امتلك الفنان المصري محمود ياسين الكثير من صفات “الدنجوان” أو الفتى الأول وبرز مطلع السبعينات بباقة من أجمل الأفلام الرومانسية التي شكلت ملامح هذا العصر، وفي التلفزيون تنوع إنتاجه بين الاجتماعي والرومانسي والديني والكوميدي، وبالإضافة إلى ذلك يشتهر بصوته الإذاعي الرخيم الذي أضاف الكثير للأدوار التاريخية التي قدمها وللمناسبات الوطنية التي علّق عليها.
اسمه كاملًا محمود فؤاد محمود ياسين وهو من مواليد محافظة بورسعيد العام 1941، وكان والده موظفًا في هيئة قناة السويس، انتقل إلى القاهرة عقب حصوله على الشهادة الثانوية للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وتخرج فيها العام 1964، وطوال تلك الفترة كان حلم التمثيل يكبر داخله لاسيما الوقوف على خشبة المسرح القومي.
وعقب تخرجه شارك في مسابقة المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول خلال ثلاث تصفيات متتالية، وهو ما جعله يرفض تعيين القوى العاملة في بورسعيد ليلتحق بعد العام 1967 بأعضاء المسرح القومي وشارك في أكثر من 20 عملًا، منها: “وطني عكا” و”عودة الغائب” و”وا قدساه” و”سليمان الحلبي” و”الخديوي” و”الزير سالم” و”ليلة مصرع جيفارا” و”ليلى والمجنون”، ثم تولى إدارة المسرح لمدة عام لكنه تقدم باستقالته بعد فترة.
محمود ياسين
أما علاقة محمود ياسين بالسينما فبدأت بالأدوار الثانوية في أفلام “القضية 68″ و”الرجل الذي فقد ظله” و”ثلاث قصص” و”دخان الجريمة” و”شيء من الخوف”، ثم برز مطلع السبعينات بدور الشاب الرومانسي في فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية، فتوالت أعماله الرومانسية حتى أصبح “فتى السبعينات الأول”، ومن أشهر الأفلام التي قدمها خلال تلك الفترة “الخيط الرفيع” و”حكاية بنت اسمها مرمر” و”العاطفة والجسد” و”حب وكبرياء” و”أنف وثلاث عيون” و”جفت الدموع” و”حبيبتي” و”أفواه وأرانب” و”على ورق سوليفان” و”بعيدًا عن الأرض” و”العش الهادئ” و”سقطت في بحر العسل” و”العذاب امرأة” و”اذكريني” و”الوهم” و”الشريدة”.
هذا إلى جانب أفلامه التاريخية والسياسية مثل: “بدور” و”الرصاصة لا تزال في جيبي” و”الوفاء العظيم” و”أغنية على الممر” و”الصعود إلى الهاوية” و”فتاة من إسرائيل” و”حائط البطولات”، وأفلامه التي تناقش قضايا اجتماعية مثل: “الحرافيش” و”الجلسة سرية” و”مدافن مفروشة للإيجار” و”التعويذة” و”الستات” و”قشر البندق” و”الجزيرة” و”جدو حبيبي” و”الوعد”.
ويزخر تاريخ الفنان المصري بالكثير من الأعمال التلفزيونية الهامة، منها: “الدوامة” و”القاهرة والناس” و”بنات زينب” و”اللقاء الثاني” و”غدًا تتفتح الزهور” و”جمال الدين الأفغاني” و”أخو البنات” و”العصيان” و”أبو حنيفة النعمان” و”سور مجرى العيون” و”سوق العصر” و”ماما في القسم”.
نال محمود ياسين الكثير من الأوسمة مثل: جوائز من مهرجانات طشقند والسينما العربية في أميركا وكندا وعنابة في الجزائر، وجائزة الدولة عن أفلامه الحربية، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية، واختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون العام 1998 ورئيس شرف المهرجان العام ذاته، إلى جانب اختياره العام 2005 من قِبل منظمة الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع.
تزوج الفنان المصري من مواطنته الفنانة المعتزلة شهيرة، وأنجب منها السيناريست والممثل عمرو محمود ياسين والفنانة رانيا محمود ياسين.
