رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
-انتي قومتي ليه؟، وضعت يدها على صدرها و قالت بوهن انا عارفه انا عندي ايه، و انت مش مضطر تعالجني... جاسر كان مستغرب انها اصلا حاولت تقوم مع ان الدكتور قال إن ايه حركة صعبة عليها و انها حتى معندهاش قدرة على التنفس بشكل طبيعي. -ليل ارجعي نامي، بدأت دموعها تنزل و قالت بتوسل سيبني امشي ونبي انا لو دخلت عمليات مش هطلع منها...
جاسر حس ان عينه بدأت تدمع لأول مره في حياته لأن فعلا حالتها كانت صعبة و هو مش عارف يعمل حاجه، ليل فقدت الوعي و قبل ما تقع على الأرض هو حملها و وضعها على الفراش، مسد على رأسها بحزن وخرج رؤيتها بالشكل دا كانت محسسه بالذنب، فضل قاعد برا و بيفتكر كل حاجه حصلت بينهم، حتى مكنش فاهم هي خايفه من ايه؟، فضل قاعد برا كتير، و افتكر كلامها...
ليل لما فاقت قامت عشان تدخل الحمام، كانت بتعاني عشان تقدر توصل، هي كانت متأكدة انها في يوم هتوصل للمرحلة دي، و تنهدت بحزن و بدأت في الوضوء، كانت دموعها تختلط بالمياه، أنهت و بعدين خرجت، وقفت لثواني عشان تاخد نفسها و دورت في الأوضة على حاجه تصلي عليها، وضعت أحدي شراشف السرير و بدأت تصلي، و أنتهيت بعد عناء و لكنها كانت تشعر بالراحة فضلت قاعدة مكانها و كانت بتعيط من غير صوت عشان محدش يسمعها، فضلت على وضعها لفترة و طبعا لما دخلت الممرضة و لاقيتها كدا استغربت و قالت انتي بتعملي؟
انتبهت لها ليل و قالت ولا حاجه بصلي... لوت فمها بتعجب و قالت بتهكم سامحني يا رب و لما انتي كدا؟ كان ايه اللي وديكي عند راجل و تخلي يبهدلك كدا؟، لأن الممرضة مكنتش تعرف إن جاسر جوزها و بتحسبها مجردة واحدة من اللي بيعرفهم، نظرت لها ليل و سكتت لأن جاسر كان طالب منها أن محدش يعرف انها مراته...
و تفاجأت بجمود صوته يقول للممرضة اعتبري نفسك مرفوده، نظرت له بتوجس و قالت بخوف جاسر بيه انا مقصدش حاجه، قطعها و قال بحدة و حزم تعرفي ايه عقاب اللي انتي عملتي و انك تكلمي مرات جاسر المنشاوي بالطريقة دي ايه؟ الممرضة مبقتش عارفه تتكلم و نزلت وشها في الأرض، ليل كانت مستغربة طبعا و قالت هي مقالتش حاجه...
ما مصدقت الممرضة ليل قالت كدا و خرجت بسرعه، ليل سندت على الأرض عشان تقوم، أقترب جاسر منها عشان يساعدها و لكنها رفضت و قامت لوحدها، نظر لها بغضب... ليل راحت تقعد على السرير و قالت المساعد ربنا يا جاسر بيه... تنهد جاسر و قعد و قال غلط الحركة و الصلاة صعبه عليكي... -عادي انا متعودة مش اول مرة اتعب بس المرة دي زيادة شوية، و نظرت و قالت انا مش هعمل عمليات و تنهدت انا بقيت كويسه..
جاسر ساكت و لأنه كان شكلها باين انها حتى مش قادرة تتكلم و قال انا قررت و انتي عليكي تنفذي... -حتى حياتي عايز تخدها... الاثنين بصوا لبعض و كانت نظراتهم طويلة، هي بتعيط و هو ملامحه جامدة زي ما هي و قال يعني مش كفاية انك طلعتي مريضة، تنهدت ليل و قالت المرض مش حاجه وحشه و مفيش حد طلب منك انك تستحمل مرضى... -ازاي؟ يعني...
