قسماته السمراء الأصيلة وهبته قدرة عالية على تجسيد الشخصية المصرية ببراعة فائقة، ولذلك نجح الفنان الراحل يحيى شاهين في تقديم دور “السيد أحمد عبد الجواد” في رائعة أديب نوبل نجيب محفوظ على شاشة السينما وجعلنا نلمس بأدائه الراقي ملامح تلك الفترة سياسيًّا واجتماعيًّا.
ولد يحيى شاهين في محافظة الجيزة يوم 28 أيلول/سبتمبر العام 1917، وخلال دراسته في المرحلة الابتدائية تعلق بفنون التمثيل ولكنه أكمل دراسته في مدرسة العباسية الصناعية وحصل على دبلوم الفنون التطبيقية قسم النسيج العام 1933.
وبعد تخرجه عمل موظفًا في أحد مصانع النسيج في مدينة المحلة الكبرى, ولكنه التحق في الوقت ذاته بفرقة دار الأوبرا الملكية والفرقة القومية للمسرح وقدم مع فاطمة رشدي مسرحية “مجنون ليلى” وبعض الأدوار الثانوية في أعمال أخرى.
ظهر يحيى شاهين على شاشة السينما للمرة الأولى العام 1938 ولكن بأدوار صغيرة؛ إذ قدم أمام أم كلثوم فيلم “دنانير” و”لو كنت غني” مع بشارة واكيم و”حبابة” مع عزيزة أمير و”المتهمة” مع آسيا داغر، ثم حصل على البطولة المطلقة مع كوكب الشرق مجددًا في “سلّامة” لينطلق بعدها بسرعة كبيرة.
ومن أشهر أعماله “خاتم سليمان” مع زكي رستم و”ابن النيل” مع شكري سرحان و”سلو قلبي” مع فاتن حمامة و”زينب” مع راقية إبراهيم و”جعلوني مجرمًا” مع فريد شوقي و”الغريب” مع ماجدة و”لا أنام” مع عمر الشريف و”أين عمري” مع أمينة رزق و”المعلمة” مع تحية كاريوكا و”بين القصرين” و”قصر الشوق” مع عبدالمنعم إبراهيم.
يحيى شاهين
لمع يحيى شاهين في الأدوار الدينية وخاصة شخصية الشيخ الواعظ مثل دوره في “بلال مؤذن الرسول” والشيخ إبراهيم في “شيء من الخوف” مع محمود مرسي و”الأرض” مع محمود المليجي و”فجر الإسلام” مع نجوى إبراهيم، كما جسّد الشر في “روعة الحب” مع نجلاء فتحي و”الأخوة الأعداء” مع نور الشريف و”كل هذا الحب” مع ليلى علوي و”سيدة القطار” مع ليلى مراد.
وشارك العام 1965 في فيلم مصري- إيطالي بعنوان “ابن كليوباترا”، وكان يتناول الحُكم الروماني بمشاركة شكري سرحان وليلى فوزي وحسن يوسف.
وعلى شاشة التلفزيون قدم الكثير من الأعمال المميزة لاسيما الدينية، ومنها “ومازال النيل يجري” و”القضاء في الإسلام” و”شارع المواردي” و”الطاحونة” و”رسول الإنسانية” و”على باب الوزير” و”عمرو بن العاص” و”الأزهر الشريف منارة الإسلام” و”الأيام”.
حصل الفنان المصري يحيى شاهين على تكريم عن أدواره في “جعلوني مجرمًا” و”نساء في حياتي” و”ارحم دموعي”، وقد تزوج في بداية حياته من امرأة مجرية مُطلقة وأنجب منها ابنتين وبعد ستة أعوام انفصلا وهربت الزوجة بالطفلتين إلى المجر فأصيب باكتئاب لمدة عامين، وبعد سنوات تزوج السيدة مشيرة عبدالمنعم وأنجبا ابنة واحدة، وقد توفيّ في 18 آذار/مارس العام 1993.
