رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
خرجت لبنى و قالت: عملتلك عصير مانجا ابتسمت حور و قالت: شكرا تركته لبنى على الطاولة و دلفت إلى المطبخ منتظرة ان تغفو حور و عندما راتها تنهي الكاس، خرجت لتلهي الحارس و طلبت منه أن يذهب و يشتري شي لها و بعد ذلك دخل الشخص معها هي زمانها نامت دخل هو إلى الداخل و حملها ليضعها في السيارة ليغادر سريعا...
كانت أمنية جاثية على الأرض تبكي إلى أن تورمت عيناها فهي لا تريد إكمال تلك الزيجة التي تفرض عليها و تتمنى بأن يظهر أخيها لينتشلها من ذلك الوحل متالمة لفراقهم هو و والدتها فهي اصحبت وحيدة طرق عاصي بابها قائلا: انزلي يا أمنية عندما لم يستمع إلى إجابتها، فتح الباب قلقا من أن تكون فعلت شي بنفسها اندهش من هيئتها و قال: بتعيطي ليه عاد يا بت أبويا؟ مش عايزة ليه تغصبوني على حاجه مش عايزها.
اقترب عاصي منها و مد يده لها ليوقفها و قال: وليد ابن عمك انا معنديش أهل، كلهم ماتوا خلاص انتي مش موافقة ليه؟ ليه اتجوز واحد مبحبوش و لا عمري هحبه، والله انا مش عايزة غير اني اقعد في بيتي و خلاص رتب عاصي عليها و قال: اخرجي و روحي عند حبيبة و انا هتصرف اندهشت أمنية و قالت: انت بتتكلم جد اها مش مضطرة تعملي حاجه غصبن عنك، حبيبة موجودة في البيت بتاعي كلميها و روحي عندها، بس اخرجي بسرعة.
و بعد ذلك خرج عاصي من الغرفة و اتجه إلى وليد الذي كان يتجهز و بلال معه وليد، العروسة طفشت وليد بغضب: نعم؟ ليه العيلة مفهاش رجالة عاصي بحدة: و انت دلوقتي هتنزل تقول لابوك انك مش عايز تتجوزها بلال بتعجب: هو في ايه يا عاصي أشار له عاصي بأن يتوقف و قال: الكلام خلص و ابوك يا عاصي عاصي بتهكم: ابويا مش فاضي لحاجات كتير اوي.
بالغرفة الملحقة بحديقة المنزل التي جهزها و كأنها غرفة عمليات بدأ الطبيب في إجراء العملية القيصرية و التي أخذت وقتا و بعد اخرج الجنين أعطاه لمنصور الذي كان يقف بالخارج و قال: حالة الطفل صعبة لازم يتحول لدكتور اطفال و أمه عامله ايه دوك؟ الولادة في ميعادها مش صحية بس هي لحد ما حالتها مستقرة منصور بخبث: طب انا مش عايزها تفوق؟ الدكتور باستغراب: مش فاهم؟ قصدك يعني... ابتسم منصور و قال:.
بظبط اكدة ياما ماتت نساوين و هي بتولد، انا هاخده و انت اظبط الاوضة و خد حاجتك من غير ما حد يشوفك ذهب منصور إلى داخل و عندما رأته مديحة اقتربت منه و أخذت الطفل قائلة: من دي؟ منصور الصغير، الكتاب اتكتب و لا؟ المحروسة طفشت و اخوك اتعذر للمأذون قولي لبسمة تستلم ابنها نزل عاصي و خلفه بسمة و قال باندهاش: ابن مين؟ نظر منصور له و قال بحدة: انت مفكر إيه يا ابن الجبالي انك هتضحك عليا عاصي بتعجب: انت قصدك ايه فين حور؟
منصور بغضب: الله يرحمها بجا و الف مبروك على الواد اتعصب عاصي و فقد السيطرة على أعصابه و قال بغضب: حور فين؟ عملتها فيها ايه؟ نفذت اتفاقنا يا ولدي مديحة بتعجب: الحق يا منصور الواد ساكت؟ لم يهتم عاصي لذلك و صاح بوالده قائلا: حور فين؟ منصور بجدية: لو عايشه يبجي لازم تعرف اتفاقنا.
فاقت حور، مستعيدة وعيها ببط شديد لا تستطيع تذكر ما حدث معها و لكنها تشعر بألم قوي يسير في انحاءها اقترب الطبيب منها و قال: حمد الله على سلامتك انا فين و انت مين؟ انا الدكتور اللي ولادتك و انتي في بيت الحج منصور تمالكت حور نفسها و قالت: ازاي مش فاهمة تنهد الطبيب و قال: الحج منصور هو اللي طلب دا حور بدهشة: طلب و فين ابني؟ هو خده لا تستطيع حور فهم ايه شي و أكن عقلها توقف عن التفكير و قالت: يعني ايه ياخد ابني.
