رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والعشرون
أغلق أمير باب السيارة بعنف بعد أن أدخل أروى، ثم إلتفت ليستقل بجانبها و هو يقول بحدة: - عاجبك الي حصل ده؟. بكت من إسلوبه العنيف وغضبه ذاك، ثم دفنت وجهها بين راحتي كفيها دون أن تجيب عليه! زفر هو بحدة وضرب المحرك بيده ثم مسح على رأسه بعصبية..! رفعت أروى رأسها لتقول من بين بكاؤها: روحني من فضلك بقي، مشيني من هنا، أنا مش عارفه أنت بتزعقلي ليه أصلا!
زمجر أمير ثم هتف: يعني غلطانة ومش عاجبك كمان!، هو أنا يعني بقولك متخرجيش بره الشركة ليه؟ الحق عليا إني خايف عليكي أصلا نظرت له عقب أن أنهي جملته، ثم إبتسمت بتلقائية وهي تمسح دموعها ببراءة.. تنهد أمير بغيظ قبل أن يردف عابسا: - بتضحكي ليه دلوقتي؟ أشاحت وجهها المبتسم بعيدا حيث نظرت من النافذة قبل أن تردف بخفوت: مش بضحك!
صمت أمير وهو يريد تعنيفها مرة أخري!، لكنه تماسك إلي آن جاءت سيارة الإسعاف وحملوا ماجد ثم إنطلقوا به إلي المستشفي بينما أدار أمير محرك القيادة وإنطلق هو الآخر بسيارته.. سألته أروى بحذر: هو أنت هتروح وراه المستشفي؟ أومأ لها برأسه ثم قال بجدية: أيوة، بس الأول هنروح أنا وأنتي مشوار.. قطبت ما بين حاجباها في فضول وتابعت: مشوار ايه ده، وفين؟ أجابها بجمود: دلوقتي تعرفي، بطلي رغي بقي!
ردت عليه بتذمر: أوعي تكون هتقتلني وتخلص مني! ضحك رغما عنه بخفوت، ثم قال وهو يتابع الطريق: مجنونة أنتي يا أروى..! إبتسمت بسعادة وراحت تنظر من النافذة وهي تتنفس بعمق..!
وصلا بعد قليل إلي ڤيلا كبيرة في منطقة من أرقي ضواحي مدينة الأسكندرية.. أسرع سعيد ذاك الرجل كبير العمر بملامح مصرية بحتة.. أطلق ترحيبا وهو يقول بصوتٍ عالِ: أهلا وسهلا يا أمير بيه، ثم قام بفتح البوابة الحديدية، ليدلف أمير بالسيارة ويقف قليلاً قائلا بإبتسامة: إزيك يا عم سعيد أردف سعيد مبادلا إياه الإبتسامة: الحمدلله يا بيه..
ترجلا الاثنين من السيارة، بينما إتجهت أروى إلي أمير وقالت بتعجب وإستغراب: ايه ده، احنا فين؟ إبتسم قائلاً بصوتٍ أجش: تعالي معايا! دلفا سويا إلي الداخل يتبعهما سعيد الذي فتح الباب الخشبي الكبير بالمفتاح الخاص به.. ما إن دلفت أروى حتى إنبهرت من ذاك المنظر والأثاث الراقي الفخم الموجود داخل هذه الفيلا، ظلت تتلفت يميناً ويساراً بإندهاش إلي أن قال أمير بجدية: أخبار الڤيلا إيه يا عم سعيد.