-يعني هنكمل زي ما احنا يا انا هموت و انت وقتها هتقدر تتصرف في جثتي و متقلقش محدش هيسال عني، يا ربنا يكتبلي عمر جديد... -متأكدة؟، بدأت تلتقط انفاسها بصعوبة و قالت اهااا متأكدة... -لما تعملي العملية... -انا لو دخلت العمليات هموت لأن انا حالتي صعبه و انا عارفه دا كويس و العلاجات كانت حل مؤقت اعتبر أن دا ممكن يكون آخر طلب ليا...
جاسر مش عارف يرد عليها بايه؟ وفضل ساكت شوية و بعدين قال و آخر حاجه هقولها انك هتعملي العملية، حتى لو غصبن عنك، تمام... تنهدت ليل بحزن و سكتت، و بعدين رأسها على الوسادة و نامت... جاسر فضل يبص عليها و هي نايمه و مسك ايدها ليقبلها و قال انا مش عايزك تموتي كان مجرد كلام بس و بعدين خرج من الغرفة... في الصباح الدكتور دخل ليها و قال صباح الخير...
ابتسمت ليل، تنهد الدكتور و قال مدام ليل اكيد انتي عارفه ان حالتك صعبه و نسبه نجاح العملية بسيط... -عارفه و مش عايزة اعملها... الدكتور بص ليها باستغراب على حالتك دي انتي متقدريش تعيشي من غير الأجهزة حتى... تنهدت ليل و قالت كل واحد فينا عمره مكتوب يا دكتور و انا عارفه ان العملية نسبة نجاحها قليله، من فضلك مش عايزة اموت و انا في أوضه العمليات... الدكتور سكت شويه و قال بس ممكن تنجح... -لوسمحت...
-بس جاسر بيه مش هيرضي... تنهدت ليل بيأس و قالت بس انا مش عايزة، دخل جاسر الغرفة و نظر إلى الدكتور فاستأذن و خرج و قال ريحي نفسك لأنك هتعملي العملية... -بترتاح لما تعذبني... -انا كدا بعذابك... ترقرقت الدموع بعينها و بدأت في البكاء و قالت اممم أكيد هيبقى حرام لما أموت جوه العمليات، على الأقل اموت سليمه من غير تعب، جاسر ابتلع ريقه و قال مش هتموتي... -انا ميته من زمان اصلا ناقص بس ربنا يأذن بطلوع روحي...
-و انا مش هسيبك تموتي... ليل سكتت و تنهدت و قالت ارحمني... -ليل انتي دلوقتي مطلوب منك تسمع كلام الدكاترة و خلاص تمام... -هو انت حتى مش عايزني ارتاح؟! -لا، و بعدين قام و سابها، ليل وضعت رأسها على الوسادة و ظلت تبكي، ، دخلت إليها إحدى الممرضات و قالت الاكل يا مدام ليل... رددت ليل و قال مش هاكل... -بس مينفعش لازم تأكلي... ليل بضيق مش جعانه...
تنهدت الممرضة بيأس و خرجت و أخبرت جاسر قائلة مش راضية تأكل و دا غلط عليها... زفر جاسر بضيق و قال طيب روحي انتي على شغلك و دخل ليها و قال ليل... ادعت ليل النوم، اقترب جاسر منها و قال قومي، عارف انك صاحية... فتحت ليل عينها و قالت نعم يا جاسر بيه؟ زفر بضيق و قال مش عايزة تأكلي ليه؟ -براحتي حتى دي هتخليني اعملها غصبن عني... -اهاا ليل بصيت لي و قالت مش واكلة...
