<br class="entry-title" />
جون كالفن
ولد عالم اللاهوت الفرنسي جون كالفن في منطقة نويون الفرنسية بتاريخ 10 يوليو 1509 ، وهو يعتبر أحد أهم الشخصيات الدينية واللاهوتية بالجيل الثاني من الاصلاح البروتستانتي في كنائس أوروبا ، حيث قام بتأسيس المذهب الكالفيني الذي انتشر في فرنسا وسويسرا وما زال يتبعه عشرات الملايين من الأشخاص .
جون كالفن
حياة جون كالفن الشخصية :
درس مراحله التعليمية الأولى في مدرسة لامارش ثمّ في مدرسة مونتايجو ، وبعد بلوغه سن 14 عام قام والده الذي يعمل كمحامي بإرساله للدراسة في قسم القانون والعلوم الانسانية بجامعة باريس ، وبعد تخرجه من الجامعة توجه للعمل كبروفيسور بالقانون في مدينة أورليان ، وفي عام 1538 تزوج من ” ايديليتي دي بوري” وهي أرملة شابة أنجبت منه طفل فارق الحياة وهو رضيع .
مسيرة جون كالفن اللاهوتية :
تبنى كالفن قضية الاصلاح وكان كتاب الفيلسوف الروماني “دي كلامنتيا” أول أعماله بعد أن نشره مرفقاً بتعليقاته وآرائه الشخصية ، ثمّ نشر نصه المعروف “معاهد الديانة المسيحية” في عام 1536 ، الذي سعى من خلاله الى توحيد نظريات الدين المسيحي البروتستانتي ، حيث شدد عالم الدين هذا في عقيدته على تقديس الكتب السماوية واعتبار هذه الكتب المرجع الرئيسي للديانات ، وبأن الله يختار من يدخلون الجنة من الأشخاص المؤمنين بقوة الله وقدراته التي لا حدود لها ، ويشكرون الله على النعم التي أنعمها عليهم .
بعد أن بدأت عمليات القمع للبروتستانت في باريس كان جون كالفن هناك ، فغادر فرنسا والتجأ لمدينة بازل السويسرية ، وتابع من هناك نشاطه وعمله اللاهوتي ، وقدم ترجمة لمقدمة الانجيل الى اللغة الفرنسية ، أما عمله الثاني الذي أطلقه في عام 1536 فكان ملخص عن الايمان المسيحي .
حاول المفكر الديني الذهاب لمدينة ستراسبورغ ، لكن ظروف الحرب منعته من ذلك فاتجه الى جنيف لينضم الى مسيرة الإصلاح التي قادها “غيوم فاريل” ، فعمل كالفن رفقته وحاول وضع أفكاره موضع التنفيذ ، وقد كان اعتراض فاريل وكالفن على قرارات حكومة جنيف التي تعلقت بتوزيع سلطات الكنيسة والحكومة ، السبب وراء طردهما سنة 1538 ، فتوجه الى مدينة ستراسبورغ الألمانية .
عاد جون كالفن في عام 1541 الى جنيف ، ليصبح زعيم سياسي وروحي هام فيها ، واستخدم مبادئ الديانة البروتستانتية في إنشاء حكومة دينة فيها ، ثمّ منحته حكومة جنيف سلطات مطلقة في عام 1555 ، فنهج في حكمه منهج لاهوتي بروتستانتي ، وجذب إليه الناس الذين أعجبوا بمنهجه الشعبي والعاطفي في قضيته الدينية .
وضع كالفن قوانين وسياسات إيجابية ، وجعل من جنيف مركز البروتستانتية في أوروبا ، لكن بنفس الوقت عرف عن رجل الدين هذا صرامته الكبيرة في محاسبة المخالفين للعقيدة البروتستانتية ، فنفى 76 شخص وأعدم 58 آخرين بسبب معتقداتهم الدينية ، كما أنه منع الفن بجميع أنواعه باستثناء الموسيقا .
كان نجمنا في هذا المقال من أكثر الكتاب الفرنسيين إنتاجاً في القرن 16 ، ومن أهم كتبه ( الرسائل – النصوص اللاهوتية – تعليقات الكتاب المقدس ) ، وبقي إرثه الثقافي مؤثراً حتى يومنا هذا مع وجود ملايين الأشخاص المعتقدين بالمذهب الذي قام كالفن بتأسيسه ، وقد توفي جون كالفن في مدينة جنيف السويسرية بتاريخ 27 مايو 1564 .