رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع
همسه وقفت قدام الباب كتير متردده .. شويه بتفكر ترجع و شوبه بتفكر تكمّل لحد ما حسمت امرها و رنّت الجرس بغيظ و غلّ .. مراد كان قاعد بينهج من الغلّ اللى جواه و اتملّك منه اول ما رجع للمكان و افتكر اللى حصل .. كأنه دلوقت بس فاق من توهانه .. قام بتوهان فتح و اول ما شافها اتصدم ..
بصّلها كتيير بشرود و غمّض عينيه لمجرد انه افتكرها .. بلمحه سريعه قدر يربط وجودها عند بيت اللوا سليم اما شافها اول مره بوجودها هنا .. و كلام اللوا سليم مع بنته اللى هى مرات عاصم ع الموبايل قدامه و من هنا قدر يفهم هى مين .. و ف وسط شروده فجأه رنّ ف ودانه صوت ضحكة مها ف حضن عاصم اللى سامعوه قبل ما يدخل و يشوفهم ف وضعهم ..
مراد بتلقائيه عينيه لفّت ف الشقه وراه ناحية الاوضه كأنه لسه سامع ضحكهم و الصوت بيتردد و يزيد كأنه بيغيظه .. رجع بصّ ل همسه قدامه بتوهان ..
و قعدت عينيه تبصّ وراه لمكان صوت ضحكة عاصم اللى بيترددله مع مراته و ترجع عينيه تبص لقدامه لمراته هو ..
و فضلت عينيه تايهه بين مراته اللى اتهيأله انها لسه وراه ف حضن عاصم و بين مرات عاصم اللى لسه مش عارف يصدق انها قدامه بجد و لا بتهيأله .. و مره واحده رجع بوشه تانى للى ع الباب و عينيه اتحوّلت من غمقان زراقنها زى عتمة الليل .. و همسه قدامه بصّتله بعنف و عينيها بتطق شرار و وشها كله بيقول انها ناويه ع الشر .. و إتلاقت عيونهم ف نظره طويله جدا محدش فيهم فهمها !
مراد كزّ على سنانه بعنف لدرجة سنانه طرقعت بصوت هى سمعته ف بتلقائيه اخدت خطوات لورا .. و هو لاحظها ف حاول يسيطر على اعصابه مراد بهدوء: نعممم ؟ همسه من ع الباب و هى بتبصّ لجوه بإشمئزاز: ممكن نتكلم شويه ؟ مراد سكت شويه: ماشى ..بس اكيد مش ع الباب ف اتفضلى .. همسه بقرف: حضرتك اللى هتتفضل .. انا مش هدخل شقة واحد زيك اياً كان السبب .. مراد اتنرفز: و الله انتى اللى جيالى لحد عندى .. ف يا تتفضّلى تدخلى و اشوف عايزه ايه .. يا تتفضّلى من هنا .. مش طالبه قرف ع الصبح .. همسه بصّتله بغضب و دوّرت وشها و سكتت بس عيونها بسرعه اتملت دموع و هو فهم انها مش عايزه تدخل المكان اللى اتكسر فيه قلبها ..
مراد بهدوء دخل و ساب الباب مفتوح .. و هى اترددت شويه و دخلت بخوف و سابت الباب مفتوح و قعدت على أقرب كنبه قابلتها .. لفّت المكان حواليها بعينيها و هى بتفرُك كف ايديها ف بعضهم و ساكته ..
مراد سابها و دخل عمل قهوه و حطّها قدامها و قعد قصادها يشرب قهوته بهدوء و مستنيها تتكلم .. همسه فتحت شنطتها و طلّعت حاجه صغيره منها .. قامت وقفت قصاده و حطّت الحاجه دى ف ايديه و هو بصّلها و بصّ لأيده باستغراب ..
مراد باستغراب: مصحف ؟!
همسه بحزن: حطّ ايدك و احلف عليه قبل ما تقول اى حاجه انك مش هتكذب و لا هتلف و تدور ..
مراد بصّ للمصحف ف ايده و بيدور ف دماغه و قدام عينيه كل حاجه .. همسه باستغراب: ايه ؟ و كأنك اول مره تمسك مصحف .. و لا مش لاقى كلام تقوله .. و لا خايف تحلف على اللى قولته ؟!
