
فى منزل نادين بغرفتها
توقفت ايثار عن البكاء قائله: هو فى حل واحد بس معرفش رد فعل فارس هيكون ايه، بس ايا كان رد فعله مش هرجع عن الحل ده.
نادين قلقه: حل ايه؟
ايثار: الانفصال هكلم فارس واقوله يطلقنى.
<a name=\'more\'></a>
صدمت نادين قائله: ايه اللى بتقوليه ده؟! فرحكو كان امبارح، حاولى تراجعى نفسك وتدورى على حل تانى.
ايثار حزينه: ملهاش حل تانى، انت قولتى انى بقيت مراته وله حقوق شرعيه، وانا مش هقدر اعمل ده، يبقى ننهى الموضوع احسن، وقت ما اتفقت معاه كنت مفكره انى ابتديت انسى عمار، واعتقدت ان علاقتى بفارس هتخلينى مع الوقت انساه خالص، لكن كده مبقاش ينفع، لانى لو مقدرتش انساه هبقى بخدع فارس.
لم تفهم نادين قائله: مفهمتش تقصدى ايه؟
ايثار: لما اتفقت مع فارس كانت دى هتبقا فترة خطوبه، نتعرف فيها على بعض، ويا اما نحب بعض ونكمل، ايما نفترق زى اى اثنين مخطوبين، وموضوع الكتاب لانى كنت هعيش معاهم فى البيت، وشرعا طبعا ماينفعش ابقى موجوده الا لو كنت مراته، زى اى اثنين اتخطبو اتكتب كتبهم لحد ما يتم الجواز، وده بيحصل كتير عادى، وممكن ينفصله، لكن دلوقتى الوضع اختلف، وهبقى زوجه حقيقه.
نادين: اه... كده فهمت بس حسب اللى حكتيه معتقدش فارس هيوافق.
ايثار: يبقى قرارى صح، وهرفع قضية خلع، لانه بعد كل ده بردو مش هيفكر بعقله، يبقى بعد الجواز الحياه هتبقى مستحيله.
اخذت نادين نفس وزفرته قائله: بصراحه عندك حق.
ايثار: هروح اكلمه واقوله يجى، واتكلم معاه وانهى الموضوع ده.
خرجت ايثار وقفت بجوار الباب وامسكت الهاتف وطلبت رقم فارس، وانتظرت حتى اجاب قائلا: اتصلتى بسرعه كنت خايف تتاخرى عليا.
ايثار متردده: ممكن تيجى عشان اتكلم معاك؟
فارس: لاء انا هاجى عشان اخدك معايا.
ايثار عابسه: لما تسمع كلامى نبقى نشوف.
فارس متعجبا: فى ايه صوتك بيقول ان فى حاجه مهمه.
ايثار: فعلا هى حاجه مهمه ولازم تسمعنى الاول.
فارس قلقا: حاضر نص ساعه وهكون عندك ابعتى لى العنوان وتس.
انهت ايثار المكالمه وارسلت له العنوان، بعد ان اخذته من نادين وجلست معها، كانت ايثار خائفه من رد فعل فارس فهى تعرف عصبيته وغضبه، جلست صامته فلاحظتها نادين فربطت على كتفها قائله: متقلقيش اكيد فارس هيتفهم.
هزت ايثار راسها بالموافقه مع عدم اقتناعها بالامر، رن هاتف نادين نظرت به وفرحت عندما رات ان مرام تتصل بها، فاجابت قائله فى سعاده: مرام حبيبتى وحشتينى جدا.
مرام سعيده: انت كمان وحشتينى جدا، حاولت كتير اكلمك وانت فى فرنسا، بس تلفيونك كان مقفول، قولت انت نسيتى تحوليه دولى قبل ما تسافرى.
تنهدت نادين فى حزن: لاء حولته بس حصل حجات كتير اضترتنى انى اقفله خالص لما تيجى هحكيلك.
مرام قلقه: حجات ايه؟ بصى عموما انا هغير هدومى واخد شاور عشان افوق واجيلك.
نادين سعيده: هستناكى وعملالك مفجاءه هتفرحك قوى.
مرام سعيده: يا مفجاءتك يا مفجاءتك، هصبر لحد ما اجى عشان اعرفها.
نادين سعيده: واكيد هتفرحى بيها قوى يلا سلام.
انهت معها المكالمه واذا بهاتف ايثار يرن، فنظرت به فوجدته عمار، تعجبت من اتصاله ولكنها لم تجيب، ظلت تنظر للهاتف اسكتت الصوت وتركته يرن، كانت تتمنى ان تجيب، ولكنها تشعر ان هذا خيانه لفارس، فاخذت نفس وزفرته بحزن، كانت نادين تشاهدها وهى حزينه لاجلها، فهى فى وضع لا تحسد عليه، رن هاتف ايثار مره اخرى فنظرت به وجدته فارس فاجابت قائله: ايوه يا فارس.
فارس: انا على باب الفيلا ممكن تفتحى؟
ايثار: رن الجرس وحد من الشغالين هيفتحلك وانا هنزل اقابلك.
فارس: تمام.
اغلق فارس الهاتف، ورن جرس الباب فتحت له احدى العاملات وادخلته، لحظات واتت اليه ايثار كان مازل واقفا عندما راى ايثار اسرع اليها واحتضنها قائلا: وحشتينى وحشتينى جدا.
لم ترد عليه ايثار فاكمل: انا عارف انك زعلانه منى، وعندك بس اوعدك مش هزعلك تانى، بس متبعديش عنى.
ايثار فى عقلها: انت بتصعبها ليه يا فارس.
فارس: ايه مش هتردى عليا هتفضلى ساكته، وانا مش هسيبك الا لما تردى.
ايثار: مش هرد ليه اقعد نتكلم.
فارس ووهو محتضنها: طب ما نتكلم كده احسن.
ايثار متوتره: معلش اقعد عشان نعرف نتكلم كده مش هينفع.
شعر فارس بعدم تجاوبها معه فتركها، وجلس على الاريكه واشار لها لتجلس الى جواره، لكنها تجاهلته وجلست على احد الكراسى المقابل له، شعر فارس انها ماتزال غاضبه منه، فتنهد قائلا: واضح انك لسه زعلانه.
ايثار متردده: مش موضوع زعل فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه.
فارس متعجبا: موضوع ايه ده؟
زاد توتر ايثار اخذت نفس وزفرته قائله: فاكر اول ما اتفقنا على الجواز قلنا ايه؟
تعجب فارس من السؤال قائلا: ايوه طبعا فاكر لكن ليه بتسالى دلوقتى.
فى شقة عمار
استلم عمار الشقه من البواب، ودخل وجلس دون ان ينظر بها، كان قلق على ايثار ويريد الاطمانان عليها، لهذا حاول الاتصال بها، وعندما لم تجب عليه ظل جالسا مكانه، فهو لا يعرف ماذا يفعل ليطمأن عليها، ظل جالسا وهو ممسك هاتفه فكر ان يرسل لها رساله، ولكنه عاد عن الفكره، خوفا من ان يكون فارس معها، ويتسبب فى شجار بينهم، ترك الهاتف الى جواره واخذ نفس وزفره قائلا: واخرته معاكى يا ايثار امتى هتصدقينى وتسامحينى.
