logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





31-05-2021 04:59 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 31-05-2021
رقم العضوية : 7
المشاركات : 9754
الجنس :
قوة السمعة : 40











%25D8%25AD%25D9%2581%25D8%25B8 لا يكاد يذكر حافظ إبراهيم إلا ويذكر معه- أو قبله- أحمد شوقي، باعتبارهما الشاعرين اللذين شغلا الناس طيلة حياتهما وبعد رحيلهما في عام واحد هو عام 1932 وحتى اليوم، والجمهور الأدبي على اختلاف في تقدير الشاعرين، وتفضيل أحدهما على الآخر.<a name=\'more\'></a>
وقد يكون من المفيد أن نعرض لهذه السطور من كتاب "حافظ وشوقي " للدكتور طه حسين، عندما وجد أنه ليس من هذا الحكم بد: أيهما أشعر من صاحبه؟.يقول طه حسين: "أما أنا فلا أستطيع أن أقول إن أحد الشاعرين خير من صاحبه على الإطلاق، ولكن شوقي لم يبلغ ما بلغ حافظ من الرثاء، ولم يحسن ما أحسن حافظ من تصوير نفس الشعب وآلامه وآماله، ولم يتقن ما أتقن حافظ من إحساس الألم وتصوير هذا الإحساس وشكوى الزمان.لم يبلغ شوقي من هذا مبلغ حافظ، وهو بعد هذا أخصب من حافظ طبيعة، وأغنى منه مادة، وأنفذ منه بصيرة، وأسبق منه إلى المعاني، وأبرع منه في تقليد الشعراء المتقدمين، لأن حافظا كان يقلد الألفاظ والصور، وكان شوقي يقلد فيهما وفي المعاني أيضا، ولشوقي فنون لم يحسنها حافظ وما كان يستطيع أن يحسنها.شوقي شاعر الغناء غير مدافع، وشوقي شاعر الوصف غير مدافع، وشوقي منشئ الشعر التمثيلي في اللغة العربية.يلتقي الرجلان في كثير، ويفترق الرجلان في كثير، ولكنهما علي كل حال أعظم المحدثين حظا في إقامة مجدنا الحديث "والقصيدة التي نطالعها الآن بعنوان "الشمس "، نشرها حافظ إبراهيم لأول مرة في الخامس عشر من نوفمبر عام ألف وتسعمائة، وفيها يقول:لاح منها حاجبٌ للناظرينفنسوا بالليل وضاح الجبينومحت آيتها آيتهوتبدّت فتنة للعالمينْنظر إبراهام فيها نظرةًفأرى الشك وما ضل اليقينقال: ذا ربي، فلما أفلتقال: إني لا أحب الآفلينودعا القوم إلى خالقهاوأتى القوم بسلطان مبينرب إن الناس ضلوا وغوواورأوا في الشمس رأي الخاسرينخشعت أبصارهم لما بدتوإلى الأذقان خروا ساجديننظروا آيتها مبصرةفعصوا فيها كلام المرسليننظروا بدر الدجى مرآتهاتتحلى فيه حينا بعد حينثم قالوا: كيف لا نعبدهاهل لها فيما ترى العين قرين؟هي أم الأرض في نسبتهاهي أم الكون والكون جنينهي أم النار والنور معاهي أم الريح والماء المعينهي طلع الروض نورا وجنىهي نشر الورد، طيب الياسمينهي موت وحياة للورىوضلال وهدى للغابرينصدقوا، لكنهم ما علمواأنها خلقٌ سيبلى بالسنينأإله لم ينزّه ذاتهعن كسوف، بئس زعم الجاهلينإنما الشمس وما في آيهامن معان لمعت للعارفينحكمة بالغة قد مثلتقدرة الله لقومٍ عاقلينتكشف القراءة الأولى لهذه القصيدة عن ثقافة حافظ إبراهيم القرآنية، وعن تمثله للآيات التي عرضت لقصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنعام، وصراع الحيرة والتردد والتفكير بين الشك واليقين، وصولا إلى شاطئ الاستقرار عند الحكمة البالغة التي مثلت قدرة الله لقوم عاقلين.