<br class="entry-title" />
أبرهة الأشرم واسمه الكامل أبرهة بن الصباح الحبشي، قائد عسكري من مملكة أكسوم، استولى على حكم مملكة حمير، واستخدم ألقاب حمير، وكتب باللغة السبأية، وحافظ على التقاليد والثقافة الحميرية.
ولد أبرهة الأشرم في القرن السادس الميلادي، ويختلف المؤرخون في تحديد زمان حكمه، فمنهم من قال أنه امتد ما بين العام531 وحتى 547ن ومنهم من قال أنه امتد من العام 555 حتى العام 565.
و أبرهة الأشرم مسيحي جاء مع الحملة التي أرسلتها بيزنطة، ومملكة أكسوم إلى اليمن، وذلك لحماية المسيحية من المجازر التي ارتكبها اليهوديون بهم، وبعد أن غادر جيش مملكة أكسوم البلاد رفض هذا الملك الرحيل رفقة عدد من الجنود، وذلك نظرا لإعجابهم بأرض اليمن.
وبعد ذلك عمل على السيطرة والاستيلاء على الحكم فقام بقتل الحكام شميفع أشوع، ومن ثم اعتلى سدة الحكم، وأعلن نفسه واحدا من ملوك حمير، وأعاد استخدام لقب ملوك الحميريين وهو ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم، وأعاد نظام البلاد إلى نظام حكم ملك حمير، ولم يقم بأي تغييرات على النظام سوى تعصبه ومحاولة فرضه للدين المسيحي.
وتعد الأسباب التي جعلته يقدم على هذه الأمور رغبته في كسب الزعامات القبلية المسيحية، وضعف مملكة أكسوم، واختلافه المذهبي عن مذهب بيزنطة وأكسوم.
أبرهة الأشرم
وبعد أن استقر له العرش في اليمن عمل تطوير البلاد، كما عمل على جذب الناس لزيارتها، فقام ببناء كنيسة رائعة أطلق عليه اسم القليس في اليمن، وأراد أن يناظر بها الكعبة التي يحج إليها العرب، وبعد ذلك قام بتعيين أحد رجال بني سليم سيدا على مضر، وطلبه منه أن يدعو الناس للحج إلى الكعبة أو الكنيسة التي قام ببنائها، ولكن أحد رجال بني كنانة ضرب رجل بني سليم لأن دعاه للحج لكعبة أبرهة الأشرم، فما كان من الأخير إلا أن غضب وقام بجمع جيش أراد من خلاله أن يقوم بغزو الكعبة وهدمها.
لم يكن هدف هذا الجيش القتال، بل كان هدفه هدم الكعبة المشرفة، لذلك فلقد استسلمت له معظم القبائل العربية دون قتال، وأخذت ترشده على الطريق إلى الكعبة، وعندما وصل إلى حدود مكة قام بأخذ إبل بني هاشم، فخرج عبد المطلب بن هاشم ودخل على الملك وطالب بالإبل، فقال له الملك أجئت تتطلب الإبل وتترك الكعبة، فأجابه أنا رب هذه الإبل وعلي حمايتها، أما الكعبة فربها سوف يحميها، وكان مع الحملة فيل يطلق عليه اسم محمود، وقد جاء به أبرهة خصيصا لهدم الكعبة، فوشوش سائسه العربي بأذنه: ابرك وارجع راشدا من حيث جئت، وأصبح يسير بكافة الاتجاهات باستثناء اتجاه الكعبة.
ولقد خرجت قريش إلى الجبال، وبدأت تراقب كيف سيقوم هذا الملك بهدم الكعبة، وفي أثناء محاولتهم توجيه الفيل نحو الكعبة خرجت من البحر طيور وكل طائر يحمل ثلاثة حجارة من سجيل وألقتها على جيش أبرهة الأشرم، وقتل عدد كبير من الجيش وأصيب أبرهة وعاد إلى اليمن، وتوفي من جراء هذه الإصابات، وبذلك يسدل الستار على حياة الملك الذي حاول هدم الكعبة.