وضع يديه على شعره واعاده الى الخلف، وقام اخذ حقيبته ودخل احد غرف الشقه، فهى غرفتين وبهو صغير وبها بعض الفرش فى حاله جيده، اخذ هو الغرفه الكبيره التى بها غرفه نوم كامله، اما الغرفه الاخرى بها سرير وخزانه قفط، وضع ملابسه فى خزانة الغرفه، واستلقى على سريره بملابسه، حتى دون ان يخلع حذاءه، رن هاتفه فامسكه بلهفه على امل ان تكون ايثار، نظر به فوجده والده فنظر بخيبة امل واجاب قائلا: ايوه يا بابا.
صفوت: ايوه يا حبيبي عامل ايه دلوقتى؟
عمار: الحمد لله بخير.
صفوت: ممكن تجيلى عايز اتكلم معاك شويه قبل ما اسافر.
عمار: حاضر مسافة السكه وهكون عندك.
انهى المكالمه ونزل اخذ سياره اجره، وذهب الى والده فى الفندق، صعد الى غرفته دق الباب ودخل، نظر اليه صفوت قائلا: تعالى نقعد فى البلكونه احسن.
هز راسه بالموافقه ودخل معه جلسا امام بعضهم، وكان بينهم طاوله صغيره، اخذ صفوت نفس وزفره مترددا: عمار انا عارف انى ظلمتك، لما سبت كل حاجه باسم اخويا محمود، بس متخيلتش انه يعمل كده.
انتظر صفوت ان يجيبه عمار باى شئ لكنه لم ينطق فاكمل: وعارف انى ظلمتك لما طلبت منك انك تتجوز سهيله وانا عارف انها رافضه.
عمار عابسا: انا اللى غلطان كان لازم اعرف انها هتبقى زى ابوها، متكبره وانانيه وميهمهاش غير نفسها.
صفوت عابسا: ميصحش تقول على عمك كده.
عمار غاضبا: هو اصلا كده، بس انا بقول على سهيله مش هو، وعموما خلاص انا هبداء حياتى هنا فى القاهره، خلاص اجرت شقه وهشتغل، سواء مع فارس او غيره، بس مش راجع اسكندريه تانى خلاص.
صفوت حزينا: اللى يعجبك يابنى، بس عايزك تنسى ايثار وتعيش حياتك بقى، هى اتجوزت خلاص.
عمار غاضبا: انسى لاء.. لكن اعيش حياتى اه، انا سبت البيت عندهم ومشيت عشان حسيت انى مسبب لها مشكله.
صفوت حزينا: كان غلط من الاول انك تروح هناك، وانت عارف انها كانت بتحبك.
زاد غضب عمار من قوله كانت وقال فى حده: هى اصلا لسه بتحبنى بس بتكابر.
صفوت غاضبا: طلما بقت على زمة راجل تانى، يبقى مينفعش تفكر فيها تانى خلاص، سبها تعيش حياتها.
عمار غاضبا: وليه مسبتهاش تعيش معايا؟ حرمتنى منها ليه؟ بتعذبنى ليه نفسي افهم.
صفوت حزينا: يا بنى قوتها مخيفه، انت متخيل ان ابوها مره شال ونش بايد واحده، ونش يعنى لو زقتك تجيب اجلك، انا خايف عليك، وعموما يا بنى انا غلطان، مكنتش متخيل انك بتحبها قوى كده، بس خلاص الامر انتهى انسى بقى.
عمار حزينا: انتهى مانتهاش مش مهم خلاص انسى انت بس ومتقلقش عليا.
صفوت فى حزن شديد: انا اسف يا بنى مكنتش اعرف ان الموضوع هيوجعك قوى كده.
تنهد عمار متالم: خلاص يا بابا انا مش زعلان، بس سبنى الملم جروحى وضمد جراحى، يمكن الالم اللى جويا يخف شويه.
صفوت متالما: يعنى انت سامحتنى خلاص؟
عمار: ايوه انت ابويا وعمرى مازعل منك، حتى لو ظلمتنى، المهم انت متبقاش زعلان منى.
صفوت مبتسما: عمرى مازعل منك ابدا ده انت امتدادى من بعدى.
ابتسم عمارحزينا: ماشى ياعم خلاص بس خلى بالك من اسر.
صفوت متنهدا: ابنك فى عنيا بس ممكن تفضل معايا النهارده لحد ما اسافر.
عمار: حاضر هفضل معاك لحد ما اوصلك للقطار.
صفوت مبتسما: ربنا يباركلى فيك يا حبيبى ولا يحرمنى منك ابدا.
عمار: ويباركلى فيك وميحرمنيش منك ابدا يا بابا.
قام صفوت وقف وفتح ذراعيه، واتى اليه عمار واحتضنه بحب قائلا: وحشنى حضنك قوى يا بنى، عارف انى وجعتك بس غصب عنى.
تصاقطت الدموع من عينه فمسحها عمار بيده وقبل يده قائلا: خلاص بقا انا مش زعلان.
فاحتضنه صفوت مره اخرى قائلا: ربنا يكرمك يا بنى ويفرح قلبك.
تنهد عمار قائلا: ايوه انا محتاج الدعوه دى قوى، نفسى قلبى يفرح.
صفوت مبتسما: ان شاء الله ربنا كريم يا بنى.
وظلا معا حتى اوصله الى القيطار فى المساء.
فى فيلا نادين
نظر فارس لايثار ينتظر ردها اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: احنا وقتها اتفقنا لو مقبلتش الجواز منك هننفصل بهدوء صح؟
تضايق فارس قائلا: انت بتقولى الكلام ليه؟
ايثار متردده: لانى عرفت ان الاتفاق ده عشان يتم صح، كان المفروض كل واحد فينا ينام فى اوضه لوحده، وان دخولنا مع بعض اوضه واحده، يخلى الحواز ده جواز حقيقي، يعنى الاتفاق ده كانه مش موجود.
لم يفهم فارس قصدها قائلا: تقصدى يعنى انك كده بقيتى زوجه شرعيه ليا.
هزت ايثار راسها بالموافقه دون كلام، فنظر لها فارس بعدم فهم قائلا: ممكن توضحى اكتر عشان اللى فهمته كده...
قاطعته قائله: ايوه اللى فهمته صح فى الشرع نعتبر زوجين مش مخطوبين.
ابتسم فارس سعيدا: بجد انا مكنتش اعرف، بس تمام خلاص يلا نرجع بيتنا، ونبدأ حيتنا من اول وجديد.
ايثار ررفضه: لاء... انا اسفه انا مكنتش اعرف ده الا من شويه، وعشان كده كلمتك عشان ننهى الموضوع بهدوء، زى ما انفقنا.
تلاشت البسمه من على وحه فارس قائلا: ننهى ايه هو لسه ابتدينا؟ وبعدين انا قولتلك انى مكنتش اعرف زيك، يعنى مليش ذنب بتعقبينى ليه؟
ايثار عابسه: انا مش بعقبك بس ماينفعش افضل هنا، ولا ينفع ارجع معاك، الحل الوحيد اننا نهى الموضوع.
فارس غاضبا: ليه مينفعش ترجعى معايا؟
ايثار بنظره صارمه: لانى مش هينفع اكون لك زوجه.
فارس مصدوما: ليه لسه بتحبى عمار صح.
تنهدت ايثار قائله: الموضوع ملوش دعوه بعمار الموضوع...
قاطعها فارس غاضبا: امال له دعوه بمين هاه ردى.
نظرنت اليه غاضبه: له دعوه بيك، وبغضبك اللى مش بينتهى ابدا، انا تعبت لما لسه مبقلناش غير اسبوع واحد، واتخنقنا فيه اكتر من مره، ومش بس كده، ده انت اتعدين حدودك بدل المره اثنين وثلاثه، تقدر تقولى اكمل معاك ازى؟
فارس متهربا: ده من حبى ليكى وغيرتى عليكى، يعنى المفروض ميزعلكيش يفرحك.
