنقضيها على فنجان الشاي ده والأتهامات المتبادلة.وضع الفنجان وقال بهدوء:- لا إزاي ده أنا حتى مستنيكي من ساعتها قام وشمر عن ساعديه وشرع بإنهاء طعام العشاء الذي كان يعده بنفسه وقامت هي وراءه لتمد له يد المساعدة قائلة:- أنا ححضر السلاطلم يعترض ودفع لها بسلة الخضروات لتقوم بالعمل ثم قال بلطف- إيه اللي رجعك يا داليا ؟قالت بحنين: - اشتقت لبلديأجاب غیر مصدقا: - ولو أنك زمان کنت مشتاقه تسافري بأي شكلهزت رأسها نافية وقالت: | كنت مشتاقه إني أسيب البلد ونهرب سوا، نبعد عن الكل، بسأنت طلعت أذكى منيضحك هازئا: - لا الصراحة الأذکی کان أمين الزهري وضعت السكين بعدما انتهت من التقطيع وقالت بنبرة حزينة:- وحملتني ذنبهأطفأ الموقد وشرع بإعداد الأطباق وقال بعد وهلة: - ماکنش مذنب، كان حقه ولو كنت مكانه كنت هعمل زيه ضحكت بهسيترية حتى ظن أنها فقدت عقلها وفکت خصلاتشعرها ثم قالت: - سوري بجد، بس أنت ألعن منه على الأقل هوا كان بيعمل أي حاجه عشان يحميني أنا وبس أنما أنت بتعمل كل حاجة عشانتحمي كل حد في حياتك وأردفت بحقد:- حتى لو ممكن يأذيك هز رأسه متفکها وصب الطعام وتذوقه تحت ناظريها ثم مد لهابالطبق وعيناه لاتحيد عنهاقائلا: - بون آبتی، وماتقلقيش أنا دوقت المكرونة قدامك بس الشايوترك جملته معلقة في الهواء وسار بطبقه للشرفة وسارت خلفه وعيناها تلمعان بجزل ثم جلست أمامه بهدوء قائلة:- زیاد بدأت ترجعله ذاكرتهشرع في الأكل وقال بإحتقار: - ودي حاجه تتنسي شركة قيمتها ملايين تروح منه في ستريب بوکرأطلقت ضحكة ساخرة وقالت: - تخیل، مش معقول، أنا كمان ولا ملايين الدنيا تخليني أعملهاثم استطردت بقوة:- ولا عملتها . ركز أنظاره عليها والتمعت عيناه بمكر وقال: - برافو یا داليا بس باتری ممكن تلعبيها لو كنت أنا الخصم ؟ زمت شفتيها وتركت الشوكة جانبا وقالت بإستهزاء:- وأنا اللي كنت فاكراها دعوة عشا بريئة.قال:- اللعبة لسه ماخلصتش باداليا، وأردف بتهدید:- ومش هنخلص إلا لما الشركة ترجعلي . مدت يدها لكوب الماء وارتشفت منه القليل وقالت:- وأنا هرجعالك يا جاسر بس بشرط التمعت عيناه وقال:- أيه هوا ؟ دفعت بخصلات شعرها للخلف وقالت بدلال مفرط:- نتجوز وهكذا ألقت قنبلتها بشفاة قرمزية وبقي هو يحملق بها حتىارتعشت شفتاه بابتسامة غامضةعادت للمنزل منذ يومان وتقبل هو عودتها شاردا حتى أنه رحب بأبنائه بهدوء بالغوصدقت أمها فالبعد جفاء بالفعل وقفت تنظم الأزهار التي تحملها كل صباح لركنها المميز في هذا القصر الشاسع، أزهارا تزرعها بنفسها وتحرص دوما على الإعتناء بها ولكن أزهارها ضعيفة لا تتحمل برودة الخريفوتقلب أجواءه أزهارها مثلها، لم تعد قادرة على تحمل الصعوبات التي تمر بها تتمنى لو تنقشع الغيوم وتعود الشمس لتسيطر على سماء الأرضهي مخلوقة صيفيه بل هي أقرب للربيع من يقول أن الشتاء مطر وفنجان قهوة وصوت فيروز، لایدری نعمة الشمس ولا جمال دفئها وصفاء شعاعها وحرارة الجوالصافية بفضلها وأما عن صوت فيروز فهو يشع شتاءا وصيفا فلم عساها تتمتع به فقط تحت وطأة زمهریر.