إنشرح قلب محمد حين أومأت ميار برأسها تُعلن عن موافقتها، وما كان منه إلا أنه تحدث بتلقائية قائلاً بسعادة: طب نقرأ الفاتحة بقا رد والد ميار قائلاً بإبتسامة: نقرأ الفاتحه يلا رفع جميعهم أيديهم وشرعوا في قراءة الفاتحة والإبتسامة ترتسم على وجوههم، حتى، انتهوا وأطلقت أم ميار زغرودة عالية لتبث الفرحة في أرجاء المكان...
سمعت أم محمود ومحمود صوت الزغاريد المنبعث من الشقه فنهضت زينب قائله وهي تتجه إلي الخارج: ده أكيد قروا الفاتحه تعالي يا محمود أما نبارك نهض محمود متجهاً خلف والدته وهو يقول: طب يا ماما سبيهم دلوقتي ده موضوع عائلي زينب بعتاب: بس يا واد ده إحنا أكتر من عيله تعالي بس تعالي توجه محمود مع والدته إلي شقة جيرانهم وهو يضحك على عفوية والدته المتناهية.. فتحت أم ميار الباب وهي تقول: تعالي يا أم محمود يا حبيبتي.
دلفت زينب وهي تقول بفرحة: يا ألف نهار أبيض ألف مليون مبروك نهضت ميار لتعانقها قائلة: الله يبارك فيكي يا طنط بينما تحدث والد ميار قائلاً بإبتسامة: الله يبارك فيكي يا أم محمود بادلته زينب الإبتسامة وهي تقول: تسلم يا أبو ميار عقبال الليله الكبيره، ثم وجهت حديثها ل أم محمد قائله: مبروك يا حبيبتي عقبال ما تفرحي بعوضهُ.
نهضت الآخري تعانقها وتتبادل معها المباركات بينما نهض محمد متجهاً إلي صديقه محمود فيما قال محمود وهو يعانقهُ: ألف مبروك يا محمد ربنا يتمم بخير إبتسم له محمد وقال: الله يبارك فيك يا محمود عقبالك يا صاحبي.
سلام عليكم... قالها الشيخ سعيد بإبتسامه وهو يدلف من باب المنزل الذي كان مفتوح على مصرعيه بصحبة إبنته دعاء، ليتشاركا معهم في هذه اللحظات المبجهة السعيدة، بينما نهض والد ميار وصافحه وكذلك إتجهت دعاء إلي صديقتها تعانقها بشدة وهمست في آذنها بعتاب: يعني مقولتليش يا ميار كل ده يحصل بدون علمي إبتسمت ميار بإتساع وهي تقول: والله يا دعاء أنا معرفش أي حاجه أنا لحد دلوقتي مذهوله! دعاء بتساؤل: إزاي يعني؟
ميار بتنهيدة: هحكيلك بعدين أومأت دعاء رأسها وقالت بسعادة لسعادة صديقتها: ربنا يسعدك يا حبيبتي ميار بإبتسامة: عقبالك يا دودو.
بعد قليل من التهاني والمباركات، ترك الجميع محمد وميار على إنفراد ولكن يستطيعوا أن يروهم من على بعد عدة خطوات، ما ان جلست ميار قبالته قالت بتساؤل: ممكن أعرف إيه الي أنت عملته ده؟ تنهد محمد بعمق وقال: عملت ايه؟ مش ده الي أنتي عاوزاه ميار بغضب: يعني ده الي أنا عيزاه وأنت مش عايز كده؟ ضحك محمد قائلاً: لا طبعا عاوز ونص وفرحان جدا.
تنهدت ميار قائله: طيب ايه الكلام الي قولتهولي ده على الواتس ودلوقتي جاي تتقدم ممكن تفهمني ليه قولتلي كده؟ حك محمد صدغه بإبهامه، وقال: مش عارف بجد مش عارف ليه قولتلك كده يمكن لما فوقتيني عرفت أن بعمل حاجه حرام ومن الصدمه قولتلك أي دبش وخلاص لكن كل الفضل بعد ربنا لمحمود صاحبي الي فوقني وخلاني أجي أتقدم بدون تردد... ميار بدهشه ؛: محمود؟ طب ومحمود ايه دخله!
أخذ محمد نفساً عميقاً ثم زفره بهدوء وتابع قائلا: هحكيلك!
فلاش باگ بعد أن أنهي محمد كلامه على برنامج الواتس أب مع ميار نهض ليتوضئ ثم توجه إلي المسجد كي يقوم لتأدية صلاة العشاء، وبالفعل آقام الصلاة وبعد أن إنتهي جلس جوار صديقه محمود يسبح ويختم صلاته حتى، إنتهي أيضاً وشرد قليلاً ولم ينتبه إلا عندما قال محمود متساءلاً: مالك يا محمد في حاجه؟ أجابه محمود بشرود: ها محمود مكرراً بإستغراب: ها ايه، بقولك مالك يابني في ايه؟
لم يتردد لحظه محمد بأن يقص على محمود ما يكنه في قلبه وعلاقتهُ بميار، بالفعل قص عليه كل شئ حتى، آخر حوار بينهما، وما كان من محمود إلا العتاب، عاتبه بشدة حتى، جعل الندم يتملك منه فقال: معقول يا محمد أنت تكلم البنت من ورا أهلها ده الكل عارف إنك أخلاق متعملش كده أبدا زفر محمد بضيق وقال: يا محمود أنا بحبها وخايف تضيع من إيدي.