ايثار غاضبه: يفرحنى! يعنى ايه افرح لما تزعق كل شويه وتنكد عليا، بسبب ومنغير سبب ده حب ايه ده.
فارس عابسا: خلاص اوعدك مش هغضب تانى ولا هزع...
قاطعته ايثار غاضبه: لسه قايل الكلام ده من شويه، واديك كنت بتزعق اصدقك ازى انا اسفه.
فارس غاضبا: اسفه يعنى ايه؟ مش هترجعى معايا البيت؟
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: ايوه مش هرجع، وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وقف فارس غاضبا: لاء طبعا انت هترجعى معايا البيت ودلوقتى حالا، ومش من حقك انك ترفضى، لانك مراتى شرعا دلوقتى، يعنى الموضوع خلص خلاص.
قامت ايثار ونظرت اليه غاضبه: فعلا هو خلص خلاص، والاختيار ليك يا اما تطلق بالمعروف، ويا اما هخلعك؟
صدم فارس من كلام ايثار نظر اليها قائلا مصدوما: تخلعينى يعنى ايه.
ايثار بنظره حسمه: يعنى اخلعك، انت مش رافض اننا نخرج بالمعروف زى ما اتفقنا، وانا مش هينفع اكمل معاك مع غضبك ده.
زاد غضب فارس قائلا: وانا مش هطلق، وهطلبك فى بيت الطاعه، وان مكنتيش هترجعى معايا برضاكى، هترجعى غصب عنك، انت مراتى ومش من حقك ترفضى.
نظرت اليه ايثار متحديه: اعلى ما فى خيلك اركبه، بس خليك فاكر انك انت اللى بدأت.
وتركته واتجهت لتصعد عند بداية الدرج، قالت دون ان تنظر له: اه وبالنسبه للشغل انا مستقيله.
وصعدت دون ان تنتظر رده، ظل فارس مكانه مصدوم من رد فعلها، ولا يعرف ماذا يفعل، هل يصعد خلفها وياخذها بالقوه، ولكن هذا سينهى العلاقه ببنهم نهائى، فهى ستكرهه وهو لا يريد ان يطلقها، اخذ نفس وزفره بغضب، وخرج واغلق الباب خلفه بقوه شديده، رجت المنزل كله، كانت نادين تجلس بغرفتها تنتظرها، وقد سمعت صوت شجارهم ولم تجد ما تقوله، جلست ايثار على طرف السرير بجوارها دون كلام.
نادين حزينه: مش عارفه اقولك ايه.
ايثار: متقوليش حاجه هو ده فارس مفيش فايده مش بيتغير.
نادين قلقه: تفتكرى هيطلبك فى بيت الطاعه زى ما قال؟
ايثار: لاء مظنش هيرجع يعتذر ويحاول يرضينى، عشان ارجع معاه، هو كل مره كده يتخانق ويزعق، وبعدين يندم ويجى يصالحنى ويراضينى، بس المره دى الوضع مختلف، انا مش هرجع معاه حتى لو عمل ايه.
نادين: يعنى مفيش امل انك تكملى معاه؟
ايثار: ما انا قولتلك عصبيته الزياده هتكرهنى فيه.
رن جرس الباب فابتسمت نادين قائله: اكيد دى مرام.
ايثار مبتسمه: انا نفسي اتعرف عليها، من كتر ما حكتيلى عنها.
نادين: يلا تعالى ننزل لها اعرفك عليها.
نزلتا الاثنتين لمقابلة مرام.
فى منزل مراد
عاد مراد الى بيته، فهو يسكن فى شقه تطل على النيل، اربع غرف كل غرفه بها حمام خاص بها، ومطبخ كبير وحمامين اخرين وبهو كبير، كانت زوجته تجلس فى البهو على صالون مدهب، دخل وجلس بالكرسى الى جوارها قائلا: السلام عليكم ازيك يا فريال.
فريال سعيده: وعليكم السلام اهلا يا مراد جاى بدرى النهارده يعنى.
مراد: لقيت عروسه حلوه لابنك قولت اجى الحقه قبل ما ينزل.
فريال سعيده: لسه داخل اهو لكن قولى مين العروسه دى؟
مراد: عارف حاتم اللى بشتغل معاه.
فريال: ايوه طبعا.
مراد: بنت اخوه.
فريال سعيده: نادين يا زين ما اخترت، دى بنت زى القمر ومحترمه جدا بس قول يارب هى ترضى بيه.
مراد: البنت غلبانه وطيبه، وابنك لو عرف يكسبها ويخليها تحبه، يبقى خلاص الجوازه خلصت.
فريال: خلاص كلمه هو جاى اهو.
اتى شاب فى الثلاثين من عمره، قمحى اللون يميل الى السمره، شعره اسود ناعم مصفف بشكل جميل، بلحيه خفيفه بجسد معتدل، اقترب منهم قائلا: ازيك يا بابا جيت بدرى النهادره يعنى.
مراد: اهلا تامر اقعد تعالى عايزك.
تامر مبتسما: عارف هتكلمنى فى موضوع الجواز تانى، وانا قولتلك معنديش مانع بس هتلى عروسه.
نظر له مراد قائلا: جبتلك العروسه بس هى ترضى بيك.
ابتسم تامر متفاخرا: هى مين دى اللى ترضى بيا هى تطول.
مراد: تطول انت عارف دى مين؟
تامر: مين يعنى؟
مراد: نادين محمد عابد، الوريثه الوحيده لشركة عباد الله.
تامر: اه دى جوازه ولا سفقه؟
مراد عابساوهو ينظر الى فريال: عجبك كلام ابنك ده؟
فريال وهى تنظر الى تامر: اولا دى بنت زى القمر، ادب واخلاق لو لفيت العالم مش هتلاقى ظفرها، وعشان كده لو رضيت بيك يبقى من بختك.
تامر ساخرا من كلامها: من بختى ماشى يا ستى، وانا موافق طب ايه المطلوب منى؟
مراد غاضبا: يعنى ايه المطلوب منك؟
تامر: يعنى هنروح نخطبها امتى طيب.
مراد: لاء انت هتيجى تشتغل معها فى الشركه، وتقرب منها، لو عرفت تكسب ثقتها، هنتكلم فى الموضوع معرفتش تنسا وندورلك على واحده تانيه.
تامر متفاخرا: مين ده اللى ميعرفش، لاء متخفش مش هما بيقولو عليا عدو المرأه، انا بقى فاتن النساء مش هتاخد فى ايدى يومين.
مراد ساخرا: طب يا ناصح شكلك خيبان، انا هقوم اغير هدومى، وانت اعمل حسابك بكره هتروح الشركه تتعرف عليها، اه اوعى تجيب قدامها سيرة جواز، انت هتشتغل هناك مكانى، لانى مش فاضى مفهوم.
تامر ضاحكا: مفهوم.
تركهم ودخل الى غرفته نظرت اليه والدته قائله: خلى بالك دى مش بنت من اياهم، زى اللى تعرفهم، دى بنت محترمه.
تامر وهو يقترب منها ويضع اصبعه على فمه مازحا: هوس واطى صوتك، انت عايزه يقفشنا ويعرف انى خرابها.
فريال عابسه: ربنا يهديك وتبطل قرف، من يوم ما اتعرفت على الواد الزباله ده، وانت بقيت زفت، وانا مش راضيه اقول ابوك عشان مايزعلش، يا اخى حرام عليك توب بقى واتعدل.
