اوصد سليم عيناه و تشنجت أعصابه بغضب و قال: مين؟! -فريد الشامي لا يستوعب عقله ما قاله الان و قال بصدمة: فريد الشامي هو اللي اغتصب امي تنهد حسين باستياء: ايوه جي اليوم اللي تعرف في الحقيقة قام سليم و خبط المكتب بيداه و قال بصوت مرتفع: جاي تقولي بعد ما مات انتفض حسين و قال: سليم اهدي و انا هفهمك كل حاجه اعتصر قبضته بقوة و قال: انا دلوقتي هستفاد ايه؟ -انا اللي قتلت فريد الشامي.
جلس سليم و قال: جاي تقولي دلوقتي ليه؟ -عايز بنته، انت تقدر تعمل فيها اللي انت عايزه المهم تفضل عايشه لحد ما اسألها على الورق بتاع ابوها صمت قليلا و تذكر بأن ابنته هي سيلا، ما ذلك بحق الجحيم لما انقلبت الموازين بهذا الشكل، لم يستطيع أن يكمل حديثه و غادر مسرعا، ركب سيارته و ضرب المقود بعنف انطلق بسرعة كبيرة، و كان يضغط على البنزين بقوة.
كان يسألهم بتعجب عن ذهابهم فجأة بدون مبرر، لماذا والدته لم تستطيع التحدث حتى فهي فقدت النطق، سافروا و تركوا خلفهم و عندما اخبره جده بالحقيقة لم يفعل شي سوى أنه عبئ قلبه بالكراهية الوحشية، أخبره بأن والدته تم اغتصابها و تسجيل مقطع فيديو لها، أراد أن يعرف ذلك الرجل لكي يهشم راسه إلى قطع، أراد لو وجده أمامه ليفرغ به طلقات مسدسه، أوقف السيارة و أخذ انفاسه بصعوبة بالغة.
نزل منها و دخل إلى إحدى الملاهي الليلة، جلس على الطاولة و تناول الشراب فهو ترك هذه العادة من فترة و لكن الآن يريد أن ينسى ما حدث، تناول الكثير إلى أن ثمل للغاية.
تقلبت سيلا في فراشها و لكنها لم تسطيع النوم فقد حاولت لفترة لم تعلم مدتها، نظرت إلى الساعه و كانت الثانية صباحا، خرجت من الغرفة و مرت من أمام غرفته، فتحت الباب و دخلت تعجب عندما راتها فارغه فهو بالتأكيد لم يعود حتى الآن، نزلت إلى أسفل و دخلت إلى المطبخ و أخذت كوب من الماء و خرجت و كانت تفكر به. اندهشت سيلا عندما رأته يدخل من المنزل و ذهبت له و قالت: اتاخرت اوي.
نظر لها بعدم اهتمام و قال: ملكيش دعوة بيا تمام -انت شارب؟ -عندك مانع؟ سيلا بتعجب: انت حره انا مليش دعوة زفر سليم بضيق، فهو الان لا يكره شي سوى اجتماعه معها في مكان واحد فهي تسيطر على عقل و وجدانه، تجعله يفقد السيطرة على نفسه، يريد أن يتطلع بها أن يلمسها لا يعلم من أين جاءه ذلك الشعور البشع و لكنه سوف يتخلص منه و منها ذهب إلى غرفته، دخلت سيلا إلى المطبخ و أعددت فنجان من القهوة و ذهبت إليه.
خلع سليم قميصه و القه على الاريكة و كذلك سرواله و زفر بحنق و كان يشعر بالصداع يفجر راسه دخلت سيلا و قالت: سليم انا عملتلك قهوة نظر لها و ابتلع ريقه بصعوبة و قال: شكرا وضعت سيلا الفنجان على الطاولة و قالت: المفروض تاخد شاور عشان تفوق سحبها إليه و حاوطها بذراعيه و دفن وجه في عنقها و همس إليها بخفوت خليكي معايا.
رمشت بعينها فهي لم تفهم مقصده فهو بالأسفل صاح عليها و حدثها بجمود و الآن يطلب منها أن تبقي بجانبه أبتعد عنها و حاوط وجهها بين كفيه و انحني علي شفتيها ليقبلها، اوصدت عيناها و لفت ذراعها حول عنقه لتبادله تلك القبلة الشغوفة فهي لم تنكر بأنه لديه سحر خاص يجعلها تخضع له -مالك؟
لا اعلم مالي، حتى إجابة ذلك السؤال ليست لدي الان فأنا تائه و حائرا، لا أستطيع التحدث أو البوح عن شي و لكن من انت ِ؟ لتفعلي بي ذلك، انتي من اقتحمتي حياتي و والدك من دمر حياة امي كانت تنظر له تريد أن تعرف شي من تلك العينان الغامضة التي لا تبوح بشي حتى أن كان بسيط، و لكن كانت تلمح بها نظرة حزن غريبه، ابتعد عنها و ذهب إلى الفراش -مش هتشرب القهوة.