مراد و كان فعلا اول مره يمسك مصحف .. رغم انه شخصيه جاده و حاد بس علاقته بربنا فيها شرخ .. كان له ف العك و اه بطّل حاجات منه كتير من زمان بس لسه مبقاش مش بالشكل الصافى ده .. حسّ باحساس غريب معرفش يفسّره .. يمكن لانه اول مره يقابل واحده شفافه جدا و صافيه و نقيّه من جوه للدرجه دى .. يمكن لإنه حسّ انه جنبها صغير جدا و تافه .. يمكن لإنه اول ما شافها نار اللى عاصم عمله فيه ولّعت جواه بس بهيئتها و حجابها و هدوءها و برائتها قدرت بسلاسه تطفى النار دى ف حس انه ضعيف قدامها و معرفش يفسر ليه .. يمكن لإنه واجعه إحساسه بالخيانه .. مجرد انه معرفش يفسر ف سكت ..
همسه بقرف: تمام .. واضح انك معندكش حاجه تقولها و معملتش حساب ربنا ف كلامك .. ف انا ماشيه سلام .. قامت وقفت و قبل ما تخرج من الباب مراد بصوت مبحوح: طب ممكن تستنى ثوانى همسه من غير ما تبصّله: لاء .. و واضح انى كنت غلطانه اما جيت لواحد زيك مراد: هى ثوانى و هرجع اعملك اللى عايزاه همسه بصّتله باستغراب مراد بلغبطه: هتوضى !
عند مها عاصم نزل مصر و راحلها ع الساحل الشمالى ... كان رايح يشوفها لإنه لو اتمسكت هو هيقع و هو لسه عنده امل انه هيخرج منها و القضيه هتنحصر بس على خلافه مع مراد .. مها بدلع: كنت عارفه انك هتيجى عاصم اتنرفز و زقّها لجوه و دخل: مكنتش جاى .. و لازم تتعلّمى تمشى بعقلك بعد كده بدل ما تودينا ف زفت داهيه مها ضحكت: لاء كنت هتيجى و كنت عارفه .. بس اللى مكنتش اعرفه ان حبيبه القلب غاليه عندك كده .. قولى بئا خايف منها و لا من ابوها ؟
عاصم زعّق: و انتى مالك ؟ و ماجيبيش سيرتها على لسانك مها بغضب: ليه يعنى ان شاء الله ؟ عاصم: عشان هى انضف منك مليون مره .. و لو تفكر بس تعمل معايا اللى انتى عملتيه مع مراد هقتلها .. مع انها متربيه.. مها بغضب: حاسب على كلامك يا عاصم .. انا مينفعش يتقالّى الكلام ده .. خد بالك لأقلب الترابيزه على دماغك عاصم بغضب: هتعملى ايه يعنى ؟ مها بزعيق: لاء هعمل كتير .. و الا انت فاكر انى مش عارفه انت هببت ايه و اخدت ايه و مراد مغمى عليه ؟!
عاصم بصّلها بغيظ و هى بصّتله بتحدى و ابتدى قلبها نوعاً ما يجمد بعد ما خاف من تهديدها و جاه .. و شردت ف اللى حصل بينهم ف الشقه ...
Flash baak
مراد بعد ما شاف مها ف السرير مع عاصم و ابتدى يضرب فيها اتفاجئ بحاجه تقيله بتنزل على دماغه كذا مره .. عاصم وراه و مها قدامه غرقانه ف دمها و بتتنفض من كتر ما ضربها و مراد وقع بينهم فاقد الوعى .. غرقان ف دمه و الاتنين بيبصّوا لبعض بصدمه و محدش فيهم بينطق تماما و حاله ذهول بتسيطر ع الكل .