تامر ضاحكا بسخريه: اوعدك لو البنت عجبتنى هتوب، ومش هرجع للطريق ده تانى.
فريال عابسه: لو عجبتك بس قول هى ترضى بيك.
فقبلها فى خدها وقام قائلا: انت محساسنى انى هاخد السفيره عزيزه، كل البنان زى بعض سلام.
وهم بالخروج فنادته فريال قائله: مش هتتغدى معانا.
نظر اليها قائلا: لاء هتغدى مع اصحابى (واشار بيده) باى باى.
وتركها وذهب قامت هى لحقت بوالده.
عند فارس
خرج فارس وهو فى شدة الغضب ركب سيارته، وبدأ يخبط على عجلة القياده بيده بقوه قائلا: ماشى يا ايثار ماشى يا ايثار.
وتحرك بالسياره بسرعه شديده، ظل يلف بالسياره لبعض الوقت، لا يعرف اين يذهب او ماذا يفعل، حتى توقف بالسياره امام شركة والده، وضع يده على راسه واعاد شعره الى الخلف قائلا لنفسه: اطلع احكى ل بابا واخد رايه بس هيزعل منى؟( صمت للحظات ) طب ماهو كده كده هيزعل لما يعرف طلما الحكايه وصلت لكده يبقى هيعرف، انا هطلع احكيله واللى يحصل يحصل.
صف فارس السياره بالمكان المخصص للسيارات، وصعد لوالده، اخبر مساعدته ان تخبره انه يريد الدخول له، وانتظر حتى اخبرته ودخل قائلا: السلام عليكم عندك وقت اتكلم معاك شويه؟
فهمى متعجبا: حتى لو معنديش، افضيلك نفسى شكلك زعلان او متضايق من حاجه.
جلس فارس بالكرسى امام المكتب حزينا: فعلا انا متضايق جدا ومحتاج اتكلم معاك.
اخبر فهمى مساعدته بان لا تدخل عليهم احد، وقام فهمى وجلس بجوار فارس قائلا: خير يا بنى فى ايه.
تردد فارس للحظات واخذ نفس وزفره بقلق، وقص على والده كل ما حدث دون ان يخبره عن عمار، ونظر اليه ينتظر رده، بدى على فهمى الغضب ونظر الى فارس قائلا: يعنى انت عشان تخلص من جواز من واحده مش بتحبها، تجيب واحده متعرفش عنها حاجه وتدخلها بيتنا، افرض انها حراميه ولا نصابه، كان يبقى ايه الحال؟
فارس فى خجل: انا عارف انى غلط ومعترف بغلطى، والحمد لله طلعت بنت مؤدبه ومحترمه، وكمان بتهيالى لبسها يدل على اخلاقها، وده اللى شجعنى انى اوافق على كلام شهد، وكمان مفيش بنت هتعرض حياتها للخطر عشان واحد متعرفوش، الا لو كانت انسانه محترمه وجدعه.
فهمى عابسا: كلام صحيح بس برضو اللى عملته كان غلط، وكنت اتمنى انك تيجى تقولى من الاول، مش تستنى لما تحصل مشكله وتيجى تقولى.
فارس نادما: انا عارف انى غلط بس ممكن تسامحنى وتساعدنى؟
فكر فهمى قائلا: ماشى هسامحك، لكن اساعدك ازى انت متخيل انى لو كلمتها ممكن ترجع؟
فارس متحيرا: انا مش عارف اعمل ايه دبرنى.
فهمى: انت بتحبها فعلا وعايز تكمل معها، ولا كرامتك وجعاك من كلامها.
تعجب فارس قائلا: ايه السؤال الغريب ده؟
فهمى: ماهو بص يا بنى لو كرمتك هى اللى وجعاك، انسها وابعد دلوقتى احسن من بعدين، لكن لو بتحبها يبقى لازم تتغير، لان اللى حكيته بيقول انك هتعيشها فى عذاب.
فارس عابسا: انت معايا ولا معها انا ابنك مش هى.
فهمى: هى من يوم ما دخلت بيتى وانا اعتبرتها زى بنتى، وبعدين اللى مرضهوش لبنتى مرضهوش لحد.
فارس غاضبا: يعنى ايه اطلقها يعنى؟
فهمى غاضبا: لاء تبطل غضب وتتعامل معها صح، يعنى تقعد معها اسبوع تتخانق معها اكتر من خمس خناقات، امال هتعيشو باقى عمركو ازى ها رد؟
اخذ فارس نفس وزفره بغضب، ونظر الى الجه الاخرى دون ان يجيب، نظر اليه فهمى مترددا: بص يا بنى زمان انا كنت زيك، ولما اتجوزت امك كنت بتخانق معها تقريبا كل يوم خناقه، بسبب ومنغير سبب، وهى مستحملتش وسابتنى ومشيت وكنا خلاص هنطلق، بس الشركه اتعرضت لازمه ماليه كبيره، وكانت هتفلس، لقيت امك جايه وجايبه شيك بمبلغ كبير، وقالتلى انها مش عايزه ابنها يطلع يلاقى ابوه راجل فاشل بسبب الغضب..،
لان المشكله اللى حصلت للشركه بسبب غيرتى عليها، من واحد كان بيشتغل معانا، وانا طردته وفسخت العقد معاه، ادتنى الشيك، وسابتنى ومشيت منغير متاخد اى ضمنات، كبرت قوى فى نظرى وقتها، روحت صالحتها ورجعتا، وفهمت ان غضبى كان هيخصرنى كل شئ، قررت وقتها وانى اتحكم فى غضبى، واحكم عقلى فى اى حاجه قبل ما اعملها، ومهما يحصل بينى وبنها عمرى ما ازعلها، لانها علمتنى درس عمرى ما هنساه، واعتقد ده اللى بتعمله ايثار دلوقتى، وان مفقوتش ورجعت لعقلك هتخصر كل حاجه.
نظر فارس لوالده ممتنا: متشكر يا بابا كلامك خلنى افكر انى لازم اتغير، وافكر بعقلى واكيد هلاقى طريقه احل بيها مشكلتى معها، منغير ما اخصرها (اكمل فى عقله) ولا اخصر شغلى.
فهمى مبتسما: هو ده ابنى اللى ربيته وبقى راجل صح.
فارس مبتسما: عن اذنك هروح البيت وافكر فى حل واكيد هلاقيه.
فهمى مازحا: اتفضل يلا كفايا عطله بقا.
ضحك فارس ضحكه حزينه، وخرج ركب السياره وعاد الى المنزل، صعد الى غرفته استلقى على سريره، وبدأ يفكر فى حل للامر، وبعد بعض الوقت جلس مكانه وهو يقول لنفسه: فكره كويسه وحل كمان واعتقد ايثار مش هترفض بعد الغدى هاكلمها.
فى فيلا نادين
جلس الثلاثه معا بعد ان عرفت نادين على ايثار
مرام سعيده: كان نفسى اتعرف عليكى من زمان، من كتر ما حكتلى عليكى نادين.
ايثار سعيده: وانا كمان ديما نادين تتكلم عنك، وتحكى عليكى وسعيده جدا لانى شوفتك.
نادين سعيده: انا اسعد منكم انتو الاثنين، بلاش رسميات بقى وقولى عملتى ايه فى امريكا.
مرام فى خجل: اتفسحنا انا وسامح وقعدت مع اختى، سامح طلع طيب جدا وصادق فى كلامه.
نادين سعيده: ربنا يبارك لكو فى بعض ويهدى سرك.
مرام مازحه: حاضر يا تيتا.