لم يرد عليها و اوصد عيناه، اقتربت سيلا منه و وضعت الغطاء عليه جيدا و جلست بجواره عايزة اعرف مالك و عارفه انك و لا هتقولي و لا حتى هخليني اساعدك تنهدت باستياء و عندما قامت امسك يدها، جلست مرة أخرى و قالت بخفوت: سليم لم يرد عليها فعلمت بأنه نائم، ازحت الغطاء قليلا و تمددت بجواره و ظلت ممسكة بيده فتح عيناه في الصباح و كان يشعر بألم في رأسه، نظر على جانبه و شهق بصدمة عندما رأى سيلا نائمة بجواره.
نهار اسود، قام من على الفراش و قال: هو أيه اللي حصل؟! اوف بجد حاول تذكر اي شي و لكنه فشل، اتجه ناحيه الدولاب و ارتدى سروال قطني و بعد ذلك اتجه ناحيه الفراش و قال: سيلا اصحى طبطب على ذراعها برفق، استيقظت سيلا و قالت: صحيت امتى؟ -دلوقتي، انتي نمتي هنا ليه؟ تذكرت سيلا امس و انه قبض على يدها و قالت: عادي محبتش اسيبك لوحدك -ليه؟ انا و لا حبيبك و لا خطيبك و لا جوزك و لا إيه حاجه بالنسبالك.
سيلا بدهشة: انا مقولتش انك حاجه من دول بس انت امبارح.. زفر سليم بضيق و قال بحدة: كنت سكران و محدش بياخد على كلام واحد مش في وعيه -كنت عايزة ابقى جنبك قطعها و قال بصوت عالي: و انا مش عايزك جنبي ابتلعت سيلا ريقها و لمعت عيناها بالدموع و تركت الغرفة و ذهبت ارتدى التيشيرت و ذهب إلى غرفة فارس، طرق الباب و دخل كان فارس يرتدي ملابسه ليذهب إلى العمل و قال بتساؤل: سليم -وصلت لايه في قضية سيلا.
فارس بحيرة: مازال البحث جاري بس المشكلة ان مفيش دليل واحد يثبت أن اللي قتل عابد هو عمها أو زياد -ما تسيب القضية اندهش فارس من طلبه ليه؟ تسأل بتعجب تنهد سليم و قال: عادي ممكن يحصلك حاجه، و كمان متنساش انك تعرف مكانها -يعني اسيبها تتسجن و هي بريئة؟! -ممكن نخليها تسافر برا البلد -مش حل طبعا و في النهاية ممكن يتقبض عليها الحل اننا نجيب دليل براءتها و انا متعودتش اني اخسر قضية.
كان هشام يجلس بالأسفل، جلس سليم معه و قال: عملت ايه؟ -و لا حاجه حلتها و فهمت ايتين تمشي الشغل ازاي -انت اجازة انهارده و لا إيه؟ -اها تنهد سليم فهو يعلم أن السبب الرئيسي وراء إجازات هشام هو سيلا -زين هيجي -بجد؟ هيقعد هنا؟ -احتمال بس الموضوع مقلق عشان وجود سيلا، زين مش لأندا عشان نضحك عليه -متقلقش انا هخلي بالي منها سليم باقتضاب: طيب نزلت لأندا و كانت تجر شنطتها خلفها، و قالت لهم: انا همشي.
سليم بتساؤل: هتسافري -فرح صاحبتي انهارده و انا طيارتي بعده على طول -زين احتمال يجي انهارده -مش مشكلة بس ممكن ملحقش اقابله و اكون مشيت من انتي؟، اقترح علاء فكرة انا شايف أننا ندور ورا صفوت و نحاول نشوف اهل عابد أو صحابه دعم أحمد هذه الفكرة فمن المؤكد بأن صفوت هو من قتل عابد و أضاف قائلا: و اكيد هو اكتشف حاجه و قرر يخلص منه و دبس سيلا بنت اخوه عشان يخلص منها.