- صباح الخيرنبرة صوته الدافئة أرسلت لجسدها القشعريرة فالتفتت له وتركتالأزهار هامسة:- صباح النور جلس لطاولة الطعام ليتناول فطوره الذي حمله من المطبخ فيهدوء ثم قال: - الولاد فين مش سامعلهم صوت ؟ ! | تابعت عملها بأصابع متوترة وأجابته متوقعة منه الزجر: - طلعوا رحله للمكتبة تبع النادي هعدي عليهم الساعة ۱۲ أخدهم.ابتسم لها على حين غرة: كبروا، وبيطلعوا رحلات دلوقتيابتسمت له بصفاء وقالت: - وسليم ماشي الصبح عمال ينبه على سلمى تمسك إيدهوماتبصش على حدأطلق ضحكة عالية وبعدها ساد الصمت بينهما وظل ينظر لها ثمقال بحنان دافيء: - ماتسيبي الورد اللي في إيدك ده وتعالي اقعدي معاياهاربة هي بكل تفاصيلها وبالأخص عيناها وكلما عمدت للهروب استهوته مطارداتها لتعود بمكمنه هادئةفيطمئن هو لسكونها نظرت له متوترة ولا تعلم لم قفزت الدموع لعيونها لقد فقدت القدرة على التقرب منه بحديث سوی بکلماتمتناثرة عن حال الصغار ولم تكن يوما ماهرة بالحكي عن نفسها أو عن مشاعرها وهو غامض ككهف حالك السواد لاتدري مابه ولا بأي أرضتطأ إلا عندما يرشدها هو بضوء خافتجلست أمامه صامتة وبادرها بمسكة حانية لكفها البارد وقال هامسا:- إيديكي ساقعه هزت رأسها وحاولت سحب كفها ولكنه استبقاها بل وحاصرالآخرى وقال بدفء: - أنا عارف أني ساعات بضغط عليكي وعارف ومقدر کویس أنك بتستحمليني لكني دايما واثق أنك هتفضلي على طولمستحملاني، ثم رفع ذقنها بطرف إصبعه وحملق بعيناها البنية الدافئة واستطردبرجاء: - يا تری أنا غلطان ياسالي ؟ ياترى بطلتي تستحمليني ؟هزت رأسها نافية وانهمرت دموعها وقالت:- أبدا، عمريمسح دموعها سريعا وقال بصوت أجش:- ماتعطيش مابستحملش دموعكوغمرها بأحضانه وهو يربت على كتفها ثم قبل رأسها وقالبهدوء: - أنا هروح الشغل دلوقت لو عوزتي حاجة كلمينيوهكذا كما يقولون " شمس الشتاء عزيزة " كذلك شمس مشاعرة ودفئه الذي يغمرها به فما كانت سوى دقائق معدودة حظيت بها بقرية لم تثرثر، لم تبح بما يعتمل بصدرها من مخاوففقط طمأنته أنها ستظل دوما إلى جواره واطمأنت أنه لايزال يرغب بذاك القربلأول مرة يتعالي صوتها بصراخ في وجهه فهي كانت تعامله دومامعاملة الأطفال على الرغم من أنها تصغره بخمسة أعوام لا تلجأ للصراخ ولا المطالب بصوت مرتفع وإلا بادراها بالعند ولكن فاض الكيل- فيه أيه بينك وبينها ؟ !رد زاعقا:- قولتلك مافيش حاجه - وبعتلها ليه الشركة وفجأة ومنغير أي مقدماتهدر بها: - مالكيش دعوة بشغلي، شغلي وأنا حر فيه اتجهت لحقيبتها وأخرجت هاتفها والصورة التي لازالت تحتفظبها: - والصورة دي كانت شغل برضه یا زیاد ؟ ! !حملق في الصورة وقال مرتبكا: - كمان باعته جواسيسك وراياردت حانقة: - أنا مابعتش حد وراك الصورة دي وصلتني من حد من مصلحتهأنه يوصلهاليثم اقتربت منه وقالت هامسة بحرقة: - ولأن ثقتي فيك كانت أكبر أن مادیتهاش أهمية، لذلك ولآخر مرة بازياد بسألك فيه أيه بينك وبين داليا الزهري ؟