فضحك الثلاثه
مرام سعيده: مالك بتتكلمى كده زى الجدات.
نادين ضاحكه: انا غلطانه انى بدعليك يارخمه.
مرام مبتسمه: ما انا عارفه وبرخم عليكى، قوليلى بقا ايه اللى حصل معاكى فى فرنسا؟
ايثار قلقه: انا كمان عايزه اعرف، بعد ما كلمتك تليفونك اتقفل ايه اللى حصل؟
اخذت نادين نفس وزفرته وقصت عليهم كل ما حدث حتى عودتها دون ان تذكر وجودها فى شقة مارك وهروبهم ومرضه.
مرام بغضب: يعنى الكلب اللى اسمه سليم ده مفهوش فايده احسن يستاهل اللى جرى له.
ايثار غاضبه: ده انسان سافل واللى جرى له ده اقل حاجه.
نادين قلقه: اللى خايفه من انه يرجع مصر تانى، ويعمل مشاكل وعمى من ساعت ما رجعنا وانا حاسه انه تعبان مكسور مش عارف.
ايثار حزينه: اكيد طبعا اى شخص مكانه، لازم يحس بالعجز انه مقدرش يحميكى.
نادين حزينه: عندك حق وخايفه عليه قوى.
مرام حزينه: متخفيش عمك قوى، بس هو مهموم وقلقان عليكى وده طبيعى.
ايثار: ده طبيعى فتره وهيروح.
تعمدت نادين اخفاء امر مارك عنهم، رغم انهم اقرب الناس اليها، فهى تشعر بالخجل والندم، انها بقيت معه فى شقته وحدهم، رغم انها كانت مجبره ولكنها تشعر بالندم على ذلك.
نادين لتغير الكلام: بقولكو ايه يلا تعالو ندخل المطبخ نعمل حاجه حلوه، بمناسبة اننا اتجمعنا النهارده.
مرام مازحه: ونعمل زى الافلام ونحدف الدقيق على بعض.
نادين ضاحكه: فاكره يا مرام كنا بنعملها كتير اللعبه.
مرام مبتسمه: اه فاكره بس للاسف النهارده مش هينفع، مش معايا لبس تانى وكمان سامح هيرجع بدرى.
نادين: طب خلاص سماح المره دى، انما اعملى حسابك تجيبى لبس ونعمل احلى حلويات.
مرام: ان شاء الله نتفق على يوم، عشان كمان ايثار محضرتش معانا قبل كده تجرب.
ايثار مازحه: هنعمل زى الافلام ونحدف الدقيق على بعض بقا وايه.
فضحك ثلاثتهم وقامت مرام قائله: معلش همشى انا بقى.
نادين حزينه: ايه ده مش هتتغدى معانا؟
مرام: معلش انا تعبانه اصلا من الطياره، بس عشان وحشانى قولت اجى اشوفك واطمن عليكى، وكان حظى جميل اتعرفت على ايثار، اللى ياما حكيتيلى عنها وكان نفسي اشوفها.
قامت ايثار قائله سعيده: انا كمان كان نفسى اشوفك، واتعرف عليكى، من كتر ما حكتلي عليكى نادين.
قامت نادين واحتصنتهم قائله: انا اسعد منكم انت الاثنين عشان اتجمعنا مع بعض.
احتضنتها هما الاخريتين، وظلا يمزحا حتى واصلا مرام الى باب الفيلا، وصعدتا الى غرفتها مره اخرى، جلست كل منهم بجاور بعضهم، ولكن كل واحده فى عالم اخر، اخرجهم من شرودهم صوت هاتف ايثار فنظرت به وجدته فارس ترددت لحظات واجابت قائله: ايوه يا فارس.
فارس مبتسما: متشكر انك رديتى، ومتاسف لو احتديت عليكى، ممكن اجى اتكلم معاكى شويه؟
فكرت ايثار قائله: هتتكلم فى ايه تانى الكلام خلص يا فارس؟
فارس: معلش ادينى فرصه اسمعينى يمكن كلامى يعجبك.
ايثار: طب هستاذن من عم حاتم الاول، عشان هو خلاص على وصول واقولك.
فارس: خلاص هكلمه انا واستاذن منه واجيلك.
ايثار: خلاص ماشى بس خليها بالليل عشان يكون اتغدى.
فارس: تمام خلاص اتفقنا مع السلامه.
ايثار: مع السلامه.
انهت ايثار المكالمه وانزلت الهاتف من على اذنها، وظلت تنظر له للحظات بشرود اخرحتها نادين من شرودها قائله: ايه عايز يجى؟
ايثار: ايوه بس مش عارفه ايه فى دماغو.
نادين: ايه اللى قلقك؟
ايثار: قلب ناعم وبيتكلم بترجى، ومش عارف اعمل ايه؟
نادين: انت عايزه ترجعى له؟
ايثار: مش دى النقطه، انا عامله زى اللى وقعه فى حفره، ومش عارفه اعمل ايه.
نادين: مش فاهمه؟
ايثار: ماهو انا لو رجعتله هبقى خاينه، لانى لسه بفكر فى عمار، محتاج وقت عشان اقدر انسى، ولو سبته هبقى فتحت الطريق لعمار (اكملت فى عقلها) وانا مش هقدر اقاوم وممكن اضعف قدامه، ومش هقدر اكون معاه بعد ما رفض عم صفوت.
اغلقت ايثار عينها وتنهدت بالم ربطت نادين على كتفها قائله: اديله فرصه اسمعيه وشوفى كلامه، وعلى اساسه حددى موقفك.
هزت ايثار راسها بالموافقه وقامت دخلت الحمام، نظرت عليها نادين متالمه قائله فى عقلها: مسكينه حطيتى نفسك فى وصع صعب جدا.
فى غرفة فارس
انهى فارس مكالمته مع ايثار، واستلقى على السرير وهو يفكر، ماسيكون رد فعل ايثار بعد ان يتحدث معها، ثم تذكر انه يجب ان يخبر والدته قبل ان يعود والده، ويخبرها هو بالحقيقه فتغضب منه، فقام مسرعا خرج من غرفته وذهب الى غرفتها، دق الباب ودخل قائلا: ممكن ادخل اتكلم معاكى شويه؟
ابتسمت ايمان قائله: اكيد طبعا يا حبيبي تعالى.
اقترب منها وجلس بالكرسى الى جوارها وتنحنح قائلا: كنت عايز اقولك حاجه بخصوص ايثار.
ايمان: قول انا سامعاك.
تلجلج فارس قليلا وقص عليها كل الامر دون ذكر امر عمار، ونظر لها ينتظر ردها، نظرت اليه وابتسمت قائله: وانت جاى تقولى دلوقتى ليه؟
فرك فارس فى راسه قائلا: بصراحه قولت اقولك قبل ما بابا يرجع ويحكيلك، وتزعلى يعنى بيدى لا بيد عمرو.
ضحكت ايمان قائله: ماشى يا بتاع عمرو، وانا خلاص مش زعلانه، بس حاول تصلح علقتك مع مراتك وتصالحها.
اخذ فارس نفس وزفره قائلا: اهو ادينى بحاول وكله على الله.
ابتسمت ايمان قائله: بص يا بنى اهم شئ بالنسبه للست هو الامان، وانت خلتها تخاف منك، حسسها بالامان وهى ترجعلك.
فكر فارس قائلا: يعنى مش الحب اهم شئ بالنسبه للست؟
ايمان: الحب مهم بس الامان اهم، لان مع وجود الامان ممكن يتولد حب ويكبر ويقوى، لكن منغير الامان ممكن يموت حب قوى جدا كمان.