محمود بإنفعال خفيف ؛: ما تدخل من الباب يا اخي إيه الي مانعك، ما تتقدم لأبوها، أبوها الي بيصلي جنبك في نفس الصف وكتفه في كتفك يا محمد! كأن جملة محمود كانت خنجر طعن قلبه، يقف جوار آباها في الصلاة ثم يطعنه بعد ذلك!
تنهد محمود وقد ربت على كتف صديقه: بص يا محمود أنت تكلم أبوها على طول وتدخل من الباب وتقول بكل شجاعه أنا طالب إيد بنتك هي دي الرجوله وهو ده الي ربنا قال عليه غير كده آسف يعني يا محمد متبقاش رجوله، وأنا عارف ان صاحبي راجل وهيعمل كده صح؟ أغلق محمد عيناه بشده ثم أعاد فتحها سريعاً وقال: وظروفي يا محمد أنت عارف إن الحال يعني...
قاطعه محمود قائلاً بجدية: مالها ظروفك؟ ما أنا زي زيك وأدينا عايشين بناكل بالحلال والحلال ربنا بيبارك فيه ويرزق من يشاء بغير حساب انت توكل عليه وإتقدم وسيب الباقي على ربنا محمد بهدوء: يعني أنت رأيك كده يا محمود محمود بتأكيد: طبعاً يا محمد ربنا يكرمك إن شاء الله وهيباركلك طالما هترضيه وهتعمل الصح... باگ...
ميار بٱنبهار: يااااه قد ايه محمود ده جدع جدا إبتسم محمد قائلاً: جدا جدا عبست ميار بوجهها وقالت: يعني لولا محمود مكنتش جيت إتقدمت صح! تنهد محمد بنفاذ صبر وقال: يا ميار إفرحي بقا وبلاش نكد كفايه رفعت حاجبها وقالت: يعني أنا نكديه يا محمد؟ أومأ محمد برأسه قائلا: بالشكل ده آه إنما لما الضحكه تنور وشك بتبقي بقا... ميار مقاطعه بجديه: طب أسكت بقي متكملش رفع أحد حاجبيه وقال: ليه بس.
ميار بحماس: أصل دعاء قالتلي إن أي كلام كده ممنوع قبل كتب الكتاب محمد مازحاً: حيث كده بقي نكتب دلوقتي ضحكت ميار قائله: مجنووون غمز لها قائلاً: مجنون بيكي يا، ولا بلاش صبرني يارب...
بعد مرور إسبوع، قضت بسمة وقت ممتع مع أحمد بعد آن تخلصت من محمود وظنت آن الحياة وردي معه وآنها تحررت من ذلك المُعقد الذي لا علاقة له بالوسامه! خرجت معه إلي أماكن عدة حتى، آنها سمحت له في بعض الآحيان أن يقبل وجنتها بإسم الحب! وحتى، إنه أوهمها بآنه سيتقدم لخطبتها عن قريب، ولكن حين سآلته بعد أن نال مرادهُ و... بسمة بتساؤل: ها يا ميدو ناوي تيجي إمتي بقا؟ أشاح أحمد بوجهه بعيداً كأنها لم تتحدث...
فكررت بسمة بقلق خفي: أحمد أنا بكلمك! نظر لها قائلاً بتسلية: سوري مأخدتش بالي بتقولي ايه؟ إبتلعت ريقها وقالت: بقولك هتيجي إمتي تتقدملي قهقه أحمد عالياً كأنها قالت مزحه جعلته يقهقه بهذا الشكل بينما قالت بسمة بغضب: أنت بتضحك على ايه هو أنا قولت نكته؟ لوح أحمد بيده في الهواء ثم قال بلا مبالاه: ده أكيد، هو أنا مقولتلكيش؟ أصل أنا هخطب بنت محترمه كمان اسبوع كده.
صُدمت بسمة وكأنه طعنها بسكين حاد جعلها تنزف في الحال، شعرت بأن قواها خارت تماما وعجزت عن فعل أي شئ، بل الأسوء عندما سمعته وهو يقول: سوري يعني يا بسمه، ده أنتي ببلاش والي زيك كتير زي ما سمحتيلي أتجاوز حدودي معاكي هتسمحي لغيري وزي ما خنتي خطيبك معايا هتخونيني مع حد تاني حركت رأسها في صدمة جليه وقد ترقرقت الدموع في عينيها، فتفوهت بضعف ونبرة نادمه: ي يعني كنت بتضحك عليا وبتعشمني!
نهض وهي يرمقها بنظراتٍ كافية لتزيد من إحساس الرخص بداخلها! ثم قال بجراءه: كنت بتسلي مش أكتر سلام، سلام يا يا محترمه...!