صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب و عندما دخلت انقطعت الاضواء، ارتعش جسدها بخوف و تمالك نفسها لكي تخرج من الغرفة و تذهب إلى هشام، التفتت سيلا لكي تفتح الباب و تخرج فهي لا تحب الظلام و لا ترى به شي و لكنها اصدمت بشي أمامها، شهقت بصدمة و قبل أن تصرخ قبل شفتيها، حاولت سيلا الابتعاد و لكنه حاوطها بذراعه.. ذهبت انفاسها و أصبحت غير منتظمة و شعرت بأنها تتلاشى، خارت قواها و سقطت مغشيا عليها.
أسندها لكي لا تقع، و فتح النور و بعد ذلك حملها و وضعها على الفراش برفق تعجب سليم من اغماءها المفاجئ و قال: مش معقول عشان بوستها يعني اخذ زجاجه العطر التي كانت على التسريحة و رش منها على يده و مررها أسفل انفها لكي تستنشقها استعادت سيلا وعيها و قامت و قالت: انت عملت ايه؟ -ولا ايه حاجه انتي اغمى عليكي لمست سيلا شفتيها و قالت: انت سافل و قليل الادب -لا مبرجعش في كلامي، قولتلك قبل ٢٤ ساعه هكون بوستك.
ابتلعت ريقها و قامت من على الفراش و قالت بغضب: ماشي قام سليم و وقف امامها و قال: ناقص دورك؟ -مستحيل اعمل كدا تمام -ليه؟ خايفه تقعي في حبي ضحكت سيلا و قالت بسخرية: ليه شايفني مجنونة و بعدين هسيب الكل و احبك انت -بتنسحبي؟ -ليه هو انا زيك -هجوبك -برضو مستحيل -إيه الفرق ما انا خلاص بوستك عضت سيلا شفتيها السفلية و قالت: ماشي بس انا بلاش غش و بعدين انت ليك حاجات غريبه كدا ليه؟
اقتربت سيلا منه، و وقفت على أطرافها و قالت بتحذير: متلمسنيش كانت تقترب بتردد و لكن وضع يده خلفها و ضغط على ظهرها و قربها منه، تلمست شفاههم أوصدت سيلا عينها و قبلته بنعومة و بعد ذلك ابتعدت عنه وقالت: خلصين -بتعرفي تمثلي كويس ابتسمت سيلا و قالت: موهبتي و بعدين انا معملتش مشاهد من دي قبل كدا -ليه؟ -عادي بابا كان مانع ايه مشاهد جريئة و انا وافقت جلست سيلا على الفراش و قالت: مش هتجاوب؟ تنهد سليم و قال: هجاوب.
جلس بجوارها و قال: مفيش حد معندوش أسرار و هقولك واحد منهم عمري ما وقعت في الحب، و الحاجه اللي محبش اعملها أو اقابلها هي الخيانة بمختلف أنواعها، العلاقات دا فهي كتير اوي يعتبر مش فاكر، مش مأجل جوازي و لا حاجه ايتين هي اللي متراجعة مش انا نظرت له بتعجب و قالت: و ليه مقولتش لما سألتك؟ -عشان مبحبش اتكلم عن حاجه تخصني قدام حد.
سيلا باستغراب: تقريبا مكنش في حد غريب. ايتين خطيبتك و هشام و فارس ولاد عمك و لأندا و تقريبا في بينكم علاقه، يعتبر أنا الغربية بينكم -انا كدا و لا بحب الكلام الكتير و لا بحب حد يعرف عني حاجه تنهدت سيلا و قالت بتساؤل: هو انت مش بتحب ايتين؟ -عرفتي ليه مبحبش الكلام الكتير -اها عرفت و على فكرة انا ليا عندك طلب لأنك انسحبت قدامهم نظر لها بدهشة و قال: اطلبي -هتنفذه -اكيد.
-خلي جدك يصرف نظر عن موضوع لأندا و عشان انا اخليها تنعم بسلام بدل ما اخليها تكره نفسها و اليوم اللي جات في مصر حك سليم ذقنه بأنامله و قال: هتبقى حاجه في مصلحتهم و بعدين انا شايف لأندا مناسبة ليهم جدا هزت سيلا رأسها برفض و أمسكت يده و قالت بحزن: لا و انت عارف كدا و بعدين لأندا مش مناسبه لحد فيهم، لوسمحت -طيب بعدت سيلا يدها و ابتسمت و قالت بسعادة: يعني خلاص لأندا هتمشي.
