logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:33 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والثلاثون

تنفس الصباح وأشرقت شمس يوم جديد، ظل أمير جالسًا إلي جوارها طوال الليل فلقد قام برعايتها حتى إنخفضت حرارتها وقد إطمئن قليلًا عليها، نهض ثم دلف إلي المرحاض وإغتسل ومن ثم أبدل ملابسه وخرج من الغرفة، تقابل مع عمته في الرواق، فقالت بإبتسامة: صباح الخير يا أمير
رد عليها بهدوء: صباح النور
فقالت متسائلة: هي أروى فين أنا دورت عليها في البيت كله وملقتهاش، راحت فين؟

أجابها متنهدًا بثبات: نايمة جوة في الأوضة، كانت تعبانه وعندها سخونية، الحرارة نزلت شوية بس هي شكلها تعبان، أنا عندي شغل كتير النهارده، ياريت تتصلي بالدكتور يجي يشوفها يكون أحسن وأنا هبقي أتواصل معاكي بالتلفون!
أومأت نجاة برأسها وقالت مبتسمة: حاضر، متقلقش عليها دي في عنيا، وبعدين لو تاخدها في حضنك كده وتطبطب عليها هتخف وتبقي زي الفل صدقني.

تنهد بعمق قبل أن يردف بجدية وهو ينظر إلي ساعة معصمه: أنا ماشي يا عمتي عن إذنك..
فقالت سريعًا: طب مش هتفطر؟
حرك رأسه نافيًا وهو يتجه نحو الدرج: لأ، يلا سلام، ثم هبط الدرج ليخرج ويستقل سيارته مُنطلقًا بها..

شرد بذهنه وهو يتذكرها أمس عندما كانت تتفوه بإسمه وهو يفعل لها الكمادات، لقد إشتاق لإسمه وهو يُنطق من بين شفتيها، وخاصةً عندما تُناديه أميري، لاحت إبتسامة حزينة على شفتيه كلما تذكرها وأكمل سيره بهدوء.

دلفت نجاة إلي الغرفة لتجدها لا تزال نائمة في ملكوت آخر، إبتسمت وقررت تتركها تنعم بالراحة فهي تعلم حجم معاناتها في الأيام السابقة، إقتربت منها بحذر وأخذت صحن المياه الذي به الكمادات، ثم خرجت من الغرفة بحذر وأغلقت الباب براحة شديدة حتى لا تفيقها..

ذهب أمير بعد مرور ساعة إلي شركتهُ، دلف إلي مكتبه ثم جلس على كرسيه، ليقول بجدية: خير يا طارق؟
رد طارق الواقف أمامه بثبات: عرفت إن سامي بيتردد على شركة مأمون كتير بس لحد دلوقتي معرفتش إيه السبب!
عقد أمير ما بين حاجباه وتابع مردفًا بإستغراب: بيعمل إيه مع أمجد، غريبة جدا
طارق بهدوء: يمكن في شغل بينهم ولا حاجة
أمير بنفي: لأ، أمجد مبيشتغلش مع سامي إطلاقا، قولي إيه أخبار التسجيل سمعت حاجة جديدة..؟

حرك طارق رأسه بنفي وأردف قائلًا: لأ، مش بسمع غير حاجات تقرف بينه وبين السكرتيرة بتاعته..
أمير وقد تجهمت ملامح وجهه: إنسان قذر، طيب روح إنت يا طارق على شغلك وبلغني بالجديد أول بأول..
أومأ طارق برأسه وخرج من مكتبه، ليصطدم بزياد الذي قال مرحا: بس قدامك يا كوتش..
ضحك طارق وسار إلي مكتبه ليدلف زياد إلي المكتب قائلًا بمرح: صباح الي بتغني.

إبتسم له أمير وتابع بهدوء: أهلا يا زياد خطوة عزيزة، مش عوايدك يعني تيجلي الشركة؟
زياد وقد إرتفع أحد حاجبيه: أمشي يعني ولا أعمل إيه ناو
أمير ضاحكا: ناو، أنت كمان هتعمل زي العيال الفرافير وتقولي ناو
ضحك زياد قائلًا: اهااا ما أنت بتضحك وحلو أهو يا عم أومال معيشنا في حالة رعب ليه بس
أمير بجدية وهو يرفع سماعة الهاتف: تشرب إيه
أردف زياد بغمزة: قهوة مظبوط.

