رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني عشر
نام عمر علي سريره وهو يضع يديه تحت راسه وينظر لسقف الحجره ويبتسم ابتسامه جميله تذكز كل همسه وكل نظره لامل واحيانا يضحك بصوت عالي حينما يتذكر حركاتها الغاضبه طرقت امه باب الغرفه برفق ولكنه لم ينتبه ففتحت الباب ودخلت نظرت اليه نظرات مبتسمه ماكره وقالت يا سلام ولا انت هنا للدرجه دي امل واخده عقلك نهض عمر وجلس ثم قال وهو مرتبك وقال ابدا يا ماما عادي.
فاطمه بابتسامه، بذمتك عادي بتحبها قوي كده انت لسه عارفها اول السنه دي عموما هيه قمر بس عمر باهتمام، بس ايه فاطمه بتحفظ، غشيمه شويه ضحك عمر رقال، غشيمه شويتين تلاته بس عارفه يا ماما دا ال عاجبني فيها انا ال هعلمها الحب فاهماني يا ماما، ال زي امل دي يا ماما لابسه قناع وخدت عليه وانا بقي ناوي اشيل القناع ده واعلمها تحبني ازاي ال عمرها محبت حد لما تحب هتحب بجد.
فاطمه، يا سلام عليك يا عمر وعلي افكارك يا بختها بيك يا بني عمر، لا يا ماما يا بختي انا بيها امل دي ال زيها قليلات مجتهده ومتفوقه بتصلي وتقرأ قرآن وانا مش عارف ليه انجذبت لها قالت فاطمه، الحمد لله يا بني ربنا يسعدك بس لازم تروح زياره قبل كتب الكتاب البنت لازم تاخد عليك شويه يا عمر عمر، ان شاءالله هزورها بس هتصل بعمي محمود اقوله.
نظرت فاطمه بحنان لابنها وقالت، وخد لها معاك هديه حلوه البنات بيفرحوا لما حد يهتم بيهم ويدلعهم علشان كده ديما البنات بيحلو بعد ما بيتخطبو علشان احساسهم بالاهتمام يا بني قبل عمر يد والدته وقال، ربنا يخليكي لينا يا ماما فاطمه بحنان، يلا تصبح على خير يا حبيبي وانتي من اهله يا ماما لم تكن امل بنفس حالة عمر المطمئنه.
لكنها كانت قلقه للغايه لم تتخيل امل ان ترتبط بشخص بتلك السرعه وخصوصا عمر الذي كانت تتشاجر معه كلما قابلته استيقظت اميره فشعرت ان اختها ما زالت مستيقظه قامت وانارت الغرفه ثم اقتربت من امل وسالتها ايه لسه صاحيه ليه امل، ولا حاجه مجاليش نوم اميره مبتسمه بتفكري في عمر قالت امل وهي تزفر.
بفكر في نفسي انا مش مرتاحه يا اميره الموضوع جه بسرعه وانا رضيت علشان بابا محبتش ازعله وهو تعبان بس انا مبحبش عمر دا ولا طيقاه اميره، يا امل مظنش انك بتكرهيه ابدا بصراحة هوا مميز جدا بس انتي ال قافله قلبك قالت امل بحده، لازم انبه عليه ان في الجامعه محدش يعرف حاجة اه انا متفوقه من نفسي ومش عاوزه حد ينسب تفوقي دا ليه ايوه انا مش محتاجة له في ايه حاجه انا مش محتاجة لاي راجل في الدنيا اساسا.
ضحكت اميره بشده من كلام اختها وقالت بهمس امل بالله عليكي توعديني امل بتساؤل، اوعدك بايه اميره وهي تضحك بشده، لو اطبيتي علي بوزك وحبيتي عمر تبقي تقوليلي اصل كل الروايات ال بقراها بيقي البطل والبطله عاملين اكشن مع بعض زيك انتي وعمر كده وبعدين يطبو يا حلوه نظرت لها امل بسخريه وقالت، طب روحي اطفي ا لنور واتخمدي عاوزه انام انا غلطانه اني بتكلم مع واحده مخها ضارب من كتر الروايات زيك.
ذهبت اميره لتطفئ النور وقالت، عموما لو مش جاي لك نوم هتلاقي في الدرج روايات حلوه خديلك روايه اتسلي فيها.
