رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر
-نزفت كتير اوي.. جاسر بقلق يعني؟ -لازم حد يتبرع ليها بدم لأنها فقدت كتير اوي، و للأسف الفصلية بتاعتها مش متوافقة... زفر جاسر بضيق و قال بغضب مستشفى زي دي مفهاش كياس دم و حيات ربنا لو حصلها حاجه لأوديكم في داهيه.. تنهد الدكتور و قال يا جاسر بيه المستشفى كل يوم فيها عمليات و حالات كتير بتكون محتاجه و بعدين والدك هو اللي عامل نظام المستشفى مش احنا... -تمام شوف انا أنفع و لا؟
نظر له و قال بس ممكن فصليتك متتوافقش معاها و حتى لو اتوفقت دا خطر عليك... زمجر جاسر و قال ما تنجز يا دكتور و شوف شغلك... توافقت معاها فصليته و قام بتبرع لها و الدكتور كان قلقان بسبب انه تبرع أكثر من اللازم... انتهى جاسر و لكنه شعر بالقليل من التعب و قام الطبيب بوضع المحاليل له، ليل انتقلت لغرفة العناية لكي تتجاوز مرحلة الخطر، مر ٢٤ ساعه و تجاوزت ليل المرحلة و انتقلت الى الغرفة...
ليل بدأت تفوق و فتحت عينها، جاسر كان جنبها و قال بلاش تتكلمي... -هو انا فين؟ -في المستشفي و عملتي العملية و نجحت... -يعني انت ضحكت عليا، قبل جبنها و قال المهم انك بقيتي كويسه... مر اسبوعين و ليل بدأت تبقى كويسه و الدكتور قال انها تقدر تخرج من المستشفى... جاسر ساعدها و نزلوا من المستشفى، ركبت و قفل الباب و اتجه هو ليركب.
ليل مكنتش عايزة تروح اصلا و كانت مضايقة، جاسر طلع بالعربية و قال أثناء قيادته ساكته ليه؟ -و لا حاجه... -انتظمي على الدوا عشان متتعبيش... -حاضر جاسر وصل و راح قال وصلنا، ليل استغربت انهم راحوا القصر و قالت هو انت جيبتني هنا ليه؟ -عادي، عشان تلاقي حد موجود معاكي ليل بتعجب ماشي، بس انا هدومي هناك... -انا جيبت كل حاجه ليكي... -هتنزل و لا هتمشي سكت جاسر و قال مش عارف... ليل بصيت لي و قالت شكرا...
استغرب و قال علي ايه؟ -على وقفتك معايا في المستشفي و انك اتبرعتلي بالدم... نظر لها و قال اممم العفو... ليل ابتلعت ريقها و قالت انا عايزة اروح لمايا... تنهد جاسر و قال هو انتي بتحبها اوي كدا؟ -عادي صاحبتي و كويسه معايا... -اهاا و هتبقى ضرتك ليل سكتت و قالت اكيد مش هتفضل متجوز اتنين و اظن ان مايا مناسبة ليك اكتر مني... جاسر اضايق و قال طيب...
ليل فتحت باب العربية و نزلت، و هو نزل وراها، و طرق الباب و فتحت لهم سعاد و طبعا عرفتها و استغربت انها شافتها تاني -دادة سعاد مسئولة عن كل حاجه في البيت، ليل مراتي... استغربت سعاد و قالت اممم مراتك... ليل فهمت انها مش مصدقة و سكتت، جاسر اتكلم و قال اهاا مراتي... و بعدين خدها جاسر و طلعوا الأوضة نظرت له ليل و قالت الست مش مصدقة انك متجوز... -اهاا اديكي اول واحدة اتجوزها...
ليل عقدت حاجبها بدهشه و قالت ناوي تتجوز كام مرة على كدا... -الجواز رخم... -سنه الحياة... -اممم عارف... نظرت له و قالت اصلا المفروض كنت اتجوزت من زمان... -مكنتش فاضي و بعدين اديني اتجوزت... -لا انا قصدي جواز بجد اللي هو تبقى متجوز قدام الناس و يبقى عندك أطفال و كدا... جاسر بص ليها و قال اممم يعني لو اعلنت جوازنا قدام الناس هيبقى جواز بجد... نظرت ليل له و قالت بتردد انا مش قصدي عليا...
-انا همشي و لو احتاجتي حاجه كلميني... مر اسبوعين عليهم و جاسر كان بيحاول ميظهرش قدامها كتير يعني يوم يشوفها و اتنين لا.
في الصباح ذهب جاسر إلى الشركة و اول دخل مكتبه اتفاجا بوجود والده، زفر جاسر بضيق و قال خير يا دكتور... ممدوح رمقه بغضب و قال مش ناوي تلم نفسك... جاسر باقتضاب لا و جاسر المنشاوي بيعمل اللي على كيفه... ممدوح بضيق جاسر متنساش اني ابوك -بص بقا من الاخر كدا انا ابويا مات... ممدوح قام و صفعه على وجه و قال احترم نفسك... جاسر شعر بالغضب و قال خلصت، اتفضل برا ممدوح بصدمة انت بتطرديني... -اطلع برا...
ممدوح خرج و هو يشعر بالغضب فهو لا يستطيع محادثة ابنه... بداخل المكتب زفر جاسر بضيق وقام بتهشيم ما وجده على مكتبه... مايا دخلت له و قالت بقلق جاسر مالك؟ جاسر بغضب روحي على شغلك يا مايا، و أخذ سترته و غادر مايا كانت قلقان عليه نزل جاسر و طلع بعربته و وصل إلى السجن، دخل إلى مكتب المأمور و طلب رويتها... سمح له بذلك و قام بإحضارها و بعد ذلك ترك لهم المكتب... ناهد نظرت له باشتياق و قالت جاسر...
