نزلت سيلا بسرعة إلى اسفل، و أخرجت المصاصة و فتحتها و وضعتها في فمها هشام بتساؤل: هي كانت بتصوت ليه؟ أخرجت سيلا المصاصة من فمها و قالت ببراءة: هي مين؟ فارس باستغراب: لأندا تفاجأت سيلا و قالت: ممكن تكون وقعت، تاخدوا مصاصة ابتسم هشام و قال: شكلك مش سهله خالص ابتسمت سيلا و قالت: دي البداية والله لاخليها تشد في شعرها -هطلع اشوف عملتي ايه يا مفترية.
أمسكت سيلا معصمه و قالت: لا ملناش دعوة تعال اقعد معايا انا و هشام نظر فارس على الدارج و ذهب معها.
خرج سليم من غرفته عندما سمع صراخها و فتح الباب، اتسعت عيناه بدهشة عندما رأى الكثير من الفئران تملئ الغرفة صرخت لأندا بخوف و قالت: انا خايفه اوي دخل سليم و فتح الشرفة لكي يخرجوا منه، و اقترب منها قائلا: اهدي مفيش حاجه عقدت ذراعيها حول عنقه و قالت: انا خايفه أوي وقفت سيلا عند الباب و وضعت يدها في خصرها و قالت بدهشة: الله الله.
أبتعد سليم عن لأندا و نظر إلى سيلا بضيق فهو يعلم بأنها فعلت ذلك و قال: خلاص يا لأندا مفيش حاجه في الاوضه أمسكت يده و قالت: لا خليك معايا انا خايفه مطت سيلا شفتيها بامتعاض و قالت: يا اختي البسي هدومك الأول نظرت سيلا على شنطتها المفتوحة و قالت بصدمة: يا حرام الفئران قطعوا الهدوم شوفيلك حاجه سليمة يا بنتي تنهد سليم و قال: اكيد في حاجه سليمة، و اتجه إلى الشرفة و أغلقها و أخذ سيلا من ايدها و غادر الغرفة.
نظر لها بحدة و قال: انتي جيبتي الفئران دي منين؟ سيلا بحزن: انا اجيب فئران ليه؟ سليم بغضب و ارتفع صوته: سيلا بلاش الحركات دي كان هشام صعد و اقترب منهم قائلا: مالك يا سليم بتزعق ليه؟ -الهانم حطيت فئران في اوضتها ضحك هشام و قال: بجد هزت رأسها و قالت: كنت بهزر سليم بنفاذ صبر: هشام لو خايف عليها خليها تتلم و ذهب و تركهم و دخل إلى غرفته، ابتسم هشام و قال: انا هدخل اخد شاور و اغير -ماشي -بلاش تعملي مشاكل مع سليم.
ابتسمت سيلا و قالت: حاضر عندما دخل هشام، نظرت سيلا على غرفة سليم و لمعت فكرة براسها و طرقت الباب بخفه و دخلت، بحثت سيلا عنه و عرفت بأنه داخل المرحاض، بحثت عن هاتفه و أمسكته زفرت بحنق فهي لم تعرف الباسورد سيلا بتفكير: اعمل ايه؟! دلوقتي خرج سليم من المرحاض و كان يرتدي سروال جينز و يطوق المنشفة حول عنقه و قطرات المياه تتعلق بصدره العاري، تعجب عندما رآها و رفع حاجبياه في اندهاش متسائلاً: في حاجه؟
كانت سيلا تضع يدها خلفها و مازالت ممسكة بالهاتف، نظرت له و قالت: جيت اتأسف -اسفك مرفوض اقتربت سيلا منه حتى أصبحت أمامه مباشرة و قالت: ليه؟ انا قررت مدخلش في حاجه و هساعدك في اننا نخلي لأندا تتجوز هشام أو فارس نظر لها بدهشة و قال: من امتى دا؟ ابتلعت سيلا ريقها و زاغت بعينها في أرجاء الغرفة و قالت: هسمع كلامك بالطبع لم يصدقها سليم و قال: لما نشوف، مش هتخرجي.
رن هاتفه، نظرت له بعينان متسعتان من الدهشة و انعقد لسانها عن الكلام سليم بتساؤل: تليفوني بيعمل ايه معاكي؟ مددت يدها له و قالت: و لا حاجه كنت بشوفه نظر لها بشك و فتح المكالمة و قال: نعم -الهانم جات -اهاا يا حبيبتي في حاجه ابتسمت سيلا بمكر و قالت بدلال: سليم نظر لها بحده تحسها على الصمت و لكن كررت سيلا ندائها فهي كانت تريد التحدث مع ايتين و قالت: البس يا حبيبي هتبرد كدا ايتين بغضب: مين دي يا سليم؟!
