اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا، استمعت إلى صوت الزناد -لاقيتوا حد؟ انزل مسدسه و التفت له قائلا: ايوه أهي اقترب سليم منهم إلى أن ظهرت و اندهشت عندما رآها، تطاير من عيناه الشرار فلما تقحم نفسها في ذلك الأمر -أخرجوا برا. استمع الجميع لأمره و تركهم كانت تنظر له بخوف و كانت فقد لونها فأصبح وجهها مثل تلك الجثة التي بجوارها سحبها من ساعدها بقوة و اوقفها امامه و قال بغضب: ايه اللي جابك هنا؟
صاحت به بقوة انت مجرم و قاتل سحبت ذراعها و ركضت، و لكن وجدت الباب مقفول طرقت عليه بقوة اقترب سليم منها حتى أصبح خلفها بلاش دراما زيادة التفتت سيلا له و قالت بتوجس: انت هتعمل فيا ايه؟ -الحل الأول انك هتعتبري نفسك مشوفتش حاجه و اظن ان دا في مصلحتك و الحل التاني بلاش تعرفي حدقت بعيناه بدهشة و عدم تصديق، كانت دموعها تتساقط بغزارة، سارت من أمامه و أعطيت له ظهرها.
لاحظ سليم الدماء التي لطخت ملابسها، اقترب منها و مزق بلوزتها من الخلف لكي يرى الجرح تجمدت الدماء في عروقها و زادت وتيرة انفاسها، التفتت له بصدمة و قبل أن تتحدث، وضع منديل على أنفها ليكتم نفسها، فقدت سيلا وعيها اسندها لكي لا تقع و خلع سيرته و وضعها عليها، حملها برفق و خرج وضعها في السيارة و بالطبع كان ذلك وسط نظرات الجميع المندهشة أخبر سليم قائلا: اللي حصل محدش يعرف عنه حاجه تمام اومأ براسه متفهما.
سأله سليم انت ضربت عليها نار؟ -كانت بتجري و مكنتش هعرف احصلها ذهب سليم إلى السيارة و غادر، رد على هاتفه: انت فين؟ -انا اللي فين، انت رجعت ليه؟ تنهد سليم و قال: و لا حاجه انا عندي مشوار مهم عقد حاجباه في اندهاش ليه؟ في حاجه حصلت -لا مفيش سلام قفل سليم معه و نظر أمامه و كان يختلس لها النظرات، نفخ بضيق هو حتى لم يستطيع التصرف معها.
وصل سليم إلى المزرعة و حملها من داخل السيارة و ادخلها الغرفة و بعد ذلك اتصل بالطبيب -دكتور منير محتاج دكتورة ضروري -تمام يا سليم بيه، حضرتك فين؟ -في المزرعة -خمس دقائق و هكون عندك تنهد سليم و انتظره، أمام الباب وصل منير فهو يعيش في المزارعة لأن الطبيب البيطري الخاص بالخيول الموجودة و معه شقيقته منال طبيبة شابه، دخلوا معه و تحدث سليم قائلا: اتفضلي.
دخل سليم معها، جلست منال على الفراش و تفحصت نبضها و قالت: هي نايمه من امتي؟ -لا هي واخده مخدر تعجبت منال عندما رأت بلوزتها ممزقة، و عقدت حاجبياها في دهشة، قلبتها منال على جانبها و تفحصت الجرح و قالت: هي اتعورت من ايه؟ -اتصابت بس الرصاص مدخلتش، هي جرحتها بس -الإصابة مش عميقة اوي لا تستدعي القلق سليم باقتضاب: تمام شوفي شغلك بدأت الطبيبة عملها و طهرت الجرح و لكن كانت مازالت تنزف.
-لازم الجرح يتخيط لأن النزيف مش عايز يسكت سليم بقلق: بلاش خياطة، شوفي ايه حل تاني تنهدت منال بضيق و قامت بوضع أودية و مضادات لكي توقف النزيف و بعد ذلك قامت بتضميده وضعت منال أغراضها في حقيبتها و قالت: انا خلصت -شكرا خرجت منال من الغرفة و ذهبت هي و منير منير بتساؤل: مين؟ -واحدة ممكن تكون مراته منير باستغراب: مش متجوز اصلا و بعدين دا لسه جاي مصر بقاله سنه تقريبا -مش عارفه بقا، اصل مش معقولة واحدة غريبة ،.
