حمل الفنان المصري إيمان البحر درويش على عاتقه مهمة إحياء تراث جدّه الموسيقيّ العملاق سيد درويش، فبدأ مع ألحانه وأغانيه التي لاقت شهرة واسعة منذ صدورها لكنه مع ذلك حرص على تطعيمها بأسلوبه الغنائي الخاص ووضع عليها بصمته الفريدة، حتى انطلق بعد ذلك في عالم الغناء متحررًا من سطوة سيد درويش الفنية.
اسمه كاملًا إيمان البحر محمد سيد درويش البحر، وهو من مواليد محافظة الإسكندرية يوم 18 آذار/ مارس العام 1955، جدّه فنان الشعب سيد درويش، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية، ورث حب الفن من الملحن الراحل وسعى بجدّ للحفاظ على تراثه الموسيقيّ فكوّن فرقة “كورال” أثناء دراسته الجامعية وتغنى بأجمل ألحان درويش، كما التحق بمعهد الموسيقى العربية لدراسة أصول الغناء.
جاءت الانطلاقة الحقيقية له حينما أحيا حفل زفاف أحد أصدقائه وكان من بين الحاضرين أحد المقاولين فطلبه للعمل معه مهندسًا في شركته، ثم قدمه لشقيقه المنتج الفني عاطف منتصر، وأصدر له الأخير أول ألبوم غنائي العام 1982 وكان بعنوان “الوارثين” وضمّ أبرز الأعمال الفنية لسيد درويش، لكنه لم يحقق النجاح المرغوب إلا بعد بثه على شاشة التلفزيون العام التالي.
ومن أبرز الأعمال التي قدمها إيمان البحر درويش “محسوبكم انداس” و”ضميني” و”زوروني كل سنة مرة” و”تستاهل يا قلبي” و”طير في السما” و”أنا ما أقبلش” و”ولا عمرك وحشتيني” و”إحساس بريء” وألبوم “يا وابور يا مولع” المخصص للأطفال وألبوم ديني باسم “أذن يا بلال”.
خاض الفنان المصري تجربة التمثيل في السينما والتلفزيون بعدد قليل من الأعمال، وبدأ بفيلم “تزوير في أوراق رسمية” مع محمود عبد العزيز وميرفت أمين، ثم قدم أفلام “طير في السما” مع آثار الحكيم و”زمن الممنوع” مع إيهاب نافع و”لقاء في شهر العسل” مع إلهام شاهين و”حكاية في كلمتين” مع ليلى علوي.
إيمان البحر درويش
وعلى شاشة التلفزيون شارك في مسلسلات “الإمام الشافعي”، والذي وضع له ألحان أغانيه والموسيقى التصويرية الخاصة بالعمل، ومسلسل “حبيبي الذي لا أعرفه” وأخيرًا “أهل الهوى”، والذي جسَّد فيه شخصية جدّه سيد درويش، بالإضافة إلى عمل مسرحي سياسي بعنوان “انقلاب” العام 1991 وآخر على خشبة مسرح الدولة بعنوان “الناس بتحب كده” العام 2010، كما وضع ألحان تترات والموسيقى التصويرية لمسلسليّ “وحلقت الطيور نحو الشرق” و”ثورة الحريم”.
أسَّس الفنان المصري إيمان البحر درويش شركة لإنتاج شرائط الكاسيت باسم “أمواج” والتي ساهمت في إصدار ألبوماته الخاصة، وعيِّن نقيبًا للموسيقيين المصريين العام 2012.
