تريد كل أسرة أن تربي أطفالها على مكارم الأخلاق لكي يكونوا صالحين، ولكن في بعض الأحيان، و لقلة الخبرة من الأب والأم، يقعون في الكثير من الأخطاء التي تسبب خلل في تربية الطفل. في هذا المقال، سنعرض لكم أهم خمس أخطاء، يقع الكثير من الآباء والأمهات فيها أثناء تربية أطفالهم.
فبعض الآباء والأمهات يتحكمون في كافة تصرفات أبنائهم بشكل زائد عن الحد المطلوب، ويعاقبون الأطفال بصورة قاسية على أفعال غير خاطئة، أو قد لا تستحق هذا العقاب الشديد. يتحكمون في كافة رغبات الطفل، كفرض نوع معين من الأطعمة والملابس والأصدقاء، مما يجعل الطفل الصغير لا يستطيع إكتشاف الدنيا من حوله بشكل صحيح، ولا يستطيع إختيار أي شيء بنفسه. يؤدي ذلك إلى إعتماده الدائم على أهله في إختياراته، مما يجعله شخص ضعيف الشخصية ومتواكل. يشعر دائما بالخوف من العقاب حتى عندما يفعل تصرفات غير خاطئة. لذا، يجب علينا عدم التسلط والتحكم الزائد في كافة تصرفات الطفل، و إعطاءه مجال لإكتشاف الحياة من حوله وأختيار اصدقائه وأسلوب حياته. لا تتدخلي إلا حينما تشعرين أن الطفل قد اختار شيءً خاطئاً يضره، و يجب أن يكون التدخل بالتوجيه والنصح لا بالعنف والإجبار.
تعد مقارنة الطفل بغيره، من أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الآباء والأمهات، والتي لها تأثير سلبي جدًا على حياة الطفل. فيجب علينا ألا نقارن الطفل بأخواته أو أقاربه أو زملائه، لأن ذلك يؤثر على نفسية الطفل ويجعله يشعر بالغيرة والحقد على غيره. بالإضافة إلى أن تلك المقارنات تفقد الطفل الثقة بنفسه، وتجعله يشعر دائمًا أنه أقل من غيره. يجب على الآباء أن يكون لديهم إدراك بأن كل طفل لديه قدرات عقلية ومهارات تختلف عن أي طفل آخر. يجب على الأسرة إكتشاف قدرات ومواهب ومهاراته ومساعدة الطفل على تنمية تلك المهارات. التركيز والتشجيع على تنمية مهارة معينة لدى الطفل قد يجعله ينبغ فيها فيما بعد.
يعد الإهمال من أخطر الأمور التي تؤثر على حياة الطفل، وقد تؤدي به عند الكبر إلى الإنحراف. فالإهمال الزائد للطفل قد يؤثر بالسلب على نفسيته، ويجعله يشعر بأن والديه لا يحبانه ولا يهتمون برعايته. هذا بالإضافة إلى أنه يجعل الطفل عرضة للوقوع في أي خطأ، أو معرفة أشخاص غير صالحين دون أن يقوّمه أحد، وينصحه بأن تلك التصرفات خاطئة. يجب على الوالدين أن يخصصوا مساحة كبيرة من وقتهم للجلوس مع أولادهم، والإهتمام بهم، وارشادهم إلى الأفعال الصحيحة، كي لا يقترفوا الأخطاء الكبيرة. ويجب أيضًا على الأبوين متابعة تصرفات أبنائهم، والتعرف على أصدقائهم لكي يقوموا بتوجيههم عند الحاجة.
يلجأ معظم الآباء إلى إهانة الاطفال و توبيخهم سواء إهانة لفظية أو جسدية. ويعد هذا الأمر من الأمور الخاطئة تمامًا، ولكن للأسف يقع فيها معظم الآباء. فالضرب والإهانة اللفظية لا تربي في الطفل أي قيم، بل بالعكس تجعل الطفل ينشأ بنفسية غير سوية، و تجعل شخصيته ضعيفة ومهزوزة. هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض الأطفال يتعودن على الضرب والإهانة اللفظية، و لا يسمعون كلام الأم او الأب إلا عند إهانتهم، وهذا الأمر خطير للغاية. يجب على الآباء ان يقدموا النصح لأبنائهم وتعليمهم الأفعال الخاطئة من الأفعال الصحيحة. عندما يريدون تقويم أو معاقبة الطفل عند فعل أي شيء خاطىء، يمكنهم حرمانه مثلًا من شيء يحبه، ثم يقدمونه له فيما بعد عندما يفعل الصواب، مما يجعل الطفل ينشأ بنفسية سوية.
من المشاكل الأخرى في التريبة، هو عدم الإتفاق بين الوالدين على سلوك تربوي محدد لتربية الطفل عليه. فيجب أن يعامل الوالدان الطفل بنفس الطريقة، وبنفس درجة الحب والتربية، لكي يحبهم الطفل بنفس القدر، فلا يحاول الطفل الإنحياز للأم مثلًا عن الأب. فيجب على الأم والأب تعلم الشدة واللين في الأوقات المناسبة، وأن يربوا أطفالهم بنفس الطريقة. فإحذري الثناء الدائم على فعل الطفل لإرضائه وكسب حبه، لأن ذلك أيضًا يجعله يتعود الحصول على أي شيء يريده و في أي وقت. إتباع هذه المناهج التربوية الموحدة أمام الطفل، تجعله ينشأ على التربية السوية، فيستطيع التفريق بين المواقف الصحيحة والخاطئة، كما تجعل لديه ثقة زائدة في والديه وفي نفسه.