جاسر بحدة جيت اشوفك قبل ما اخليهم يعدومكي، ادمعت عينها و قالت انت جيبت القسوة دي كلها منين يا ابني.. اتعصب جاسر و قال متقوليش الكلمة دي تاني... ناهد بحزن ياريتني ما كنت خلفتك... ابتسم جاسر بسخرية و قال يعني هو كان بمزاجك، اكتر حاجه هتريحني اني أقضي عليكي انتي و جوزك... ناهد ببكاء مفيش في قلبك رحمه... ابتسم بسخرية و قال هجيبها منين، للأسف طلعت زبالة زيكم... -حرام عليك يا ابني...
-حياتي اتدمرت و انتم السبب بقيت مجرد مريض نفسي، و خرج و تركها... ركب سيارته و أسند رأسه على المقعد و اوصد عينه لتظهر في مخيلته تلك الذكرى... طفل في عمر الأربع سنوات يجلس و يلعب في غرفته و عندما سمع صوت والدته قام و خرج و لكن الصوت كان يأتي من غرفة النوم، فتح الباب الذي كان موارب قليل و رأي والدته في الفراش مع شخص آخر غير والده، قفل الباب بصدمة و خرج من الغرفة و اتجه إلى غرفته و جلس يبكي...
فاق جاسر و طلع بالسيارة ظل يلف بيها كثيرا، إلى أن تعب و ذهب إلى المنزل... كان المنزل صامت، تنهد جاسر و جلس على الاريكة و بعد ذلك إلى حديقة قصره و اتجه إلى الأسطبل الذي به حصانه و قال معلش مقصر معاك الفترة دي... هز الحصان راسه و كان يدلال على حزنه منه... تنهد جاسر و مرر يده عليه و قال انت احسن حد في حياتي والله جلس جاسر على الأرض و أسند راسه على الحائط...
ليل شافت عربيته بس استغربت انه مطلعش فخرجت من الأوضة و شافت اوضته و مكنش موجود فيها، دخلت اوضتها تأني و ارتديت فستان و وضعت الطرحة على شعرها و نزلت و برضو مكنش في الصالة... ليل بتعجب هو راح فين دا؟ خرجت الجنينة و فضلت تتدور عليه لحد ما لاقت نور ظاهر من بعيد و راحت في اتجاه و عندما اقتربت علمت أنه اسطبل للحصانة، دخلت ليل و قالت بتوتر جاسر..؟ جاسر... جاسر سمع صوت بس قال جواها أن ايه اللي هيجيبها هنا.
ليل كانت خايفه تكمل و ناديت عليه تاني جاسر... قام جاسر و خرج و وجدها و قال انتي نزلتي ليه؟ ليل بتوتر شوفت عربيتك و انت مطلعتش فنزلت اشوفك... -ماشي... ليل بصيت لي و قالت هو انت بتعمل ايه هنا الوقت متأخر... جاسر تتنهد و قال ليل لوسمحتي اطلعي... نظرت ليل له و قالت انت هتفضل هنا؟ جاسر فك رعد الحصان بتاعه، ليل بعدت لأنها خافت، لاحظ جاسر و قال مش بيعمل حاجه... خرج جاسر و تابعته ليل و قالت مش هتدخل...
-ليل روحي نامي و انا همشي رعد شوية و بعدين هبقي ادخل... مشي جاسر و رعد كان يسير بجانبه و ليل فضلت واقفه مكانها و تنهدت بضيق و قالت ماله دا؟ و مشيت وراها و قالت جاسر استنى... وقف جاسر و قال نعم..؟ -هتاكل...؟ -لا اطلعي نامي انتي...
و اكمل سيره، و لكن فجأة و بسرعه البرق سقط جاسر على الأرض إثر طلق ناري، استقرت في خصره، رعد أصدر صوت قوي، ليل كانت واقفه بعيد عنهم بس مش بكتير و مش عارفه ايه اللي حصل دا، و ذهبت ناحيته و فعلا كان صوت طلق ناري لم تكن تتخيل تجمعت الدموع بعينها و قالت بصوت مرتجف جاسر... نزلت على ركبتيها و جلست جانبه و أسندت راسه بيدها، جاسر... نظر لها و قال بلاش تظهري ليهم و امشي.
ليل مش فاهمه كلامه و قالت ببكاء مش فاهمه حاجه... جاسر قال بصعوبة امشي يا ليل، و اوصد عينه، ليل مكنتش عارفه تتصرف و أخرجت هاتفه و قامت بالاتصال بالإسعاف و أخبرتهم العنوان و ظلت جالسه بجانبه تبكي، ونظرت إلى رعد الذي وضح الحزن عليه و تعجبت من حبه لجاسر و قالت تعالى معايا عشان تروح مكانك، جاسر هيبقى كويس ان شاء الله...
و بعد قليل وصلت الإسعاف و أخذت جاسر ذهبت ليل معه و اول ما المستشفى عرفوا بلغوا دكتور ممدوح والده و اول ما خبر وصل لي راح على طول و كان معاه نسمه و مني... ليل كانت قدام العمليات و بتدعي انه يقوم... نسمه اول ما شافتها استغربت و قالت انتي هنا ليه؟ و طبعا مكنتش نسمه بس لأن ممدوح المستشفى بلغته انه اللي اتصلت بيهم واحده... ليل ملحقتش و خرج الدكتور من العمليات و قال...