قال أمير بنبرة جادة: إتنين قهوة يا طارق من فضلك، ثم أغلق الخط، ليقول مُتساءلا: طبعا الي جابك هنا أمر خطير ومستعجل كمان، خير بقي؟
تابع زياد بجدية: إيه أخبارك مع مراتك؟ مش ناوي تستهدي بالله ولا إيه؟
تنهد أمير وأردف بهدوء: أنت جاي عشان كده؟
أومأ زياد برأسه وتابع: بصراحة آه، لأننا شبعنا نكد بسببك كفاية بقي إرحم نفسك وإرحم مراتك معاك، إحنا بشر ولازم نسامح بعض كفاية بقي وإبدؤا صفحة جديدة مع بعض!

ضحك أمير بخفوت وراح يستند بمرفقيه على سطح المكتب ليتابع بحزمٍ هادئ:.

- هو أنا ليه حاسس أنكم شايفين الموضوع عادي ومحدش حاسس أبدا بالجرح الي بينزف ده، ليه محدش بيقدر إني إتخدعت من أقرب إنسانة ليا، يا زياد أنا محبتش حد قد ما حبيت أروى فجأة دخلت حياتي بدون مقدمات وبقت الحاجة الحلوة الي في حياتي كنت بخلص شغل وأجري على البيت عشان أشوفها وتهون عليا تعب الشغل حسيت بالدفئ وجو العيلة الي إفتقدته وفجأة كده برضو بدون مقدمات إتصدم فيها قولي انت لو مكاني هتعمل ايه.

رد زياد: كلنا مقدرين حاجة زي كده طبعا، بس أنت برضو خدت حقك ومسكتش ووجعتها زي ما وجعتك تبقوا خالصين، ربنا بيسامح وانت لازم تسامح برضو لأن انت لو مبتحبهاش كان زمانك طلقتها ومهمكش الي في بطنها ولا أنت برضو عندك شك أنه مش منك؟
أغمض عينيه وهو يفرك جبهته بحيرة، ليتابع زياد مواصلًا:.

على فكرة أنت لو عندك ذرة شك أنه مش منك صدقني ما كنت خليتها على ذمتك لحظة واحدة!، بص أنا مش بدافع عنها هي غلطانة محدش يقدر يقول غير كده بس كلنا بنغلط والأحسن كمان بقي إنها ندمانة على غلطها ده ومتمسكة بيك، فياريت تديها فرصة وتدي لنفسك فرصة برضو
ظل أمير صامتا وهو يستمع إليه، فقال زياد مكملًا: على العموم القرار ليك فكر مع نفسك وأنا متأكد إنك هتسامح عشان أنت بتحبها.

أومأ أمير برأسه فتابع زياد بمزاح: يلا خليني اشرب القهوة وأتكل أشوف أكل عيشي يخربيت معرفتك..
ضحك أمير أخيرًا على مزاحه، ثم دلف طارق حاملًا القهوة ليضعها أمامهما ويخرج، ثم تناولاها معا وسط مزاح زياد المتواصل..

تململت أروى في الفراش وهي تفتح عينيها ببطئ، نظرت حولها بصدمة ونهضت بتثاقل، متي آتت إلي هنا وكيف؟
إتسعت عينيها وهي تقول بخفوت: معقولة أمير الي جابني هنا؟
تفاجئت بنجاة تدلف بعد أن فتحت الباب وهي تقول بإبتسامة: صباح الخير يا أروى، أنا سيبتك تنامي براحتك ومحبتش أزعجك
قالت أروى بإرهاق: هو أنا ايه الي جبني هنا؟
ضحكت نجاة وقالت بمرح: أمير يا ستي الي جابك هنا
أروى بصدمة: معقولة؟

نجاة بتأكيد: اه والله، أنتي كنتي تعبانة وهو سهر جنبك طول الليل وعملك كمادات وقالي كمان أخلي بالي منك ايه رأيك بقي
إبتسمت أروى وأردفت بعدم تصديق: يعني هو سامحني خلاص!
ضحك نجاة بمرح: إن شاء الله هيسامحك بس المهم تفطري دلوقتي عشان إتصلت بالدكتور وهيجي يشوفك آخر النهار..
تنهد أروى وقالت: ملوش لزوم أنا كويسه
نجاة بتصميم: مينفعش أنتي حامل ولازم نطمن عليكي.

