رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث عشرفي غرفته بالجناح الخاص للمستشفى السويسري كان لوشياس يضحك بسعادة وهو يكلم الممرضة.تقولين اننا في سويسرا؟ لا بد انك تمزحين انت فتاة طريفة للغايةالممرضة التي كانت بالفعل قد زل لسانها. لم تكن مصرحة باعطاء أي معلومة للوشياس من دون علم.الطبيب لذلك كانت تحاول ان تغطي على خطئها بالابتسامعندما فتح الباب وظهر الطبيب يرافقه ليون- ليون؟ أهذا انت اخي قال لوشياس بحرارةكان حزينا بسبب مشاجرتهما في نيويورك اخر مرةاجاب ليون بتوثر بالغ- اجل لوشياس هذا انا يا اخيقبل ان يقترب من السرير- اسمع ليون انا اسف من اجل شجارنا في نيويورك ما كان علي ان ادعوك بالوغدظل ليون ينظر الى اخيه بنظرة دون تصديق. هل اثرت الغيبوبة على راسه هل ألا يتذكر...كان غارقا في افكاره السوداويةلم يخرجه منها سوى صوت الطبيب- اظن انني ساترككما بعض الوقت ثم اعود، لدينا ما نتحدث عنه سيد لوشياسابتسم لوشياس للطبيب وقد علت على ملامحه نظرة استغرابخرج الطبيب تاركا الشقيقين ليحلا امورهما الشخصية- لوشياس اسمعني- لا يا اخي انت من يجب ان تسمعني، المال الذي طلبته لم يكن من أجل اللهو كنت احتاجه من.اجل حبيبتيفك ليون اصبح قاسيا، اللعنة عليها كانت تستغله حتى اخر رمقأنجلينا. قال ليون من بين أسنانه المطبقةظهرت الدهشة على وجه لوشياس- هل تعرفهاقال ليون باستهزاء واضح لنقل انني عرفت من أي طينة هيصرخ لوشياس باخيه: اسمع ليون انجلينا ليست كما يصور لك عقلك، هي الطف وانقى مخلوق عرفتهفي حياتي كل ما تفعله الان هو في سبيل ابعادي عن طريقها، لا تريدني ان اتعذب بسبب مرضها.رفع ليون حاجبه وظهرت على ملامحه دهشة كبيرة على وجهه: عن أي مرض تتحدث؟- اسمعني ليون انت لو تعرفت على انجلينا كما عرفتها انا ما كنت لتحكم عليها الان، انت عرفتها.عارضة منحلة لذلك قررت انها لا تناسبني، اما انا فعرفتها منذ كانت في سنته الثالث لدراسة الطب.كانت فتاة خجولة ورقيقة من دون أي خبرة، احببتها منذ اول لقاء وتطورت علاقتنا بشكل كبير.كنت سأفاتح أبي بالزواج منها عندما اصبحت تصرفاتها غريبةاصبحت عصبية تصرخ وتبكي من غير سبب ثم تنهارتركت دراسة الطب حاولت بكل ما في وسعها ان تبعدني عنها بشتى الطرق لكن ما كنت لابتعد.زفر لوشياس زفرة بثها كل الحزن الذي يعتمل قلبهلم اعرف سبب قرارها في امتهان مهنة هي ابعد ما يكون عنها، كانت خجولة كنت انا اول من تمكن.من الاقتراب منها. كانت بدون أي خبرة ليون الفتاة التي تعتبرها ساقطة كانت عذراء.كنا قد قررنا اننا لن نتبادل الحب الا بعد الزواج قطعت على نفسي عهدا انني ساحميها حتى مني.ليونكان ليون مطرقا راسه يفكر، اذا كانت عذراء تلك الليلة، لكنه لم يكن بكل وعيه ليتذكر، اشياء كثيرة ناقصة.بذهنه كل ما يتذكره الان هو طعم الملح على وجهها بعد اخر قبلة، يا الهي كانت تبكيهاله ما اكتشفه كان يضع يده في شعره بعصبية ظاهرةشدت انتباه لوشياس- ليون هل انت بخير اسمع...