<br class="entry-title" />
كان الفنان الراحل حسين صدقي من نجوم السينما المصرية القلائل اللذين حملوا على عاتقهم رسالة سامية تهدف إلى الارتقاء بسلوك الجمهور وتبني القضايا الاجتماعية البارزة في أعمالهم.
ولد حسين صدقي في حي الحلمية الجديدة في محافظة القاهرة يوم يوم 9 تموز/يوليو العام 1917 لأسرة محافظة ورغم ذلك شجعته العائلة على تنمية مواهبه الفنية فاقتحم خشبة المسرح والتحق بفرقتي جورج أبيض ورمسيس، ثم بدأ مشواره السينمائي العام 1937 بفيلم “تيتاوونج”، ولكن رصيده لم يكن بالكبير؛ إذ قدم نحو 32 فيلمًا فقط.
ومن أبرز أعماله “ليلى في الظلام” مع ليلى مراد و”المصري أفندي” مع مديحة يسري و”شاطئ الغرام” مع تحية كاريوكا و”قلبي يهواك” مع صباح و”الحبيب المجهول” مع كمال الشناوي و “أنا العدالة” مع مها صبري، و”يسقط الاستعمار” الذي انتقد فيه عدم مساندة النظام الملكي للفدائيين المصريين خلال معركة القناة ضد قوى الاستعمار الإنجليزي.
ولم تقتصر موهبته على التمثيل فقط إنما كتب وأخرج بعض الأعمال مثل “الشيخ حسن” مع ليلى فوزي والذي ناقش فيه الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين لاسيما بعد توتر الأجواء في البلاد العام 1950 إثر زواج الأميرة فتحية فؤاد، شقيقة الملك فاروق الأول من المسيحي رياض غالي، وتم عرضه بعد قيام ثورة 23 تموز/يوليو العام 1952، وأيضًا “البيت السعيد” مع ماجدة وتناول فيه تربية الأبناء ومشاكل المراهقة، والفيلم الوطني الرومانسي “وطني حبي” مع عمر الحريري.
حسين صدقي
أسَّس حسين صدقي شركة إنتاج سينمائي تحت اسم “أفلام مصر الحديثة” في محاولة جادة منه للابتعاد عن تقديم الأفلام الاستعراضية وأنتج في العام التالي أول أفلامه بعنوان “العامل”، والذي ساند من خلاله حقوق الفقراء ضد الفئة الإقطاعية، ولكن الملك فاروق أمر بوقف عرضه في دور السينما.
وتوالت بعد ذلك الأعمال التي أنتجها مثل الفيلم الديني “خالد بن الوليد” و”طريق الشوك” و”معركة الحياة” و”نحو المجد”، ولكنها لم تحقق النجاح التجاري المطلوب ورغم ذلك لم يتراجع عن مبادئه.
ارتبط حسين صدقي بصداقة قوية بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية الإمام حسن البنا والكاتب الإسلامي سيد قطب، وكان يتمنى إنتاج فيلم عن نبي الله يوسف عليه السلام، واستشار صديقيه الشيخ محمود شلتوت وشيخ الأزهر الشريف آنذاك الإمام مصطفى المراغي، وبالفعل وافقا على ذلك ولكن جهاز الرقابة المصري رفض الفكرة تمامًا.
قرر الممثل المصري في مطلع الستينات اعتزال العمل الفني بل وأوصى أبناءه الثمانية بحرق كل ما يمكنهم من أفلامه بعد وفاته، وقد رحل في 16 شباط/فبراير العام 1976، وقد كرمته بعد ذلك الهيئة العامة للسينما عن مجمل أعماله الفنية.