-لا بس موضوع الجواز هيكون متوقف على حد فيهم يمكن واحد يعجب بيها، و لأندا اصلا مش جايه عشان جواز -اممم بس أنت كدا مش هتخلي جدك يجبرهم على حاجه صح -صح بس.. قطعته سيلا و قالت: لا خلاص مش عايزة اسمع حاجه.. -تمام حاولي تخفي على لأندا لأنها مش سهله خالص سيلا بتفكير: مش هعملها حاجه طبعا، انا خدت رقم ايتين و قولتها تيجي بكرا سليم باستغراب: ايتين؟! ليه؟ -عادي بقينا صحاب و هعرفها على جيرمين.
سليم بعدم اقتناع: و هتعملوا ايه في لأندا، و بعدين ايتين عاقله مستحيل تشترك معاكم في حاجه -طبعا سليم بتحذير: سيلا قطعته سيلا و قالت: مش هسيبها بقى انا تسألني الأسئلة دي بس تمام -انتي حره بقا بس متعيطش في الاخر -اطلع بقا من اوضتي عايزة انام نظر لها سليم بدهشة و قال: بكرا تتمنى تنامي.. قطعته سيلا و وضعت يدها على شفتيه و قالت: مش لدرجة دي.
ابتسم سليم، نظرت له بإعجاب و صمتت لوهله فالان ابتسامته خاليه من الازدراء و السخرية، بعدت يداها و قالت: تصبح على خير بقا -و انتي من اهله خرج سليم من الغرفة و قفل الباب خلفه، وضعت سيلا رأسها على الوسادة و اغمضت عينها و لكنها تذكرت ما حدث قبل قليل و قبلته لها قامت و زفرت بضيق و ضربت وجنتيها و قالت: سيلا مالك اظبطي كدا، انتي بكرا وراكي لأندا.
استيقظت لأندا في الصباح و أخذت شاور دافئ و ارتديت شورت جينز و تشيرت نص كم قصير يظهر خصرها الرشيق -اهاا و انا امبارح خدت رقم ايتين من هشام و طلبت منها تيجي جيرمين باستغراب: مين ايتين دي؟ -خطيبة سليم و هي مبتحبش لأندا و بصراحة انا عايزه اضايق لأندا بيها -ماشي لما نشوف ام عيون زرقة دي هتعمل فينا اي خرجت من غرفتها و قابلت سيلا، نظرت لها بامتعاض و قالت: صباح الخير.
ابتسمت لأندا و قالت: صباح النور، هو سليم مشي و لا إيه؟ -اهاا سليم و فارس و هشام مشوا من بدري، انا و انتي اللي موجودين ما تيجي تقعدي معايا لأندا بخبث: ماشي، في الجنينة خرجوا إلى الحديقة و جلسوا على الطاولة سيلا بتساؤل: هو انتي جيتي مصر ليه؟ -صاحبتي فرحها آخر الأسبوع و دا السبب الأول و السبب الثاني لاني كنت عايزة أشوف سليم ابتلعت سيلا ريقها بتوتر و قالت بدهشة: سليم؟! -انا معجبة بسليم جدا -بس سليم خاطب؟
-و مين قالك اني عايزة اتجوزه؟ سعالت سيلا و تعلقت الكلمات بحلقها متعجبة من حديثها و قالت: يعني؟ -نرتبط بس كدا سيلا بتعجب: لا معلش مش فاهمه يعني؟ -يعني مفهاش حاجه اننا نعيش مع بعض من غير جواز -يعني يبقى متجوز و عايش مع واحدة تانيه؟! تنهدت لأندا و قالت: سليم يعرف كتير و عادي بس محدش بيكمل معاه أو بمعنى أدق هو مبيكلمش مع حد، و ايتين دي هيتجوزها بسبب الشغل مش اكتر.