خرج سليم من الغرفة و جلس، كان يشعر بالضيق، دفن وجه بين كفيه و نفخ بغضب لكي يخرج ما في صدره استيقظت سيلا و نظرت حولها، و لكنها شعرت بألم في ظهرها عندما قامت، و تذكرت بأنها جُرجت تسرب الخوف إلى قلبها عندما تذكرت ظهور سليم، قامت من على الفراش و عندما مرت من امام المرأة، اتسعت ملقتيها بدهشة عندما وجدت نفسها ترتدي قميص ستان سادة باللون البنفسجي حاولت أن تدير رأسها لكي ترى مكان الإصابة و لكنها فشلت.
لافت انتباها ملابسها الموجودة على الاريكة التي تلطخت بالدماء و معهم سترته، زفرت بضيق أمسكت بها و ألقتها على الأرض و قالت بغضب: حيوان تنهدت بضيق و فكرت فيما سيفعله بها دخل سليم و نظر إلى جاكته بدهشة و قال: بكرا هترجعي البيت تمام و لا أكن في حاجه حصلت و لو فكرتي بس تعملي حاجه او تنطقي.. قطعته سيلا و قامت وقفت أمامه و قالت: على فكرة انت اللي لازم تخاف مش انا.
-بلاش تختبري صبري فاهمه لان لو وقعتي تحت ايدي مش هرحمك -اكيد مستحيل فارس يكون عارف دا؟ غضب سليم و قبض على ذراعها بعنف و قال: المرة دي هسيبك بس المرة الجاية لا -هتعمل ايه؟ هتقتلني؟! زفر سليم و قال: خلصتي؟ -انت ايه مبتحسيش؟! نظر لها ببرود لا و ياريت تخليكي في حالك و بلاش تتجرأ و تعملي حاجه انتي مش قدها -عايزة ارجع البيت دلوقتي -قولت بكرا -هو احنا فين؟ -ملكيش دعوة بحاجه غضبت سيلا و قالت: تمام.
-لآخر مرة هقولك لو نطقتي بحاجة هقتلك -تمام، و هدومي اللي باظت دي هرجع بايه؟ -عندك هدوم هنا البسي اللي انتي عايزها منها ذهبت سيلا إلى الفراش و تمدد عليه و اغمضت عيناها، راقبها سليم في هدوء، جلس على الاريكة و كان يفكر فيما حدث و ماذا سيفعل أن تهورت سيلا و أخبرت احد. قامت سيلا و وجدته ينام على الاريكة، جلست بجواره و قالت بضيق: مغرور و تنح فتح عيناه، قامت سيلا و قالت: قولت اصحيك -يعني مش عشان تشتميني؟
-يلا عشان عايزة اروح تنهد سليم و قال: تمام البسي فتحت سيلا الخزانة و تعجبت من وجود ملابس بها و لكنها لم تسأل فهي كل يوم تكتشف شي جديد عنه، أخذت طقم و دخلت إلى المرحاض ارتديت ملابسها. و ذهبت معه عندما وصلوا المنزل كان فارغ، تركته و صعدت إلى غرفتها قفلت سيلا الباب بالمفتاح، شعرت بأن الحياة ردت إليها فهي خشيت أن تقتل بالأمس و تفاجأت بما رأته اتصلت بجيرمين فهي أن لم تتحدث مع احد فسوف تفقد عقلها.
ردت جيرمين قائلة: سيلا كنتي فين من امبارح -كنت في مصيبة، جيرمين انا عايزة اسيب البيت دا بأي طريقه تعجبت جيرمين و سألتها حد عملك حاجه و لا؟ ترددت سيلا أن تحكي لها و فضلت عدم التحدث و قالت: معرفش بس انا همشي، حاولي تشوفيلي مكان اقعد في -حاضر بس هاخد وقت، انتي عارفه الظروف -مش مهم المهم اني امشي في أسرع وقت، ارجوكي اتصرفي يا جيرمين انا هموت من الخوف جيرمين باستغراب: مالك يا سيلا؟ -تمام بس عايزة أمشي.
كان زين في المكتب يجلس مع حسين زين بدهشة: و هي فين طيب؟ -اختفيت و الشرطة مش عارفه توصلها و انا عايزها ابتسم زين بثقة و قال: هوصلها متقلقش بس اخلص الشغل و أفضى ليها -تمام كان سليم وصل الشركة و عندما علم بوجود زين ذهب إليهم، طرق الباب و بعد ذلك دخل نظر له حسين و قال: اتاخرت ليه؟ -عادي جلس سليم و تسأل بقلق انت هنا من امتى؟ اجابه زين بدهشة: من شوية كدا، و جدك قالي على حوار البت دي.