جلس محمود مع زوجته يبثها همه وحزنه وهي تواسيه وتمنحه الامل في الشفاء وتذكره برحمة الله ومقدرته قالت، ربنا هيشفيك وتعيش وتفرح بالبنتين وسالم وولادهم كمان نظر اليها محمود باسي وقال، الحمد لله على كل شيء بس قلقان علي سالم قوي خايف عليه البنات مستواهم في التعليم كويس وكلهم هياخدو شهادات عاليه انا عارف ان سالم مبيحبش التعليم يعني لو خد دبلوم يبقي من الله يا نجيه.
وبصراحه بفكر إني لازم أءمن له مستقبله لو سبت الاراضي والمصنع والبيت والفلوس ال في البنك وكل حاجه هيختلفو لو جري لي حاجة وبعدين ارض محمود ابو كامل ميدخلها ش ناس غريبه نجيه بتساؤل، بتقصد مين محمود، بقصد اجواز البنات طلعو ولا نزلو مبيحملوش اسمي ال بيحمل اسمي سالم فاهمه سالم وبس نجيه بتعجب، والبنات كمان بيحملو اسمك يا حاج.
محمود بغضب، لأ يا نجيه كل بنت ولادها هيحملو اسم جوزها لكن ولاد سالم بس ال هيشيلو اسم العيله انا بحب البنات لكن سالم ابني الوحيد ومش هخلي حد احسن منه حتي لو اخته اوجوزها ثم اشار لها وقال، قربي مني يا نجيه عاوز اقولك علي سر فاهمه يا نجيه سر اقتربت منه نجيه وقالت، خير يا ابوسالم.
قال هامسا، انا باذن الله ناول اكتب كل املاكي لسالم وهراضي البنات برده يعني كل بنت اسيب لها ميت الف جنيه باسمها وهخلي سعيد اخويا يشيل الاوراق عنده ويساعدني علي تنفيذ الوصيه وسعيد اخويا وحبيبي وانا اتكلمت معاه قبل كده وقال ان انا عندي حق ولو سبت الميراث سداح مداح كده البنات واجوازهم هيذلو سالم فهمتي يا نجيه نجيه بسداجه، عداك العيب يا حاج انت ما بتعملش الا الصالح.
شجعته نجيه ولم تخالفه او تثنيه عن تلك الجريمه نعم انها جريمه ولما لا فإن الله سبحانه وتعالى جعل رسول الله يفسر كل احكام الدين مثل الصلاه والعبادات الا المواريث فقد حددها الله في كتابه الكريم بنفسه فقال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم.
يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ماترك وان كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولدفإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فان كان له إخوه فالأمه السدس من بعد وصية يوصي بها اودين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما (11) سورة النساء.
الله بعظمته وحكمته وعلمه يعلم بضعف نفوس بعض البشر فانزل ايات محكمات تبين احكام الميراث الذي هو مال الله يهبه لمن يشاء ولكن بعض النفوس الضعيفه تتلاعب باحكام الشريعه فتمنح من تشاء وتمنع من تشاء سبحان الله رب العالمين أأنتم اكثر حكمه وعدلا من الله، معاذ الله بل انتم اكثر جهلآ وغبا ء تحملون اوزارا ليستفيد غيركم ولن تجنو شيئا وربما الذي تحرمونه من حقه اكثر برآ لكم من ذلك الغاصب الذي ياخد حق غيره.
ومن قال انه يوجد ما يسمي مراضية البنات بل يوجد لهم حق كفله لهن الشرع لياخذنه بكرامه مثلهن مثل شقيقهن الذكر ورغم ان الله جعل للذكر مثل حق الانثيين لكن بعض الذكور تريد كل شئ. لا يكفيهم ان جعل الله لهم ضعف شقيقتهم ولا يرضيهم ذلك ونسو ان من يتعدي حدود الله له عذاب اليم.
هكذا وضع محمود تلك الخطه التي قبلتها نجيه ارضاء لزوجها وخوفا علي ابنها الصغير وساعده شقيقه الذي يحمل نفس افكاره السخيفه عن تميز الذكر عن الانثي واتفق جميعهم الا يعلم احد عن تلك الوصيه الجائره الا في حالة وفاة محمود فقط.
