استيقظ "المنصور" ليلة من الليالي وهو مذعور لرؤيةٍ رآها، فصاح بالربيع، وقال له: صر الساعة إلى الباب الثاني الذي يلي باب الشام فإنك ستصادف هناك رجلاً مجوسياً مستنداً إلى الباب الحديد، فجئني به، فمضى "الربيع" مبادراً، وعاد والمجوسي معه.<a name=\'more\'></a>
فلما رآه "المنصور" قال: نعم، هو هذا، ما ظلامتك؟قال: إن عاملك بالأنبار، جاورني في ضيعة لي فسامني أن أبيعه إياها فامتنعت. لأنها معيشتي، ومنها أقوت عيالي، فغصبني إياها.فقال له المنصور: فبأي شيء دعوت قبل أن يصير إليك رسولي؟قـال: قلت: اللهم إنـك حليم ذو أنـاة، ولا صبر لي على أناتك.فقـال المنصور للربيع: أشخص هـذا العامل، وأحسن أدبه، وانتزع ضيعـة هذا المجوسي من يده، وسلمهـا إليه، وابتع من العامل ضيعته وسلمها إليه أيضاً.ففعل ذلك الربيع كله في بعض نهار يوم، وانصرف المجوسي، وقد فرج الله عنه، وزاده، وأحسن إليه.
https://archive.janatna.com/