قام ماجد و ذهب إلى الغرفة، اوصد فارس عينه و قال بداخله: الحمد الله روحنا في داهيه.. دخل سليم و نظر إلى فارس باستياء و قال: خلينا قاعدين نشوف المصيبة هتظهر ازاي؟ قفل ماجد الباب و بعد ذلك صعد حسين إلى غرفته.. فارس بضيق: يعني راحت فين دي؟ سليم بتفكير: انا كمان هتجنن و اعرف راحت فين؟، هي المفروض دخلت الاوضه -مش عارف بقا، اكيد هتظهر -انا مش متخيل جدك لو عرف هيعمل ايه و لا ماجد اللي دخل ينام دا..؟
تنهد فارس و قال: تعال ندور عليها منذ قليل بعد أن تركها سليم في الحديقة، ذهبت سيلا إلى شرفة الغرفة و دخلت و في تلك اللحظة هشام كان يهبط الدارج و استمع إلى حديثهم، ذهب مسرعا إلى الغرفه و فتح الباب شهقت سيلا بصدمة و قالت بتوتر: هشام.. قبض هشام على معصمها و خرجوا من الغرفة و صعدوا السلم ركضا و بعد ذلك دخل ماجد الغرفه و وجدها فارغة.
قفل هشام باب الغرفة و نظر إليها، كانت سيلا تشعر بالتوتر فهو بالآخر عرف من هي؟ و لكن كيف عرف ذلك هو الآخر.. -هتفضل هنا دلوقتي لحد ما نشوف هنعمل إيه؟ ابتلعت سيلا ريقها فهي تريد سؤاله و قالت بتردد: هو انت عرفت ازاي؟
عقد حاجبه بتعجب و قال: ساعه ما وقعتي في المياه حسيت ان في حاجه مش طبيعية بس برضو قولت مستحيل، و دخلتك الاوضه و سليم كان جي و بعدها انتي فوقتي، كان في شنطة في الدولاب بتاعك لأفتت انتباهي و كمان حوار سليم و فارس مع جيرمين البنت اللي كانت موجود دي؟، بعد ما مشوا بدأت أشك فيهم و دخلت الاوضه فتحت الشنطة و شوفت الحاجه اللي فيها و عرفت انك بنت و اسمك سيلا الشامي تنهدت سيلا بيأس و قالت: يعني لسه مكتشف.
ابتسم هشام و قال: بظبط كدا، مال ايدك؟ نظرت سيلا على معصميها و قالت بحزن: اتعورت جلس هشام بجوارها و امسك معصميها و أزال الشاش و قال بصدمة: ازاي دا؟ -كنت مخطوفة هشام باستغراب: مخطوفة؟! أومأت سيلا إيجابا و سحبت يدها و قالت: حاجه بسيطة قام هشام و احضر مطهر و قطن و لاصقات طبية و جلس أمامها مرة أخرى و قال: شكلك وش مصايب.
وضع هشام القليل من المطهر على قطعة من القطن و امسك يدها و أخذ يطهره برفق و بعد ذلك وضع اللاصقة الطبية عليها و قال: كدا تمام ممكن تقومي تنامي كانت سيلا تنظر له بدهشة و قالت: مش مصدقة ان في حد لطيف في البيت دا ابتسم هشام و أعاد الأغراض مكانها و قال: شوفتي بقا، اهاا صحيح الشنطة بتاعتك انا طلعتها لما جي جدي و ماجد لاني توقعت انه ممكن ينام هنا سيلا بتساؤل: طب انت ليه مقولتش ليهم؟ -رنيت عليهم و محدش رد.
التقي سليم و فارس في الحديقة فارس بغضب: مش موجود اختفيت -انا دورت في البيت كله و مفيش حاجه شعر فارس بالجنون فأين ذهبت تلك المجنونة و قال: فص ملح و دأب، حاسس اني هتتجنن سليم بملل: انا اتخنقت بقا و هطلع انام مش هنقضي الليل كله بندور على الجميلة المفقودة تنهد فارس و قال: تمام المهم جدك يمشي في أسرع وقت.
-هو مش المفروض اقولهم ابتسم هشام و قال: على ايه خلينا الصبح و اتنكري في محمد بقا بدل ما جدك يعرفك ضحكت سيلا و قالت: ما هو دا اللي ناقص -مش هتنامي -لا -مش هستفرد بيكي متخافيش ابتسمت و قالت: مش القصد بس فعلا مش جايلي نوم خالص..
