<br class="entry-title" />
تميَّز الفنان الراحل سعيد أبو بكر بخفة الظل والكاريزما العالية، ورغم عدم وسامته إلا أنه استطاع أن يحصد محبة وتقدير الجمهور بالكثير من الأدوار الكوميدية المميزة التي قدمها خلال مسيرته الفنية، ومن النقاط البارزة عنه والتي قد تكون مجهولة للبعض أنه ساهم في نهضة المسرح المصري بإخراجه الكثير من النصوص الهامة.
اسمه كاملًا سعيد محمود أبو بكر، وهو من مواليد مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية يوم ٢٠ تشرين الثاني/ نوفمبر العام ١٩١٣، حصل على شهادة البكالوريا من محافظته العام 1933، وخلال الدراسة انضم إلى فريق التمثيل لإشباع هوايته الفنية وأصبح سريعًا أحد أعضائها البارزين، ومن المسرحيات التي قدمها على مسرح المدرسة “لويس التاسع”.
قرر السفر إلى القاهرة ليلتحق بفرقة رمسيس، التي كان يملكها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، بأجر شهري ٣ جنيهات، لكنه ترك الفرقة بسبب ضآلة الراتب وسافر إلى السويس للبحث عن عمل أفضل، وبالفعل عُيِّن أمين مخازن المجلس البلدي في المحافظة خلال الفترة من العام ١٩٣٣ وحتى العام ١٩٣٦.
سعيد أبو بكر
العمل الحكومي لم يرق لسعيد أبو بكر الفنان فعاد مجددًا إلى القاهرة والتحق بالكثير من الفرق المسرحية، مثل: أنصار التمثيل والسينما وفرقة فاطمة رشدي وفرقة ملك وفرقة فؤاد الجزايرلي، وحينما افتتح المعهد العالي للمسرح كان من أوائل الملتحقين به، وحظي بإشادة مؤسسه الفنان الراحل زكي طليمات لاسيما حينما قدم جزءًا من مسرحية “البخيل” ضمن اختبارات التقديم للمعهد.
حصل الفنان الراحل على دبلوم المعهد العالي لفن التمثيل العام ١٩٤٧ ثم عمل بالتفتيش على المسرح المدرسي، وإلى جانب ذلك كان عضوًا ممثلًا في فرقة المسرح الحديث، وترشح لإدارة فرقة المسرح الكوميدي مع بداية تكوين فرق التلفزيون ثم أصبح مديرًا للفرقة الاستعراضية الغنائية، وقدم مسرحيات منها “بنت بحري” و”حمدان وبهانة” و”القاهرة في ألف عام”.
أخرج سعيد أبو بكر مع مطلع الخمسينات عددًا من الأعمال المسرحية، منها: “صندوق الدنيا” و”بابا عايز يتجوز” و”حواء” و”الناس اللي فوق”، وشارك تمثيلًا في “مسمار جحا” و”مريض بالوهم” و”حركة ترقيات” و”حلاوة زمان” و”كوبري الناموس” و”المحروسة”.
أما عن مسيرته السينمائية فبدأت العام 1938 مع المخرج محمد كريم في فيلم “يوم سعيد” لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ثم قدم “حسن وحسن” و”أحلام الحب” و”الستات في خطر” و”مجد ودموع” و”النائب العام”.
شارك سعيد أبو بكر في الكثير من أفلام الثنائي ليلى مراد وأنور وجدي، مثل: “ليلى بنت الأغنياء” و”عنبر” و”قلبي دليلي” و”غزل البنات”.
ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها “سيدة القطار” و”الأستاذة فاطمة” و”عزيزة” و”تاكسي الغرام” و”دايمًا معاك” و”شياطين الجو” و”معجزة السماء” و”الأخ الكبير” و”لقمة العيش” و”بين السما والأرض” و”الساحرة الصغيرة” و”جمعية قتل الزوجات”، كما أنه اشتهر بشخصية العبد “شيبوب” في “عنتر بن شداد”.
خطب سعيد أبو بكر الفنانة المصرية ماجدة الصباحي لكنهما انفصلا بعد فترة قصيرة، وبعدها اهتم بمشواره الفني ولم يتزوج حتى وفاته إثر إصابته بمرض القلب يوم ١٦ تشرين الأول/ أكتوبر العام ١٩٧١.