عمرو دياب او ” الهضبة ” كما يلقبه جمهوره في مصر والعالم العربي على حد سواء ، ايقونة الفن العربي المعاصر الذي حمل في مسيرته ارقاماً قياسية واعمال فنية قلَّ نظريها ، والذي لا يبالي بتقدم السن في تحقيق النجاح المستمر فالذهب لا يصدأ أبداً .
ولد الفنان المصري عمرو دياب في محافظة ومدينة بور سعيد في الحادي عشر من شهر اوكتوبر عام 1961 ، حيث كان والده ” عبد الباسط ” يعمل رئيساً للانشاءات البحرية والسفن لدى شركة قناة السويس ، وكان لوالد ” عمرو دياب ” دوراً هامّاً في انطلاقته الى عالم الفن حيث كان قد واكتسب موهبة الغناء عن ابيه الذي جعل مسيرته تبدأ في وقتٍ مبكّر بعد أن اصطحبه معه الى مهرجان بور سعيد وهو في سن السادسة من عمره ومن ثم أخذه في زيارة لمحطة الاذاعة المحلّية لتكون بداية ظهور ” الهضبة ” إذاعياً حين قام بغناء النشيد الوطني المصري ( بلادي بلادي ) فيها .
التحق دياب بعد تخرّجه من المدرسة بالمعهد العالي للموسيقى العربية عام 1982 وتخرّج منه عام 1986 ، حيث شهدت الفترة بين هذه الاعوام التي قضاها دياب في المعهد العالي انطلاقته الفنّية عندما طرح ألبومه الأول ” يا طارق ” عام 1983 والذي لم يحصد نجاحاً ملحوظاً لكنّه شكّل للهضة مدخلاً هاماً في عالم الغناء والموسيقى ، وبعدها طرح ثلاثة البومات بين عامي 1984 – 1987 هي : “غني من قلبك”، “هلا هلا” و”خالصين” وحملت هذه الفترة ايضاً تخرج دياب من المعهد العالي للموسيقى عام 1986 .
عمرو دياب
العام 1988 كان من الأعوام الهامّة في مسيرة الهضبة حيث أطلق فيه ألبوم ” ميال ” الذي شكل له قفزة نوعية إلى عالم الشهرة والذي كان بداية التعاون مع حميد الشاعري في التوزيع الموسيقي ؛ وبعد ذلك كان ألبوم ” شوقنا ” في متناول جمهوره عام 1989 ، والجدير بالذكر انّ دياب في هذين العامين (1988-1989) كان له ظهور فني حيث مثَّل فيلمه الأول “السجينتان” إلى جانب كل من إلهام شاهين ويوسف شعبان وأيضاً ظهر في فيلم العفاريت مع مديحة كامل ، ليكون بذلك أول فنان عربي يطلق فيديوهات موسيقية .
فترة التسعينات شهدت متابعة عمرو دياب مسيرته الغنائية والسنمائية جنباً الى جنب ، وشهدت أيضاً في مطلع العقد اختيار عمرو دياب ممثلاً لمصر في بطولة الأمم الافريقية في نسختها الخامسة حي غنّى باللغة الانكليزي والفرنسية ، وأصدر في نفس العام ( 1990 ) ألبوم ” متخفيش ” التي أخذت شهرة واسعة آنذاك وتم تصوير الفيديو كليب في منزله في القاهرة والذي ظهرت به زوجته السابقة شيرين رضا .
أما مابين العام ( 1991-1995 )أطلق دياب ست ألبومات أخرى هي: “حبيبي” الذي شهد استخدام آلة الساكسفون للمرة الأولى في أعماله الفنّية ، “أيامنا” ، “ويلوموني” الذي يظهر فيه لأول مره اندماج عمرو مع الجيتار الإسباني ، “يا عمرنا” ، “ذكريات” و “راجعين ” ، أمّا سنمائياً فقد قام بأداء فيلم آيس كريم في جليم الذي قام ببطولته إلى جانب عدد من النجوم منهم: سيمون وعزت ابو عوف وحسام حسيني و أشرف عبد الباقي وجهان فاضل وحسين الامام وعلاء ولي الدين وإخراج خيري بشارة ، وقد أصدر ألبوماً يتضمن أغاني الفيلم في عام 1993 إضافة إلى افتتاحه مهرجان مصر السينمائي بفيلم عمرو ضحك ولعب الذي قام ببطولته إلى جانب الممثل العالمي عمر الشريف والممثلة يسرا .
أما عام 1996 فـيعتبر هذا العام نقطة تحوّل أولى في مسيرة دياب النجومية بعد طرحه ألبوم ” نور العين ” الذي وضع له رقم قياسي في تلك الفترة لكونه أصبح الألبوم الأكثر مبيعاً الذي ينتجه فنان عربي ، اضافة إلى انتشار الاغنية الاساسية ” نور العين ” في انحاء العالم حتى أصبحت تُدمج في موسيقى الرقص الأوربية وأصبحت أيضاً المقدمة للمسلسل البرازيلي الشهير O Clone , ونجاحها منح دياب جوائز لأفضل فيديو وأفضل أغنية وفنان العام في المهرجان العربي السنوي عام 1997، كما أصبح أول مصريّ يحوز جائزة الموسيقى العالمية عام 1998 .