كان سليم يسير في الغرفة ذهابا و إيابا و يفكر في اين ذهبت؟، بالتأكيد لم تختفي فهي ليست شبح، احكم قبضة يده بغضب و زفر متأففا فهي كالمغناطيس يجذب المصائب. و كان فارس في حال لم يختلف عن سليم كثيرا، فهو باله منشغل بها و يخشى أن يكتشفها شخصا آخر فحتما سوف تكون الكارثة.
كانت جالسه تتحدث مع هشام فهي أحبت الحديث معه فهو شخص لطيف غير سخيف أو مغرور مثلهم، و قد هرب النوم من عينهم ليس بسبب القلق أو الخوف مثل الذي أصاب كل من سليم و فارس. و بعد حديث طويل، ذهبت سيلا في النوم فقد شعرت بالتعب، رفع الغطاء عليها و أطفأ نور الغرفة، و تمدد هو على الاريكة و استسلم للنوم هو الآخر. استيقظت سيلا في الصباح، تثابت بتكاسل و قامت، فتحت الشنطة و أخذت ملابسها المستعارة و دلفت إلى المرحاض.
و بعد ذلك خرجت، و نظرت إلى هشام النائم بابتسامة و غادرت الغرفة بهدوء. كان سليم يخرج من غرفته و رآها تخرج، تملك الغضب منه و تقدم منها بخطوات مسرعة و سحبها من ساعدها بقوة دخل إلى الغرفة و دفعها لتبقى امامه و قال بصوت مرتفع: كنتي فين و ازاي خارجة من عند هشام؟
اتفزعت سيلا و شعرت بالضيق فلما يرفع صوته عليها من الأساس و دفعته بقبضة يدها بعنف و ارتفعت نبرة صوتها نسبيا و قالت: انت بتزعقلي ليه اصلا؟ و بعدين انا حره. حلقت الدهشة عليه و قال: لا واضح انك نسيت نفسك و اقسم بالله لو صوتك دا على عليا تاني لأسخفك بالقلم على وشك -شكلك عبيط، اوعي كدا عديني، سحبها سليم من طرف قميصها -مينفعش كدا على فكرة القها سليم على الفراش و قال: انطقي يا بت -همجي اوي.
اوصد عينه لوهله و قال بنفاذ صبر: هشام عرف و لا إيه؟ اومأت براسها و قالت: ايوه عرف و هو اللي خرجني امبارح باختصار كدا كنت هتقفش تنهد سليم بحنق فقد سئم منها و قال: تمام، اتفضلي انزلي شوفي شغلك بقا -هو انتم كلكم هتمشوا و هتسبوني معاهم لوحدي -لا طبعا ميصحش هنسيب احنا شغلنا و نقعد معاكي رمشت سيلا بعينها و زمت شفتيها بحزن و قالت: براحتكم ما انا اكيد هتقفش -اخرجي.
قامت سيلا و نظرت له قائلة: هشام احسن منك على فكرة -اخرجي برا خرجت سيلا من غرفته و هبطت إلى المطبخ و لكنها شعرت بالارتباك عندما وجدت ماجد بالداخل ابتسم ماجد فهو ذو وجه بشوش و قال: صباح الخير -صباح النور، حضرتك بتعمل ايه هنا؟ -بحضر الفطار لحسين بيه -هو هيفضل هنا لحد امتى؟ -مش عارف تنهدت سيلا و قالت: تحب اساعدك -لا شكرا، بس شوف هما هيفطروا و لا؟ -سليم مش بيفطر ديما، لكن فارس و هشام بيفطروا.
-اصل طالما حسين بيه هنا هما بيخرجوا من نجمة و محدش فيهم بيقعد في البيت خرجت سيلا من المطبخ و وجدت حسين يجلس بالخارج، ارتبكت قليلا فهو يمتلك ملامح صرامة و حادة ذهبت من أمامه، اوقفها قائلا: انت محمد. توقفت مكانها و استجمعت نفسها و التفتت له، اخفضت رأسها في الأرض و قالت: ايوه انا -اممم الشغل هنا كويس و لا؟ -تمام الحمد الله قام حسين من مكانه و اقترب منها، شعرت بالتوتر يتخلل قلبها و لكنها تظاهرت بالثبات.