دلفت سحر بعد ذلك وهي تحمل صينيه بها وجبة الإفطار، لتضعها أمام أروى على الفراش وتبتسم لها قائلة: بالهنا والشفا مقدما يا حبيبتي
ردت عليها أروى بإمتنان: شكرا يا دادة ربنا يخليكي
خرجت سحر من الغرفة، لتقول نجاة بجدية: يلا كُلي يا حبيبتي ده أنتي وشك بقي أد اللمونه
ضحكت أروى وقالت بخفوت: لمونة
أومأت نجاة بمرح: اه والله، يلا ربنا يعدي الأزمة دي على خير ويهدي الحال يارب.

أروى بحزن: يارب، تفتكري ممكن نرجع أنا وأمير زي الأول ويرجع يحبني من أول وجديد
نجاة بإبتسامة: الي بيحب عمره ما يكره يزعل آه إنما يكره لأ وأنا متأكدة أنكوا هترجعوا زي الأول وأحسن كمان ما هو أنا مش هسافر ولا هسيبك إلا لما تبقوا سمن على عسل
إبتسمت أروى بإتساع وتابعت بهدوء: يا بخت ماهيتاب وزياد بيكي يا طنط، كان نفسي يكون عندي أم حلوة وحنينة زيك، بس الحمدلله على كل حال..

ردت عليها بنبرة حانية: إعتبريني والدتك عادي خالص
أومأت أروى رأسها بسعادة لتقول نجاة بحنو: يلا يا حبيبتي سمي وكلي
بالفعل بدأت أروى في تناول طعامها وظلت تدعي في سرها بأن يعفو أمير وتعود حياتهما كما كانت..

وضع أمير هاتفه على آذنه ليسمع ما يدور في مكتب سامي، حيث إستمع إلي السكرتيرة وهي تقول هادئة: أمجد بيه برة
فقال سامي: دخليه بسرعة!
خرجت السكرتيرة، ليدلف أمجد ثم صافحه برسمية، وجلس قبالته، ليقول سامي مبتسمًا: شرفتني يا أمجد باشا، ياتري ايه رأيك في الي قولتهولك؟
أمجد بهدوء: موافق! هكلم أمير وهعرفه أن في طرف تالت هيدخل شريك في الصفقه، بس لو لعبت بديلك معايا يا سامي هتبقي حفرت قبرك بإيدك!

سامي بنفي: أكيد لأ بس أنت كمان متلعبش بديلك معايا، ولازم أقتنع إنك معايا مش مع أمير!، أنا عارف أنه صاحبك الروح بالروح.

ضحك أمجد وقال متهكمًا: لأ الصداقة حاجة والشغل حاجة يا عزيزي وصفقة زي دي متتعوضش وطالما الشركة رفضت تشتغل معاك فأكيد مش هيرفضوا يشتغلوا معايا خصوصا إني هحط أكتر من الي هيدفعه أمير والشركة طبعا هيهمها المكسب والزيادة، المهم أنت تجيب الفلوس كلها وملكش دعوة بالباقي أنا بعد ما أقوله أن في طرف تالت هعرف أنطره كويس!
سامي بمكر: تمااام وده هيبقي مقلب معتبر لأمير.

أمجد بحدة: لو أمير عرف إتفقانا بالموضوع صدقني هنسفك يا سامي!
أومأ سامي برأسه وقال بجدية: عيب عليك طبعا مش هيعرف، ثم تابع ضاحكا: تشرب إيه بقي؟
أردف أمجد بجدية: قهوة يكون كويس..
بينما صُدم أمير وهو يستمع إلي حديثهما عبر هاتفه، لتتسع عينيه بغضب وهو يقول بعدم تصديق: حتى أنت يا أمجد!

في فيلا الأمير..
خرج الطبيب من غرفة النوم بصحبة السيدة نجاة، ثم أردف بجدية: نزلة برد بس، هي كويسة الحمدلله
تنهدت نجاة بإرتياح وقالت: الحمدلله، شكرا يا دكتور
ثم سارت معه حيث هبط الدرج بعد أن أعطاها ورقة مدون بها الأدوية التي ستحتاجها..
دلفت بعد ذلك إلي الغرفة لتقول بإبتسامة: هخلي عم سعيد يجبلك الدوا وأعملك حاجة تاكليها بقي يا رورو ماشي؟
أروى بإمتنان: شكرا يا طنط بس مش عاوزة أتعبك.