سيلا بجدية: اهو يتجوزها عشان الشغل احسن ما يعيش معاها كدا ابتسمت لأندا ببرود و قالت: انتي متعرفيش سليم كويس -اللي اعرفه أن ايتين جميلة و محترمة وصلت جيرمين إليهم و ذهبت في اتجاههم، صافحت سيلا و قالت: لأندا صح ابتسمت لأندا و قالت: ايوه مين انتي؟ -جيرمين صاحبه لونا جلست جيرمين و كانت تنظر إلى لأندا باستياء و قالت بداخلها بصراحة البنت جامدة يعني هتغير ليه؟ استأذنت لأندا و تركتهم.
كان يظهر الغضب على قسمات وجهها، فقد قطبت جبهتها و زمت شفتيها جيرمين بتساؤل: مالك يا اختي؟ البت دي عملت ايه؟ -و لا حاجه بس مش طايقها الصراحة -هي شكلها باردة، مفيش حد غيرنا و لا إيه؟ ه؟ مر عليهم وقت إلى أن وصلت ايتين و لكن تفاجأت سيلا عندما أتى سليم بصحبتها، و توعدت له بداخلها فهي تعلم أنه فعل ذلك عن قصد، ارتسمت ابتسامة زائفة عندما اقتربوا منهم.
قدمت سيلا ايتين و جيرمين إلى بعضهم و استأذنت منهم قائلة: انا هدخل اعمل حاجه نشربها دخلت سيلا إلى المطبخ و هي تسبه و تلعنه بداخلها و لكنها ابتسمت بانتصار عندما لمعت تلك الفكرة الشيطانية في خاطرها و قالت بصوت مسموع: حلو يا سليم أنت اللي اختارت ذهبت إلى الحوض لتغسل يداها و عندما احست بخطوات احد يدخل إلى المطبخ فقالت تعالى يا جيرمين تعجبت عندما لم تجد ردا منها و قالت: وصلت لخطة يا بت..
صمتت عندما استدارت و وجدته أمامها، وضعت يدها على فمها و شهقت بصدمة -خطة ايه؟ أنزلت يدها و قالت باضطراب: و لا حاجه انت داخل ليه؟ -هغسل ايدي -في المطبخ؟ كان سليم يقف أمامها مد ذراعيه، و كأنه يحاوط خصرها، شعرت سيلا بالتوتر و اضطربت انفاسها و سارت الرعشة في جسدها، لمس جانب وجهها بوجه، و فتح المياه و غسل يده ببطء أبتعد عنها قليلا و قال: سيلا.
كانت سيلا تقف كالصنم تحدق به بشدة تشعر بالصدمة من فعلته، فهي كانت بين ذراعيه لوح بكفه أمام وجهها، فاقت سيلا و قالت: نعم؟ -مالك؟ -مفيش -هاتي العصير -خده معاك سليم بدهشة: نعم انا اشيل العصير ليه؟ -عشان تحترم نفسك رفع حاجبياه في اندهاش و قال: تمام عقدت سيلا ساعديها أمام صدرها و قالت بحدة: اتفضل -هتشربي منه؟ استغربت سؤاله و نظرت له باستفهام و قالت: اها ليه؟ التقط شفتيها في قبله خاطفه، اتسعت ملقتيها بدهشه.
همس أمام شفتيها قائلا: هعتبر نفسي شربت منه لاني مبعملش حاجه بمزاج حد -على فكرة لو بوستني تاني.. قطعها سليم بتقبيلها و قال: اسكتي و اعملي حسابك و انتي بتتكلمي معايا بعد كدا لأن طريقتك مش عاجبني نظرت له و لم تتحدث و أخذت هي صنيه العصير و خرجت من المطبخ.
كانت لأندا جالسه معاهم و عندما رأت سيلا نظرت لها بغيظ و حقد شديد، فهي رأيتها مع سليم بالداخل و قد اشتعلت نيران الغضب بداخلها و أصبحت مثل قدح من المياه تخطي مرحلة الغليان. توترت سيلا و ارتبكت عندما راتها و خشيت أن تكون رأت شي. وضعت العصير و أخذ كل منهم كوبا ايتين بتساؤل: سيلا مشوفتيش سليم؟ -لا ممكن يكون طلع اوضته عندما جاء هشام، ذهب لهم و القي التحية عليهم و دخل.