رفع رأسه وقال بتصميم: - مافيش، عاوزة تصدقي أنت حرة مش عاوزة برضه أنت حرةوخرج وتركهاخرج هاربا خرج لأنه بات لايقوى على المواجهة مواجهة واقع أنه خسر عمله وشركته وأمواله وعلى وشك خسرانزواجه واستقراره بالكاملعيناه كانتا تلمتع بغضب وحشي وهو يراقب تقدمها داخل بوابةالشركة من نافذة مكتبهمتأخرة بساعة كاملةبعد ما حدث بالأمس وتجاهلها الرد عليه وتلك الرسالة النصيةالمختصرة جدا | تظهر في اليوم التالي متأخرة ! ! رفع سماعة الهاتف ثم قال لموظف الأمن:- مدام درية وصلت يا عرفةأتاه الرد:- أيوه يا باشمهندس وطلعت على فوق قام وخلع سترته القائمة السواد وشمر عن ذراعيه وسار بخطوات حازمة حتى الخارج وطالعته السكرتيرة بنظرة مشوبة بالإعجابوخاصة أن هيئته كانت أقرب لأحد ممثلي هوليود بقميصه وسرواله الأسوديين وخصلات شعره التي قصرت بعض الشيء ولكنها لازالت تقترب من یافته فهبت واقفة وقالت بغنج:- تؤمر بأي حاجة ياباشمهندس نظر لها بطرف عيناه وهو يطالع الحسناء التي استقرت علىمكتبها منذ ثلاثة أسابيع لا اكثر ثم اقترب منها بحميمية وقال:- فكريني بإسمك تاني ؟ قالت بصوت مبحوح:- میارهز رأسه بغموض ومضي في طريقه وتركها كانت لازالت تفاصيل صباحها بل مساؤها المشحون تطاردها، عراك محتدم بينها وبين العميد الذي هدر بها غاضبا " هتتجوزيه.ورجلك فوق رقبتك " واستيقظت لتجد أن والدها قد غادر تاركا لها مظروفا يحملعشرة آلآلآف من الجنيهات أهكذا يظن ؟ ! ! يحمل لها حفنة من الأموال لتنصاع لأوامرههي ماعادت طفله كانت تدق بأصابع متوترة على لوحة مفاتيح الحاسوب تراجعقيمة أسهم الشركات المنافسة ومن حين لآخر ترتشف القهوة الساخنة التي حرقت حلقهاولكنها تابعت الشرب غير عابئة العبة عاشقوالسؤال الحانق يتردد بداخلها عابثا بسلامها النفسي" أيظن أنها لازالت طفلة ؟ ! ! " توقف المصعد وفتح الباب وظهر بهيئته الشيطانية وسار بعنجهية مفرطة متجاهلا النظر إليها فطالعته متعجبة وهو يتجه لغرفة مكتبه التي لم يطأها من قبل واستمعت لنبرة صوته الآمرة قائلا ببرود:- ورايااتسعت عيناها بغضب ماجنأهكذا أصبح هو الآخر يتحدث إليها ! ! ! | وكعادتها عندما تغضب تأخذ شهيقا عميقا وتتوالى الأرقامداخلها حتى العشرون، فالعشرة لم تكن يوما كافية طرقت الأرض الرخامية بحذائها المدبب وحاولت مسح ملامح الغضب المنحوتة بدقة على وجهها مكتفية بتقطيبة جبين واضحة لم تحتاج لطرق الباب فقد كان مفتوحا على مصراعيه إلى أندلفت منه فأغلقه ورائها بهدوءوبعثر التوتر مشاعر الغضب داخلهافوجودهما فقط في الطابق سویا خلوة كافيةفلم عساه يوصد الباب عليهما ؟ ! ! وكأنما استمع لمخاوفها فابتسم لها وقال بإستهزاء تام:- عاملة إيه يادرية ؟ أزيك وأزي الولاد ؟قطبت جبينها أكثر وقالت معترضة: - إيه الأسلوب اللي بتكلمني بيه ده ؟أشار لها بيده مستفهما قائلا بحدة: - ليه ؟ ما أحنا أصلنا جايين نتسامر مش نشتغل وكانت الحدة من نصيبها هي الأخرى:- أفندم ؟ ! !اقترب منها صارخا: - ماهو أنا لما أبعتك مأمورية وبدال ماتتفضلي وتتكرمي وتتعطفي تردي عليا حضرتك تروحی بیتکو ولا كأن فيه أيحاجة، يبقى احنا جايين نتسامر، ماهو أنا أصبی کنت باعتكتسلي روحك مع العضو المنتدب في شركة الزهري فاقتربت منه هي الأخرى وبرقت بعيناها بوحشية في مواجهتهقائلة: - أنا ماسمحلكش يا أسامة ولحد هنا وكفاية، أنا ما وافقتش علىالتمثيلية دي عشان في الآخر اضطر اسمع سخافتك وهمت بإنصراف ولكن أنامله كانت الأسبق فقبض على ذراعها بحزم وأدارها لتواجهه مرة أخرى فاتسعت عيناها بذهول غاضب- أنت اتجننت أنت أزاي تمسكني كده ؟تجاهل اعتراضها وقال بجنون:- عمل إيه معاكي إمبارح ؟ جذبت ذراعها تلك المرة بقوة وقالت بحزم: - لما تبقى تهدي وتعرف أنت بتقول إيه يبقى نتكلموفتحت الباب ودفعته ورائها بقوةوعادت مرة أخرى إلى حيث مكتبها ووجهها أحمر كقرص الشمس لحظة الغروب وداخلها مكتظ بكل مشاعر الغضبوالجنون وكانت تلك المرة الأولي له التي يراها في تلك الحالة فبادرها بسؤال مهتم:خیر پادرية، مالك ؟ ! | ولم يحتاج لإجابة درية التي عادت لمقعدها وهي تحييه بإقتضاب فقد كان ظل أخيه الذي يندفع من الغرفة تسبقهشياطين السعير خير إجابةفقال بهدوء قدر استطاعته:- صباح الخير يا أسامة ثم تناقلت نظراته بين الأثنين وأردف ساخرا:- ولو أنه مش باين ثم عاد لتوجيه حديثه لأخيه الذي كان بإنتظار المصعد ببرود:- أسامة، عاوزكودخل مكتبه فالتفت الأخير له وأطلق نظرة متوعدة بإتجاه تلكالتي تتجاهله متعمدة فاقترب منها هامسا بوعيد:كلامنا لسه ماخلصشأغلق جاسر الباب بهدوء وقال بصوت لا يقبل الجدال: - عشان نبقي واضحين ياأسامة . أيا ما كان اللي في دماغك لحددرية وستوب التفت له وضحك ساخرا محدقا فيه بتحد تام: - وأنت بقى اللي هتعرفني إيه اللي عنده وأقف ؟أشار له جاسر بإصبعه مهددا: - أبعد عن درية يا أسامة هز رأسه وقال بعند:- مايخصكش یا جاسر، أنت اللي لازم تعرف حدودك أنا مشعیل صغير ولا أنا زیاد كانا على وشك الدخول في عراك محتدم لولا طرقات دريةالهادئة التي قطعت لحظاتهما المشحونة دخلت بهدوء لتضع على سطح مكتب جاسر أوراقها التي تحملهاقائلة برود متجاهله صراع الأسود الذي يدور في الخلفية: - دي نسختين من تقرير عملته عن حركة الأسهم والمعلومات اللي وصلتلها من مأمورية إمبارح، باشمهندس أسامة . ثم أردفتبحزم: - زائد طلب أجازة لآخر الأسبوع یا جاسر من فضلك نظر لهما جاسر حانقا وقال بحدة موجها حديثه لأخيه:- مأمورية أيه ؟ سدد أسامة نظرة غاضبة نحو درية التي كانت تبادله النظراتمتحدية غير عابئة وقال بهدوء غامض:- هتعرف من التقرير اللي عملته درية لعبة عاشقثم انصرف اتجه جاسر لمكتبه وهمت درية بالإنصراف هي الأخرى حتىاستوقفها جاسر قائلا بوضوح: - ياترى الأجازة دي رد فعل على تصرفات أخويا ؟ ! |التفتت له وقالت وهي ترواغه: - أنا عارفة أنه التوقيت مش مناسب بس أنا مضغوطة من كذا ناحية واتطمن أحنا مع بعض على التليفون وهقطعها لو حصلتأي تطورات هز رأسه موافقا وقال بصوت لا يقبل الجدال: - ابعتي البديل وخدي بقية اليوم راحة وبكرة، بعده تكوني علىمكتبك ثم طالعت عيناه التقرير الذي أعدته وتعجب من دقة الأرقام فقال وهو يسدد نحوها نظرة ماكرة: - يظهر أنه من الأفضل ماعرفش نوع المأموريةفأشاحت بأنظارها بخجل وخرجت صامتة فماذا عساها أن تخبره ؟ ! أنها قد تقمصت دور إمرأة لعوب للحصول على معلومات بالغة السرية فقط لساعتين زمن ولو استمرت لربما حصلت على ماهو أكثر، فهذا العضو المنتدب رجل أهوج قد يورط الشركة في مصائب مقابل رفقة حسناء، وبدلا من أن يوجه أخيه الشكر لهابادرها بإتهامات مخزية .طلته كانت مختلفة بعيناهاطلتها هي الأخرى كانت مختلفة بعيناه لم تستاء من التغيرات التي طرأت على مظهره لأنها كانت واثقة تماما من معدنه وطيبة قلبه ولكن الإستياء كان من نصيبه فقالمتبرما: - عمل فيكي إيه الوحش الكاسر ؟ ضحكت بتوتر وهي ترحب به يإهتمام بالغ:- اتفضل يا أسامة، أزيك عامل إيه ؟ ! ! رفت نظراته وهو يطالعها قائلا:- خسيتي ابتسمت بحبور وقالت:- بجد، أهوه أديني بحاول إبتسامتها لم تصل لعيناها قط وسرعان ماغابت عن شفتيها وهيتقوده للداخلقائلة بهدوء: - أظن أنه سوسن هانم نايمة دلوقت بس هيا ممكن تصحی کمان شوية.رد بهدوء: - ولا يهمك أنا ممكن أقضي بقية اليوم معاكم ده لو ماکنشبدايق التفتت له وهي تنفي سريعا:- بالعكس أبدا ده أنت تنورنا- سالي أنت بطلة باغتها بتلك الكلمات عندما همت بالإنصراف للقيام بواجبالضيافة فالتفتت له قائلة بتوتر:- ليه بتقول كده ؟قال وكأنما يؤكد لها حقيقة: - اللي تعاشر جاسر والنسخة الأنثوية منه لازم تكون بطلةثم أردف بلطف: - ماتعمليش حاجة وتعالي احكيلي مالك، ليه شكلك تعيس کدهتوقفت الكلمات عند شفتيها وحشر صوتها في حلقها حتى ظنت أنها ستختنق والدموع هددت بإنهيار مزر أمامه فهزت رأسهانافية وقالت وهي تشدو هروبا: - تعرف أنت بتفكرني ببابا الله يرحمه، كنت ممكن أعرف أمثلعلى ماما لكن بابا . . .وصمتت وجاهدت الدموع التي توالت بالطرق على جفونها بقوة أكبر عند ذكرى والدها الحبيب ثم أردفت بصوت متحشرج:- كان بيقفشني كل مرة، خليها وقت تاني يا أسامة أنا ورايا مشوار مهم . . الولاد فوق في أوضتهم بيلعبوا لو تحب تقعد معاهموتركته ينظر لهروبها بحيره لاعنا أخيه في سرهقضى فترة لا بأس بها باللهو مع أبناء أخيه، سليم كان يتحاشي اللهو بصخب وعندما يهم بفعل ما يتراجع عنه سريعا وكأنما يخشى التمتع باللعب حقا كأي طفل في الثامنة من عمره، أما سلمى فكانت فتاة بريئة مرحة لم تكف عن السؤال عن ابنة عمها وإلى أين ذهبت وكيف لها أن تتركهم فكان سليم يقاطعها بعنف عندما تذكرهاحتى هدئه أسامة وقال له: - براحة على أختك يا سلیم، أنت لازم تكون حنين عليها وتحميها مش تزعقلها وتتخانق معاها فرد سليم متبرما:- ماهي أسئلتها غبيةابتسم له عمه بدفء وقال: - عشان بتسأل عن مريم، طيب أنت ماوحشتکش ؟