نجاة بحدة: مفيش تعب ولا حاجة وبعدين ايه طنط دي، مش إتفقنا تقوليلي عمتو أو ماما
إبتسمت أروى وقالت بخفوت: ماشي يا عمتو..
نجاة بمرح: أيوة كده، إرتاحي بقي وأنا هجيلك كمان شوية..
بالفعل خرجت نجاة من الغرفة وهبطت الدرج لتتفاجئ بدارين التي أقبلت عليها معانقة إياها بإشتياق، فقالت نجاة بدهشه: إيه المفاجأة الحلوة دي يا دودو
أردفت دارين بمرح: جيت أطمن على أروى وعليكي يا ماما.

إستكملت نجاة بتساؤل: أومال ماهيتاب مجاتش معاكي ليه؟
مطت دارين شفتيها وقالت متنهدة: قاعدة على طول على اللاب بتاعها ومش بتقوم غير تاكل أو تشرب حتى مش بتذاكر أساسا
نجاة بنبرة جادة: طيب لما أشوفها ماشي يا ماهيتاب..
تابعت دارين: هي فين أروى
قالت نجاة هادئة: فوق في أوضتها إطلعي إقعدي معاها
أومأت دارين برأسها وصعدت درجات السلم حتى وصلت إلي الغرفة وطرقت الباب بخفة، حتى آتاها صوت أروى التي قالت: إدخل..

دلفت دارين وهي تبتسم ثم أردفت: سلام عليكم
بادلتها أروى الإبتسامة وهي تقول: وعليكم السلام
قالت دارين مستفسرة: طمنيني عليكي اخبارك ايه دلوقتي؟
أجابتها بخفوت: الحمدلله بخير
جلست دارين إلي جوارها وقالت بحذر: الحمدلله كمان أثار الضرب راحت..
عبست أروى بوجهها وهي تتنهد بحزن دفين، بينما قالت دارين: آسفة مكنش قصدي أضايقك والله
أروى وهي تهز رأسها بعلامة النفي: لأ مش ضايقتيني ولا حاجة عادي يا حبيبتي.

إبتسمت دارين مجددا وتابعت: أنتي طيبه أوي يا رورو
قالت أروى بإبتسامة حزينة: رورو، ياه محدش كان بيقولي كده غير أمير كنت بحب أسمعها منه
دارين بمرح: بكرة تتصالحوا ويرجع يقولهالك تاني، ثم تابعت بتساؤل حذر: أنتي بتحبيه أوي كده..؟
أومأت أروى برأسها وقالت بتأكيد: بحبه أكتر من نفسي، ونفسي يسامحني ويرجع يحبني تاني
أردفت دارين مُكملة بإستفسار: حتى بعد الي حصل بتحبيه بنفس المقدار؟

أومأت أروى مُجددا: أيوة عشان أنا الي غلطانة وخوفي وكذبي هو الي وصله يعمل كده، يمكن لو إتصرف معايا بالطريقة دي في أي شئ تاني كنت زعلت ومشيت وسبته لكن أنا مش قادرة أزعل منه أنا زعلانة عليه وزعلانة من نفسي وخايفة أخسره.

تنهدت دارين قبل أن تردف بإبتسامة: شئ جميل إن الإنسان يعترف بخطأه وعشان كده أكيد ربنا هيسامحك وهيصلح ما بينكم المهم تكوني إتعلمتي فعلا من الخطأ ده مش عيب إننا نغلط لإننا بشر، العيب إننا منتعلمش ونكرره تاني
أروى بنفي: عمري! عمري ما هكرر الغلط ده تاني أبدا الكذب دمرلي حياتي، بس ربنا يعلم مكنتش نيتي وحشة
أمسكت دارين كف يدها وقالت بهدوء: قوليلي يا أروى إنتي بتصلي ولا لأ؟
حملقت أروى بها، ثم قالت بخفوت: لأ.

-ليه..؟ قالتها بتساؤل
لتصمت أروى فلم تجد ما تقوله لها..
إستكملت دارين: معندكيش إجابة وده شئ طبيعي، لأن مفيش سبب يمنعك عن الصلاة غير الكسل والفتور، ونفسك ضعيفة.