عاصم بزعيق: اخلصى اتحركى انتى هتتنّحى ؟ مها بعصبيه و صوت عالى: انت اتجننت ؟ ايه اللى هببته ده ؟ عاصم بتريقه: تكونيش بتحبيه و انا مش واخد بالى ؟ مها برعب: ده ممكن .. ممكن يكون مات عاصم: امال كنتى عايزانى اعمل ايه ؟ ده هو اللى كان ممكن يموّتنا ده صاحبى و انا عارفوه .. مها بعصبيه: صاحبك ؟ صاحبك ! انت لسه بتقول صاحبك .. ده ده ممكن يكون مات بجد .. انت قتلته .. انت وديت نفسك و ودتنى ف داهيه معاك .. عاصم ميّل على مراد: ممكن تخرسى شويه بئا .. اما اشوفه،، سكت شويه بترقُّب و ابتدى يشوف نبضه و يحرّك جسمه بحذر: لاء مجرالوش حاجه .. ده اغمى عليه بس من الخبطه .. ممكن تسكتى اما نشوف هنهبب ايه
مها و هى بتلبس هدومها: مش اما نشوف .. لاء اسمها اما تشوف .. انت فاكر انى هستنى اما يفوق ؟ ده لو فاق و لقانى لسه هنا هيقتلنى .. انا همشى عاصم شدّها بعنف: استنى احنا لازم نتصرف و بسرعه قبل ما يفوق سابها و مشى ناحية هدومه اللى كان قالعها و طلّع ادويه و براشيم .. نفخ بغضب بعدها لبس مها بذهول: انت رايح فين ؟ انت مش هتسيبنى اتنيل لوحدى عاصم بغيظ: اخرسى بقا خلينى اعرف اتزفّت سابها و نزل للصيدليه اللى على اخر الشارع جاب منها حاجه و طلع بسرعه ابتدى يعبّى كذا ابره و حَقن مراد بغلّ .. مها بإستغراب: ايه ده ؟ انت بتعمل ايه ؟! عاصم ببرود: ده فياجرا .. متخافيش مش هتعملّه حاجه دى منشط جنسى .. مها بذهول: نعممممم ! و دى ليه ؟! عاصم ببرود: هفهّمك ... و ابتدى يشرحلها ازاى هيوقّعوا مراد ف القضيه و يحوّلوها من زنا لاغتصاب .. كل ده و عاصم مركّز عينيه و تركيزه على الشنطه اللى مراد دخل بيها و اللاب بتاعه ..
مها بعصبيه مفرطه: انت اتجننت ؟ انا يستحيل اوافقك ع الهبل ده .. عاصم: لا هتوافقى .. و هتنفذى .. و يلا اخلصى مها بغضب: و ايه اللى يخلينى اوافقك و اعمل كده ؟ هااا ؟ كده كده مراد هيسيبنى .. ف هاخد بعضى و اختفى و اسافر و مش هيعرف يوصلى .. عاصم بتريقه: و انتى فاكره انه مش هيعرف يوصلك ؟ انتى بجد فاكره ان ظابط محترف زى مراد بيوصل للى عايزوه ف شغله اللى هو اصلا حسّاس و لو ف اخر الدنيا .. هيجى لحد عندك و مش هيعرف يوصلك ..ده هيجيبك قبل ما تخرجى من الشارع مها: و يعنى هو كده مش هيجبنى ؟ ده كده التار تارين .. عاصم بلامبالاه: عقبال ما ينفى البلاغ هتكونى سافرتى و انا هكون اتصرفت .. مها باستغراب: بلااااغ ؟!
عاصم ببرود: ااه .. مانتى هتتصلى تبلغى عن اعتداءه عليكى .. و عقبال ما يجوا هتكون كل حاجه خلصت .. مها بذهول: انت مجنون ؟ انت ناسى اننا كاتبين الكتاب ؟ يعنى جوزى ؟ هقدم بلاغ اقول اييه ؟ جوزى اغتصبنى ؟ انت فاهم بتقول ايه ؟ عاصم بنفاذ صبر: القانون الجديد بيدّى للمرأه حقوق ياختى .. ليهل الحق تشتكى الزوج اذا استعمل معاها العنف حتى لو بمدّ الأيد او ما شابه ده .. ف مابالك اما يبقا عنف بإعتداء جنسى .. غير ضربه ليكى و منظر جسمك هيساعدك .. زائد ان الكل عارف انه كتب كتاب بس يعنى مش مراته فعلياً مها بخوف: بس عاصم زعّق: اخلصى يلااا .. مباخدش رأيك .. يلا اقلعى هدومك .. مها برعب: حاضرر .. بس انت هتفوّقه ازاى ؟ و هيعمل ايه و هو مش طايقنى ؟! عاصم ضحك ببرود: لا متقلقيش هيفوق لوحده بعد ما المنشط يبتدى مفعوله .. و متخافيش هيقوم معاكى بالواجب لوحده يا حلوه ...