هز رأسه وقال بحزن:- وحشتنيفرد أسامة بحنان: - أنا كمان وحشتني جدا بس اللي مصبرني أنها عند ربنا فيالجنة بتلعب ومبسوطة فقالت سلمى بعقل طفلة في الخامسة من عمرها لاتستوعبمعنى الفراق: - طب مانروحلها نلعب معاهاهز العم رأسه مؤكدا بهدوء: - هنروحلها . في يوم من الأيام كلنا هنروحلها.- عيد كدة تاني اللي قولته حدق فيه ولازال عقله يحاول إستيعاب ما قاله أخيه الأكبرفقال جاسر بضيق:- فيه إيه مش مفهوم في كلامي ؟ قبض على لسانه كي لا يتفوه بألفاظ قد تسيء لأخيه محاولا الهدوء ولكن محاولته لم تكن جدية بالقدر الكافي إذ أنه ردصارخا: - أنا عايز أعرف أنت حدودك فين بالظبط ؟ إيه اللي ممكن يوقف جاسر سليم ؟رد بعنف:- أنا مافيش حاجة ممكن توقفني ومافيش حد يلوي دراعيضحك أسامة بسخرية وقال:طب ما أهيه بتلوي دراعكفرد جاسر بهدوء: - الجواز مش لوي دراع ده قبول أو رفض بين أي طرفينالتمعت عيناه بحدة وقال: - وأنت موافق یاجاسر ؟ضاقت عيناه وقال: - القرار مش بتاعي لوحديحدق فيه غير مصدقا وقال: - أنت ممكن تعمل كده في سالي فعلا ؟رفع أنظاره نحو أخيه وقال: - إحنا في مركب واحدة، وهيا بتخاف على مصلحتيزعق فيه حانقا:- أومال بتقولي ليه ؟ هه، لمجرد العلم بالشيء أنت أصلا واخد قرارك ومش محتاج ليا ولا لغيري، ولا هامك حتى الأرقام ولاالمعلومات اللي جابتها درية لم يستطع المقاومة أكثر من ذلك فاندفع نحو عبوة السجائر التي تخص أخيه وسحب واحدة وهو الذي أقلع عن التدخين تمامامنذ عام تقريبا ونفثها بقوة: - مش كفاية وماتضمنش أن الشركة ترجعليعندها بهدوء قال ساخرا: - ترجعلك ! ! مش ترجع لزياد ؟ ! !حل ربطة عنقه وهدر: - ولما ترجع لزياد حيحصل إيه، هيضيعها من تاني ونفضل نلففي الحلقة دية لحد أمتي ؟ هز أسامة رأسه وقال وهو ينظر له بضيق قائلا بتهكم مرير: - أنت أصلا واخد قرارك ومافيش حاجة هترجعك إلا لما تخسر، عارف وأنا هسيبك تخسر وافتكر كلمتي ياجاسر افتكرها كويسواقترب منه ولكزه بإصبعه في كتفه قائلا بتصميم: | - أنت محتاج الخسارة عشان بعد كدة تعرف تقدر قيمة اللي معاكتمر على المرء لحظات يتمنى لو لم يختبرها قطولكن للقدر لحظاته الفارقة في زمن قريب بمكان ليس ببعيد خرجت شابة في منتصف العشرينات من بيتها لتتجه لزيارة صديقتها التي انتقلت للحی القريب منذ يومان فقط، زيارة لو أطالتها لساعة واحدة فقط في ثرثرة نسائية ماعرفت بخيانة خطيبها الذي كان يجلس في مطعم برفقة أخرى وهو الذي أخبرها يوم الأمس أنه سيكون مسافرا.بعمل ولشدة هول المفاجأة عليها تركت الفتاة سيارة الأجرة التي كانت ستقلها عائدة لبيتها وهي تتجه للمطعم لتصب على الخطيب الغادر غضبهاوكانت المحظوظة التالية بتلك السيارة الخاوية في هذا الوقتالمزدحم " سالي " التي لم تكن محظوظة بقدر كافي إذ عادت لقصر " آل سليم" مبكرة حاملة هدية عيد ميلاد لزوجها وحبيبها وقررت لشدة حظها أن تدخل من باب الشرفة الواسع بدلا من البوابة الرئيسية للقصر لتضعها في حجرة مكتبه حتى تكون مفاجأة لطيفة له.