سعيد مجيبا بهدوء: كله تمام وعامل النظافة بيجي على طول ينضف ويعمل اللازم وأنا كل يوم زي ما حضرتك شايف بحرسها.. إبتسم أمير قائلاً: تمام.. ليستكمل سعيد: تؤمرني بحاجة رد أمير بإيجاز: الأمر لله، شكرا يا عم سعيد إتفضل إنت.. خرج سعيد ف أغلق أمير الباب وإتجه إلي أروى يتأملها بعينيه المُشعتين، مازالت تتأمل المكان بإعجاب واضح في نظراتها، إلي أن آفاقت على صوته الهامس: إيه رأيك؟
نظرت له قائلة بتلقائية: جميلة أوي، هي دي بتاعتك أنت..؟ أومأ لها برأسه ثم تابع مبتسماً: اها، دي بتاعة بابا الله يرحمه المفروض اني أعيش فيها بس أنا أخدت شقة على قدي وتكون كمان قريبة من الشركة، ولما بتيجي عمتي بنعيش فيها لحد ما تسافر تاني.. تنهدت طويلا بعمق وهي تقول بإعجاب: شكلها حلو وذوقها جميل أوي.. إقترب منها وهو يقول غامزاً: دي الڤيلا الي هنتجوز فيها يا أروى..
إرتبكت بشدة قبل أن تقول بتلعثم: ن نت نتجوز ضحك قائلاً: اها، أومال يعني هحبك كده من غير جواز؟ توردت وجنتيها بشدة عقب كلماته التي جعلت قلبها ينتفض نفضا.. ف إقترب منها أكثر وهو يقول بمرح: طب تعالي أفرجك على باقي الڤيلا بقي.
سارت معه وهي تضع يدها على صدرها الذي أخذ يعلو ويهبط سريعاً، شعور من نوع آخر جديد عليها تماما، سعادة وحب وفرح، أقسمت في نفسها أن لا تتخلي عن ذاك الأمير مهما حدث ستظل تتمسك به بكُل ما لديها من قوة حتى حين يعلم كذبتها، هكذا وعدت نفسها وأقسمت!
شعرت سهيلة وكأن خنجر إنغرز في قلبها، إنها تنزف دون أن يشُعر بها أحدا، ظلت تتساءل بنحيب، لماذا لم يتركوني أهرب من تلك المعاناه! مسحت دموعها العالقة على وجنتيها وهي تشعر بالضياع والتحطم، أنها مُجبرة الآن على العودة مرة ثانية، وإلا ستنتهي هي وشقيقتها! ف قررت البقاء حتى تأتي وتسرد عليها ما حدث!
- ها عجبتك الأوض والجنينة؟ أردف أمير بهذه الجملة وهو يتطلع إلي أروى التي قالت بسعادة: عجبتني أوي أوي إبتسم بإتساع ثم قال مازحاً: ايه رأيك نِبات هنا النهاردة شهقت بخفوت وهي تقول بخجل: ايه الي أنت بتقوله ده ضحك عالياً ثم قال من بين ضحكاته: بهزر يا رورو، متبقيش حمقية كده ضحكت هي الأخري ثم قالت هادئة: بس أنا إرتحت أوي للڤيلا دي بجد، حاسة براحة نفسية غريبة أول مرة أحس بيها.
أردف بجدية: خلاص خليكي هنا على ما أروح أشوف الزفت ماجد ده ايه حكايته وأجيلك وبعدين أروحك، طالما مرتاحة هنا... صمتت قليلاً، ثم إبتسمت بحماس وكأنها تذكرت شيئاً ما، ثم قالت بإيجاب: موافقة! أردف أمير بعدم تصديق: بجد؟ أومأت رأسها بإبتسامة، فإبتسم لها وقال: تمام، هقضي المشوار وأجيلك تكوني أنتي بقي شبعتي من الڤيلا براحتك، أنهي جملته بغمزة من عينه، ثم إتجه إلي الباب فركضت خلفه تقول بمرح: هو في أكل هنا؟
رفع حاجباه ثم قال بتساؤل: أنتي جعانة ولا إيه؟ أومأت برأسها وهي تقول: اه منحها نظرة حانية ثم تفوه بصوت خافت: هجبلك أكل وأجي حركت هي رأسها سريعاً وهي تقول بإعتراض: لأ بليز متجبش، هو أنا ممكن أطلب من عم سعيد يجبلي أكل؟ قال بإستغراب: اه ممكن، بس ليه مش عاوزاني أجبلك أنا؟ ردت عليه مبتسمة: معلش عشان متتأخرش بقي وكمان سبني على راحتي ممكن؟ مط شفتيه بإستنكار ثم قال بتذمر: أوك على راحتك.
