-اخرجي قالها سليم بحدة و هو يدير ظهره لها، اقتربت سيلا منه و قالت: دا من ايه؟ زفر سليم بضيق و اشتد به الغضب و قبض على ذراعها بعنف و أسند ظهرها على الحائط بحده تألمت سيلا عندما اصدمت به، أسند كفيها على الحائط و قال بجدية: انتي هنا عشان ظروفك مش اكتر فبلاش تفكري في ايه حاجه تانيه فاهمه ابتلعت سيلا ريقها و جمدت الدماء في عروقها و قالت بتوتر: انا قلقت عليك..
أبتعد عنها و قال بحده: و انتي تقلقي عليا ليه؟ كانت الدماء تتدفق بشده من ذراعه، شعر بالتعب و قال: اخرجي و ياريت محدش يعرف حاجه و دا تهديد اقتربت سيلا منه و قالت: انت بتنزف جامد رفع يده أمامها ليوقفها و قال: متقربيش و لا تلمسيني -انا مش داخله أحب فيك على فكرة و لا مغرمة بيك بس انت بتنزف جامد و انا عايزة اساعدك مش أكتر.
لم يعطي لها اهتمام و تركها واقفه، و ذهب إلى فراشه، جلس عليه و اخرج صندوق الإسعافات الأولية من الدرج و امسك أداة حادة و اخرج بها الرصاصة، كانت سيلا تراقبه بذهول تام، متعجبة بتحمله ذلك النوع من الألم بالطبع انه معتاد على ذلك و لكن لما يصاب بتلك الطريقة و كيف؟، القى نظره عليها و قال: لوسمحتي اطلعي برا اقتربت سيلا منه و جلست أمامه بهدوء و قالت: انا مش هقول لحد حاجه.
اوصد عينه لوهله و قال باقتضاب: هو غصبن عنك مش بمزاجك -و انا ممكن اخرج اقول ليهم على فكرة و انت مش هتقدر تمنعني لم يستطيع كبح جماح غضبه و تتطاير الشرار من عيناه و وضع المقص على رقبتها و قال: اعملها و انا مش هخلي الجن الأزرق يعرفلك طريق اوصدت عينها و ازدارت ريقها بخوف، ابتعدت بجسدها للخلف زفر سليم بضيق و تركه قائلا: اسمعي الكلام و خلاص.
أخذت سيلا القطن و المطهر و وضعته علي مكان الأصابة برفق و أخذت تمررها ذهابا و إيابا و قالت: تقريبا لازم يتخيط -انتي ليه بتعملي اللي في دماغك؟ وضعت سيلا يدها على جبنه لتحسسه و قالت: و برضو احتمال درجة حرارتك ترتفع اكتر من كدا -تمام شكرا لإضافاتك ممكن تخرجي بقا -المفروض تحط مخدر موضعي عشان تخيط الجرح بيوجع اوي تنهد سليم و قال: مش عايز امسك سليم الخط و قام هو بتخيطه.
نظرت له سيلا بصدمة و أدارت وجهها و قالت: انت ايه مش بتحس -لا مش بحس نظرت له و قالت بتعجب: انت غريب اوي، و واضح انك متعود على كدا و كمان مفهاش حاجه لو حسيت ان الموضوع مؤلم انتهى سليم و وضع الأغراض في مكانها و قال ببرود: عادي، ممكن تسيبني انام قامت و نظرت له بتعجب و خرجت من الغرفة و أغلقت الاضواء خلفها، تمدد سليم على الفراش و اوصد عيناه نظرت سيلا على الباب و كانت تفكر فيما أصابه و تتذكر حديث هشام عنه.
نزلت إلى المطبخ و أخذت اناء وضعت به مياه و مكعبات من الثلج و صعدت له مره أخرى دخلت بهدوء إلى الغرفة، وجلست على الفراش و وضعت الإناء على الكومودينو وضعت المنديل في و أخذتها لتضعه على جبنه و كانت تنحني عليه قليلا، فتح سليم عيناه فجأة ارتبكت سيلا و ارتفعت لتبتعد و قالت بتوتر: انا كنت بعملك كمادات نظر لها و لكن اوصد عيناه مرة أخرى، أكملت ما تفعله حتى انخفضت درجة حرارته و غفت بجواره.