استا ذن عمر محمود هاتفيا ان يزور امل لمره قبل عقد القران فوافق محمود ورحب به وفي الموعد المحدد للزياره كان سالم يلعب مع اصدقائه كرة قدم بجوار المنزل وجلست امل من النوم وجلست بصالة البيت وفي يدها جزره كبيره تقضمها وهي ترتدي بيجامه بيضاء بورود حمراء وصفراء وتترك شعرها الطويل الناعم بتجاعيد خفيفه ملقي باهمال وراء ظهرها دون تصفيف خرجت نجيه من المطبخ التي تقف فيه هيه وسمرا الخادمه.
لتصيح بها، ما تقومي يا بت يا امل تلبسي بدال ما انتي قاعده زي الغوله كده قالت امل بغيظ وهي تشير بالجزره التي بيدها لامها غوله غوله لو مش عاجبه يغور.
سمعت صوت ياتي من خلفها يقول، لأ عاجبني نظرت للخلف وصعقت حينما رات عمر بصحبة اخيها سالم نظرت لامها وهي تكاد تبكي ثم انطلقت وهي تجري كالريح باتجاه غرفتها اخذعمر يضحك بصوت عالي وشاركته نجيه الضحك وقالت والله يا بني امل دي طيبه قوي بس لما تاخد عليك شويه وتتعود هتتغير نظر عمر لنجيه مطمئنا وقال، انا مبتضيقش منها والله بالعكس سالها عن محمود واخبرته انه نائم وسيستيقظ لتناول الغداء معه.
وقالت، روح يا سالم نادي اختك قال سالم ببراءه، لأ يا ختي امل دي مبتتفهمش وكل ما تشوفني داخل اوضتها تضربني انادي اميره احسن قامت نجيه وهي تهمس، عيل غبي قوي هتناديله اميره ليه يا اهبل دخلت لتجد امل نائمه في فراشها فاقتربت منها وعنفتها قائله انتي يا بت معندكيش دم ما تقومي تلبسي وتطلعي للراجل ال قاعد بره دا يلا اعملي له عصير ودخليهوله عقبال ما الغدا يجهز امل، ما تخلي سمره تعمله.
نجيه، ادخلي قولي لها ولا اعمليه المهم هاتيه وتعالي يلاالبسي حاجه عدله ارتدت امل فستان وحجاب طويل وذهبت الي المطبخ امرت سمره ان تعد لعمر كوب من عصير الموز باللبن وحينما رأت سمره علي وشك وضع السكر علي الخليط فقالت مبتسمه بقولك ايه يا سمره، شوفي انتي الاكل انا هضرب العصير بالخلاط وعمدا وضعت كميه كبيره من الملح في العصير وهي تضحك بمكر ثم حملته ودخلت غرفة الصالون التي يجلس بها عمر ونجيه وقالت مبتسمه.
السلام عليكم عمر. باستغراب، وعليكم السلام جلست علي كرسي مجاور لعمر وقالت، اتفضل العصير قالت نجيه، اشرب يا دكتور عمر دي امل عملاه لك مخصوص رفع عمر الكوب علي فمه وارتشف منه رشفه صغيره واخذ يسعل ناولته امل منديل وقالت، اتفضل يا دكتر اخذه منها ونظر الي نجيه وقال لامل لا بجد تسلم ايديكي لذيذ قوي ثم استئنف، تسمحي لي يا ماما اسقي امل بايدي من العصير نجيه بابتسامه كبيره، يا تكو ايه يا ولاد اه يابني ربنا يهنيكو.
وضع عمر العصير علي فم امل وقال وهو يجز علي اسنانه اشربي امل. بتوسل، لأ اصل انا مبحبوش عمر بتصميم، لأ والله هتشربي نجيه، خدي يا امل من ايده متكسفيهوس ياماما لم يترك لها عمر الفرصه ولكن وضع العصيرفي فمها بكميه كبيره فاخذت تسعل وانتثر العصير من فمها علي الكوب وعلي عمر نهضت نجيه مسرعه، للاحضار فوطه وقالت ايه ال جرالك يا امل كده يا بنتي تغرقي االدنبا مسحت امل فمها بيدها و قالت عجبك كده عمر بتهكم، انتي ال بداتي.