ابتدى عاصم يمسح اى بصمات ليه ف المكان و يشيل اى اثر لوجوده و اى حاجه تخصّه .. و بحكم شغله قدر يعمل حساب نفطه زى دىةو يعملها ده بسهوله .. و راح للشنطه اللى مراد دخل بيها و اخدها و اتنقل بيها للأوضه التانيه و قفل على نفسه .. مها قلعت هدومها تماماً و استعدّت تواجه مصيرها و مرعوبه ..
ثوانى و مراد شويه شويه ابتدى المنشط ياخد مفعوله معاه و هيجانه و هيجان اعصابه من قوة المنشط خلّاه يفوق .. و حبه حبه بيفقد السيطره على نفسه و اعصابه بتهيج بسرعه مُريبه و بيكسّر كل حاجه حواليه .. و مها قدامه مرعوبه لحد ما انقضّ عليها بغلّ .. و هو مش عارف يسيطر على نفسه و لا يتحكم ف اعصابه و لا عنده القدره يوقّف اللى بيعمله .. مها بتصرخ بوجع جسمى و ابتدت تنزف جامد و مراد مش عارف يوقّف و لا عقله فيه .. لحد ما عاصم من وراه دخل بعد ما اتأكد من منظرهم انه وصل للى عايزوه و اثبتها عليه .. خَبطُه تانى على دماغه لحد ما مراد وقع مغمى عليه !
عاصم ببرود: يلا بسرعه .. اتصلى بلّغى .. لحد مانا انزل مها برعب و تعب: انت بتقول ايه ؟ افضح نفسى ؟! عاصم ببرود: لو انتى مفضحتيهوش هو اللى هيفضحك و ساعتها هيخلّص عليكى .. اخلصى مها بخوف: طب مين هيجى ؟ و هيعملوا ايه ؟ و هياخدونى كده و لا ايه !؟ عاصم: هيبعتوا حد من القسم يتأكد من الواقعه .. بعدين يتعملّوه قضيه تعدّى و اغتصاب .. و انتى عادى هتخرجى منها .. انتى المجنى عليها مها بقلق: طب لو مراد فاق قبل ما يجوا ؟! عاصم ببرود: لا متقلقيش مش هيفوق مها: طب البس حاجه عاصم زعّق: انتى اتهبلتى ؟ بلاغ عن اعتداء عليكى و يجوا يلاقوكى بهدومك ؟! ما تقومى تاخديلك ركعتين احسن .. مها برعب: بس عاصم اتنرفز: مبسّش .. انا همشى و اوعى تتصرفى و لا تعملى حاجه لحد ما يجوا .. فااهمه مها برعب: حاضر
عاصم خرج و اخد شنطة اللاب بتاع مراد و حاجته تبع شغله اللى رجع بيها بعد ما فتحها و اتأكد من اللى فيها .. مشى بعد ما اتأكد انه مسابش وراه اى اثر له ف المكان .. خرج من الباب الخلفى للعماره من غير ما حد يشوفه ركب عربيته و مشى ...
مها برعب كلّمت الشُرطه و بعياط مصطنع و صوت عالى: الوووو، حد يلحقنى ...
baak
مها فاقت من شرودها لما افتكرت اللى عملوه هى و هو ف مراد و بصّت لعاصم بتحدّى ... عاصم بغضب: طب اتزفّتى بئا اهدى .. عشان اقولك هتعملى ايه مها: اسمها هنعمل ايه .. مانا مش هتصرف لوحدى .. عاصم بشر: حاضر .. ممكن تخرسى بئا ..
و ابتدى عاصم يتفق معاها على الخطوات الجايه .. و يقنع فيها تسافر روسيا و هناك حد تبعه هيقابلها و ياخدها على مكان بتاعه تختفى فيه فتره لحد ما الامور تهدى .. و هو هيستنى لما يشوف الامور هترسى على ايه و يتابع من بعيد لبعيد .. و مخلّى حد يجيبله الاخبار .. و اخر تطورات القضيه و تحركات مراد ..
مها بتسمعه بعدم اقتناع و خوف بس مقدمهاش حل تانى .. ده اخر منفذ ليها و لازم تمشى وراه .. عاصم بغلّ: طالما خرج يبقا هيتصرف .. ده صاحبى و انا عارفوه دماغه سم .. مها بدلع: طب بقولك ايه ما تيجى معايا روسيا نقضّى يومين .. و تابع بردوا بس من بعيد لبعيد .. اهو ع الاقل لو عرفت ان مراد فتش اللى فيها تبقا انت برا مش محتاج تختفى ..