ضحكت وقالت بتلقائية: متتأخرش عليا أومأ لها برأسه ثم خرج متجها إلي البوابة الرئيسية، وإستقل سيارته بعد أن أوصي سعيد عليها وآمرهُ بتنفيذ طلباتها..! خرجت أروى بعد أن تأكدت أنه إنصرف بسيارته، لتتجه إلي سعيد قائلة بحماس: ممكن أطلب منك طلب يا عم سعيد؟ رد سعيد: طبعا إتفضلي.. تنهدت قبل أن تقول بجدية: هو في اكل في المطبخ الي جوه ده؟ أردف سعيد: هو في مكرونة اكياس ورز وصلصة وحاجات معلبة بس.
إبتسمت أروى قائلة: حلو، طيب ممكن يا عم سعيد تشتري فراخ ولحمة مفرومة ضروري.. سعيد مبتسما: حاضر من عنيا ثم إنصرف لتهتف أروى بسعادة: متتأخرش يا عم سعيد.
كان يقود السيارة ويشرد فيها كُلما تذكر ضحكاتها، بكاؤها، عينيها، عنادها، براءتها، يبتسم دون وعيٍ منه، لا يعلم كيف ومتي أحبها بهذا الشغف! خطفت قلبه في مدة ليست بطويلة، وهذا الشئ يتعجب له لكنه سعيد، سعيد للغاية وهذا ما كان يشعر به خاصةً إذا تطلع إلي عينيها الجميلتين.. آفاق من شروده على رنين هاتفه ليلتقطه ويُجيب على المُتصل: - إرغي!
ضحك زياد قائلاً بمرح: ايه الوش الخشب ده، هي دي ازيك يا زياد، وحشتني يا زياد شاركه أمير ضحكاته وهو يقول: طب إنجز وهات من الآخر عشان مش فايقلك غمز زياد بعينه قائلاً بمكر: ليه المُزة معاك أمير بجدية مُصطنعة: متقولش عليها مزة وإحترم نفسك يا زياد هقتلك رد عليه مازحا: خلاص يا عم الحمش آسفين، قولي بتهبب ايه دلوقتي، آآ قصدي بتعمل ايه؟ أجابه بإيجاز: عندي مشوار كده.
عقد زياد حاجبيه وهو يقول بفضول: على فين أوعي تعمل أي مصيبة عشان أنا مش هقدر أتخانق أنا تعبان وحيلي مهدود الله يكرمك ضحك أمير قائلاً بغيظ: حد قالك أن دمك سكر يا زياد؟ زياد ضاحكا بثقة: كتير طبعا، يابني أنا عسل أصلاً أمير بغيظ: طب إنجز يا سكر بدل ما أقفل في وشك السكة زياد مسرعا: لا لا، أوعي تقفل، كنت هسألك هتيجي معايا المطار بكرة ولا لاء أمير بتأكيد: اه طبعا إن شاء الله.
إستكمل زياد حديثه بهدوء: إحم، وكمان بالمرة أعرفك على خطيبتي أمير بإندهاش رافعا أحد حاجبيه: ايه! أنت خاطب؟ زياد بخفوت: ايوه، أنا مجبتش ليك سيرة عشان كنا متخاصمين وأنا كنت بعاقبها أمير ضاحكا: أنت بجد مجنون رسمي يا زياد، عموما مبروك يا عم، قولي خطيبتك خوجايه ولا إيه؟، أوعي تكون من البنات المنكوشة أم شعر اصفر دي؟
قهقه زياد قائلاً من بين ضحكاته: لا ياعم مش لدرجة، هتشوفها بكرة وهتنبهر إنبهار منبهرتوش قبل كده، حاجة كده نقاوة زياد ضحك أمير عالياً: ماشي ياخويا يا بتاع الإنبهار أنت، يلا إنزل من على وداني دلوقتي! رد زياد بغيظ: تصدق ياض إنك غدار، تاخد غرضك مني وبعدين تقولي انزل من على وداني! ظل أمير يضحك عالياً ثم قال بنفاذ صبر: سلام يا مجنون... أغلق الخط وهو يقول ضاحكا: أخد غرضي، والله مجنون!..