هو قال إن في اتفاق قامت حور بصعوبة و لكنها تحملت ذلك و اتجهت لتذهب، حاول هو إيقافها و لكنه فشل غلط تقومي يا مدام زجرته حور قائلة: بعد عني، عايزة تليفون حالا الدكتور بتعجب: ليه؟ لوسمحت ارجوك اعطي لها الطبيب هاتفه فهو كان يرفق بحالها و لآ يفهم ما يحدث بالتفاصيل، اتصلت حور بالشرطة و أخبرتهم بما حدث سريعا و عادت إليه لتعطي الهاتف فهي قد ابتعدت خطوة عنه.
خرجت حور من الغرفة و عملت بأنها في ثرايا الجبالي و رأت تلك الاضواء التي تدل على وجود فرح بالداخل، تماشت بخطوات بطيئة و كانت تمسك بخصرها و تشعر بالالم يحطم كيانها، دلفت إلى المنزل مستندة على الجدار، وجدت مديحة تبكي على الطفل منصور بسخرية: قومتي قاوم اكدة حور بعصبية: انت ازاي تعمل فيا كدا انا هخرب بيتك اقترب عاصي منها و لكنها أشارت له بيدها لكي يتوقف و صرخت بهأخرس انت مش عايز اسمع صوتك.
بصراحة يا ضكتورة عاصي ابني اتجوزك عشان يخلف منك و ناخد الواد و انتي تاخدي اللي في النصيب ابتلعت حور ريقها لتسمع ما بدأه و حبست دموعها بعيناها و قالت بارتجاف: بدل التبني يعني اها نظرت حور إلى مديحة التي قالت الواد مات يا حج قبضت حور على يدها و قالت بغضب: و رحمة ابويا و امي لأقتلك يا منصور دخلت الشرطة التي أخبرتهم حور لما حدث قبل أن تدخل الظابط بتردد: انت مقبوض عليك بتهمة قتل طفل و الشروع في قتل والدته.
منصور بدهشة: نعم؟ الدكتور اعترف عليك و هو اتقبض عليه و الولادة اللي في غير ميعادها انت السبب فيها سقطت حور على الأرض مغشيا عليها فقد أصابت بنزيف ناتج عن جرحها الذي اتفتح جراء عصبيتها ذهب منصور مع الشرطة، حملها عاصي و قبل أن يخرج من المنزل قالبلال ادفن الطفل، و انتي طالق يا بسمة شهقت مديحة و قالت: انت مش هتروح ورا ابوك و لا إيه؟ السجن أهون لي متنسيش ياما اننا صعايدة و هناخد بتارنا.
وضعها في السيارة و ذهب إلى أقرب مستشفى، و انتظر بالخارج إلى أن يطمئن عليها خرج الطبيب و قال: ازاي واحدة لسه ولدة تتحرك كدا، الحرج اتفتح و لازم تفضل في المستشفي شوية تمام يا دكتور، هي هتفوق أمتي؟ مش دلوقتي دخل عاصي إليها و جلس بجوارها و قال بندم:.
والله عارف اني السبب في كل دا بس افتكرت اني لما ابعدك مكنش هيحصل، عارف انك مش هتسامحيني، بس والله انا مكنتش اعرف حاجه و لو كنت اعرف مستحيل كنت اسيبهم يعملوا كدا، حقك عليا مر وقت و كان هو بجوارها و لم يرد علي جميع مكالمات هاتفه التي وصلت إليه استعادت حور وعيها بعد مرور الكثير من الوقت و عندما شعرت به بجوارها قامت و صرخت به قائلة: امشي من قدامي عاصي بقلق: اهدي بس يا حور و انا همشي والله.
بكت حور بقوة و قالت بصوت مرتفع: امشي و مش عايزة أشوفك حقي و حق ابني مش هسامح فيها استجاب عاصي لطلبها فهو لا يريد أن يتعبها أكثر و طلب من الممرضة أن تدخل لها وقف بالخارج و تنهد بحزن فهو لا يستطيع فعل شي لها فهي تصاب بانهيار عندما تراه طلبت منها الممرضة أن تفرد ذراعها لكي تحنقها، رفضت حور صارخة بها و قالت: مش عايزة مهدئات اخرجي برا.
دخلت حور في نوبة بكاء قوي، كان يستمع لها من الداخل و قلبه يتمزق من اجلها فهو لا يستطيع التخفيف عنها و قد وصل معها إلى نهاية المطاف، لم يستطيع الانتظار و ذهب ركب سيارته و قادها و كان يفكر بها و ما الذي سيفعله، و لكن تعجب من وجود سيارة تذهب خلفه، و فجأة قطعت عليه الطريق، و انحرفت سيارته جانبا لتنقلب...