انخفضت مبيعات هواتف آيفون الجديدة بسبب احتفاظ المستخدمين بالموديلات الأقدم لفترة أطول نظرا لارتفاع أسعار الإصدارات الجديدة دون أي تحديث جديد يستدعي دفع مبالغ أكبر طالما أنه لا يفرق كثيرا عن الإصدار الذي يمتلكونه.
فعلى سبيل المثال أضافت آبل تقنيات إلى (+7 و+8) هي أن الزر في منتصف الشاشة أصبح ومضة وأضافت تقنية التصوير في (كاميرا البورتريه) الثانية مع تحسين في الكاميرا والشاشة، فلاقت الإقبال الكبير وحققت مبيعات خيالية بحسب أرقام وكالات الاقتصاد، ثم أطلقت أجهزة (آيفون اكس – اكس اس – اكس اس ماكس – اكس آر) دون زر أسفل الشاشة فجذبت الأنظار نحو هذه النسخ، مع تحسين أنظمة الشاشة أيضا، وكان السعر يتناسب مع الميزات فحققت، بسبب الترويج الكبير، على الأرباح المرجوة.
حالياً أصبح العملاق الأمريكي الذي تصدر قائمة التكنلوجيا والمال لسنوات عدة حسب إحصائيات أسواق المال العالمية في المرتبة الرابعة بعد سامسونغ وهواوي و أوبو، وساهم في هذا السقوط قيام كل من سامسونغ وهواوي، رغم كل مشاكلهما الأخيرة في الولايات المتحدة، بشحن 75.1 و58.7 مليون هاتف على التوالي، فحصلت الشركة الكورية الجنوبية بالتالي على حصة 25% من حصة السوق، مقابل 20% للعملاق الصيني.
وشهدت آبل انخفاضاً قياسياً خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في العام الحالي، ليبلغ 11.8%، حيث لم تتجاوز مبيعاته 26 مليار دولار بعد أن كانت في العام الفائت 29.4 مليار حسب احصائيات أجرتها الوكالات العالمية.
وفيما تفقد أبل حصتها من السوق، تعزز هواوي تلك الحصة، حيث تكشف بيانات “آي إتش أس ماركت” أنه، في هذه المرحلة، تمكنت الشركة الصينية من تجاوز الحظر التجاري الأخير في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز مبيعاتها ليس فقط في الصين بل في الشرق الأوسط وأوروبا كذلك، حيث كشف ناشطرين في مواقع التواصل الإجتماعي على أن زوار موقع هواوي في فرنسا تخطى زوار موقع آبل.
وعوض هذه الخسارة قسم الخدمات (“آبل باي” و”آب ستور” و”آي تيونز” و”آبل ميوزيك” و”آي كلاود” وغيرها) التي شهد تقدما نسبته 15 في المئة في خلال سنة، محقّقا 11.5 مليار دولار.
ولكن تنفس مسؤولو شركة “أبل” الأميركية الصعداء، بعدما حققت الهواتف الجديدة أرقام مبيعات كانت جيدة للغاية خلال الأيام الأولى التي تلت كشف النقاب عن أجهزة (آيفون 11، و 11 برو، و 11 برو ماكس) مقارنة بنفس المدة بالنسخ السابقة التي أطلقت العام الماضي، ولكن ما إن وجد المشترين أن لا جديد يميز بين هذه النسخ والنسخ السابقة سوى في الكميرا الثالثة الموجودة في ايفون 11 برو ماكس وبعض الأمور الفنية الصغيرة التي لاتستحق سعره الذي تجاوز 1700 دولار أمريكي، حتى انهالت الإنتقادات وبدأت المقارنات على يوتيوب بين إصدارات أيفون الجديدة وإصدارات هواوي التي، على حد تعبير التقنيين، فاقت آيفون وبسعر يقل عنه مرتين.
حتى أن آبل أطلقت آيفون 11 بسعر أقل من 50 دولار عن اصدارات أيفون الجديدة في السنوات السابقة (ولأول مرة في تاريخها) وهذا ما يأكد تدهور الحالة الاقتصادة في آبل حتى قامت بهذه الخطوة ليصبح 700$ بدلاً من 750$ ، هذا كان له العامل الأكبر في جذب قطاع واسع من المستهلكين وخاصة مالكي الإصدارات الأقدم من الآيفون، ولكن بنفس الوقت كان له الأثر السلبي على سمعة آبل في الأسواق الاقتصادية، مما أدى إلى استقرار مبيع آيفون (اكس آر) بالرغم من طرح الإصدار الجديد.
ولكن رغم ذلك وبالعودة إلى الإيجابيات فإن بطاريات ايفون 11 التي تم تحديثها أنقذت الموقف إلى حد ما، وجعلت آبل تبيع بأكثر من المتوقع بسبب هذه المشكلة المتواجدة في الاصدارات السابقة، ونعود لنؤكد على أن ضعف التعديلات الجديدة على اصدارات ايفون 11 جعلت أبل تضع ارقاما متوقعة للمبيعات أقل بكثير من السنوات الماضية
تاريخياً كان وصول هواتف آيفون 6 عام 2014 ثم هواتف آيفون 6 إس عام 2015 الفضل الأكبر في التأثير على أصحاب هواتف الآيفون الأقدم منها على التحديث، ومازالت تلك الإصدارات تحديداً تشكل نسبة كبيرة بين مستخدمي الآيفون، حتى أن ترامب منذ اسبوع أشار أنه لاتعجبه الاصدارات الحديثة لافتقادها زر أسفل الشاشة.
وبحسب موقع “بوكيت ناو”، فإن الشركة الأميركية، ستدفع حوالى 680 مليون دولار، من الغرامات، لصالح سامسونج، لأن “أبل” لم تستلم الكمية الكاملة من الشاشات التي قامت بطلبها، بعدما تضررت من انخفاض مبيعات هاتف “آيفون”، هذا لأن، ورغم المنافسة المحمومة بينهما، تعتمد شركة “أبل” على “سامسونج”، بشكل كامل، في صناعة الشاشات المتطورة لهواتف آيفون.