ابتسم فارس وتعجب قائلا: اول مره اخد بالى من الكلام ده تعرفى ان عندك حق وكلامك صح، متشكر يا ماما فهمت غلطى وهصلحه صح.
وقبل يدها وخرج قابل شهد عند الباب فنظر لها قائلا: قوليلى هو انت قولتى لماما عن الاتفاق اللى بينى وبين ايثار؟
شهد متهربه: لاء مقولتش هو انا عيله ولا ايه.
واسرعت الى غرفتها واغلقت الباب، لحق بها فارس وقف خلف الباب قائلا: تبقى قولتى يا عيله.
وضحك فاجابت شهد من الداخل قائله: اه قولت ومش عيله.
فارس وهو يضحك: طب ماشى.
وتركها وعاد الى غرفته وهو يضحك، جلس على احد الكراسى، ونظر الى الخيمه وهو يقول فى عقله: كنت متهور وغبى، يعنى هى جايه هربانه من عمار، بدل ما اساعدها بقيت عبئ عليها(خبط بكف يده على راسه ) هتبطل تسرع امتى.
اخذ نفس وزفره بغضب، وارجع راسه على ظهر الكرسى، وبعد بعض الوقت دق باب الغرفه كانت الدادا تناديه لتناول الطعام، نزل فارس تناول الطعام معهم وبعد ان انتهى قام وقف قائلا: انا خارج عندى مشوار ومش هتاخر.
ابتسمت ايمان قائله: مشوار ماشى ابقى سلم لنا على المشوار.
ضحك فارس قائلا: حاضر يا ماما عنيا.
تحرك يصعد الى غرفته فنادته شهد قائله: فارس الاقى شغل ليا عندك؟
فالتف ونظر لها قائلا: شغل ايه يا بنتى هو انت تنفعى فى شغل؟
شهد بوجه عابس: اه طبعا انت متعرفنيش انا موظفه شاطره جدا.
فهمى ضاحكا: طب يا موظفه يا شاطره ما تيجى تشتغلى معايا انا؟
شهد مازحه: اصل يعنى الشركه عندكو كبيره، والشغل هيبقى كتير، انما عند فارس الدنيا رايقه.
فارس مازحا: قصدك ان الشركه عندى صغيره مش كده، طب مش هشغلك ايه رايك بقى.
فقامت شهد امسكت ذراع فارس قائله: انا بهرج معاك يا فروسى خلاص بقا
فارس مازحا: فروسى!ايه فروسى دى انت عمرك مادلعتينى بيها، وعشان خاطر الكلمه الغريبه دى مفيش شغل.
شهد ضاحكه: ماهو انت ملكش اسم دلع انا مالى.
وضع فارس ذراعه حول رقبتها قائلا: عايزه تشتغلى صحيح ولا بتهرجى؟
شهد مبتسمه: ايوه بصراحه زهقت من الروتين بتاع كل يوم عايزه اعمل تغير.
فارس سعيدا: خلاص يا ستى اهلا بيكى فى شركتى، بس خلى بالك الشغل شغل معنديش هزار.
ضحكت شهد قائله: تمام يا فندم متقلقش كله هيبقا تمام.
فاحتضنها قائلا: ماشى هخدك معايا بكره ونروح سوى.
ثم قبل جبينها وصعد الى غرفته، ليغير ملابسه ويستعد ليذهب لايثار، كانا والدها يشهدان الحوار بينه وبين اخته بسعاده.
فى منزل مرام
عادت مرام من عند نادين، اعدت الطعام حتى اتى سامح، دخل سامح احتضنها وقبلها فى وجنتها قائلا: وحشتينى جدا.
مرام سعيده: انت كمان وحشتنى قوى، اطلع غير على ما اغرف الاكل.
سامح: حالا هطلع اغير وانزل.
صعدا الى الغرفه غير ملابسه ونزل، كانت هى وضعت الطعام على الطاوله، سحب لها كرسى جلست عليه وجلس هو بجوارها، وبدأا تناول الطعام نظر لها سامح قائلا: تسلم ايدك ياحبيبتي الاكل رائع.
مرام سعيده: بالهنا والشفا يا حبيبي.
سامح: تحكيلى بقى عملتى ايه مع نادين؟
مرام: عرفتنى النهارده على صاحبتها ايثار، بنوته زى العسل من اسكندريه.
سامح: طب ونادين اتعرفت عليها ازى؟
مرام: هى ونادين اصحاب من زمان، كانو اتعرفو مره زمان وهما فى المصيف ومن وقتها بقو اصحاب.
سامح: طب ايه اللى جابها القاهره؟
مرام: بصراحه مسالتش ومش مهم، المهم انى مبسوطه انى عرفتها بنوته جميله.
سامح: وانا مبسوط عشان حبيبتى مبسوطه وفرحانه انا شبعت.
مرام: انت مكلتش حاجه اصلا.
سامح: معلش تعبان وعايز انام(بتثائب) حاسس انى بقال سنه منمتش.
مرام: طب اطلع اسبقنى هشيل الاكل ادخله المطبخ واحصلك.
سامح: لاء هشيله معاكى ونطلع سوى.
مرام: طلما تعبان اطلع ارتاح وانا هشيله.
سامح وهو يرفع صوته: طب خلاص صاحبتك هى اللى هتشيله معاكى اعترضى بقا.
مرام ضاحكه: انا اقدر ازعل صاحبتى.
فضحك الاثنان وحملا الاطباق ووضعوها فى المطبخ وصعدا معا الى الاعلى.
فى غرفة نادين
كانت ايثار تجلس على احد الكراسى، بعد ان تركتها نادين وذهبت الى عمها فى غرفته، بعد ان عاد من العمل، دق باب الغرفه كانت نادين قد عادت فتحت ودخلت قائله: يلا ايثار عشان نتغدى.
ايثار فى خجل: ما بلاش انا عشان عمك ميتضايقش.
ابتسمت نادين قائله: عمى هو اللى هيزعل لو منزلتيش، هو مستنينا تحت يلا قومى.
لفت ايثار حجابها ونزلت معها، جلست نادين بجوار عمها وايثار الى جوارها فنظر لها حاتم قائلا: اهلا بيكى يا ايثار يا بنتى، انت هنا فى بيتك يعنى ملوش لزوم الخجل.
ايثار متوتره: شكرا يا عمى.
حاتم: ايه شكرا دى وجودك هنا مع نادين بيفرحنى، يعنى انا اللى لازم اشكرك.
ابتسمت ايثار قائله: ده من زوق حضرتك.
حاتم: ربنا يسعدك يا بنتى، المهم نادين قالت لى انك عايز تشترى شقه.
ايثار: ايوه عايز يكونلى شقه فى القاهره.
فكر حاتم قائلا: تمام يا بنتى انا اعرف سمسار كويس، هكلمه يشوفلك شقه جنبنا هنا.
ايثار: شكرا احضرتك.
حاتم: اه صحيح خطيبك اتصل بيا، وهيجى بعد الغدى يقعد معاكى شويه، هو اكيد قالك بس قولت ااكد.
ايثار: اه قالى.
كانت ايثار تشعر بخجل شديد، ولا ترفع عينها من طبقها، فشعر بها حاتم، فانهى طعامه وقام قائلا: انا شبعت هطلع اوضتى ولما يجى فارس ابعتولى عن اذنكم.
نادين: اتفضل ياعمى.