وشهدت الأعوام التالية نجاحاً أكبر للهضبة بطرحه ألبومات حققت انتشاراً واسع وشهرة أكبر مثل ألبوم ” عودوني ” عام 1998 وألبوم ” قمرين ” عام (1999)والذي احتوى على أغنية مشتركة مع النجم الجزائري الشاب خالد والمغنية اليونانية Angela Dimitriou ، ورغم هذه الشهرة والنجاح كان من عمرو دياب احتراماً كبيراً لأساطير الفن المصري ” ام كلثوم وعبد الحليم ” حيث أطلق اشهر اغانيه ” أنا مهما كبرت صغيّر ” تكريماً لهم في نفس العام .
ومع تصاعد نجوميته في مطلع عام 2000 أطلق عمرو دياب ألبوم ” تملي معاك ” والذي حقق نجاحاً متميّزاً وميّزه أكثر في اندماج الغيتار الاسباني مع أغل أغاني الالبوم ، ليطرح بعده عام 2001 ألبوم ” أكتر واحد بحبك ” والذي تمّزت به أغنية ” ولا على بالو ” حيث جمع في لحنها بين موسيقى Trance وTechno بمشاركة من مغني الراب Sandman.
وفي هذه الفترة وصولاً الى سنة 2003 حاز على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة أفضل فيديو كليب في مهرجان الفيديو كليب العربي في 2001 والذي أقيم في الإسكندرية، كما ربح جائزة الموسيقى العالمية للمرة الثانية كونه الفنان الأكثر مبيعاً لأعماله في الشرق الأوسط في عام 2002 .
العام 2003 حمل للفنان عمرو دياب نقطة تحول جديدة بعد أن أنهى عقده مع شركة الموسيقى المصرية “عالم الفن” ليوقع عقداً مع “تسجيلات روتانا” الشركة الأكبر في الشرق الأوسط والمملوكة من قبل الأمير السعودي الوليد بن طلال وطرح أول ألبوماته مع الشركة الجديدة عام 2004 ” ليلي نهاري ” واستمر في أطلاق ألبوماته وسط نجاحه المتصاعد مثل : ” كمل كلامك ” ، ” الليلة دي ” ، ” ويّاه ” وصولاً الى أحداث الثورة المصرية 2011 وإطلاقه اغنية ” مصر قالت ” تكريماً لأرواح شهداء مصر .
وفي العام التالي أطلق الهضبة ألبومه ” بناديك تعالى ” الذي عاد به متصدراً الارقام البيانية وفي عام 2013 تصدر أيضاً مع إطلاقه ألبوم ” الليلة ” ، وتصدر ألبوم ” شفت الايام ” الاكثر مبيعاً في العديد من بلدان الشرق الاوسط بالاضافة الى البوم ” أحلى وأحلى ” الذي حقق نتائج مشابهة .
وفي صيف 2017 أطلق دياب ألبوم “معدي الناس” والذي صاحبه حملة تسويقية هائلة جعلت من إطلاق الألبوم حدثاً كبيراً وحقق نجاحاً ساحقاً لتنوعه الملحوظ بين ألوان الغناء وصولاً إلى ألبومه الأخير هذه السنة ” كل حياتي ” الذي يشهد نجاحاً ورواجاً بالمثل .
وفي النظر الى الانجازات التي حققها عمرو دياب في مسيرته المستمرة الى الآن فهي كبيرة جداً وفي طليعتها دخوله موسوعة ” جينيس ” للأرقام القياسية كأول مطرب مصري يحصل على أكبر عدد من جوائز الموسيقى العالمية، وأيضا الأكثر مبيعات فى الشرق الأوسط، منذ عام 1989، وتم تسليم الجائزة من قبل أحمد جبر عضو هيئة التحكيم بـ”جينيس”، للهضبة عمرو دياب داخل مكتبه بالقاهرة ، و تصدر قائمة فوربس العالمية لاهم 100 شخصية وأفضل 10مطربين عرب 2017 بالإضافة الى جائزة اليوتيوب الذهبية وكان اول فنان عربي يحمل هذه الجائزة سنة 2015 .
أما عن عمرو دياب فهو من برج الميزان ، وتزوج مرتين المرة الاولى كانت من شيرين رضا وانجب منها طفلته ” نور ” وبعد انفصالهما تزوج مرة أخرى من السعودية ” زينة محمد عاشور ” وأنجب منها توأم هما عبدلله وكنزي وأخيراً طفلته جنى في عام 2002 .