امل. بغيظ، غلطه حطيت الملح بالغلط عمر، بسخريه وانا كمان سقيتك بالغلط خالصين مش كفايه راضي بيكي وانتي وانتي زي الغوله امل بغضب، غوله انا غوله عمر. بابتسامه، اه غوله بشعر منكوش بعد ان حضرت نجيه واخذ تنظف المكان اقترحت عليهم ان ينزلو الي الحديقه فنزلت امل معه مرغمه مد عمر يده في جيبه واخرج علبه صغيره وقال بابتسامه جميله.
اتفضلي امل، ايه دا عمر، خاتم يا ريت يعجبك حاول ان يمسك يدها ليضع الخاتم في اصبعها ولكنها شدت يدها وقالت، ما ينفعش عمر، ليه امل بتصميم، تمسك ايدي ليه يعني عمر، عندك حق اتفضلي البسيه انتي ان شاء بعد كتب الكتاب همسك ايدك واكسرهالك كمان امل، انت انسان مستفز عمر، يا صبر ايوب البنات القمرات ماليه الجامعه ايه ال جابني للغوله دي يا ربي امل، ومين قالك تيجي روح للقمرات.
اقترب عمر منها براسه وقال، لأ انا بحب الغوله امل، غوله في عينك عمر مبتسم، المره الجايه هجيب لك هديه مشط لحد ما تبقي في بيتي بقي وساعتها امل، ساعتها ايه عمر، هساعدك ونسرحه سوا امل بغيظ، يوووووه ثم قالت، علي فكره مش هنقول في الجامعه علي الخطوبه ولا كانك تعرفني عمر، ليه يا مجنونه امل، هوا كدا دا شرطي علشان كتب الكتاب موافق ولا لأ عمر وهو يمسك راسه، موافق يا مثبت العقل والدين يا رب في منزل مصطفي.
جلس مصطفي وايمان يتشاجران من جديد مصطفي بغضب، يعني ايه اجي القيكي لسه في الصيدليه انا يا هانم باجي مرهق وتعبان انا قلت لك قبل كدا يا انا يا شغلك ظبتي الدنيا يومين واديكي اهو بقيتي اسو ء من الاول ايمان وهي تبكي، يا مصطفي انا بحبك وانت عارف انت عندي ايه بس دا شغلي ومش كل يوم بتاخر بس النهارده واحد من ال بيشتغلو عنده ظروف وكان لازم حد ياخد ورديته.
مصطفي مش هرمي كل دا ورا ضهري وابقي ست بيت قاعده تخلف وتربي وتستني المصروف من ايد جوزها فاهم فاهم لازم تقدر انا كمان ليه طموح واحلام اقترب منها مصطفي وقال وهو في قمة ضيقه، انت خلاص معدش فيكي امل يا ايمان ثم خرج وصفع الباب ورائه عائدا الي عيادته مره اخري جلست ايمان تبكي وعند سلم العياده كانت علا قد اغلقت العياده وتنزل السلم لتغادر المكان ولكنها رات مصطفي يدخل من البوابه فصعدت مره اخري بسرعه.
وفتحت باب العياده ودخلت غرفته ونامت علي سرير الكشف ونامت لتدعي انها مستغرقه في النوم تعجب مصطفي حينما وجد الباب ما زال مفتوح ودخل لينادي علي علا لم ترد وحينما دخل غرفة مكتبه وجلس علي المكتب وهو غاضبا يتذكر ما حدث منذ قليل بينه وبين زوجته جال بنظره في المكان فلمح علا مستغرقه في النوم وقد انخذت وضع مثير اقترب منها. وقال. علا علا، يا علا فتحت علا عيناها ببطئ وقالت، انت بجد مش مصدقه اكيد بحلم.
صاح مصطفي بغلظه، لا ما بتحلميش اتفضلي قومي روحي بيتكم ايه ال منيمك هنا ما ينفعش كده علا بنعومه، اااا معلهش اصلي كنت مرهقه شويه عاوز حاجه اعملها لحضرتك قبل ما امشي مصطفي بصوت اجش، لا مش عاوز حاجه انا اصلي نسيت حاجه هاخدها ونازل علي طول فتح درج مكتبه ثم اغلقه وخرج مسرعا وصفع ورائه الباب بعنف.