كان ينظر لها بدهشة، زعقت ايتين مرة أخرى و تحدثت بعصبية: مين دي يا سليم؟ نظرت له سيلا بانتصار و لوحت له بيدها و اتجهت ناحيه الباب، لحق بها سليم و قفل الباب و أسند ظهرها عليه سيلا بخوف: في ايه؟ انا كنت بهزر فصل سليم المكالمة و القي الهاتف على الفراش و قال: هزعلك -متعرفش و بعدين روح شوف ايتين اللي زمانها هتجنن دي؟! خبط سليم الباب بغضب، انتفضت سيلا و قالت: لوسمحت ابعد، شوية و هتبوسني.
سلط نظره على شفتيها و انحني عليها، وضعت سبابتها على شفتيه و قالت: لا أبتعد عنها قليلا و قال: مش هعدي اللي انتي عملتي دا؟ -عادي براحتك -سيلا هو انتي اتباستي قبل كدا؟ رمشت بعينها بدهشة و قالت بتوتر: لا انحني عليها و همس لها قائلا: هبقي اول واحد، و اعتبر أن دا هيكون عقاب اللي انتي بتعملي -تبقى عبيط -تمام هنشوف مين العبيط فينا خلال ٢٤ ساعه بظبط سيلا بسخرية: لو معرفتش؟ -هخلي جدي يصرف نظر عن موضوع لأندا.
نظرت باستياء و قالت: طب لو عرفت؟ -هبوسك سهله -لا طبعا مش هيحصل و هتشوف و حضر نفسك بقا -طب لو عرفت؟ سيلا بتفكير: مش هتعرف بس ان عرفت يعني فأنا وقتها مش هرخم على لأندا -لا عايز حاجه تانيه سيلا بتساؤل: ايه؟ -لا وقتها انتي كمان هتبوسيني -هتخسر ابتعد عنها و قال: ٢٤ ساعه بظبط و ممكن قبلهم كمان خرجت سيلا من عنده و نزلت إلى أسفل و كان فارس جالس، ذهبت له و جلست بجواره و قالت: سرحان في ايه؟
انتبه فارس لها و قال: و لا حاجه بفكر في القضية بتاعتك سيلا بيأس: تفتكر ممكن اطلع منها -جايز بس لازم نثبت أن عمك أو زياد هما اللي عملوا كدا، او على الاقل نثبت أن مكنش في حاجه بينك و بين عابد غير الشغل -مش عارفه والله بس انا حكيت كل حاجه حصلت و مكدبتش عليك نظر لها و قال: انا مصدقك بس المهم اننا نلاقي الدليل -لازم حد منهم يعترف و بكدا هطلع براءة -فعلا، بس زياد دا متخلف و من الأفضل انه ميعرفش يوصلك خالص.
قطع حديثهم جرس الباب، قامت سيلا تفتح و استنتجت بأنها ايتين و قالت بابتسامة: ايتين ايتين باقتضاب: انتي مين؟ -انا لونا خطيبة هشام، لأندا فوق دخلت ايتين و سلمت على فارس و بعد ذلك جلست و كانت تنظر تلك المدعوة لأندا ايتين بتساؤل: هشام مقالش انه خطب سيلا يحزن مصطنع: جده بقا و لازم يوافق الأول تنهدت ايتين و قالت: فعلا، هو سليم فين؟ كان سليم قد أتى و قال: انا هنا.
قامت ايتين و أخذته للخارج و قالت: كانت معاك في الاوضه بتعمل ايه يا سليم؟ تنهد سليم و قال: مفيش حاجه من اللي في دماغك يا ايتين و بعدين جدي عايز يخدها لفارس أو هشام ايتين بضيق: طيب يا سليم دخلوا و جلسوا و كان هشام و لأندا بالداخل لم تسلم ايتين عليها و اكتفت بإلقاء التحية، ابتسمت لأندا مجاملة لها لأندا بتساؤل: اكيد انتي ايتين صح ايتين باقتضاب: اها خطيبة سليم.
علمت لأندا انها تغار منها و قالت باستفزاز: أول مرة أعرف -اديكي عرفتي عقبالك نظر هشام إلى سليم و قال: مالكم يا بنات؟ ايتين بابتسامة مزيفة: و لا حاجه يا هشام لأندا بضيق: انا هخرج برا بعد اذنكم عندما خرجت لأندا، تحدث سليم بضيق و قال: ايتين دي قله ذوق على فكرة نظرت له بغضب و قالت: بجد تدخلت سيلا قائلة: دي خطيبتك و من حقها تقلق و بعدين لأندا شكلها مقلق الصراحة غضبت ايتين أكثر و قالت: و لا أنا مش فارقه معاك.
وكزها فارس قائلا: سيلا خليكي محضر خير قامت سيلا و أخذت ايتين قائلة: تعالى معايا خرجت سيلا معها و جلسوا على الطاولة و قالت: متخديش في بالك ايتين بضيق: الغيرة وحشه يا لونا، انتي مش بتغيري علي هشام و لا إيه؟ -اكيد طبعا بس مبحبش اعلق على كل حاجه طالما متأكدة اننا بنحب بعض تنهدت ايتين و قالت: بخاف اخسر سليم انا بحبه اوي، تقريبا من ساعة ما كنت طفلة.
