- في منطقة من جبال الألب العالية , على إرتفاعات من 10,000 إلى 12,000 قدم , تظهر أحياناً بقع من اللون الأحمر أو الوردي على الثلج , ويتم ملاحظة تلك الظاهرة بشكل شائع خلال أشهرالصيف في سييرا نيفادا بولاية كاليفورنيا, حيث تبقى درجات الحرارة منخفضة بما يكفي لتساقط الثلوج خلال العواصف حتى حلول الصيف , والذي يحدث هو أنه إذا قمت بالضغط على الثلج بإستخدام حذائك مثلاً , فإنه سيترك أثراً وردياً مميزاً في الثلج بما يشبه لون لب البطيخ , كما أن الثلج يحتوي على رائحة بطيخ طازجة ولهذا يطلق عليه ( ثلج البطيخ ) . <a name=\'more\'></a>
ذلك الثلج الغامض قد أثار حيرة المتسلقين والمستكشفين وعلماء الطبيعة على مدى آلاف السنين , بما في ذلك الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو الذي سجل تلك الظاهرة في كتاباته بإسمه المعروف ( ثلج البطيخ ) , وفي ذلك الوقت لم يتم تقديم أي تفسير لتلك الظاهرة , ولكن بعد عدة قرون بدأ الناس في التكهن بإن اللون الأحمر كان ذو طبيعة جيولوجية , فهو إما ناتج عن رواسب معدنية على الثلج أو مواد كيميائية تتسرب من الصخور . ما السبب الحقيقي وراء تلك الظاهرة الغريبة ؟
- في مايو 1818 أبحرت أربع سفن من إنجلترا للبحث عن الممر الشمالي الغربي ورسم خرائط للساحل الشمالي لأمريكا الشمالية , ولكن الطقس السيء أجبر البعثة على الرجوع في طريقها , وأثناء عودتها من الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند , لاحظ كابتن روس العديد من الجداول الحمراء الشبيهة بالدم والتي تهبط من منحدرات ثلجية , فأمر بعضاً من أفراد الطاقم بأخذ بعض العينات من ذلك الثلج الأحمر لفحصها عند عودتهم إلى إنجلترا , ولكن في الوقت التي وصلت فيه العينات إلى إنجلترا كان الثلج قد ذاب بالطبع وتحول إلى سائل أحمر غامق يشبه شراب النبيذ . [/b] خضع السائل الأحمر لإختبارات مكثقة , وفقاً للإمكانيات اتي كانت متاحة في ذاك الوقت , لكن العلماء لم يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة , فقد إقترح بعضهم أن اللون قد يكون مستمداً من التربة التي سقط عليها الثلج , والبعض الآخر إقترح أن اللون الأحمر قد يكون بسبب رواسب الشهب . - نشر الكابتن روس رواية كاملة عن رحلته بنهاية 1818 , وقد ألحق بتلك الوثائق تقريراً كتبه عالم النبات الأسكتلندي الشهير روبرت براون , وجاء في هذا التقرير تفسيراً لوجود ذلك الثلج الأحمر , حيث إعتقد براون أن نوعاً من الطحالب هو من يتسبب في ذلك اللون , وكان هذا التفسير أساساً لتفسير تلك الظاهرة بشكل أوضح في أواخر القرن التاسع عشر , حيث قررالعلماء بشكل صحيح أن ثلج البطيخ كان سببه بالفعل تركيزات عالية من الطحالب المجهرية , والمعروفة بإسم الطحالب الثلجية - الطحالب الثلجية أو chlamydomonas nivalis هي في الواقع طحالب خضراء لكنها تحتوي على صبغة كاروتينويد حمراء زاهية , وتلك الصبغة تحمي الطحالب من أشعة الشمس فوق البنفسيجية , وكذلك يمتص هذا اللون الأحمر الحرارة , وعلى عكس معظم أنواع الطحالب لأخرى , فإن طحالب الثلج تزدهر في البرد , خلال أشهر الشتاء , وعندما تغطيها الثلوج تدخل الطحالب في فترة سبات أو سكون , ثم خلال فصلي الربيع والصيف , تؤدي الكميات المتزايدة من الضوء والثلوج والمواد الغذائية إلى بدء عملية إنبات الطحالب الثلجية , وبمجرد أن تنبت , ترتفع نحو سطح الثلج , حيث تظهر على شكل بقع وردية اللون . وقد تتكاثر الطحالب الثلجية وتمتد إلى عمق 25 سم , ويمكن أن يصل قطر كل خلية منها من 20 إلى 30 ميكرومتر , أي حوالي أربعة أضعاف قطر خلية الدم الحمراء البشرية . [b] المصدر : amusingplanet.com https://archive.janatna.com/