<br class="entry-title" />
نضال الأشقر
ولدت الفنانة القديرة نضال الأشقر في منطقة ديك المحدي الواقعة في جبل لبنان بتاريخ 25 مارس 1934 ، وعلى الرغم من تقدمها بالعمر فإن الزمن لم يؤثر على حيويتها واندفاعها وعزيمتها ، وما زالت سيدة المسرح اللبناني تحافظ على خفة ظلها وشغفها بالحياة والفن وخصوصاً على خشبة المسرح .
تربت هذه المرأة المتمردة والاستثنائية على عشق الوطن والسعي للحرية وتسخير الفن لهذا الهدف ، فقد كان والدها “أسد الأشقر” من القياديين في الحزب القومي السوري الاجتماعي ، كما كانت والدتها رؤوفة الخوري من الداعمين لمسيرة زوجها النضالية ، فأنجب هذان الزوجان ابنتهما نضال التي كانت اسماً على مسمى وتشربت المبادئ النضالية وبالخصوص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية منذ نعومة أظفارها .
نضال الأشقر
كيف كانت مسيرة نضال الأشقر ؟
درست نضال الأشقر في “كلية البنات الأهلية” التي منحتها قوة في الشخصية والسعي للاستقلالية والانفتاح ، وخلال دراستها اطلعت نضال على مسرحيات شكسبير ، وقامت بكتابة المسرحيات وإلقاء الأشعار ، ومع نهاية دراستها الثانوية قررت احتراف الفن الذي كان محفوراً في وجدانها .
سافرت نجمتنا الى بريطانيا في عام 1960 للالتحاق بالأكاديمية الملكية للفنون الدرامية ، وقامت باحتراف الفن هناك في نفس الوقت الذي تابعت دراستها فيه ، ثمّ عادت الى لبنان لتبدأ بعرض مسرحياتها التي ساهمت بتنشيط المسرح اللبناني والعربي ، كما قامت بالتعاون مع بعض الفنانين بتأسيس “محترف بيروت للمسرح” الذي شكّل نقطة تحول محورية بتاريخ المسرح اللبناني .
قدمت نضال الأشقر وزملائها مسرح نضالي ملتزم وجريء واجه الكثير من الصعوبات ، حتى ان الامن اللبناني اقتحم مسرح البيكاديللي ومنعوا الجمهور البيروتي من حضور مسرحية “مجدلون” التي تتحدث عن العمل الفدائي بمواجهة العدو الصهيوني ، فتوجه الممثلون الى مقهى “هورس شو” وقدموا مسرحيتهم هناك .
قدمت هذه الممثلة القديرة في عام 1973 مسرحية “أنتيغون” التي أخرجها فؤاد نعيم الذي تزوج من نضال في نفس العام ، وبعد أن اندلعت الحرب الأهلية في لبنان انتقل الزوجان الى الاردن ، وقامت الأشقر من هناك وبالتعاون مع مجموعة من الفنانين بتأسيس فرقة “الممثلون العرب” التي جالت في عروضها المسرحية الكثير من البلدان .
انتقلت نضال الأشقر في عام 1987 الى قبرص وعاشت رفقة أبنائها هناك حتى عام 1992 ، ثمّ عادت الى بلدها لبنان وأسست “مسرح المدينة” في عام 1994 الذي أصبح الملاذ الوحيد والمنارة التي يلجأ اليها عشاق الفن المسرحي الراقي .
لم تكتفي نضال بأعمالها المسرحية الكثيرة ، بل شاركت بعدد من الأعمال باللغتين الإنجليزية والفرنسية ، كما أنها خاضت تجربة الإخراج المسرحي في بعض المسرحيات ومنها : ( طقوس الإشارات والتحولات – منمنمات تاريخية ) ، بالإضافة الى مشاركتها بعدد من الأعمال التلفزيونية ومنها ( جارية من نيسبور – نساء عاشقات – تمارا – زنوبيا ملكة تدمر – صبح والمنصور – شجرة الدر – حرب البسوس – رماد وملح ) ، أما أشهر أعمالها السينمائية فهي : ( الأجنحة المتكسرة – السيد التقدمي – سيدة فرنسية – ساحة فاندوم ) .
بعد مسيرتها الطويلة والناجحة استدعيت هذه الفنانة القديرة لتكون ضمن لجان التحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية والبرامج الفنية ، كما ان نضال الأشقر كرمت في العديد من المهرجانات ونالت الكثير من الأوسمة والجوائز .