استيقظ سليم في الصباح واحس بثقل على صدره، نظر علي جانبه وجدها نائمه فرك عينه ليتأكد انها مازالت بجواره فعلا، تنهد باستياء فبالرغم ما فعله اصرت و بقت معه نام على جانبه ليبقي مقابل لوجهها و ازاح خصلاتها المتناثرة على بشرتها المخملية الناعمة، فتحت سيلا عينها و ابتسمت و بعد ذلك اغلقتها تعجب سليم و قال: سيلا حتى في الحلم جاي يقرفني تمتمت بذلك بداخلها و قالت بصوت خافت: عايزة انام.
اقترب سليم من اذنها و همس لها قائلا: والله دا مش حلم و لو حد شافنا في الوضع دا هتبقى فضيحة ارتسمت ابتسامة على وجهها و كانت مازالت نائمة ايه دا في حد بيكلمني؟، في حد نائم جنبي؟!، حد نائم تسألت بداخلها و فتحت عينها بدهشة و ابتلعت ريقها و قامت بسرعة و قالت بخجل: تقريبا نمت قام سليم و قال: لا انتي نمتي فعلا الساعه دلوقتي ٩ -طيب -بلاش اللي شوفتي امبارح يخرج برا -حاضر، بس مش هتقولي دا من ايه؟ -لا مش هقولك -طيب.
نظر سليم إليها و قال: ايه اللي انتي لابساه دا امسكت سيلا فستانها و قالت: فستاني كنت بتصور امبارح، تحب تشوف الصور سليم باقتضاب: لا اخذت سيلا هاتفها من على الطاولة فهي وضعته بالأمس و اقتربت منه و قالت: عارفه انك هتموت و تشوفهم فتحت الهاتف له لكي يراها، بعد أن انتهى أعطه لها و قال: خدي -هو انت قليل الذوق كدا عادي، على الأقل اشكرني -مطلبتش منك حاجه عشان اشكرك عليها سيلا باستياء: عديم المشاعر..
و استدارت بجسدها و خرجت من الغرفة و قبل أن تقفل الباب قالت: اعملك فطار -لا مش عايز -طيب هحضره عقبال ما هشام و سيف يصحوا نزلت سيلا و ذهبت إلى صاله الجيم، أخذت أغراضها منها و بعد ذلك دخلت إلى غرفتها، ابدلت ملابسها إلى بنطلون اسود و عليه تشيرت كم مخطط بأسود و قصير جدا ذهبت إلى المطبخ و حضرت الطعام لهم و وضعته على السفرة و بعد ذلك صعدت طرقت غرفة فارس و لكنها لم تجد رد، فتحت الباب و دخلت و وجدته مازال نائم.
-فارس اقتربت منه و مررت اناملها على وجه، زفر فارس بضيق وابعدها، كررت سيلا فعلتها و كأنه شي يسير على وجه فتح عيناه و نظر لها، ابتسمت سيلا و قالت: صباح الخير تنهد فارس و قال: بلاش تصحيني تاني سيلا بحزن: حاضر بعد اذنك امسك يدها واجلسها و قال: مبحبش حد يصحيني نظرت له بحزن و اخفضت رأسها، تنهد فارس و قال بتردد: خلاص ابقى خبطي و انا هصحي -ماشي -صحيني كل يوم يا سيلا ابتسمت سيلا و قامت قائلة: انا حضرت الفطار.
و بعد ذلك خرجت من الغرفة و ذهبت إلى هشام، طرقت الباب و دخلت -نازل ابتسمت سيلا و قالت: طيب -سيلا انتي عندك أزمة في القماش تعجب سيلا و نظرت له بدهشة و قالت: مش فاهمه -يعني التيشيرت قصير أوي، طولي شويه ابتسمت سيلا و قالت: حاضر نزلت سيلا و جلست على الطاولة بانتظارهم، نزل فارس اولا و تابعه هشام هشام بتساؤل: سليم فين مش باين من امبارح؟ أخذ فارس شريحة التوست و وضع عليها القليل من المربي و قال: فعلا شوفتي يا سيلا.