وصل بعد قليل إلي المستشفي ليصف السيارة، ويترجل منها بثبات، ثم دلف ليتساءل عن ماجد فأخبروه أنه في الطابق الثالث، إتجه نحو المصعد ودلف وما أن صعد توجه إلي الغرفة، وجد الطبيب يخرج منها، فسأله بجدية: هو ايه أخباره؟ أجابه الطبيب هادئا: حالته مستقرة جدا، والجرح سطحي وممكن كمان يخرج النهارة لو يحب أومأ أمير برأسه ثم قال: تمام.
دلف بعد ذلك إلي داخل الغرفة، ثم إتجه إلي ماجد وهو يرمقه بجمود، بينما إعتدل ماجد في جلسته وهو يهتف بإبتسامة: أمير رد عليه الاخير بصوت متصلب: متجبش اسمي على لسانك فاهم! حاول ماجد أن يستعطفه إلا أنه صاح به بحدة: بقولك إخرس، أنت إزاي أصلا خرجت من السجن؟ رد ماجد بخوف داخلي: أمي قومت محامي وخرجت.
رمقه بنظرات نارية قبل أن يقول بغضب: ازاي تخرج واحنا متنازلناش عن القضية؟، أنا هطعن بالتزوير وهدخلك السجن تاني على فكرة لان ده مكانك الطبيعي! أردف ماجد في توسل: أرجوك يا أمير تسامحني، أنا والله ندمان ومعرفش إزاي عملت كده، أنا مستعد اعتذر ل أروى و... قاطعه بصرامة مخيفة: متنطقش اسمها! أومأ ماجد رأسه بحذر قبل أن يقول برجاء: أرجوك اديني فرصة، أنا مستقبلي ضاع ومبقاش عندي شغل.
رد عليه بغضب: وأنا مالي، أنت مفكر اني هصدق الفيلم الهندي الي انت عملته مع أروى ده، تبقي عبيط إظاهر انك نسيت إني أمير يا ماجد الي فاهمك كويس وعارف قذارتك، بس بجد أنا إتخدعت فيك اه كنت عارف انك قذر بس مش لدرجة يعني! هتف ماجد بدموع: والله أنا توبت وبقيت بصلي وبتقي الله، خلاص مش هرجع لحياتي القديمة دي تاني أبوس ايدك اديني فرصة..
حك أمير ذقنه وهو يرمقه بعدم إقتناع، فقال ساخرا: توبت وبقيت بتصلي وايه كمان؟ قال ماجد بجدية: بكلمك بجد صدقني أنا إتغيرت وكنت جايلك عشان اتوسل ليك وفجأة حصل الي حصل وحبيت أنقذها ظل أمير ينظر له طويلا ثم قال بحدة: ايه الأڤورة دي؟، ، وانا ايه يضمنلي إنك فعلا توبت؟ أآمنلك ازاي يعني؟ ماجد بحماس: جربني ولو صدر مني حاجه أبقي أعمل الي أنت عاوزه! صمت أمير قليلاً ثم أردف بهدوء: ماشي بس أنت عاوز مني ايه دلوقتي؟
ماجد برجاء: عاوز أرجع أشتغل معاك تاني رفع أحد حاجبيه وتابع بثبات: موافق، بس بفكرك الي يلعب معايا خسران يا ماجد، تمام حط ده حلقة في ودانك.. أنهي جملته ثم خرج سريعاً من الغرفة وتراوده فكرة ما... ليبتسم ماجد بسعادة وتلمع عينيه بإنتصار!
في شقة السيدة نعمة... قام خالد بتغير أثاث المنزل بالكامل، حيث سيقطن هو وزوجته مع والدته ولذلك بدل الاثاث بعد أن قام بتجديد جدران المنزل أيضاً وإعادة تصليح كل ما فسد...