عاصم بتفكير: لاء لسه شويه على خطوة سفرى دى .. بس واضح انه خلاص لابد منها .. انا كنت بأجلها بس شكلها كده جاه وقتها .. بس اخلّص كذا حاجه كده الاول و بعدين هتصرّف .. مها انتبهت: قولى يا عاصم .. هينفع تشتغل انت و مراد تانى مع بعض بعد اللى حصل ؟ و لا حتى بعد اللى اخدته منه من شغله ؟ و اللى اكيد عرف انك انت اللى وراه ؟ عاصم بشر: لا هينفع معاه و لا مع غيره .. و لا شغلى هنا هينفع خالص .. و خلاص جاه وقتها .. مها: ايه ده اللى جاه وقتها ؟ ناوى على ايه ؟! عاصم بتهرّب: هاا ؟ و لا حاجه سيبى كل حاجه لوقتها .. و تعالى اقولك ناوى على ايه دلوقت .. مها بدلع: طب يلا اما نشوف اخرتها ..
عند مراد ف شقته و همسه عنده ... همسه ف الصاله منتظره مراد اللى دخل يتوضى .. و موبايلها رن همسه ارتبكت: بابااا .. اهلا ازيك ابوها: ايه حبيبتى فينك كده ؟ همسه: معلش ف مشوار ضرورى و راجعه ابوها: فين يعنى ؟ بطلبك من بدرى مبترديش همسه بلغبطه: اايه ؟ معلش موبايلى كان صامت و شويه و هرجع مش هتأخر .. ابوها: تمام .. و طمنينى عليكى اما ترجعى .. سلام
همسه قفلت و هى مخنوقه و بتفكر تمشى و مش عارفه ايه اللى جابها و هتواجه اللى هتسمعه ازاى .. ماهى اصلا عارفه عاصم و عارفه انه يعملها .. يمكن جايه عشان تثبت لنفسها انهم غلط و هو ميوصلش لكده .. او تتاكد من اللى سمعته .. مش عارفه بس لازم تقفل باب الشك نهائى .. همسه لنفسها بشرود: بس ياترى هيكدب ؟ و ايه اللى يخلينى اصدّقه ؟ ماهو ممكن يكدب لمجرد انه يخلّص نفسه و يخلينى اصدقه و ده شئ يقدر يعمله بسهوله لا لا لا انا لازم امشى مكنش لازم اجى هنا من اصله و قامت عشان تمشى .. مراد من وراها باستغراب: رايحه فين ؟!
عند عاصم و مها ف الساحل ... عاصم لمها: اجهزى انتى بس و جهّزى اللى قلتلك عليه .. و انا هعمل كام تليفون و اجيلك . مها بدلع: طب تعالى اقلك كلمه الاول هههههه عاصم ببرود: اخلص الاول و افضالك مها: طيب
عند مراد و همسه .. مراد بعد ما سابها و دخل الحمام يتوضى .. اول ما دخله و قفل الباب وراه سند ع الباب و بيتنفس بسرعه و متوتر و مش عارف ايه سر التوتر ده .. و ليه مخطوف منها كده لدرجة انه مش عارف يتنفس و قلبه بيدق بسرعه كده ليه ؟ مراد بسرعه نفض كل ده من دماغه و راح للحنفيه عشان يتوضى و هو متلغبط .. و افتكر لما حطّت ف ايده المصحف و ازاى جسمه كله اتكهرب لما لمس كلام ربنا و شريط حياته كله مرّ من قدامه .. و لقى نفسه مره واحده بيطلب منها يتوضى ...
يمكن عشان عايز يغتسل .. عايز يتوب .. عايز ينضف من جواه قبل براه عشان يعرف يمسك كتاب ربنا .. و الاهم عايز يهرب من قدامها و من الحزن اللى ف عينيها .. اللى عارف نفسه هيزيده بكلامه مش هيمحيه .. و ده اللى صعّب الكلام عليه و مش عارف ليه مش عايز يوجعها .. و افتكر اول مره قابلها عند ابوها و اول مره شافها و اد ايه ملامحها انطفت .. مراد اتوضى و خرج و اتفاجئ بيها بتاخد حاجتها و ماشيه .. مراد: رايحه فين ؟ انتى جايه عشان تسمعى و انا لسه متكلمتش .. ف ماشيه ليه ؟ همسه بحزن: مالهوش لازمه .. كنت غلطانه لما جيت و دلوقت مش عايزه اسمع حاجه .. بعد اذنك مراد: بس انا مقو
( و قطع كلامهم صوت موبايله اللى رن من جوه بزنّ و مبيفصلش !) مراد بصّ ناحية الاوضه: طب ثوانى هشوف مين ع التليفون و اجيلك همسه بإصرار: لاء انا همشى و كفايه لحد كده مراد بحده: ثوانى و راجعلك و ارجع الاقيكى عشان نتكلم .. ف اهدى و استنى همسه قعدت و هى متلغبطه و تايهه بس لازم تسمعه لازم تشوف الحقيقه .. مراد سابها و دخل يرد ع الموبايل اللى ارتبك لثوانى اما لقى اللى بيتصل، مراد بهدوء: سياده اللوا سليم ! خير يا افندم فى حاجه ؟!