سيلا بتردد: لا ممكن يكون جي متأخر، صحيح هي لأندا دي هتيجي امتي؟ هشام بعدم اهتمام: الصراحة مش عارف هنعرف لما جدي يقول نزل سليم و اتجه ناحيه الباب اوقفته سيلا قائلة: سليم مش هتفطر؟ وقف سليم و زفر بضيق و قال بتأفف: لا قامت سيلا و ذهبت خلفه، و قالت: انت قولت انك هتفطر -ابعدي عني و فكك مني وقفت سيلا أمامه و قالت: تيجي تقعد و تفطر، و لا اقول على اللي حصل امبارح.
سليم بغضب و قبل أن يتحدث اوقفته سيلا قائلة: فارس و هشام قاعدين اوصد عيناه ليكبح غضبه و قال باقتضاب: انتي طلعتلي منين؟ سيلا بابتسامة: انت اللي قفشتني، ذهب سليم خلفها و جلس فارس بتساؤل: تعرف جدك مجاش امبارح ليه؟ -سافر عشان عنده شغل مهم و لأندا هتوصل مصر بكرا بليل زفر فارس بضيق و قال: هي جايه ليه؟ -جايه عشان تحضر فرح هشام بتعجب: نازله من إيطاليا عشان تحضر فرح ايه الفراغ دا؟ سليم ببرود: هي حلوه على فكرة.
فارس بامتعاض: حتى لو حلوة يعني؟! دا مش مبرر من الاخر انا مش عاجبني الحوار تنهد سليم و قال: فارس انت و لا مرتبط و لا في علاقة مع واحدة و مفيش مانع لو اتجوزت و نفس الكلام لهشام امتعض فارس اكثر فلم يروقه الأمر و قال: و انت ايه المانع عندك؟ سليم ببرود: و لا حاجه معنديش مانع، بس لأندا تعرفني هشام بتساؤل: ايوه أظن أن انت و ايتين منفصلين دلوقتي؟ تحكم سليم في انفعاله و قال: انا و ايتين رجعنا لبعض.
قام فارس و قال قبل آن يغادر: تمام يا ابن عمي هشام بضيق: استنى انا جاي معاك.. غادروا الجميع و كان يراقبهم سليم ببرود تام، رتبت سيلا على يده و قالت: متزعلش ابعد يده و قال: لآخر مره اقولك متتدخليش في حاجه هنا و قام سليم ليغادر هو الاخر قامت سيلا خلفه و سابقته لتقف امامه و قالت: على فكرة هما عندهم حق سليم بنفاذ صبر: عايزة ايه؟ -قول لجدك أن هشام و فارس مش موافقين و خلاص على كدا و لو معملتش كدا انا هساعدهم.
قبض سليم على معصمها و جذبها إليه و اصدمت بصدره و حدق بعينها بثبات و قال: بلاش تخلي صبري يخلص تمام، و حوار قربك من هشام و فارس دا مش حلو تمام ازدادت وتيرة انفاسها بخوف و قالت بتوتر: ابعد عني تركها سليم و قال: دا آخر تحذير ليكي و بعد ذلك غادر صفعا الباب خلفه اتصلت سيلا بجيرمين و طلبت منها أن تذهب إليها، و بالتأكيد جيرمين تواجه صعوبة في الذهاب، بسبب مراقبة زياد لها، وصلت لها بعد ساعتين.
فتحت سيلا لها و احتضنها قائلة: وحشتني اوي ضمتها جيرمين بشوق و قالت: و انتي كمان يا حبيبتي ايه اخبارك هنا؟ -تعالي نقعد الأول جيرمين بتساؤل: مالك؟ تنهدت سيلا و قالت بحيرة: و لا حاجه بس خايفه اوي جيرمين بقلق: خايفه من ايه؟ حصل حاجه تذكرت سيلا سليم و قالت بقلق: عادي بس انا لحد دلوقتي مش عارفه اثبت براءتي و مش معقول هفضل هربانه و عايشه هنا؟!
