كان لرجلٍ ثلاثة أولاد ذكوراً، قام بتربيتهم أحسن تربية وذاق في سبيلهم مرارة العيش وعصارة الشقاء ، وظل يتابعهم بجهده وحكمته حتى شقّ كل منهم طريقه وأصبح رباً لأسرة يعيلها ويقوم عليهاولما كان دستور الحياة يقضي بأن السنين ستزحف على الأب المسكين وتخسره عزيمته وتجعله ضعيفاً تحت وطأة أمراض الشيخوخة ومشاكلها حيث تراجعت قدرته عن إعالة نفسه (من جميع النواحي ) كان لابد له من أن يطلبَ عون أولاده ، ويرجو منهم الخير والتعاطف والاهتمام، لكنهم كانوا ، غافلين عمّا يعانيه والدهم من صعوبات ، ولم يكن بمقدوره أن يذكـّر بنيه بما يتوجب عليهم تجاهه ، لذلك اضطر أن يُبدِع حيلهً تُعيد أولاده إلى جادة الصواب ،فجمعهم حوله وأشار إلى زاوية في البيت وقال :_ انظروا يا شباب : هناك في تلك الزاوية فخاره دفينة فيها كنز ٌثمين فيها الكثير من الليرات الذهبية ،كنت قد ادخرتها لكم في أيام مقدرتي ، وبإمكاني الآن أن استخرجها وأفك ضيقتي بما فيها ، ولكني لست راغباً في مغادرة هذه الحياة دون أن اترك لكم شيئاً،فعليكم الآن إعالتي حتى إذا متّ ُ، تقتسمون محتوياتها فيما بينكم بالتساوي ، ورحب الأولاد بالفكرة وحـُلـّت المشكلة .<a name=\'more\'></a>تغيّرت المعاملة وأصبح الأولاد يتسابقون على خدمة أبيهم ،ولأن الحياة لا تدوم لأحد،فقد زحفت المنية إلى الرجل واختطفته، وبعد مراسم الدفن ،أسرع الأولاد إلى الزاوية ، وحينما أخرجوا الفخـّارة ، لم يجدوا فيها سوى قصاصة من الورق كُتب عليها ( اسمعوا يا أولادي وافهموا.قوام الحياة:ثلاثة أرغفة ، رغيف نأكله،ورغيف نطعمه، ورغيف نسدده ,فعلـّموا أولادكم ألاّ يقصّروا بتسديد ما عليهم .فوجئ الأولاد بما وجدوا فقال احدهم:ماذا قصد والدنا بهذا ؟قال الثاني:أراد أن يذكرنا بتقصيرنا ، فالرغيف الأول كان يأكله ليعيش، والثاني يطعمه لنا لنعيش، أما الثالث فقد كان يسدده لمن أطعمه إياه حينما كان صغيراً ، كان علينا نحن أن نسدّد له الرغيف الذي أطعمنا إياه حينما كنا صغاراً .حينذاك قال الثالث:والدنا كان على حٌق ، فقد علمنا درساً لن ننساه أبدا . ، وكما ترون فقد قصّرنا بالتسديد،لذلك طلب منّا أن نعلم أولادنا ألاّ يقصروا اذا اكملت القرءة علق ب الله اكبر لتصلك باقي المنشورات
https://archive.janatna.com/