<br class="entry-title" />
من يُصدق أن فتاة بسيطة اعتلت مسرح نجيب الريحاني للمرة الأولى في حياتها كي ترقص وتؤدي المونولوجات الغنائية ستصبح ذات يوم أشهر شريرة عرفتها الشاشة وتوِّجت بلقب “ريّا السينما المصرية”، إنها الفنانة الراحلة نجمة إبراهيم.
ولدت نجمة إبراهيم لأسرة مصرية يهودية الديانة في 25 شباط/فبراير العام 1914، وقد التحقت بمدرسة الليسيه إلا أنها غادرتها نحو الساحة الفنية في مطلع الثلاثينات، بعد تشجيع من شقيقتها الكبرى سيرينا إبراهيم، والتي كانت من رائدات المسرح آنذاك.
كانت الفتاة الشابة تهوى الغناء وتحلم بمنافسة منيرة المهدية وأم كلثوم، ولكنها بدأت مونولوجست على مسرح الريحاني في البداية ثم فرقة فاطمة رشدي وشاركت غناءً في مسرحيتي “شهرزاد” و”العشرة الطيبة”، وسافرت مع الفرقة إلى العراق وهناك شاركت تمثيلًا في مسرحية “ابن السفاح”، وانضمت كذلك إلى فرقتي بديعة مصابني وحسن البارودي.
كوَّنت فرقة خاصة بها العام 1955 وقدمت عروضًا ناجحة مثل “سر السفاحة ريا” والتي جاءت بعد فيلمها الشهير “ريا وسكينة”، وتبرعت بإيرادات حفل الافتتاح لتسليح الجيش المصري؛ إذ كانت من مؤيدي ثورة تموز/يوليو العام 1952، ويحسب لها رفضها الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة على عكس بعض الفنانين اليهود، وأوصت بأن يتم دفنها في وطنها مصر.
نجمة إبراهيم – قصة حياة نجمة إبراهيم أشهر شريرة في السينما
ومن أبرز أدوار نجمة إبراهيم السينمائية “ريا وسكينة” مع أنور وجدي و”أربع بنات وضابط” مع نعيمة عاكف و”اليتيمتين” مع فاتن حمامة و”أنا الماضي” مع زكي رستم و”جعلوني مجرمًا” مع فريد شوقي و”المرأة المجهولة” مع شادية و”الليالي الدافئة” مع صباح و”رنة خلخال” مع شكري سرحان و”إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة” مع ثريا حلمي و”الحرمان” مع الطفلة فيروز و”كرسي الاعتراف” مع يوسف وهبي.
أشهرت إسلامها العام 1932، بعدما ارتبطت عاطفيًّا بأحد زملائها وقت أن كانت تعمل في مجلة “اللطائف المصورة” ولكنهما لم يتزوجا، وفي فرقة بديعة التقت ملقنًا يُدعى عبد الحميد حمدي ونشأت بينهما علاقة حب فتزوجا ولكنهما انفصلا بعد 9 أعوام فقط.
التقت نجمة إبراهيم بعد ذلك الممثل والملحن عباس يونس، والذي رأته للمرة الأولى في فرقة فاطمة رشدي العام 1930، وتوطدت العلاقة بينهما وتزوجا العام 1944 ليكون زوجها الثاني والأخير.
وفي العام 1965 أصيبت بضعف شديد في البصر وكانت تستعين بزوجها عباس يونس في حفظ أدوارها المسرحية، حتى قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة في إسبانيا وبالفعل عادت مُبصرة.
كانت الفنانة الراحلة تحرص على إقامة ندوة أسبوعية في منزلها لدراسة شؤون الدين وحفظت أجزاءً من القرآن الكريم، ما ساهم في تعزيز اللغة العربية لديها، وقد منحتها الحكومة المصرية العام 1964 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وكرَّمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بوسام الاستحقاق.
وقبل وفاة نجمة إبراهيم بـ13 عامًا أصيبت بالكثير من الأمراض مثل الشلل فاضطرت إلى الاعتزال نهائيًّا حتى توفيت في 4 حزيران/يونيو العام 1976.