فارس باقتناع: صفوت يتحط تحت المراقبة، عايز كل اخباره علاء بإيجاز: تمام يا فارس باشا، عندي معلومات عن صفقة سلاح هتم قريب فارس بتساؤل: عرفت الصفقة دي تبع مين و لا؟ -لا محدش يعرف تبع مين و لا هتم امتى، مجرد إخبارية -خليكم مركزين لحد ما تيجي معلومات مهمه عنها ؟، في المساء وصل زين إلى المنزل نزلت سيلا عندما أخبرها هشام و اتجهت لتصافحه و لكنها شعرت بالخوف و عدم الارتياح فهو نظراته مريبة.
قدمها هشام قائلا: لونا خطيبتي حدق بها بنظرات ثابتة و قال: خطبت امتى؟ -لسه مش رسمية لأن جدي ميعرفش حاجه ابتسم بمكر و قال: تمام، مبروك أخذه سليم و خرج إلى الحديقة، فهو يريد التحدث معه على انفراد -الشحنة هتطلع كمان يومين سليم بإعجاب: بالسرعة دي؟ -عيب عليك، المهم انا مش عايز البوليس يحس بحاجه اعرف من فارس الدنيا هتمشي ازاي؟ لأن رجلنا اللي هناك قال إن الوضع ميطمنش -هتصرف متقلقش، انا وصلت لي.
-و هو فين؟ و اتكلم و لا لسه -موجود في المخزن اللي موجود في السلاح -لما الجو يهدا هنروح نشوفه و نروح نقضي سهرة حلوة، صمت زين عندما احس بخطوات أقدام و التفت هشام بدهشة: بحسك بتشوف اللي وراك والله زين بابتسامة: اكيد -هي لونا خرجت سليم بقلق: هي خرجت من جوه هشام بتعجب: اها نظر زين إلى سليم بقلق و قال بشك: ممكن تكون دخلت تاني، انا هخرج انا و سليم تيجي معانا.
ابتسم هشام و قال: انت عارف اني مليش و لا في الشرب و الستات -اومال ايه البطل اللي انت خطبتها دي؟ نظر له هشام بدهشة متعجبا من جراءته، سعال سليم بشدة و قال: يلا يا زين خرج سليم و زين و كان يوجد سيارة في انتظاره بالخارج، تنهد سليم قائلا: نتقابل هناك بقا -تمام بس فعلا البت دي هشام جبها منين؟ ابتلع سليم ريقه و قال بضيق: عادي نصيب بقا نروح نشوف هنعمل إيه بقا؟ زين بتعجب: طيب.
ركب سليم سيارته و كذلك زين و ذهبوا إلى المخزن أغلقوا الباب و كان يوجد العديد من الرجال المسلحين يقفون، تقدم سليم وزين في اتجاه الشخص الذي كان مقيدا اقترب سليم منه و قال: بقى انت كنت عايز تقتلني و ضربت عليا نار الشخص بتوسل و رجاء: انا مليش ذنب هما اللي طلبوا مني؟ زين باستفسار: مين؟ -واحد عايز يعطل صفقة الاسلحة ركله سليم بقدمه و ضغط على نص وجه بها و قال: بص انا خلقي ضيق يا تنطق يا تموت.
تأوه بألم و قال: والله معرفش اسمه زين بنفاد صبر اقتله و اخلص مش هتطلع منه بحاجه مفيدة ابعد حذاءه و قال: انت اللي اختارت اعطاه فرد من رجاله السلاح و اطلق عليه رصاصة استقرت في رأسه شعر زين بحركة تحدث في الخارج و قال: في حد برا اطلعوا شوفوا و لو لاقيتوا حد خلصوا عليه سليم بتساؤل: مين هيجي في المنطقة المقطوعة دي -معرفش بس للأمان لأن في حد خبط في الباب و معنى كدا انه شاف اللي حصل.
خرجوا اربع أفراد و بحثوا في الارجاء حول المخزن و لكنه لمح أحداهم شخصا يركض بعيد فذهب خلفه، و عندما اقتربت المسافة، صوب عليها بمسدسه ركب زين سيارته و كذلك سليم و لكنه استمع لصوت إطلاق النار، غادر زين اولا و بعده سليم. تعسرت قدمها و سقطت، اقترب منها و قبض على شعرها بعنف و سحبها خلفه إلى أن وصلوا للمخزن -انتي مين؟ كانت ترتعش خوفا فهي لم تصدق ما رأته منذ لحظات.
صفعها بقوة جعلتها ترتمي على الأرض بجوار الجثة و قال بحدة: مين بعتك لم تسطيع التحدث فالصدمة كانت أشد من ذلك و الخوف، تشنجت اعصابها و تسرب الهلع إلى فؤادها وضع المسدس في منتصف رأسها قائلا: هتتكلمي و لا اموتك؟ اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا، استمعت إلى صوت الزناد..