شعرت جيرمين بأن سيلا ليست في حالتها الطبيعة و لكنها لم تسألها بسبب وجودهم ايتين بتساؤل: مرتاحة هنا يا لأندا -اها جدا يا ايتين تذمرت ايتين و قررت أن تغادر بدل أن تكسر رأسها و نظرت إلى سيلا و قالت: لونا انا همشي لأن عندي مشوار مهم تبع الشغل -ماشي يا روحي ابقى كلميني و جيرمين هي الآخرى غادرت بعدها نظرت لأندا إليها و قالت بلوم: هو هشام يعرف علاقتك بسليم سيلا بصدمة: نعم؟ علاقتي بسليم.
تمالكت لأندا نفسها و قالت بغضب مكتوم: يعني البوس و الأحضان دا عادي و انتي خطيبة هشام تعالت انفاسها باضطراب و قالت بنبرة غاضبة: متنسيش نفسك فاهمه لأندا بسخرية: بجد؟ انتي اللي متنسيش نفسك و اعرفي انتي بتتعاملي مع مين كويس، و بعدين حصل بينكم علاقة و لا لسه بما ان الموضوع كدا قامت سيلا من مكانها و وقفت أمامها و قالت بتوعد: مسمحش انك تقولي نص كلمة عليا و انا مش زيك عشان ارمي نفسي على واحد.
قامت لأندا و غضبت بشده و اصحبت مثل البركان الذي يوشك على الانفجار و قالت: انا هعرفك مقامك لم تمالك سيلا اعصابها أكثر من ذلك و لم تتحمل اهانتها لها و قامت بصفعها بقوة و قالت بتحذير: بلاش انا احسنلك فاهمة و انا مش هخاف منك.. و بعد ذلك دخلت سيلا و صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب خلفها. اشتعل بداخلها بركان من الغضب و سقطت دموعها، و ارتمت على الفراش و أخذت تبكي حتى تورمت عيناها.
كان هشام يبحث عنها و عندما لم يجدها بالأسفل، طرق الغرفة و دخل و اصدم عندما وجدها تبكي بتلك الطريقة، اقترب منها و جلس بجوارها على الفراش و قال: سيلا.. قامت سيلا و مسحت دموعها و قالت: مفيش حاجه حاوط وجهها بكفيه و قال بقلق: في حد عملك حاجه طيب بكت سيلا مرة أخرى، ضمها هشام إليه و رتب عليها بحنان و قال: مالك يا سيلا توقفت عن البكاء و ابتعدت عنه و قالت: مفيش حاجه بس افتكرت الأحداث اللي حصلتلي و عيطت -بجد؟
أومأت سيلا برأسها و لكنها تجنبت النظر بعيناه و قالت: بجد تنهد هشام و قال: مش مصدقك بس مش هضغط عليكي و هستني انك تيجي تحكيلي ابتسمت سيلا و قالت: شكرا يا هشام رتب هشام على يدها و قبل جبهتها و قال: انا هدخل هنام محتاجه حاجه هزت رأسها نافيه و خرج هشام و تركها تنهدت سيلا و خرجت من الغرفة و نزلت إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء الرطب، فقد عكرت مزاجها تلك الشقراء.
سارت حول حوض السباحة و هي تنظر إلى الماء باستياء، فهي فقدت والدتها بسببها. اوقفتها لأندا و قبضت على معصمها لتلفها إليها فهي خرجت خلفها عندما راتها و قالت: انتي اللي دخلتي لعبه مش بتاعتك سحبت سيلا يدها و أعطيت لها ظهرها لتغادر، اغتاظت لأندا منها و وضعت قدمها أمامها تعسرت بها سيلا و سقطت في الماء، ابتسمت لأندا بخبث وقالت: عشان بعد كدا تحترمي نفسك و بعدين دي البداية.
استغربت لأندا سكونها التام و سقوطها في القاع و قالت: لونا.. لم تجد رد أو ايه حركة تدل على أنها مازالت حيه من الأساس، ارتبكت لأندا فهي لم تريد قتلها و قررت أن تذهب لكي تنكر فعلتها..