رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامسأي رجل مهما كانت مقاومته وجديته من الممكن يضعف أمام إغواء أنثي تحاول لفت نظره وتدليله فهل سيضعف مصطفي أمام علا تلك الفتاه الوصوليه التي تريد الهرب من بيئتها الفقيره والارتقاء الي مكانه اعلي في المجتمعاصبحت علا كالحرباء المتلونه تحاول ان تغير في ملابسها وصوتها وذاتها من اجل الوصول إلى حلمها المنشود...دلفت الي مكتب مصطفي وقالت بصوت أنثوي:هتكسفني تاني يا دكتر مصطفي ولا هتقبل تتغدي معاياووضعت اصناف شهيه من الطعام امامه وقالت:دول ساندوتشات بانيه ومخ عملتهم بايديه علشان خاطري اجبر بخاطري وكل يا دكتر دا انا نضيفه واللهثم أخذت ساندوتش. ومدت يدها له ف اخذه منها وقال، ماشي ياعلا المرادي بس عشان خاطركعلا بإبتسامه، شكرا يا دوك.إسبوعان من العمل المتواصل امل لا تاكل ولا تنام الا قليلاهمست تحدث نفسها: هتحداك ايها المتعجرف.في البيت اما تجلس علي حاسوبها لتنهي البحث او علي منضدتها لترسم المشروع الخاص بهاوخارج البيت اما بالمكتبه او الجامعةتذهب إلى الجامعه وفوق عيناها منتفخ من السهرلا تتحدث مع احد فليس لديها وقتفي الجامعه الجميع يعمل في مجموعات وهي وحيده عليها واجبات تفعلها وحدها في حين يجتمع خمسه من الاشخاص ليعملوا معا.وقف ادريس بالسياره امام الجامعهوحاولت امل ان تعبر الطريق الي البوابه وسارت وهي مرهقه من عدم النومفاذا بسياره مسرعه كادت ان تصطدم بها وهي تسير مرهقه وشاردهلم تشعر الا بايدي قويه تحيط خصرها وتجذبها ليسقطا ارضا وهو يصيح حاااااااسبيانه هوا الدكتور عمر فتحت عيناها لتكتشف انها نائمه علي الارض بين احضانه حيث يحيط خصرها بذراعيهما ان إنتبهت لنفسها حتي صاحت قائله، شيل ايدك انت اتجننت.عمر بغيظ وهو يقف وينفض الغبار عن ملابسه، ايوه اتجننت اني ما سبتكيش تموتي وانتي ماشيه زي المسطولهامل بتأفف وإرهاق، كله بسببك فاهماشفق عمر عليها ولكنه تركها وانصرف مسرعا ليدخل من البوابه وتقوم هي وهي تشعر بالالام في جميع انحاء جسدهالم تدخل الجامعه لكنها عادت الى البيت وهي ساخطه.بعد اسبوعين من العمل والمشقه بالنسبه لامل جلست في المدرج بجوار وفاء فقامت طالبه زميله لهن واقتربت من الميكرفون وقالتالزملا والزميلات، لو سمحتم كله يجمع الابحاث عندي هنا علشان النهارده اخر ميعاد والدكتور عمر طلبهم هنوديهم مكتبهقامت المجموعات بتسليم الملفات الخاصة بها وقامت امل لتضع ابحاثها وسط الملفاتلتاخذهم الطالبه ومعها زميل الي مكتب الدكتور عمرقالت امل لوفاء، اكيد هيخسف بيه الارض.وفاء، لأ يا أمل اكيد الدكتور عمر ميعملش كده كل الطلبه بيحبوه ويشكرو فيهامل بغيظ، مخدوعين.ذهل عمر وهو يري ما فعلته امل لقد تفوقت علي الجميعوقدمت، بحثا علميا متميزا وكذلك ابدعت في المشروع الهندسي الخاص بهاجلس الجميع في القاعه بانتظار دخول الدكتور عمرالذي دخل وحياهمثم اخذ يعلن عن نتيجة كل طلبوانتهي ولم يذكر اسم امل..قامت امل وقالت، حضرتك مقولتش إسميعمر، بحثك وشغلك من احسن ال شوفته بس للاسف هتنقصي درجات لانك رفضتي تشتغلي مع زمايلكصاحت امل، ظلم دا ظلم انا تعبت اكتر منهم.