وهزت ايثار راسها دون كلام تركهم حاتم وصعد الى غرفته، كانت ايثار تشعر بقلق وتوتر من مجئ فارس، فلاحظت نادين ذلك قائله: ايه بنتى مالك ايه كل القلق ده؟
ايثار متوتره: مش عايزه اسبب لكم مشاكل، وانا عارفه فارس ودماغه وخايف يجى يزعق ويتخانق.
نادين: بصى من كل اللى حكتيه فهمت ان فارس متهور، لكن مش غبى، وكمان انسان زوق جدا، فمعتقدش انه يعمل كده.
تنهدت ايثار قائله: اتمنى.
توقفت ايثار عن تناول الطعام وجلست صامته، فابتسمت نادين قائله: ماتكملى اكلك.
ايثار: شبعت الحمد لله.
نادين: هو انت اكلتى حاجه اصلا؟
ايثار: مليش نفس انا اكلت بس عشان عمى مايزعلش.
نادين: طب خلاص يالا نطلع فوق، على ما يجى فارس المغرب خلاص هياذن نصلى على ما يجى.
هزت ايثار راسها قائله: يلا.
صعدتا الاثنتين توضأتاوانتظرا حتى اذن المغرب وصلا، بعدها بقليل رن جرس الباب وفتحت احدى العاملات كان فارس ادخلته فى غرفة الضيوف، وصعدت اخبرتهم نزل حاتم، سلم عليه وجلس معه قائلا: اهلا بيك يا بنى.
فارس مبتسما: اهلا بيك يا عمى، اسف لو سببت لحضرتك ازعاج.
حاتم: عيب الكلام ده ايثار صاحبة نادين، ووجدها هنا بيسعدنى، واى ضيف لها يبقى ضيفى.
فارس: شكرا لزوق حضرتك.
اتت ايثار وقفت عند الباب القت التحيه، وجلست بالكرسى المجاور لفارس دون كلام، شعر فارس بالخجل وظل صامت هو الاخر، فوقف حاتم قائلا: طب هسبكم انا واطلع عندى شغل هخلصه.
وتركهم وصعد الى غرفته، كان فارس يتابعه بنظره حتى دخل غرفته، اخرج علبه صغيره من جيبه وشيكولاته من الجيب الاخر وقدمهم لايثار قائلا: ممكن تقبلى منى الهديه دى كعربون مصالحه.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: مصالحة ايه المفروض ان كلامى كان واضح.
ابتسم فارس قائلا: ايوه كان واضح وفهمته كويس، وجاى اعتذر واقولك انى فهمت غلطتى، وطالب منك فرصه تانيه؟
ايثار: فرصه لايه انا تعبت من الخناق معاك، وبعدين انا قولتلك انى مش هينفع ارجع معاك.
فارس: وانا مش هطلب منك انك ترجعى معايا، و لا هطلب منك حقوقى مره تانيه، واوعدك انى هصبر عليكى لحد لما تحسى انك قادره تكملى معايا، انا اسف بجد اتسرعت واتصرفت باندفاع.
ونظر الى عينها مبتسما، نظرت له ايثار بتعجب من كلامه وموقفه، وهى تفكر ماذا تفعل اتقبل وتعطيه فرصه اخرى، ام تنهى الامر، شعر فارس بحيرتها فتح العلبه واخرج منها خاتم ذهب، شكله جميل امسك يدها والبسها اياه وقبل يدها قائلا: سواء قبلتى او رفضتى دول هديه منى او اعتذار، وانا مش مستعجل على الرد، خدى وقتك وفكرى واى قرار هتاخدى هساعدك عليه.
وضع الشيكولاته فى يدها وقام وقف، قامت ايثار هى الاخرى دون اى كلام فابتسم لها قائلا: عن اذنك انا ماشى.
التف ليذهب ثم تذكر شئ فنظر لها مره اخرى قائلا: اه استقالتك مرفوضه وتيجى الشغل من بكره، لان سواء هنكمل مع بعض او لاء مش هتسيبى الشغل.
التف وتحرك خطوتين باتجاه الباب، ثم عاد مره اخرى احتضنها وقبل جبينها وذهب، تابعته ايثار بنظرها حتى خرج دون اى كلام، واخذت الشيكولاته وعلبة الخاتم، وصعدت الى غرفة نادين، دخلت وجلست على احد الكراسى دون كلام، اقتربت منها نادين وهى تنظر على الشيكولاته والعلبه قائلا: يظهر انه عايز يصالحك فعلا جايبلك شيكولاته وهديه.
شردت للحظه وتذكرت مارك عندما احضر لها الزهرو والشيكولاته عندما اخافها، فتنهدت قائله: الشيكولاته بتحسن المود، وهو عارف انك متضايقه فجبهالك عشان يفرحك.
تنهدت ايثار قائله: انا مش قادره افهم الانسان ده ولا عارفه افكر اللى عمله، ده شوش تفكيرى اكتر.
نادين: انت مش متاكده من مشاعره ناحيتك؟ ولا عشان موضوع عمار؟
ايثار: مش عارفه فى نظره فى عين عمار، مشوفتهاش فى عين فارس، نظرة عاشق متيم ولهان مشتاق(تنهدت) لكن فارس بشوف نظره مش فهمها، نظره محيره ساعات احسها حب وعشق، وساعات احسها امتلاك.
نادين: هى الحجات اللى عملها معاكى، ممكن تكون عامله حاجز نفسي جواكى، لو عايزه راى اديله فرصه تانيه، وادى لنفسك انت كمان فرصه تقربى منه.
هزت ايثار راسها بالموافقه وهى تقول فى عقلها: صح عندك حق ادى نفسه فرصه اقرب منه، عشان انسى عمار واقدر اكمل حياتى.
نادين: يلا نتوضى ونصلى العشا على وشك خلاص.
ايثار: يلا وكمان عشان هروح الشركه بكره فهقوم من بدرى.
نادين: وانا كمان هروح الشركه عمى مصر.
توضاتا الاثنتين وصلتا وذهبت نادين الى عمها، رن هاتف ايثار فنظرت به وجدته عمار، ظلت تنظر للهاتف فى حيره اتجيب ام لا، حتى انتهت المكالمه، فوجدت رساله منه مكتوب فيها: اريد الاطمأنان عليكى ارجوكى ردى.
اغمضت عينها واخذت نفس وزفرته وهى تفكر فاعاد الاتصال، ترددت للحظات ثم احابت قائله: ايوه يا استاذ عمار فى حاجه؟
عمار قلقا: طمنينى عليك فارس قالى انك سبتى البيت، وانا من وقتها هتجنن عايز اطمن عليكى.
ايثار فى عقلها: هو مفيش فايدك فيك يا فارس ابدا، وقال عايز فرصه قال.
عمار مترددا: ممكن تردى عليا؟
تنحنحت ايثار قائله: اه تمام، انا كنت مستنيه نادين ترجع من السفر، ولما رجعت فقعد عندها لحد معاد الفرح، فى حاجه تانيه بتسال عنها؟
تنهد عمار قائلا: ليه القسوى دى عليا، وعموما خلاص انا اطمنت عليكى، وده المهم تصبحى على خير.
انهت المكالمه دون كلام اغمضت عينها، واخذت نفس وزفرته بالم قائله فى عقلها: مش عايزه اديك امل على الفاضى، كده احسن ومع الوقت هتياس وتنسى.
عادت نادين ودخلت جلست على طرف السرير قائله: لو مش حابه تنامى معايا فى الاوضه هنا...
قاطعتها ايثار قائله: بالعكس انا فرحانه انى هنام معاكى، انا زهقت من الوحده.
وجلست الى جوارها على طرف السرير.