عند عاصم ف الساحل ساب مها ف الحمام و اخد موبايله و خرج يتكلم فيه .. عاصم بإنتباه: طيب تمام، بس عشان تبقوا عارفين دى اخر حاجه ليا هنا .. و هصفّى كل حاجه و امشى ماهر الشرقاوى و ده ابن عمه و شغّال تبع المنظّمه: طيب خليك عندك ع الاقل دلوقت لحد ما تشوف الامور هترسى على ايه ؟ عاصم بغضب: انا مقدرش استنى تانى هنا .. لو استنيت هروح ف داهيه .. ده لو مكنتش روحت فعلا .. و ساعتها هيصفّونى .. ماهر: بس انت صعب تخرج دلوقت لا لوحدك و لا بمساعدتنا .. العين عليك و الكل بيدوّر عليك و لو اتحركت هتبقا بتخاطر .. انت غبى اييه اللى خلّاك تنزل مصر اصلا ؟ اتصرّف بقاا
عاصم زعّق: احنا اتفقنا انى لو اتورّطت هتشيلونى منها و ساعتها هفضى و ابقى ف وسطكم .. و كفايه اوى انى مش عارف ها اهبب ايه مع مراتى و ابنى اللى جاى .. ماهر سكت شويه: طب حماك مش هيساعدك ؟ عاصم بغلّ: اهو ابوها ده بالذات اللى كنت عامل حسابى يحمينى هو اللى غرقنى و بيغرقنى .. ماهر: و انت فاكر انه هيسيبك ؟ لازم تكون عارف هتعمل معاه ايه زى ما هو اكيد عامل حسابه ع اللى هيعمله معاك
عاصم بغدر: ده بئا اول ما افضاله هخلّص حسابى معاه .. و ساعتها هوقّع مراتى و ابنى على حجرى و مش هيبقا قدامها خيار تانى .. ماهر: اللى هو ازاى يعنى ؟ متتصرفش من دماغك عشان متعكّش الدنيا اكتر من كده عاصم ببرود: متشغلش بالك انت .. سيب كل حاجه لوقتها المهم حاجتكوا ف ايد امينه و هتوصلكوا زى ما اتفقنا ..
عند مراد و همسه ... مراد بهدوء عالتليفون وهو بيبص برا الاوضه: سياده اللوا سليم، خير يا افندم فى حاجه ؟! اللوا سليم اتردد شويه: مراد ...عاصم ف الساحل الشمالى و مها هناك على فكره مراد سكت بس قلبه اتنفض و جسمه اتصلّب اللوا سليم نفخ: موبايلاتهم هو و مها اتغيّرت اكيد .. بس قدرنا نوصل للغبيّه مها .. راقبنا رقم اخوها و صحباتها و هى اتكلمت من رقم تانى و اما تتبّعناه عرفنا انه ف الساحل .. سيبناها لحد ما جرجرت عاصم لعندها و لسه عارف من المراقبه اللى عندها ان عاصم لسه واصلها
مراد كزّ على سنانه بغلّ و غضب: طب تمام .. انا هبلّغ الناس هناك تتعامل معاهم .. هتصرّف و اكلمك .. اللوا سليم بتحذير: مراد طبعا انت مش محتاج افكّرك انك تستخدم عقلك .. انا مقدّر حجم الموقف اللى انت فيه و عارف انه صعب على اى راجل .. بس خد بالك احنا لسه عايزين عاصم .. لازم نعرف مين اللى وراه مراد بشر: قلت لحضرتك متقلقش .. و لاء مش هبوّظلك القضيه .. و هسيب عاصم زى ما اتفقنا ينفد من تحت ايدى بمزاجى عشان نفضل متابعينه و تحت عنينا و نعرف مصير الحاجه اللى سرقها و المعلومات اللى سرّبها هيوصل بيها لفين، ف متقلقش .. اللوا سليم: تمام .. وخلّص و كلمنى