وخرجت غاضبه تاركه قاعة المحاضرات وسط همهمات الطلبه والطالبات.طوال طريق أمل وهي لم تتوقف لحظه عن البكاء، كانت تبكي بشده والدموع تتساقط فوق وجنتيها، حتي أصبحت عينيها منتفختان، وما ان دلفت إلي المنزل حتي هبت نجيه واقفه لتقول بلهفه:- يالهوي مالك يا أملأمل ببكاء: مفيش يا ماما مفيشنجيه بحده: مفيش إزاي، انتي بتعيطي ليهركضت أمل الي الغرفه، بينما اتبعتها نجيه وهي تقول بذعر: يابت انطقي في ايهإعتدلت أمل في جلستها ثم مسحت دموعها بأناملها وهي تقول بتشنج:.البحث الي فضلت سهرانه عليه كل يوم مبنمش ولا كأني عملت حاجه والدكتور مقليش النتيجه وقالي يعتبر ملغي عشان عملته لوحديتنهدت نجيه بارتياح، ثم قالت: يوه خضتيني انا قولت حد اتعرضلك ولا حاجه.ظلت امل تبكي في حين قالت نجيه: ولا يهمك يا امل كله فداكي ياحبيبتي اما اروح احضر الأكل لحسن زمان الحاج علي وصول وكمان سالم وأميره، ومن ثم تركتها وتوجهت الي المطبخ في حين حدقت أمل بالفراغ وهي تقول بغضب: بكرهكم بكرهكم كلكم.علي جانب آخر بنفس القريه التي تقطن بها عائله الحاج محمود في أحد البيوت البسيطه التي تكون مبنيه بالطوب اللبني، نسمع صوته الرجولي العالِ وهو يقول بحده: كنتي فين لحد دلوقتي يا حنان؟إزدردت ريقها بخوف ثم تابعت قائله:- كان عندي درس يا عاصم واللهاقترب عاصم منها ليقول بغضب جلي: من النهارده مفيش دروس من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيتعقدت حاجبيها لتقول باعتراض: مينفعش يا...قاطعها وهو يقبض علي ذراعها ليقول بعصبيه: لا هينفع ولا وقسما بالله هخليكي تعدي في البيت لحد اما اجوزك انا مش ناقص وجع دماغ وكلام الناس مبيرحمشادمعت عينا حنان من هذه الطريقه التي دوما يعاملها بها أخيها لتقول بصوت باكي ؛. ماشي يا عاصم.أرخي عاصم قبضته عن شقيقته ليقول بعد ذلك بصوت هادي: ياحنان متخلنيش اتعصب عليكي وأنتي عارفه غلاوتك عندي اد ايه، انا بشقي وبنحت في الصخر عشان احوش تمن جهازك واسترك زي أختك، أرجوكي إسمعي كلامي وبلاش تأخير تاني عشان انا بقلق عليكيأومأت برأسها بينما قال هو بجديه: يلا ادخلي اغسلي وشك وحضري الأكل عشان نتغدي.سارت حنان إلي المرحاض ومن ثم أبدلت ملابسها بينما خرج عاصم ليقف في شرفه هذا المنزل التي تطل علي الشارع وتكون بالدور الأرضي حيث كانت بالطوب اللبني أيضا وبها تشققات عديده،.(عاصم عبد الرحمن، توفي والده منذ أن كان طفل صغير يبلغ من العمر ١٠ سنوات وكانت شقيقاته أصغر منه سناً ولم يمر عاما واحدا حتي تزوجت والدته وهاجرت إلي محافظه دمنهور، وتزوجت وأصبح لديها ولد وفتاه، وتأقلمت مع حياتها الجديده وتركت الأصفال الصغار برعاية جدتهم التي كانت خير معين لهم علي الحياه فكان عاصم يحبها بشده وكذلك الفتاتان شقيقاته حتي توفيت وأصبح عاصم هو المسؤول الوحيد عن شقيقاته حيث كان لهن أبا وأخا في آن واحد، شقي لأجلهم بدون سند أو معين، كما أنه حُرم من حنان الأب والأم أيضا في آن واحد، فلم يكن لديه الوقت في المزاح أو المرح فكان شاغله