-البوليس مش عارف يلاقيها و بعدين مش احتمال تكون متعرفش حاجه عن شغل ابوها حسين بضيق: و انت هتسيبها؟ -عايزني اعمل ايه أروح اغتصابها و لا اقتلها تعجب حسين من موقف سليم فهو يشعر بشي مختلف به عن قبل مستحيل ان يكون تناسى ما حدث خلي بنت فريد الشامي تعيش حياتها بسلام و انت امك موجودة بين أربع حطان لم يطيق سليم تحمل الحديث أكثر، فقد أوشك بركان غضبه على الانفجار، و غادر المكتب.
استغرب زين وقال: انا هروح وراها بعد اذنك ذهب زين خلفه، متجها إلى مكتبه، قفل الباب سليم بنفاذ صبر: زين ارجوك انا مش عايز اتكلم في حاجه -مالك يا سليم أن حاسس ان أعصابك تعبانة اليومين دول زفر سليم بحنق و قال: مش عايز اعمل حاجه -خلاص سيب الموضوع عليا -هنستفاد ايه منها؟ انا مش فاهم دماغه -هي اللي معها كل حاجه، حتى لو متعرفش، لازم نلاقيها يا سليم الورق اللي معاها يودينا كلنا في داهية سليم بحيرة: تمام.
-انا فعلا مش مقتنع باللي انت بتعمله يا سليم، أظن انك حتى متعرفش معنى الرحمة و بعدين شغلنا دا مش عايز ضعف دا غير أنها بنت الراجل اللي كان السبب في اللي حصل في أمك، لازم تعيش نفس معاناتها على الأقل و تعرف ان ابوها كان مجرم.
كان بداخله شي يمنعه من القيام بذلك، فهو لا يريد أن يفعل لها مكروه، لماذا صار عاطفي لذلك الحد هل انه جنون ام ماذا؟!، و بالنهاية الانتقام ينتصر فهي سوف تخضع و لكن يجب التخلص من تأثيرها. تنهد سليم و قال: تمام بس انا هقعد في المزارعة اليومين دول عشان اشتغل براحتي -تمام و انا هكون معاك.
كانت سيلا تجلس بمفردها في المنزل و كانت تريد الخروج منه بأي طريقه، فقلبها غير مطمئن لما يحدث قد سئمت من تلك التهمة التي تعلقت بها فهي لا تستطيع إثبات براءتها باي وسيلة، و الآن هي اقحمت نفسها في مشاكل آخري، فاقت من شرودها على صوت فارس سرحانه في ايه التفتت له و قالت: في القضية اللي ملهاش حل دي -مفيش حاجه ملهاش حل بس كل حاجه بتاخد وقت فاهمه.
تنهدت سيلا بيأس و قالت: وقت كبير اوي يا فارس، انا فعلا زهقت و بقرر اسلم نفسي اللي بيحصل دا مش صح -في اكتر من دليل ضدك ترقرت الدموع في عيناها و قالت باكية: عارفه و عشان كدا فقدت الأمل، حتى مستقبلي ضاع و مش عارفه اعمل حاجه رتب فارس على يدها و قال: خلي عندك امل يا سيلا و بعدين انتي طالما واثقه من براءتك خلاص -هشام مجاش ليه؟ -عنده شغل في الشركة.
مر اسبوعين لم يذهب سليم إلى المنزل نهائي، و سيلا كانت تخطط للذهاب فهي تخشى من اختفاء سليم المفاجئ و لا تريد إقحام فارس و هشام في مشاكلها، و حتى لم تستطيع أن تبوح بما رأته و عرفته عن سليم. ذهبت لتقابل جيرمين كما أخبرتها، لكي ترى المكان عندما نزلت من المنزل، اتصلت بجيرمين و لكنها تعجبت عندما لم ترد، انتظرت و حاولت الاتصال بها عدة مرات.
و لكن كانت المفاجأة عندما رد زياد عليها و قال: صاحبتك معايا يا سيلا يا تيجي ليا برجلك يا هموتها لا تصدق سيلا ما تسمعه و عقدت الصدمة لسانها و انتظرت لثواني تستوعب ما تسمع -زياد؟ -معاكي نص ساعه بظبط يا تيجي انتي يا هعتبرها انتي و من الأفضل انك لوحدك زي الشاطرة سيلا بتوسل و بكاء: حرام عليك يا زياد ارجوك سيبها -القرار في ايدك يا سيلا، سلام..
أنزلت سيلا الهاتف و بكت بشده فهي خائفة على جيرمين بشدة و ان ذهبت إلى زياد فمعنى ذلك أنها تضحي بحياتها و لكن لم تترك صديقتها بين يده،.