رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر
اندهشت حور من وحاقته المفرطة فهو يلحق بيها التهمة عمدا و يريد اقحماها في المشاكل و حتى لم يهتم هو انا متهمة؟ منصور بحدة: اها اكيد انتي اللي وراها عاصي بضيق: محدش هيحقق مع حور في حاجة منصور بغضب: الظابط هو اللي يقرر عاد، اخرجي هاتي يا بسمة خرجت بسمة و طلبت منه الدخول فدلف خلفها، كانت حور تنظر لهم بدهشة متعجبة لما يحدث و قالت: بجد انتم ناس مش طبيعة تنهد عاصي و قال:.
انا مبتهمش حد باللي حصلي و هي كانت حادثة عادية زي اللي بتحصل كل يوم الشرطي بتساؤل: والدك اتهم الدكتورة حور بكدا و هي كانت مقدمة بلاغ بأنه كان عايز يقتلها و اتسبب في موت ابنها كلامها صح؟، الحج منصور الجبالي عمل كل دا و الأدلة اللي تثبت كلامي أن كل الإشاعات و التحاليل تثبت أن ميعاد الولادة كمان اسبوع و انهارت أجرت لها عملية قيصرية و طبعا وجود الجرح و الفحوصات تثبت دا.
شهقت مديحة مصدومة من حديث عاصي فهو بذلك يقوم برمي والده في السجن منصور بتعجب: انت هتقول ايه؟ نظر له و اردف قائلا: كلامي غلط؟ تعجب المحقق من ردود أفعالهم و لكن من المؤكد بأنه صادق في ذلك الاتهام و قال: مدام حور؟ عندك حاجه تقوليلها و لا؟ هزت حور رأسها نافية و قالت: هو قال كل حاجه، و انا بتهم أن منصور الجبالي هو اللي قتل ابني تنهد المحقق و قال: حج منصور من فضلك اتفضل معايا منصور بغضب: تمام.
عندما خرجوا نظرت مديحة إلى عاصي و قالت بحدة: أنت عايز تسجن ابوك اتجننت صوح لو كنت عايزاه يقضي اللي باقي في السجن كنت هقول انه بيتاجر في الآثار و لا انتي ناسيه اني معايا كل حاجه ثبت كلامي مديحة غير مصدقة ما يقوله و قالت مستحقرة: كل دا عشان دي؟ اطلعوا برا و ياريت مشوفش خلقة حد فيكم بسمة بدهشة: انت بتطرد امك و مراتك.
مش انا طلقتك و لا انتي عامله نفسك عبيطة و بالنسبة لأمي اللي سكتت على اللي حصل فهي ماتت بالنسبالي مديحة باندهاش: الحادثة جصرت (قصرت) علي نفوخه واضح، يلا يا بسمة غادروا الغرفة مفعالين و تحرقهم كلماته فمديحة لم تصدق بأنه سيفعل من اجلها و لكنها كانت على علم بأنها تلك الحور سوف تقضي علي ابنها باسم الحب.
نظرت حور له متجمعة الدموع بعينها لا تصدق بأنه تجرأ على ذلك، و انه أكد حديثها و لكن كان بداخلها شي كسر لا تستطيع ترميمه الان... مكنش لي لأزمة ابني اللي مات برضو و مش انا اللي هسيب حقه و حق مراتي منعت حور تسلسل الدموع من عيناها و قالت بعتاب: وصلنا للنهاية يا عاصي، انا مش هقدر اسامح و انا مش هطلب منك حاجه و هنفذلك كل طلباتك أول ما تخرج من المستشفي هتطلقني لو دا اللي هيريحك هعمله.
لم تستطيع حور الصمود أكثر من ذلك و غادرت الغرفة لتسمح لدموعها بالهبوط...