هن شقيقاته يدرس ويعمل في آن واحد حتي دخل كليه التربيه قسم اللغه العربيه، ومن ثم أصبح معلماً يحترمه الكثير له أخلاق جيده وحميده، ولكنه ٱذا غضب يتحول إلي شخص آخر، شخصا مرعبا للغايه من الممكن أن يكون بشخصيتان رغم أنه متدين ملتزم يصلي فروضه ويخشي خالقه، كما أنه زوج شقيقته منال، وحمد ربه أنها تزوجت ليكون لها إستقرار، والآن هو يجاهد حتي تنتهي حنان من دراستها ومن ثم تتزوج مثل شقيقتها، وأيضا عاصم ً يكن في قلبه حزن دفين لا يعلمه أحد فهو إنحرم من أشياء كثيره لم يقف بجانبه أحد ولم يساعده أحد ولكنه تحامل علي نفسه حقق ذاته رغم فقره ورغم أنه إبن خادمه جعل كل من يراه يحترمه ويهابه.مرت عدة أيام علي أبطالناوفي ذات يوم، عاد مصطفي إلي منزله بعد إنتهاء يومه الشاق، دلف إلي غرفة النوم ليجد زوجته نائمه كعادتها في الأيام الأخيره، فزفر بضيق وأخذ يبدل ملابسه بحنق في حين شعرت إيمان بحركته ففتحت عينيها ببطئ شديد لتقول بصوت يتغلب عليه النعاس، :أنت جيت يا مصطفيأومأ مصطفي برأسه وهو يقول بضيق: ايوه جيتنهضت إيمان بتكاسل وهي تتثائب ثم قالت بخفوت:طيب ياحبيبي هحضرلك الأكل.ذهل مصطفي من هذه الطريقه فدوما كانت تهمله ف الايام الاخيره، ولكنه تنهد بارتياح وظن بأنها شعرت باهمالها له، بينما توجهت إيمان إلي المطبخ، ودلف مصطفي إلي المرحاض ليغسل يديه، ثم خرج بعد ذلك ليجففها بالمنشفه، ثم ذهب إلي غرفة إبنته الصغيره لينحني إلي فراشها الصغير ويقبلها بعاطفه أبويه، ثم دثرها جيدا بالغطاء وخرج عائدا إلي غرفته ليجلس علي الفراش بإنهاك شديد أغمض عينيه ليأخذ نفسا ومن ثم زفره علي مهل، وبينما دلفت إيمان وهي ممسكه بالطعام ووضعت الصينيه أمامه، لتنتصب في وقفتها بعد ذلك، فنظر لها مصطفي بذهول وتابع قائلا: هو أنا هاكل لوحدي؟أومأت إيمان برأسها ثم قالت بلا مبالاه: أصل أنا كلت من بدري أنا وسلمي، كل أنت بقيصر مصطفي علي أسنانه ليقول بحزم: علي طول كنتي بتستني يا ايمان ناكل مع بعض ايه الي جري؟إيمان مبتسمه: معلش ياحبيبي عشان بس تعبانه اليومين دول في الشغل حقك عليا ما بصدق أكل وأنامتنهد مصطفي وقال: طيب يا ايمان اعدي معايا علي الأقل.إبتسمت وجلست بجواره وبدأ مصطفي في تناول الطعام بينما كانت ايمان تتثائب بكسل غير مباليه بزوجها وغير مهتمه به، مما جعل مصطفي يحزن لإهمالها، فبعد قليل إنتهي من الطعام وقامت ايمان بجذب الصحون إلي المطبخ ومن ثم عادت سريعا لتلقي بجسدها علي الفراش، فتسطح مصطفي جوارها وجذبها من خصرها باشتياق ولكنها قالت سريعاً: معلش يا مصطفي أنا تعبانه وعايزه أنام.صر مصطفي علي أسنانه ومن ثم نهض جالسا ليقول بغضب: لا دي مبقتش عيشه أبدا أنتي جرالك ايه علي طول تعبانه علي طول مهمله فيا، أنتي مبقتيش ايمان مراتي الي بتحبنيزفرت ايمان بضيق لتقول بحنق: يا مصطفي بليز عاوزه أنام عندي شغل الصبح تصبح علي خير وبكره نتكلم.ومن ثم أولته ظهرها متجاهله اياه تماما، في حين ظل مصطفي ينظر إليها بحزن وغضب شديد فنهض متجها إلي الشرفه، ليستنشق ذلك الهواء الرباني لعله يريح ما في صدره...