رمشت أروى بعينيها وقد شعرت بالخزي، فأضافت دارين مبتسمة: متزعليش مني أنا بس عاوزة أفهمك كام حاجة بسيطة يمكن تنفعك وتفيدك، يا أروى البعد عن ربنا بيعمل مشاكل كتير وحياتك بتكون متأزمة دايما تفضلي في مشاكل متواصلة، ذكر الله مهم جدا في حياتنا وخاصة الصلاه لأنها عماد الدين وعيب أوي لما أكون مسلمة ومبصليش طب أنا كده مسلمة بالأسم بس؟

طأطأت أروى رأسها وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما بخجل، فتابعت دارين حديثها: أنتي معاكي عذرك في أي حاجة إلا الصلاة لأن الصلاة ملهاش أعذار نهائي، حتى لو بنموت نصلي برموش عنينا، عارفة يا أروى لما الآذان يأذن ده معناه إيه..؟
رفعت أروى رأسها وقالت بإستفهام: ايه..

واصلت دارين بهدوء: معناه إن ربنا بيندهلك بيقولك تعالي وآقفي بين إيديا، شوفي بقي أكتر حد بتحبيه وليكن أمير مثلا لو ندهلك وقالك تعالي هتعملي ايه؟، طبعا هتجري تكلميه، طب ربنا بقي الي نعمه لا تعد ولا تحصى بيندهلك وأنتي بكل بساطة كده مبترديش، ينفع؟

ظلت أروى صامته مُنصته إليها لتتابع دارين بنفس الهدوء: أنتي دلوقتي في مشاكل بس مفكرتيش مرة تلجأي لربنا وتسلمي ليه أمورك كلها أو تواظبي مثلا على الإستغفار الذكر ده مفتاح السعادة لأن كلنا طبعا عندنا ذنوب كفيلة تخلي حياتنا متأزمة كده فلما نيجي إحنا نستغفر، نصلي، ندعي ربنا يستجيب واحدة واحدة نلاقي الحياة بتحلو وتهدي، ومش معني إن ربنا مستجابش الدعاء دلوقتي نقول كده ربنا مش بيقبل مننا لأ غلط ربنا بيقبل بس في الوقت الي هو شايفه مناسب ليكي ربنا أدري بينا مننا ويمكن ربنا عاوز يسمعك ديما تقولي يارب ربنا بيحب العبد اللحوح في الدعاء..

إبتسمت أروى وأردفت بصوتٍ مُنخفض:
أنا كنت بحاول أصلي كتير لكن كنت بقطع مرة واحدة وأبطل صلاة ومعرفش أرجع تاني
قالت دارين بتوضيح. : لأن لازم تكوني قوية وعندك عزيمة وتجاهدي نفسك لازم تجاهدي نفسك الضعيفة دي وتصري هتحسي الإحساس ده في أول إسبوع من الصلاة هتستمري كمان إسبوع إسبوعين هتلاقي نفسك إتعودتي على كده ومبقتيش قادرة تستغني عنها تاني كل الحكاية صبر وعزيمة..!

أروى بخفوت: يعني كل الي أنا فيه ده بسبب إني مبصليش
دارين بتأكيد: جزء كبير من الي أنتي فيه ويمكن كمان ذنوب متراكمة، ، تابعت دارين ضاحكة: زي مثلا خليتي أمير يتعدى حدوده معاكي قبل الجواز ولا حاجة!
أروى بإندهاش: إزاي؟
دارين بحذر: يعني مثلا حضنك، سوري يعني قبلك مسك ايدك كده يعني
أروى وقد إرتفعا حاجبيها: هو مسك إيدي بس لكن والله مش باسني أبدا قبل الجواز.

قهقهت دارين قائلة من بين ضحكاتها: مصدقاكي والله، بس برضو مسكة الإيد حرام، كلمة بحبك والمغازلة حرام شرعا يا أروى كل دي حاجات بيعملوها المخطوبين وبعدين لما يتحوزا يفضلوا يدورا منين بتيجي المشاكل ميعرفوش إن كل ده ذنوب متراكمة عليهم، محدش بيصبر لما يكتبوا الكتاب
تنهدت أروى بعمق وقالت: ياه الظاهر أن في حاجات كتير في ديني أنا معرفهاش.