مراد خلّص تليفونه و خرج ل همسه اللى كانت قلبها واقع ف رجلها اما سمعت صوته بيتكلم و عرفت من رده ان ابوها ع التليفون .. همسه اندفعت ناحيته: بابا ؟! صح ! بيكلمك ليه ؟ عرف ان انا هنا ؟ قولتله حضرتك مش كده ؟ مراد بهدوء: لاء معرفش انك هنا .. و لاء مقولتلهوش .. ممكن تهدى همسه بتوتر: امال بيكلمك ليه ؟! مراد ببرود: عادى .. شغل .. المهم اتفضلى انا سامعك .. خير .. كنتى عايزه ايه بئا ؟! همسه بفضول: قوُلى الاول ليه طلبت تتوضى الاول ؟ مش فاهمه .. مراد ببرود: ميخصكيش و اتفضلى سمّعينى همسه وقفت بغضب: لاء انت اللى هتسمّعنى .. هتسمّعنى القرف اللى قولته ف التحقيقات و قولته لبابا و تفسرلى كلامك و اللى حصل .. و لعلمك انا مش جايه افتّش ورا جوزى ..
مراد ببرود: و لما انتى مش جايه تفتّشى ورا جوزك و مش مصدقه و بتقولى على كلامى قرف .. جايه ليه هاا ؟ همسه تهتهت ف الكلام: عشان افهم ليه اتهمت صاحبك ؟ و ليه قلت كلام محصلش ؟ و ليه كذبت ؟ انت واحد مراته واحده ( و سكتت شويه ) واحده مش مظبوطه و خانته ده لو اعتبرنا ان كلامك صح .. ف ليه انت تخون صاحبك ؟ مراد ببرود: تمام .. انتى مش مصدقه و مش مقتنعه باللى انا لسه حتى مقولتهوش .. و صدرتى احكام مُسبقه .. ف يبقا خلاص معنديش ليكى كلام و يلا اتفضلى بئا من هنا ..
همسه اتعصّبت و صوتها بيعلى: انت واحد قذر و ذباله و بجح و كنت غلطانه اما جيتلك .. عايز تقول ان جوزى فعلا خانى ؟ و خانك ! كان مع واحده غيرى ف السرير ! و الواحده دى مراتك ! مش ده اللى عايز تقوله ؟! مراد بهدوء: و الله انا لسه مقولتش .. و لا انتى مديانى فرصه اقول .. بس من الواضح ان انتى اصلا جايه و عارفه كل حاجه و عارفه انى صح و مصدقه .. ع الاقل لو مش مصدقانى ف مصدقه ابوكى .. كونك بئا مش قادره تستوعبى صدمتك ف جوزك ف دى حاجه تانيه ماليش فيها ..
همسه سكتت شويه بحزن و غضب و حيره لإنها عارفه ان كلامه ع الاقل فيه شئ من الصح و هى جايه و عارفه و مصدومه فعلا بس كان عندها امل انها متصدقهوش او حتى تلاقى عنده كلام غير ده بس للاسف الامل اتبخّر ..
قعدت بإنهزام: طب الاول و قبل اى كلمه احلف زى ما قلتلك ! مراد كلام اللوا سليم مره واحده رنّ ف ودانه .. " عاصم مع مهاا ف الساحل " تخيّل ألف و ألف سيناريو من اللى ممكن يكون بيحصل دلوقت بين عاصم و مراته .. همسه شايفه توهانه و ملامحه اللى عمّاله تتبدّل من الغلّ للغضب للغيظ و العنف مسيطر على وشه بصّتله بعنف و هزّت راسها بوشها بتريقه مراد بصّلها بحده و مش عارف يخرس صوت اللوا سليم اللى بيتردد ف ودنه ان مراته ف حضن عاصم دلوقت و صورتهم اللى شافها و هما ف مع بعض عمّاله تروح و تيجى قدام عينيه همسه صرخت فيه بعنف: ما تنطق كل ما بجيبلك سيرة المصحف بتتخرس ليه ؟ مراد وقف مره واحده بجمود و شدّها عليها