-براحتك بس لو مكلتيش هتصل بمايا و اقولها انك تعبانة و طبعا انتي عارفه الباقي فاسمعي الكلام كدا احسن... تنهدت ليل و قالت بكرهك... -شكرا، امسك جاسر صينية الطعام و مسك المعلقة و بدأ في اطعامها... -شبعت... -لازم تأكلي كويس... زفرت ليل بضيق و قالت شبعانة، وضع جاسر المعلقة في فمها و قال لما تخلصي الاكل ابقى اتكلمي... صمتت ليل و اكمل جاسر اطعامها إلى أن انتهي و قال شاطرة...
ليل تنهدت و قالت ممكن تجيبلي هدومي عشان عايزة اغير... -حاضر عايزة حاجه تاني... -شكرا... -هروح و ارجع بسرعه، هزت ليل رأسها... جاسر راح مول قريب و اختار ليها اكتر من طقم و بعض الأعراض اللي ممكن تحتاجها هناك، و بعدين رجع، جاسر مخدتش وقت كلير كان حاولي ساعه، و دخل لاقي الممرضة بتتحايل على ليل عشان تديها الحقنه... استغرب و قال في ايه؟ تنهدت الممرضة و قالت مش راضية تاخد الحقنه، و الانتظام على العلاج مهم...
تنهد جاسر و قال سيبيها و اخرجي، استجابت له الممرضة و خرجت... جاسر بص ليها و قال مش عايزها تاخد الدوا ليه؟ -دراعي بيوجعني... حضر جاسر الحقنه و قال افردي دراعك، نظرت له ليل و قالت مش هخدها جلس جاسر امامها و امسك ذراعها و قال مش هتوجعك، و قام بحقنها و قال بس كدا... نظرت له و قالت ايدك خفيفة، بس اتعلمتها ازاي؟ -كنت دكتور بقا... -بجد؟ -اهاا خريج كليه طب بس للأسف بقا مشتغلتش دكتور... ليل استغربت و قال ليه.؟
-عادي مش بحبها المهم جيبتلك الحاجه، ليل عرفت انه جايب حاجات جديدة و طبعا كانت قلقانه يكون جاب حاجه مش مناسبة و قامت... -خليكي... -انا كويسه، فتحت ليل الشنطة و كان أغلبها فساتين و طرح -خلي بالك عشان في شنطة فيها مصحف و سجادة صلاة... ابتسمت ليل و قالت شكرا، اخدت ليل المصحف و وضعته على الطاولة و قالت انا هدخل الحمام... -هتعملي ايه؟
ليل بتوتر و حرج هاخد شاور عشان بعد اللي حصل امبارح و عشان صلاتي تتقبل كفايه اني نسيت امبارح و ربنا يسامحني، ، فهمها جاسر و قال طيب... دخلت ليل و فتح المياه و جلست على طرف البانيو لشعورها بالتعب، جاسر لما فضل سامع صوت المياه قلق و اتجه إلى المرحاض و طرق الباب قائلا ليل... رددت ليل بخفوت انا كويسه... جاسر فتح الباب و لاقيها جالسه، اتجه لها و قال بقلق مالك؟
-مفيش حاجه انا كويسه، تنهد جاسر و قال طب اساعدك؟، هزت رأسها نافيه... -ليل بلاش تنشيف دماغ مش وقته و بعدين ممكن لو وقعتي تتعوري، ليل سكتت و قالت لا شكرا، اسندها لتقوم تقف و بدأ في مساعدتها في خلع ملابسها، و بعد ذلك ساعدها في أخذ حمامها و خرج و احضر فوطة من الخارج و دخل لها مره اخرى و وضعها حول جسدها، و حملها برفق... و خرج و اجلسها على الفراش و قال استنى هجيلك هدومك...
ليل اوقفته و قالت بسرعه عشان ممكن حد يدخل... -باب الاوضه مقفول... قام جاسر و احضر الشنطة، ليل بصيت لي و قالت انا هلبس لوحدي... -هو عادي يعني... ليل بتردد طول ما انت قدامي بتوتر، ابتسم جاسر و قال بالمناسبة التوتر بقا، انا عايز اقولك حاجه... ليل بتعجب ايه هي؟ جاسر: ... نكمل المرة الجايه و نشوف جاسر هيقول ايه؟..