واللغة الشعرية التي يفيض النص بها وعنها، لغة طيعة، تنساب في يسر وطواعية، من غير إعنات أو تكلف أو مشقة، وهي لغة تمثل الشباب الشعري لحافظ إبراهيم وهو على مشارف الثلاثين، كما تحمل درجة عالية من القدرة على التصوير، والافتنان في إيراد الصور الشعرية الدالة، خاصة حينما يصور الشمس قائلا:هي أم الأرض في نسبتهاهي أم الكون، والكون جنينوالإشارة هنا في تعبير هي أم الأرض واضحة إلى ما يقال من أن الأرض كانت جزءا من الشمس، ثم انفصلت عنها وبرد ظاهرها بتطاول الزمن.هي أم النار والنور معاهي أم الريح والماء المعينوالماء المعين هو الماء النابع والمتدفق من العيونهي طلع الروض نورا وجنىهي نشر الورد، طيب الياسمينويستعير حافظ إبراهيم من لغة التعبير القرآني مفردات بيته الشعري:قال: ذا ربي، فلما أفلتقال: إني لا أحب الآفلينأما السياق القرآني فقد جاء على هذه الصورة: فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين(الأنعام/ 76).والفعل: أفل، تدل مادته في العبرية والآرامية على معنى الظلام، وتدل مادته عند "ابن فارس " على أصلين: أحدهما الغيبة، والثاني الصغار من الإبل.وتقول اللغة: أفل يأفل ويأفل أفلا وأفولا: غاب، يقال: أفل النجم وأفلت الشمس.يقول البحتري:قمرٌ أتبعْتهُ - من كلفٍنظر الصب به حتى أفلويقال: أفل نجم فلان: خاب سعيه، وساء حظه، وفي الأساس: فلان كعبه سافل ونجمه آفل.وقال جرير يهجو:ولقد خرجت من المدينة آفلاخرع القناة مدنس الأثوابوأفلت المرضع أفلا: ذهب لبنها.ويقال: أفل نداه: ذهب خيره.وأفل عن بلده، يأفل ويأفل أفلا وأفولا: غاب عنها.وأفل اللقاح أو الحمل في الرحم: استقر في قراره، ويجمع آفل على أفل وأوافل.قال البحتري يمدح المتوكل:مسحوا أكفّهمو بكف خليفةنجمت بدولته الحقوق الأفل"نجمت: ظهرت "والمؤفل: الضعيف، والمأفول: الناقص العقل.يلفت النظر في قصيدة "الشمس " لحافظ إبراهيم أنها ليست القصيدة الوحيدة التي جاءت من هذا البحر الشعري: الرمل، ووزنه "فاعلاتن " ست مرات، ولا من هذا الروي: النون الساكنة في ختام الأبيات، فالوزن نفسه والقافية نفسها، نطالعهما في قصيدتين أخريين للشاعر، يقول في مطلع أولاهما:فتية الصهباء خير الشاربينجددوا بالله عهد الغائبينويقول في مطلع الثانية:سورٌ عندي له مكتوبةودّ لو يسري بها الروح الأمينوالطريف أن حرف النون "الذي يقول عنه القدماء إنه حرف نواح " يحتل المرتبة الثالثة بين قوافي قصائد ديوان حافظ، بعد حرفي الباء والراء.كما أن قصيدة "الشمس " التي جاءت قصيدة وصفية تأملية خالصة، لم يماثلها في ديوان حافظ إلا قصيدته الوصفية التأملية عن "البحر" والتي جعل عنوانها "الرحلة إلى إيطاليا"، وهي القصيدة التي يقول في مستهلها:عاصفٌ يرتمي وبحرٌ يغيرأنا بالله منهما مستجيروكأن الأمواج وهو تواليمحنقات، أشجان نفس تثورأزبدت ثم جرجرت ثم ثارتثم فارت كما تفور القدورلكن الشاعر في قصيدته الثانية لا يقنع بمجرد الحديث عن "البحر"، وإنما هو يخصص جزءا كبيرا من قصيدته للحديث عن إيطاليا وأهلها، وما يكمن تحت أرضها من براكين وزلازل.لكن نزعة دينية روحية عميقة، تظل تجمع بين القصيدتين في سياق وجداني واحد عند الشاعر، وتجعلهما تصدران عن موقف المتأمل في مظاهر قدرة الله، وبديع صنعه في الكون والإنسان، وهي سمة لا تخطئها العين الفاحصة في شعر حافظ إبراهيم.
https://archive.janatna.com/




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
الشمس ، لشاعر ، النيل ، حافظ ، إبراهيم ،












الساعة الآن 05:47 AM