من الفنانين الذي لم يخرجوا عن إطار الأدوار الثانوية الفنان المصري الراحل جمال إسماعيل ، ولكنه رغم ذلك كان أحد العناصر الهامة في نجاح الأعمال التي شارك فيها كافة، سواءً على المسرح أو في السينما والتلفزيون، وشهدت مسيرته الفنية تنوعًا كبيرًا من حيث نوعية الأدوار التي جسَّدها؛ إذ بدأ بالكوميديا ثم احترف الدراما الاجتماعية والتاريخية والدينية، وكانت موهبته الكبيرة دائمًا محط أنظار صناع الحركة الفنية.

ولد جمال إسماعيل يوم 20 شباط/ فبراير العام 1933 حصل على ليسانس الآداب “قسم التاريخ” من جامعة عين شمس العام 1957 ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه العام 1956، ثم التحق بالفرق النموذجية في المسرح الشعبي، والتي كانت تابعة آنذاك لمصلحة الفنون، كما عيّن مفتشًا للمسرح في محافظة الإسكندرية العام 1958.

أخرج الكثير من عروض الفرقة المدرسية والجامعات وحفلات الشركات، وذلك قبل احترافه الفن ممثلًا، وفي العام 1961 أشرف على تكوين فرقة الفنون بالشعر ثم انضم إلى فرقة التلفزيون المسرحية وشارك في مسرحية “شيء في صدري”، لتتوالى أعماله المسرحية ومنها “الدبور” و”قهوة التوتة” و”معروف الإسكافي” و”الطرطور” و”السكرتير الفني” و”سيدتي الجميلة” و”زهرة الصبار” و”العالمة باشا”.

جمال إسماعيل

اتجه جمال إسماعيل إلى السينما العام 1962 في فيلم “شفيقة القبطية”، وكانت البداية مع أدوار الكوميديا مثل: “زقاق المدق” و”بياعة الجرايد” و”المغامرة الكبرى” و”العقلاء الثلاثة” و”يوم واحد عسل” و”مجرم تحت الاختبار” و”عريس بنت الوزير” و”غرام في الطريق الزراعي” و”فيفا زلاطا“.

وفي السبعينات والثمانينات قدم الأدوار الجادة ومنها “العذاب امرأة” و”ومن الحب ما قتل” و”إحنا بتوع الأتوبيس” و”حكاية وراء كل باب” و”فتوات بولاق” و”قضية عم أحمد” و”فوزية البرجوازية” و”القرداتي” و”الظالم والمظلوم” و”المولد” و”جزيرة الشيطان”.

ومع مطلع التسعينات شارك جمال إسماعيل في الكثير من الأفلام الهامة، ومنها “اللعب مع الكبار” و”أقوى الرجال” و”عرق البلح” و”حسن اللول” و”اختفاء جعفر المصري”، وشارك النجوم الشباب أفلامهم بدور الأب غالبًا، مثل: “مافيا” و”حرب أطاليا” و”علي سبايسي” و”مهمة صعبة” و”طباخ الريس” و”رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” و”التوربيني”.

كان جمال إسماعيل القاسم المشترك بين أكثر من 100 عمل تلفزيوني مميز، تُصنف غالبيتها ضمن روائع الدراما المصرية والعربية، مثل: “أشجان” و”خان الخليلي” و”مارد الجبل” و”محمد رسول الله ج1″ و”دموع في عيون وقحة” وفوازير “الخاطبة” و”علي الزيبق” و”بين القصرين” و”رأفت الهجان ج1″ و”ألف ليلة وليلة: الثلاث بنات” و”قصر الشوق” و”عائلة الأستاذ شلش” و”الفرسان” و”البراري والحامول” و”المال والبنون ج2″ و”التوأم” و”جمهورية زفتى” و”أم كلثوم” و”الرجل الآخر” و”للعدالة وجوه كثيرة” و”ليالي الحلمية” و”الضوء الشارد” و”الليل وآخره” و”العميل 1001″ و”أحلام عادية” “وقلب ميت” و”أوبرا عايدة” و”سلسال الدم”.

رحل الفنان القدير جمال إسماعيل عن عالمنا يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر العام 2013؛ إثر تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بمرض القلب.