وضعت سلمي ملابسها بعناية في خزانة ملابسها بعد أن قامت بفرش غرفة النوم بصحبة أمها وبعض الصديقات لها، تركتها كوثر بعد ذلك وهبطت إلي شقتها فإنها لم تعد تتحمل نظرات نعمة وأسلوبها الذي أصبح غليظ وكأنها أصبحت إمرأة أخري غير التي تعرفها.. دلفت شروق إبنة شقيقة السيدة نعمة إلي الغرفة تتأملها بحنق، بينما فتحت الخزانة لتتفحص ملابسها الشخصية وهي ترمقها بإستحقار..
تضايقت سلمي من فعلتها فما كان منها إلا أنها قالت بثبات: ممكن تطلعي برة أوضتي عشان هقفلها! صاحت بها شروق قائلة بغضب: إنتي بتطرديني من بيت خالتي؟، أنتي فاكرة نفسك ايه! ردت الأخيرة بزمجرة: فاكرة نفسي صاحبة الأوضة دي، وأنتي ملكيش أي حق تدخليها ودلوقتي تطلعي برة بقي! توجه خالد إليهما بعد أن علت أصواتهما ليقول بحدة متساءلا: في ايه؟
أجابته شروق بعصبية: إسأل البتاعة الي هتتجوزها دي، آل ايه بتطردني من بيت خالتي! رفع خالد أحد حاجبيه قبل أن يقول بغضب: بتاعة؟، دي مراتي مش بتاعة وعيب تتكلمي بالإسلوب ده يا شروق! زفرت بضيق وتابعت بغيظ: والله؟ وبالنسبة لأنها بتطردني ده يبقي ايه، مش عيب نظر خالد إلي زوجته ثم تابع في هدوء: أنتي طردتيها يا سلمي؟
أجابته سلمي، وهي تنظر إلي شروق بتوعد: لأ مش طردتها يا خالد، أنا قولتلها إطلعي برة الأوضة وبس، عشان دي تخصني أنا مش هي عشان تقلب في هدومي بالطريقة دي! صاحت نعمة التي آتت من خلف إبنها: هو أنتي هتتحكمي في البيت من أولها ولا إيه، لاء لم مراتك يا خالد وقولها أن ده بيتي ودول أهلي والكلمة كلمتي أنا هنا!
مسح خالد على وجهه ثم أردف بجدية: هي لا تحكمت ولا حاجة يا ماما، محصلش حاجة للكلام ده، ، ثم وجهه حديثه لإبنة خالته: إتفضلي يا شروق اخرجي عشان أنا الي هقفل الأوضة! تحدثت نعمة بلهجة آمرة: لأ، لازم مراتك تعتذر ليها الاول! ردت سلمي بغضب: أنا لا يمكن أعمل كده أبدا طبعا! صاحت نعمة: شايف مراتك بتكلم ازاي يا خالد؟ أردف خالد بنفاذ صبر: قولتلك يا ماما حصل خير والاتنين غلطانين ومفيش حد هيعتذر كبري دماغك بقي.
نعمة بتصميم: لأ هتعتذر يعني ه... قاطعها خالد بحزم: سلمي مش هتعتذر يا ماما، يلا يا سلمي أخرجي... خرجت سلمي وهي تمسك بيده بينما صرت نعمة على أسنانها قائلة في وعيد: طيب يا خالد ماشي.