عندما رأهم فارس اقترب منهم بخطوات شبه راكضة و قال: جدي التف له حسين و لكنه استغرب عندما رآه يرتدي بنطلون قطني و عليه تشيرت و قال: فارس؟، انا قولت انك روحت الشغل نظر فارس إلى محمد بغضب و قال: اطلع لسليم نظرت له بملامح متسائلة، قاطبة حاجبيها و قالت: حاضر و ذهبت من أمامهم بسرعة، فذلك الراجل جعلها ترتبك ابتسم فارس و قال: عندي اجازة انهاردة و قولت اقعد معاك.
-اجازة؟! غريبه بس حلو لأني عايزكم انتم التلاته في موضوع - ماجد بيحضر الفطار و لا إيه؟ -ايوه بقاله شويه من انتي؟ طرقت سيلا الباب و دخلت، و قالت: فارس قال اطلع ليك رفع نظره لها و قال: خدي بالك جدي ممكن يعرفك بنظرة واحدة -طب امشي بالفعل قد نفذ ما تبقى من صبره و قال: تفتكري هينفع تمشي و بعدين المجنون اللي اسمه زياد هيكون بيدور عليكي -طب اعمل ايه؟ -تسمعي الكلام و حاولي متظهريش كتير طول ما هما موجودين -تمام.
طلب حسين منهم أن يجلسوا معه، لان يريد فتح موضوع هام هشام متسائلا: خير يا جدي قلقتنا تنهد حسين و قال: مفيش يا ابني، الموضوع هو ان خلاص كلكم كبرتوا و مش ناقص غير انكم تتجوزوا قام فارس و قال بضيق: والله احنا مش عيال عشان حضرتك تقرر تجوزنا نظر له بحدة و قال: اسمع للآخر و اقعد جلس فارس مرة أخرى و لكن كان يشعر بغليان دمه، فهو سئم من جده و تحكمه الزياد بيهم.
اكمل حسين حديثه قائلا: لأندا سعد الهادي هتيجي مصر، و طبعا انتم عارفين كويس مين سعد الهادي دا و طبعا لو واحد فيكم اتجوز بنته هنكون ضامنا الراجل للأبد سليم باقتضاب: و الكلام دا لمين بظبط عشان ابقى فاهم -ليكم انتم التلاته و اللي اعرفه ان انت و ايتين انفصلتوا -بس انا مش هدخل اللعبة دي.؟ و متنساش أن ايتين ابوها شريك في الشركة.
حسين بجدية: عارف بس انت متأكد أن سعد الهادي أهم مساهمين الشركة و لو فكر بس يقلب هنضيع دا غير انك كنت عايش في صقلية و تعرفها كويس سليم بحدة: اعرفها بس جواز لا تمام و اصرف نظر نهائي بالنسبة ليا صاح حسين بصوت عالي و عصبية: انا كلامي هو اللي هيتنفذ يا سليم و انا محددتش مين بس لازم يكون واحد منكم تنهد هشام بضيق و قال: هي هتعيش فين؟ -هنا فارس بدهشة: هتعيش في بيت في تلت شباب ازاي؟
-لأندا متعرفش حاجه في مصر و انتم هتكونوا معاها لحد ما تمشي و خلال الفترة دي لازم واحد فيكم يكون عرض عليها الجواز.. -تمام لو ايتين عرفت تنهد حسين و قال: انا هتكلم مع ابوها قبل ما اسافر و ياما تتخطبوا بشكل رسمي ياما خلاص، ماجد.. أتى ماجد له و قال: نعم يا حسين بيه -جهزت العربية اومأ ماجد إيجابا و قال: ايوه اتفضل نظر حسين لهم و قال: جهزوا نفسكم و شوفوا مين فيكم هيشيلها زفر هشام بضيق و قال: ايه العمل.
سليم بسخرية: و لا إيه حاجه كلامه هيتنفذ للأسف هشام بتعجب: انت شخص غريب بتحب تعمل ايه حاجه بتكرها لم يكترث سليم و قال: لاني مجربتش أعمل حاجه بحبها فارس بغضب: يعني دلوقتي ايه موقفنا؟ انا مش هتجوز بنت الراجل دا و بعدين من حقي اختار اللي بحبها دخلت سيلا و جلست و قالت: انا عندي حل نظر لها فارس باندهاش فهي تجلب المشاكل فقط -محدش يتعصب تمام، و هي مجرد فكرة بس مجنونة شوية أو كتير.
هشام باستفسار: قولي يا ستي يمكن تخلصينا سليم باستنكار فهو لا يقتنع بها من الاساس و قال: ايه الحل يا فنانة زمانك نظرت لهم سيلا و قالت: ...