<br class="entry-title" />
جاءت موهبة كمال الطويل في وقتٍ حرجٍ للغاية بين فطاحل الملحنين المصريين مثل الشيخ زكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد القصبجي، ورغم ذلك استطاعت ألحانه أن تفرض نفسها على الساحة الفنية ونجح مع زملائه مثل محمد الموجي أن يحدثوا ثورة موسيقية مجّدت أسماءهم.
ولد كمال محمود زكي الطويل في 11 تشرين الأول/أكتوبر العام 1923 في محافظة طنطا، وجاء إلى القاهرة بعد حصوله على الشهادة الثانوية ثم اتجه إلى مجال الفن؛ إذ درس في معهديّ الموسيقى العربية في الإسكندرية والقاهرة، وعقب تخرجه عُيِّن مفتشًا لمادة الموسيقى في وزارة المعارف.
وعمل بعد ذلك مديرًا لإدارة الموسيقى والغناء في الإذاعة المصرية العام 1951، ويرجع له الفضل في فكرة برنامج “أركان الإذاعة” الشهير، وبعد عام اتجه إلى التلحين عن طريق نشيد “والله زمان يا سلاحي” والذي نجح بشدة وأصبح فيما بعد السلام الجمهوري لمصر خلال الفترة من العام 1958 وحتى العام 1977، ولُقب بـ”ملحن الثورة” لتقديمه الكثير من الأعمال الوطنية المؤيدة لثورة 23 يوليو/تموز العام 1952.
كمال الطويل – قصة حياة كمال الطويل ملحن الثورة ورفيق درب عبد الحليم حافظ
درس كمال الطويل أيضًا أصول الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى المسرحية العام 1959، وفي العام 1966 سافر إلى الكويت للعمل مستشارًا فنيًا في وزارة الثقافة والإرشاد هناك.
كان الملحن الراحل من أقرب أصدقاء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، إلى جانب الملحن الشهير محمد الموجي، إذ التقوا جميعًا خلال دراستهم في معهد الموسيقى، وقدم له لحن أغنيته المميزة “على قد الشوق”، بالإضافة إلى 56 أغنية أخرى منها: “الحلو حياتي” و”هيّ دي هيّ” و”قولوله” و”بتلوموني ليه” و”في يوم في شهر في سنة” و”جواب” و”راح” و”الحلوة” و”بلاش عتاب” و”بلدي يا بلدي”.
ولحن كمال الطويل أيضًا لكوكب الشرق أم كلثوم الكثير من الأعمال الناجحة مثل: “لغيرك ما مددت يدًا” و”غريب على باب الرجاء” و”الله زمان يا سلاحي”، بالإضافة إلى تأليفه النشيد الوطني لليمن والعراق، ورغم ذلك لم يرغب يومًا في احتراف الغناء حتى أنه كان يمتنع عن تسجيل أي لحن بصوته.
وفي السينما قدم الموسيقى التصويرية لفيلم “عودة الابن الضال” للمخرج الراحل يوسف شاهين ، وذلك قبل أن يعتزل التلحين، ولكنه عاد مجددًا وبسبب المجاملة لتأليف موسيقى “المصير”، فكرّمه شاهين بعد رحيله بإعادة تقديم موسيقى “المصير” في فيلمه “إسكندرية نيويورك” وحَمل إهداءً خاصًا إلى كمال الطويل.
حصد كمال الطويل خلال مشواره الفني الكثير من الأوسمة مثل جائزة الدولة التقديرية العام 2003، ووسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشهادة تقدير من الكويت العام 1962, ووسام تكريمي من موريتانيا العام 1966.
رحل الملحن المصري عن عالمنا في 9 تموز/يوليو العام 2003 عن عُمر يناهز 80 عامًا، وكان آخر أعماله لحن قصيدة “درس خصوصي” للشاعرة الكويتية سعاد الصباح وغنّتها الفنانة المصرية نجاة الصغيرة.