رتبت جيرمين عليها و قالت باستياء: اكيد فترة و هتعدي يا حبيبتي و نسيت اقولك زياد مراقبني و مش هيسكت غير ما يجيبك -انا خايفه اوي من زياد الصراحة مش عارفه المرة دي هيعمل فيا ايه؟! جيرمين بتفكير: الله اعلم بس اتمنى انه ميعرفش يوصل ليكي خالص.
دخلت ايتين المكتب له، اقتربت منه و احتضتنه قائلة: وحشتني -وانتي ابتعدت ايتين عنه و قالت: تعرف اني نفسي احس اني فعلا وحشتك جلس سليم على مضض و قال: ايتين احنا مش مراهقين على فكرة جلست ايتين علي المقعد و قالت بحزن: فعلا، المهم كنت عايز تقولي ايه؟ -لأندا الهادي جايه مصر بكرا و جدي مصمم انها تقعد معانا ايتين بغضب: نعم؟ تقعد معاكم في البيت إزاي يعني؟ تنهد سليم و قال: عادي يا ايتين.
-ماشي يا سليم لما نشوف بس بصراحة مش عارفه ليه جدك عايز كدا -فيها ايه؟ تنهدت ايتين و قالت: لا فعلا مفهاش حاجه، أن بنت تعيش في بيت في تلت رجالة تذكر سليم سيلا و قال: فيها ايه؟ -فيها أن ممكن حاجات كتير تحصل يا سليم، انتم رجالة و هي بنت -لأندا مش صغيرة و اكيد يعني مفيش واحد فينا هيتخطي حدوده معاها ايتين بجدية: مش عارفه بس المبدأ نفسه غلط و بصراحة انا مش عاجبني أن تكون واحدة معاك في البيت.
اومال لو شوفتي سيلا قال ذلك في عقله و نظر لها قائلا: جدي اللي عايز كدا.
مساء اليوم الثاني وصلت لأندا مصر و كان سليم في انتظارها لأندا بابتسامة و لوحت بيدها قائلة بلهجتها الإيطالية: ciao(مرحبا) سليم باقتضاب: come stai(كيف حالك) -sto bene(انا بخير) اخذ منها الشنطة و وضعها في السيارة و ركبت هي، ركب هو الآخر و قال: لأندا لوسمحتي ابقى اتكلمي عربي لأن مش كلهم بيتكلموا إيطالي -حاضر هحاول -هناك في لونا و دي خطيبة هشام -وحشتني على فكرة نظر سليم إلى الطريق و لم يجيب عليها.
تضايقت لأندا و قالت بإصرار: في يوم هوصلك نظر لها بتعجب و قاد السيارة، وصلوا إلى المنزل فتحت سيلا لهم الباب و نظرت إلى لأندا من اعلها إلى اسفلها، افسحت ليهم الطريق، و وقفت سيلا تتأملها بيأس، و نظرت إلى خصلات شعرها الذهبي و عيناها الزرقاء الحادة و ملابسها العارية بامتعاض و قالت بتوعد: لما نشوف انحني سليم على سيلا و قال: وريني بقا هتعملي ايه؟ نظرت له سيلا و قالت بتحدي: هتشوف -ولا حتى اهتمت ليكي.
دخلت لأندا و صافحت هشام و فارس و بعد ذلك طلبت من سليم أن يراها غرفتها، اخذ سليم شنطتها و صعد اولا و تابعته هي وضعها في الغرفة و خرج، نظرت لأندا إلى الغرفة و أخرجت ملابسها من الحقيبة و وضعتها على الفراش و بعد ذلك دلفت إلى المرحاض، و خلعت ملابسها و نزلت أسفل الدش.. لفت المنشفة حول جسدها و خرجت من المرحاض و لكنها شهقت بصدمة عندما رأت الغرفة، و صرخت بخوف قائلة: سليم الحقني..