دارين بتفهم: أنا عذراكي جدا على فكرة وكمان فخورة بيكي إنك رغم كل حاجة شوفتيها لسه صامدة وحافظتي على نفسك..
إبتسمت أروى قائلة: الحمدلله، تعرفي سهيلة أختي كمان كويسة أوي وأنا بتمني إنها تلاقي حد. يعوضها خير
دارين بتأمين: يارب، ربنا كبير وأكيد. هيساعدها، ثم تابعت بجدية: توعديني تصلي وتلجأي لربنا يا أروى؟
أومأت أروى برأسها وتابعت: أوعدك.

توقفت سيارة أمجد مأمون أمام شركة الأمير، وراح يترجل أمجد منها داخلًا الشركة بثبات، ما إن صعد حتى توجه إلي مكتب أمير فدلف طارق أولا وأبلغه بمجيئه ليدلف أمجد بعد ذلك إلي المكتب وهو يقول مازحًا: أهلا بالناس الي ناسيانا ولا بتسأل..
إبتسم أمير بمجاملة وقال بجمود: أهلا يا أمجد
جلس أمجد قبالته ثم قال بإستغراب: إيه المُقابلة الناشفة دي..؟
قال أمير محاولا ضبط أعصابه: إيه الي جابك يا أمجد؟

أمجد وقد إحتدت قسمات وجهه: ده سؤال يتسئل يعني!، جايلك في شغل عشان...
قاطعه أمير بغضب: أهااا، جايلي عشان تقولي على الطرف التالت الي هيدخل شريك معانا في الصفقة صح؟
أومأ أمجد وقال مندهشا: أيوة مالك في ايه يا أمير؟!
هب أمير واقفا ثم قال بصرامة: إطلع برة يا أمجد، أنا مكنتش متخيل إنك أنت بالذات تعمل كده تتفق مع سامي وجاي دلوقتي تضحك عليا أنا؟!؟

زمجر أمجد وقد نهض هو الآخر قائلًا بضجر: ما هو أنت لو تصبر كان زماني قولتلك كل حاجة رغم إني معرفش أنت عرفت منين أصلا إن إتفقت مع سامي..! أنا جاي أقولك سامي قالي ايه وانا ناوي أعمل إيه، بس خلاص أنا ماشي يا أمير بقي على آخر الزمن بتطردني أنا من شركتك؟!
مسح أمير على وجهه بكف يده ثم قال بضيق: آسف يا أمجد أنا...
قاطعه أمجد بحدة: بلا أنا بلا كلام فاضي أنا ماشي يا عم.

أسرع أمير إليه وقال بجدية: خلاص بقي يا أمجد متحبكهاش، معلش أنا عندي مشاكل كتير اليومين دول وأنا فهمتك غلط متزعلش مني
تنهد أمجد وقال بعتاب: ماهو مش معقول هخونك يعني المفروض إنك عارف إني بكره سامي ده اد ايه أنت ناسي هو خسرني كام قبل كده! أنا عاوز أديله الضربة القاضية مش أتفق معاه عليك يا، صاحبي!
أمير بنفاذ صبر: طب إقعد
جلس أمجد أخيرًا ليقول بتساؤل: أفهم بقي عرفت منين؟

أمير بجدية: في جهاز تسجيل عند سامي في المكتب وسمعت كلامكم كله
أمجد بإندهاش: يا إبن اللذين، ده أنت فظيع
ضحك أمير وقال: أعمل إيه ما هو الي مش سايبني في حالي..!
أمجد ضاحكا: لا برافو، عمتا هو نهايته قربت وهاخد حقي وأجبلك حقك يا صاحبي..!

بعد مرور وقت طويل حيث عم ظلام الليل، إطمئنت أروى على شقيقتها سهيلة عبر هاتفها وسٙعدت حينما علمٙت بتوبتها، ودعت الله أن يجعل لها المخرج عن قريب..
أنهت مكالمتها مع شقيقتها ثم أخذت تشاهد ألبوم الصور الخاص بليلة زفافها، إبتسمت بإتساع حينما وجدت صورة وهو يحتضنها ويقبلها من وجنتها مغمضا عينيه كم كانت سعيدة حينها وكم آذاقها هو الحب وغمرها بحنانه!

أغلقت الألبوم وقررت أن تغتسل قبل أن يأتي أمير وتخرج من الغرفة قبل أن يأتي ويعنفها كعادته الأخيرة معها.

