<br class="entry-title" />
فريدي أوفرستيغن
ولدت فريدي أوفرستيغن في منطقة هارم القريبة من العاصمة الهولندية امستردام بتاريخ 6 سبتمبر 1925 ، وقد انفصل والداها وهي طفلة فتربت رفقة شقيقتها الأكبر تروس في كنف والدتها التي تحمل الفكر الشيوعي ، والتي علمت ابنتيها على روح التضامن الاجتماعي ومقاومة الاحتلال .
قامت ألمانيا النازية باحتلال هولندا عندما كانت فريدي أوفرستيغن بالرابعة عشرة من عمرها ، فانضمت هذه المراهقة مع شقيقتها تروس التي تكبرها بعامين وصديقتهما المشتركة هاني شافت الى المقاومة الهولندية ، وقد تمكنّ من القيام بالكثير من عمليات القتل للجنود الألمان ، بالإضافة لقيامهن بعمليات كثيرة أخرى من تفجير للسكك الحديدية والجسور .
فريدي أوفرستيغن
كيف كانت مسيرة حياة فريدي أوفرستيغن ؟
استغلت فريدي انوثتها الطاغية وجمالها الفائق ووجهها ذو الملامح البريئة في إغواء جنود جيش الاحتلال النازي ، فكانت تواعدهم وتعدهم بالعلاقات الحميمة كي تتمكن من استدراجهم وقتلهم ، وقد تمكنت الفتاة الحسناء الملقبة “فتاة المتعة” من الحصول على رخصة مفتوحة تسمح لها ان تتجول بدراجتها في المدينة بجميع الأوقات ليلاً أو نهاراً ، وذلك دون اعتراضها من الجنود الألمان الذين يتسابقون لطلب علاقات حميمة معها ، دون علمهم أن هذه المواعيد ستودي بحياتهم .
كانت فريدي أوفرستيغن وشقيقتها وصديقتهما شافت يذهبن الى الحانات كي يتمكنّ من مواعدة الجنود الباحثين عن العلاقات الحميمة ، فيستدرجوهم الى الغابة ليتم قتلهم والتخلص من جثثهم ، وقد تمكن الجيش النازي قبل نهاية الحرب العالمية الثانية من اكتشاف هاني شافت ، فقاموا بأسرها وتعذيبها وإعدامها ، بينما نجت الشقيقتان أوفرستيغن من الحرب .
عملت تروس بعد الحرب كفنانة وأنشأت في عام 1996 مؤسسة هاني شافت تكريماً لذكرى رفيقتها بالكفاح التي أصبحت من رموز النضال الهولندي ، وفي عام 1981 انتج فيلم عن حياة شافت اسمه “الفتاة ذات الشعر الأحمر” .
أما فريدي أوفرستيغن فقد تزوجت بعد الحرب من المهندس جان ديكير وأنجبت منه 3 أبناء ، وقد صرحت في أحد لقاءاتها الصحفية ، بأنها كانت تضغط على الزناد لقتل الجنود الألمان ، لكنها كانت تستغرب أنها كانت تشعر في بعض الأحيان بالرغبة في مساعدتهم بعد إطلاق النار عليهم .
عاشت المناضلة الهولندية أعوامها الأخيرة في دار للمسنين في منطقة دريهويس القريبة من هارلم ، وقد أصيبت أثناء إقامتها بالدار بعدة أزمات قلبية ، وقد توفيت فريدي دريهويس في عام 2019 عن عمر ناهز 93 عام وبذلك رحلت آخر المناضلات الهولنديات .