عندما يعود ولكن المفاجأة لم تكن لطيفةإذ لم تكن أبدا ! ! فسالي استقرت على الأرض الباردة للشرفة المظلمة ودموعها تجري أنهارا على صفحة وجهها البريء في صمت تام بجوارالحقيبة التي تحمل هديتها التي غلفتها برونق خاص فلقد سمعت للتو قرار زوجها بالزواج من أخرى والسبب لم يعد أبدا مهم ! !لقد فكر وقرر واختار رغما عنها فكما قال " هما الإثنان فيمركب واحدة وما قيمتها بمقارنة شركة تقدر بملايين الجنيهات ؟ ! !لو أراد إختيارها لكان فعلوبكل الأحوال هي خاسرة إن رفضت فستخسره وإن قبلت أيضا ستخسره.لا تعلم كيف دفعت بساقيها للنهوض ولا بعد كم من الدقائق تماسكت وحملت هديتها بوجه بارد ودموعها تشق داخلها نهراالا قرار له ودلفت من باب القصر الشامخ لمحت الأضواء الخافتة تهرب بظلها من خلف باب غرفة مكتبه فتجاهلتها متعمدة وصعدت للأعلى حيث دفء أبنائها هاربةولكن شيئا ما جعلها تتوقف أمام حجرتها نعم هي المسئولة الأولى عما آلت له حياتها، هي من رفضتها وكرهتها وجرعتها كؤوس الهوان والذريعة." أم مريضة "سمعت آه خافتة تلتها أخرى توقعت أن تنشب داخلها نیران الحقد وأن يرقص قلبها طربا بذاك العذاب، ولكن عذابها كانأكبر وبيقظة ضميرها الذي لا يهدأ اتجهت بخطوات هادئة نحوغرفتها وطرقتها بحرص وخطت داخل الغرفة المظلمة لمعة عيناها أرشدتها لمكانها لقد كانت تفترش الأرض أمامالشرفة أضاءت المصباح الخافت وقالت بتساؤل مرتجف:- أندهلك نعمات ؟ هزت لها رأسها نافية وقالت بقسوة الألم وقوته:- مش عاوزه حد، عاوزه أموت، تعبتمنعت دموعها من الإنهيار بصعوبة واقتربت منها وقالت بصوتمرتعش: - طب على الأقل قومي معايا على سريرك ماينفعش تموتي على الأرضنظرت لها بكراهية وقالت:- ده اللي بتتمنيهابتسمت لها ساخرة: - لیا آه بقيت بتمناه، وليكي . . . إن كان فيه راحة ليكي جذبت ذراعها فجأة بقوة تتنافى مع مرضها وقالت وهي تدفع بجسدها للأعلي بمساعدة ذراع سالي الممدوة لها بخشونة:- التأخير من عندكلم تتمالك سالي نفسها وضحكت ودموعها تنهمر وهي تدفعبجسد سوسن النحيف نحو الفراش وهي تهمس لها:- مافيش فايدةأمسكت سوسن بكفها قبل أن تبتعد وقا



اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم : "كان جاي ياخد فلوسه.. ومعاه مسدس لعبة" Moha
0 294 Moha
صور ببجي babaji تنزيل صور وخلفيات لعبة ببجي للموبايل Moha
0 1034 Moha
صور بابجي PUBG HD احلى خلفيات لعبة ببجي Moha
0 827 Moha
رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء الأول dody
0 654 dody
رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء العشورن والأخير dody
0 281 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، لقد ، كنت ، لعبة ، يده ، الجزء ، الثانى ، عشر ،











الساعة الآن 09:25 AM