في شركة الأمير..
إنصرف أمجد بعد وقت طويل من الحديث مع أمير قد إتفقا على أشياء كثيرة..
ثم دلفت إحدي موظفات شركته بخطوات متمهلة إلي مكتبه وتعمدت أن تترك الباب مفتوح، إلي أن وقفت قبالته، لتقول بخفوت:
- ممكن حضرتك توقعلي هنا
أخذ أمير منها الملف وقام بتوقيعه على الأوراق، ثم مد يده لها قائلًا بجدية: إتفضلي..

إبتسمت له وإلتفتت، وما أن سارت خطواتين حتى تعمدت أن تتعثر قدميها في طرف السجادة السميكة وتسقط متأوهه بصوتٍ عالِ، فنهض أمير قائلًا بجدية: خدي بالك..
قالت هي بدموع خادعة: سوري، بس مش قادرة أدوس على رجلي خالص
مد يده لها على مضض وهو يتأفف بضيق، فمسكت هي يده ونهضت ليتفاجئ بها تترنح وتتصنع السقوط مجددًا فأسندها بيده وهو يقول بضجر: أوف، ما تاخدي بالك بقي!

لم يعرف هو أن طرفا أخر أخذ له صوره من الخارج بواسطة الهاتف المحمول في لمح البصر، لتنتصب الفتاة في وقفتها بعد ذلك قائلة بتوتر: سوري يا مستر أمير، أنا بس دوخت فجأة كده، أنا بجد آسفة..
عاد أمير يجلس على مقعده ليقول بحدة: روحي على شغلك!

أومأت له وخرجت من المكتب ليغلق عينيه وهو يرفع رأسه عاليًا ليتذكر نفس الموقف مع أروى عندما سقطت وإنجرحت يدها، فظهر شبح الإبتسامة على وجهه تلقائيًا وهو يتذكر كيف كانت رقيقة مشاكسة، ليعود إلي واقعه وهو يتنهد بمرارة ثم نهض وأخذ متعلقاته وخرج من المكتب وهو يرتدي سترته ليمر على مكتب طارق في طريقه فقال بجدية: أنا ماشي يا طارق روح إنت كمان وبكرة نكمل..
أومأ طارق برأسه قائلًا: تمام.

فإنصرف أمير وذهب نحو المصعد بإرهاق فإنه كان يوما شاقا ومُجهد جدا..

وصل بعد ما يُقارب الساعة ليصف سيارته ويترجل منها، ثم دلف إلي الداخل ليجد المكان ساكن هادئ..
صعد درجات السلم بهدوء إلي أن وصل إلي غرفته، فتح ودلف ليجدها خالية فظن أنه سيجد أروى متسطحه على الفراش كما تركها..
تنهد بقوة وخلع سُترته وألقاها على الفراش..
ليتفاجئ بباب الحمام الملحق بغرفته يُفتح ثم تخرج أروى وهي تلف نفسها بمنشفة كبيرة وشعرها الطويل منسدلا خلف ظهرها تتساقط منه قطرات المياه..

صُدمت أروى وقد إتسعت عينيها بهلع وكذلك أمير الذي إبتلع ريقه مُحاولا السيطرة على نفسه..!
أغلقت أروى عينيها لثوانِ وأعادت فتحها ثم قالت بتوتر شديد وخوف أشد: أن أن أنا آسفه ك كنت ه هخرج دلوقتي..
إقترب منها بلا وعيٍ منه، ، حاوط خصرها بذراعه وجذبها لترتطم بصدره، فإرتجف جسدها وأغلقت عينيها برعب ممزوج بالخجل..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يقبلها بإشتياق فحقا إشتاق لها وبشدة..

إبتعد عنها فجأة ولقد إنتشل نفسه من سحرها الذي أخذه لعالم آخر..
إبتعد ليقف أمام المرآه وصدره يعلو ويهبط بعنف، ، تركها وكأنها تخدرت وظنت أنه سامحها، فإقتربت ليوقفها بصوته الصارم: إبعدي عني!
تسمرت مكانها بصدمة، ليهتف هو بجمود وهو يلتفت لها: إلبسي هدومك وأخرجي من هنا!
إندفعت نحوه مرة واحدة ثم عانقته بقوه: كفاية، كفاية عشان خاطري أنا تعبت ومش قادرة على خصامك سامحني و...

أبعدها عنه بهدوء، ثم خرج من الغرفة مجددًا رافضا الضعف أمامها مرة أخري..





الساعة الآن 07:05 PM