أمنية بتعجب: نعم انت عايز ترجعني ليهم تاني شبل بضيق: هرجعك بيتك يا أمنية، بيت ابوكي يعني حقك و حقي أمنية باستياء: اتغيرت يا شبل مكنتش كدا الزمن بيغير يا اختي، و انتي حضري نفسك لأن من هنا و رايح البيت هيكون بيتنا و انا هروح لابوكي عشان اشوفه هيخرج منها ولا أمنية بدهشة: هو اتسجن؟ اها ابنه المطيع سجنه عشان حور، بس دا كله مصلحتي...
ذهب شبل إلى القسم و طلب رؤية والده، و انتظر قليل و بعد ذلك دلف إليه منصور بعصبية: ابن جابني عشان حته بنت ملهاش لأزمة شبل بهدوء و رتب عليه: اهدا بس يا حج عشان صحتك و انت هتخرج من هنا بيتهمني باني قتلت ابنه، قسما بالله لاوريي المهم يا حج فكر ازاي تخرج من هنآ؟ انا كلمت المحامي و قال الوضع صعب بسبب كلام عاصي منصور بتوعد: حسابه معايا، قوله يعمل ايه حاجه المهم أخرج من اهني.
وليد بحنق: شبل جاي و عايز يعمل كبير على الكل يا بلال بلال بضيق: طبعا جاي ينتقم مننا بسبب اللي اتعمل في اها و شكل عاصي هيسيب الجمل بما حمل و يمشي.
مر يومين و استعاد عاصي عافيته و قرر أن يذهب إلى منزله اولا خصوصا عندما علم بأنه والده خرج و لم يحكم عليه بشي دخل إلى المنزل و كان بلال معه منذ خروجه من المستشفى، سأل قائلا: ابوك فين يا بلال خرج منصور من مكتبه و قال: ناوت ترجع عقلك و لا إيه؟ نظر له عاصي ببرود و قال: انت خرجت ازاي؟ و لا حتى القانون مش قادر عليك منصور بغضب:.
افهم كويس انك ملكش غير بيتك و اهلك و خلاص و انا هعذرك بس تسمح الصفحة دي من حياك نهائي و بعد ما اسمحها هتفضل ابني الكبير و دراعي اليمين في كل حاجه و وقتها اقدر اقولك عافرم عليك لأنك اختارت اهلك و كل حاجه ابتسم عاصي متعجبا منه فكيف له أن يكن كذلك و قال بتهجم: لا انا مش جاي أقدم قروض الولاء و الطاعة انا جاي عشان اقولك اني ماشي و مش راجع تاني اصلا منصور بدهشة: انت اتجننت.
عقلت، انت فاكر اني هسامحك بعد اللي عملته، سمعت كلامك و اتجوزت بنت شريكك عشان مصلحتك و انت مفكرتش فيا مع انك كنت متأكد و عارف اني بحب حور، طلعت مبتخلفش و عادي سعادتك قررت تجيب واحدة تخلف مكانها بس اللي عملته مع حور مش هسامحك عليها ابدا و كانت النهاية بينا منصور بغضب: عارف معنى انسحاب إيه؟ ابتسم عاصي ساخرا: عارف معناها اني اتخليت عن كل حاجه منصور بحدة و جدية:.
وقتها هتبقى قطعت كل حاجه بينك و بينا و خسرت اهلك للأبد، و ملكش حاجه عندي متقلقيش يا منصور بيه انا سبت و اتخليت و بعد ذلك أدار جسده ليتجه ناحيه الباب، كان بلال يريد اللحاق به إلا أن اوقفه منصور صارخاأن نركز وراه معناها أنك خرجت معاه توقف بلال و هو يشعر بالعجز فهو لم يكون مستوعب ما الذي سيفعله عاصي بعد ذلك و كيف؟!
خرج من المنزل و كان يفكر في مهمته الأصعب و هي لقاءه مع حور، لقاءه الأخير معاه فكيف سيكون؟!، لا يستطيع الرحيل بدون توديعها...