عاد أمير إلي الفيلا بعد مرور ساعة ونصف من الوقت.. صف سيارته وترجل منها بهدوء ثم توجه إلي الباب ليفتحه بالمفتاح ويدلف إلي الداخل.. ما إن دلف حتى إستنشق رائحة طعام نفاذة إخترقت أنفه، ليرفع حاجبيه بتعجب ويردف بخفوت: ايه الريحة دي! إتجه إلي المطبخ ليجد أروى تخرج منه وتحمل الصحون الممتلئة بالطعام الشهي.. إبتسمت وهي تقول بخجل ممزوج بالتوتر: حمدالله على السلامه.. سألها بإندهاش: ايه ده؟
أجابته وهي تسير للأمام: ده أكل، انت شايف ايه يعني.. وصلت إلي الطاولة، ثم وضعت الصحون عليها بعناية وعادت إلي المطبخ مرة ثانية وسط ذهول أمير الذي قال: انتي الي عملتي الأكل ده! أومأت له برأسها وهي تخرج من المطبخ وتعود إلي الطاولة مرة ثانية لترص بقية الاطباق حيث طهت فراخ، ومكرونة بإضافة اللحم المفروم والبشاميل، ليتجه أمير نحوها وقد إبتلع ريقه بشهية وهو يتطلع إلي الطعام بإبتسامة إرتسمت على ثغره..
لتردف أروى بخجل: أنا بصراحة حبيت أعملك مفاجأة، قولت أنت أكيد مش بتاكل أكل بيتي، فحبيت أعمل حاجة خفيفة كده.. إتسعت إبتسامته وهو يجلس على المقعد قائلاً بمرح: بصراحة فاجئتيني جدا وأنا أصلا جعان، تسلم ايدك لحقتي تعملي كل ده إمتي جلست على المقعد المجاور له ثم قالت بابتسامة: عادي الأكل مش بياخد وقت كبير، يلا دوق وقولي إيه رأيك..
سمي أمير بالله قبل أن يغرز الشوكة في صحن المعكرونة، ثم تناولها بفمه ليعبس بوجهه ويقول بجدية مصطنعة: ايه ده.. إتسعت عيني أروى قائلة: ايه؟! ضحك أمير قائلاً بمرح: جميلة جدا..! تنفست بإرتياح وهي تتابع: خضتني أوي ضحك ثم شرع في تناول الطعام وأخذ يلتهمه بنهم، مما زاد أروى سعادة وهي تتابعه بعينيها، يتلذذ بطعامها الذي فعلته ل أجله وكأنها أضافت له القليل من حبها ليصبح له مذاق خاص!
ظلت تطلع إليه وهو يأكل بنهم إلي أن نظر لها قائلاً في هدوء وهو يبتلع الطعام: بتبصيلي كده ليه ضحكت بخفوت وقالت: كُل على مهلك.. قطب جبينه وتابع بمزاح: هتعدي عليا اللقمة ولا إيه يا رورو حركت رأسها نافية وقالت: لا طبعا بألف هنا، ، بس شكلك يجوع وأنت بتاكل أصلا وأنا مش عاوزة اأكل كتير عشان متخنش ضحك قائلاً من بين ضحكاته: لو تخنتي هصرف نظر عن الجواز أصلا إتسعت عينيها بصدمة وتابعت: ايه، بجد.
أومأ لها وهو يلتقط الطعام بشهية , فزفرت أروى وعبست بوجهها، فنظر لها ليغمز قائلاً: بهزر، أصلي أنا بحب بقلبي يا أروى مش بعيني.. نهض ما أن أنهي جملته قائلاً: الحمدلله نهضت أروى قائلة بتذمر: ملحقتش تاكل قال بهدوء وهو يتجه إلي الحمام: أنا مكلتش في حياتي زي ما كلت النهارده، بس أنا سريع في أكلي، تسلم إيديكي..
إبتسمت بسعادة ولملمت الصحون ثم وضعتها في المطبخ، لتتجه إلي الحمام وقد أمسكت بالمنشفة ووقفت تنتظره حتى إنتهي من غسل يداه... توجه خارج المرحاض لتمد يدها له قائلة بمرح: إتفضل يا سي السيد ضحك ثم قال غامزاً: سي أمير بقي، ثم تابع بفضول: ألا قوليلي صحيح ايه حكاية أميري دي الي قولتهالي في الشركة؟ أجابته بخجل قائلة بصوت منخفض: عشان أنت فعلا أميري..
أنهت جملتها وسارت سريعاً من أمامه ليبتسم بحب ويردد الكلمة وكأنه يتذوقها: أميري..