نادين: عشان كده وافقتى انك تقعدى مع فارس فى اوضته.
تنهدت ايثار قائله: ممكن اخر فتره دى كنت مخنوقه جدا من الوحده، يمكن فى اسكندريه محستش بنفس الوحده دى.
نادين: انما انا عايزه افهم اول لما جيتى من اسكندريه مجتيش عليا ليه؟
ايثار محرجه: قولت اشتغل الاول، وبعدين اقبلك عشان مبقاش حمل عليكى، ولما خلصت الفلوس اللى معايا، ومبقاش قدمى اى حل غير انى اجيلك كلمتك.
نادين مازاحه: انت عايزه الضرب، يعنى مستنيه لما الفلوس تخلص، وتكلمينى انت اكيد مجنونه.
ابتسمت ايثارقائله: ممكن ليه لاء، سعات بحس انى مجنونه.
نادين ضاحكه: طب يلا يا مجنونه عشان ننام.
اخذت ايثار ملابس من حقيبتها، ودخلت الى الحمام لتغيرها، اتت بعض الرسائل الى هاتف نادين، فنظرت به، فوجدتها من مارك فتحتها وبدأت تقراها فى عقلها: كيف حالك غريبة الاطوار؟ اشتاق اليك كثيرا، اردت ان اطمأنك على قبل ان انام، انا بخير ذهبت الى العمل اليوم، كان يوم جيد عدت الى المنزل، اعددت الطعام وتناولته وحدى، اتعرفى اول مره اتناوله بالمنزل وحدى، وكنت اتخيلك معى.
تنهدت نادين بسعاده قائله فى عقلها: انسان غريب بس طيب.
خرجت ايثار من الحمام واستلقتا الاثنتان على السرير، وظلت كل واحده منهم تفكر لبعض الوقت، حتى ذهبت فى النوم.
فى فيلا فارس
عاد فارس الى المنزل وصعد الى غرفته، كان الكل بغرفه فلم يزعج اى منهم، غير ملابسه استلقى على سريره، واذا بالباب يدق فجلس قائلا: ادخل.
فتح الباب ودخل والده قائلا: توقعت انك تعدى عليا بعد ما ترجع، ولما مجتش قولت اجيلك انا.
وجلس الى جواره على طرف السرير.
فارس مبتسما: مرضتش ازعجك خصوصا ان الوقت اتاخر.
فهمى متعجبا: بس غريب انت قعدت كل الوقت ده مع ايثار؟
فارس بابتسامه احراج وهو يفرك فى شعره: بصراحه لفيت بالعربيه شويه بعد ما خرجت من عندهم.
فهمى: اه يبقى ايثار رفضت صح؟
تنهد فارس قائلا: هى لا رفضت ولا قبلت، كانت ساكته خالص مش بترد، وكنت حاسس انها مستغربه مش عارف ليه؟
اخذ فهمى نفس وزفره قائلا: اقولك ليه، عشان كانت متوقعه انك رايح تتخانق وتاخدها بالعفيه، متخيلتش انك هتاخد لها هديه، وتطلب منها تديك فرصه تانيه.
فارس متعجبا: وانت عرفت ازى انى اخدت لها هديه؟
ابتسم فهمى قائلا: يابنى انا ابوك من زمان وعارفك كويس.
فضحك فارس قائلا: تصدق صح انت ابويا بقالك كتير قوى.
فهمى ضاحكا وهو يربط على كتفه: عايزك تتعلم الدرس كويس، وتفهم ان عصبيتك هتخصرك متسبش نفسك لها فاهم.
فارس وهو يهز راسه مبتسما: فاهم.
فهمى: طب هسيبك تنام تصبح على خير.
فارس: وانت من اهل الخير ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
فهمى: ولا منك يا بنى.
وتركه وخرج عاد الى غرفته، استلقى فارس مره اخرى وبداء يفكر لبعض الوقت، كانت ايمان تنتظر فهمى فى الغرفه لتعرف ما حدث، فقامت اقتربت منه قائله: هاه قالك ايه؟
فهمى: هتفكر بتهيالى لسه خايفه من فارس.
تنهدت ايمان بقلق قائله: مقدرش الوم عليها، بس من حقه انها تديله فرصه تانيه.
فهمى: من معرفتى بيها اعتقد انها هتديله فرصه تانيه، بس هتاخد وقت على ما تقرر،
دخلا الاثنان وجلسا على الكرسيين بالغرفه، نظرت ايمان اليه قائله: ليه حساك قلقان؟
فهمى: انا فعلا قلقان خايف يكون فارس اتسرع وميكنش بيحبها بجد.
ايمان: مش عارفه ابنك اصلا متسرع، وده اللى بيخوفنى عليه.
فهمى: الحاجه الوحيده اللى مطمنانى، ان البنت عاقله وفاهمه مش متهوره.
ايمان: وده بردو اللى مطمنى، وكمان وجود شهد معاهم ده مفرحنى، هتغير مكان وتغير مودها بقالها فتره زهقانه ومخنوقه.
فهمى: معلش مهى كل ما يجى لها عريس ميعجبهاش، او يطلع مش كويس.
ايمان: ويعنى اللى معجبوهاش كانو حلوين، ماهم كانو رجاله زى عدمها.
فهمى مبتسما: فى دى اه بصراحه الشباب بقى فيه اشكال تغم النفس، ربنا يهدى.
ايمان: ربنا يطلعنا منها على خير هروح اطمن على شهد وارجعلك تانى.
فهمى: هعمل تليفون على ما تيجى.
عند نادين
استيقظت نادين وايثار واستعدتا للذهاب، نزلتا الى الاسفل تناولتا الطعام مع حاتم وخرجو جميعا معا، اوصلو ايثار الى شركة فارس وذهبا الى شركتهم، دخل كلا منهم ال. مكتبه وبداء العمل، اتى تامر الى مكتب حاتم دق الباب ودخل، بعد ان استاذنت له موظفة الاستقبال، القى التحيه عليه وجلس فى الكرسى الذى امامه قائلا: بابا قالى اجى لحضرتك عشان امسك الشغل مكانه.
نظر اليه حاتم وتفحصه بنظره قائلا: اهلا بيك يا بنى، اعرف ابوك من سنين لكن دى اول مره اشوفك.
تامر: يعنى كنت حابب يكون ليا شغل بعيد عن بابا.
حاتم مبتسما: ده شئ جميل (قدم اليه ملف ) خد الورق ده وشوفه، اتناقش فيه مع نادين فى الاوضه اللى جنبى.
اخذ تامر الملف قائلا مبتسما: تمام عن اذنك.
اخذ الملف وخرج وهو مبتسم بتباهى، فقد فهم انه اعجب حاتم، وصل غرفة نادين دق الباب ودخل قائلا: السلام عليكم ممكن ادخل؟
نظرت اليه نادين متعجبه: اتفضل بس هى السكرتيره مش بره؟
تقدم عدة خطوات قائلا: لاء مش موجوده.
فقامت نادين وتحركت نحو الباب قائله: اتفضل حضرتك دقيقه واحده ورجعالك.
فهز راسه بالموافقه، وهو يتفحصه بعينه وهو يقول فى عقله: ايه دى جامده اخر حاجه، دى صاروخ محدش يقدر عليه، طلع زوقك عالى قوى يا بابا، بس دى محتشمه قوى اوقعها ازى دى بس.
جلس على الكرسى امام المكتب وهو ينتظرها لحظات وعادت وهى تحدث نفسها بهمس: راحت فين بس البنت دى، بس اما اشوف الاستاذ