خرجوا من الداخل و جلسوا معاهم على الطاولة، ابتسم فارس و قال: واضح انكم اندمجتوا مع بعض ابتسمت ايتين و قالت: لونا لطيفة جدا اقتربت لأندا و جلست على المقعد بجوار سليم، اشتغلت ايتين غضبا و لكنها صمتت لأندا بابتسامة: ايه رايكم نلعب اهو نتسلى رحب هشام بالفكرة قائلا: تمام ايه اللعبة ابتسمت لأندا و قالت: المفروض لكل واحد لي اربع أسئلة تمام و الأسئلة جريئة و اللي هينسحب بيكون عليه حكم.
يعني مثلا انا هسال سليم و لو هو كمل الأربع أسئلة هيسال حد منكم و لو مكملش هيبقى انسحب و انا هطلب منه حاجه و لازم ينفذها أعجبت سيلا بالفكرة و قالت بحماس: طيب ابداي ابتسمت لأندا بخبث و قد وصلت لمرادها فهي لا تطيق وجودها و قالت بابتسامة مزيفة: هبدا بيكي ابتلعت سيلا ريقها بتوتر، و نظر لها سليم بتفشي فهو يعلم ما يدور برأسها بدأت لأندا قائلة: اول سؤال هو ليه اتخطبتي لهشام؟
نظرت لها سيلا و قالت: هيكون ايه غير اني بعشقه ابتسمت لأندا و قالت: عيشتي قصة حب قبل كدا؟ نظرت سيلا إلى هشام و مديت يدها له فامسك بها و قالت: معرفتش الحب غير معاه و بعد ذلك تركتها و قالت: كملي -فقدتي عذريتك و لا لسه؟ فتحت سيلا فمها بدهشة و تدفقت الدماء إلى وجهها، و قالت: لا لسه أعجبت ايتين بها فهي لم تتركها تنتصر عليها ابتسمت لأندا و قالت السؤال الاخير قبلتك الأولى كانت مع مين؟
تذكرت سيلا حديث سليم و قالت باقتضاب: محدش نظر لها سليم و قال: سيلا كسبت، اختاري حد تسالي -انت أرتبك سليم قليلا و قال: اتفضلي -هسالهم كلهم (ايه السر اللي انت مخبي؟، ايه الحاجه اللي متقدرش تعملها و لا تقابلها؟، عملت كام علاقه؟، ليه مأجل جوازك من ايتين مع انكم مناسبين جدا مع بعض؟ ).. نظر لها سليم بدهشة و قال: انسحبت -قبلت الهزيمة بسهولة كدا.
كلهم تعجبوا من انسحابه و قال هشام بتعجب: مش مصدق انك انسحبت بالسهولة دي -عادي، ايه الحكم؟ ابتسمت سيلا و قالت: مش دلوقتي.. غادر سليم و تركهم لكي لا يسأله احد و لكن تابعته ايتين قائلة: انت ليه مجوبتش عليها -مبحبش اقول حاجه خاصه بيا -تمام يا سليم انا هروح عشان اتاخرت زفر سليم بحنق و قال: تمام ابقي كلميني نظرت لأندا اليها و قالت: طلعتي مش سهله خالص بجد.
ابتسمت سيلا و قالت: مجرد أسئلة عاديه و بعدين لسه الايام بينا استأذنت لأندا و تركتهم و دخلت، أتى فارس مكالمة من الشغل و استأذن و غادر هشام بابتسامه: طلعتي رهيبة فعلا بس تقريبا لأندا كانت عايزة توقعك في الحكم سيلا بثقة: كنت عارفه بس للأسف طلعت فاشله اوي -ليه عملتي مع سليم كدا -عشان هو شمت فيا ضحك هشام و قال: ربنا يستر عليكي بقا -هو فارس هيتاخر؟ -مش عارف من انتي؟
صعد الجميع إلى غرفهم و كانت سيلا جالسه تنتظر فارس فهو تأخر، انشغل قلبها عليه و اتصلت به لم يرد في المرة الأولى و لكنه رد في الثانية -اتاخرت ليه؟ ابتسم فارس و قال: عندي شغل هخلص و اجي -ماشي.
قفلت معه و صعدت إلى غرفتها و قفلت الباب و عندما دخلت انقطعت الاضواء، ارتعش جسدها بخوف و تمالكت نفسها لكي تخرج من الغرفة و تذهب إلى هشام، التفتت سيلا لكي تفتح الباب و تخرج فهي لا تكره الظلام و لا تخشاه لأنها لا ترى به شي و لكنها اصدمت بشي أمامها، شهقت بصدمة و قبل أن تصرخ..