- اكمل لوشياس اريد ان اعرف كل شيء- عندما اتت بذلك القرار الغريب كنت منزعجا منها لكن حبي لها كان الاقوى تقبلت كل شيء، العروض.الماجنة الصور بملابس فاضحةكنت اعرف ان هنالك سرا وراء تغيرها. واكتشفته، انجلينا كانت تعاني من ورم خبيث في مراحل متطورة. وكان من.المستحيل ازالته جراحيا، انجلينا كانت تحتضر وهي تحاول ابعادي عنها لكي لا تسبب لي الالم.احس ليون بلكمة في بطنه من هول الصدمة، كانت ملامحه غريبة واظلم وجهه بشدة.- بماذا تهدي لوشياس كيف عرفت- لنقل انني لم اكنا مستعدا لتصديق ان الفتاة البريئة التي احببتها بصدق يمكنها ان تتحول الى فتاة.مستهترة في ظرف شهوركنت احاول جمع الخيوط عدت الى بوسطن وبحث عن كل مايمكن ان يوصلني الى الحقيقةاخبرني استاذ لها في الجامعة كان هو من وضع تشخيصها، انها في مراحل متقدمة من المرض.وان افكارها قد اصبحت الان انتقامية انها الان قد وصلت مرحلة الياس وهي تعبر عن ياسها بالانتقام من.نفسها هيبحثت عن كل من يمكنه مساعدتي. اطباء من كل البلدان طب بديل اي شيء، واخيرا عندما يأست توصلت الى عنوان جراح للدماغ والاعصاب.بسردينا لكن عملياته كانت تجريبة لم توافق عليها هيئة الغذاء والدواء في العالم اضافة الى ان.كلفتها كانت باهضة الثمن لم اكن املك كل المبلغاحتجت للكثير من المال اتيت لاطلب منك مساعدتي. ووقتها وانت رفضت بشدة اذكر جيدا اننا تشاجرنا ودعوتك.بالوغد!تنفس بعمق قبل ان يكمل: ذهبت لرؤية انجلينا بعد العرض رفضت ان تعود معي طلبت مني ان ارحلان لا اعود مرة اخرى انها لم تعد تحبنيكنت اعرف ان هذا كله هراء، كنت اعرف انها تكابد حزنها من اجليقلت انه لن يبعدني عنها سوى الموت.تكلمت بعدها مع ابي الذي أودع المبلغ كاملا في حسابي ورحلت ليلتها الى سردينيا لمقابلة الطبيب.اظن انني، تكلم بتاثر كانه يحاول استعادة احداث تلك الليلةلم انم جيدا، كنت منهكا من السفر و كنت اقود بسرعة لاصل قبل الصباح اخر ما اتذكره هو ضوء ساطع ونفير مزعج بعدها انحرفت سيارتي لتطير من على الجرف الصخري.لكنني هنا اضاف مبتسمااظن ان السقطة لم تكن بمثل السوء اللذي ظننته بعد كل شيء. كل ما احسه الان هو الم بسيط.في عضلاتي لم اصب باي كسر وهذا رائع.تنبه ليون الى كلام اخيهكان ليون يعصر على اسنانه بقوة فكه اصبح مشدودا بطريقة تظهر مدى عصبيته-اسمعني لوشياس- لا، اخي انا اريد ان اعتذر منك اولا- لوشياس اسمعني قالها ليون بحزمتحولت نظرة لوشياس الى اهتمام بالغ- تكلم ما الامر- لوك، لقد مرت سنتان على الحادث، انت كنت في غيبوبة استمرت سنتيينكان عقل لوشياس يحلل بسرعة قبل ان ينتفض محاولا النهوض يا الاهي انجلينا، لم.استطع ان اعودانجلينا ماتت؟حاول النهوض من السرير لكن ساقيه كانتا ضعيفتين سقط على الارض بجانب قدمي ليون يصرخ من الالم.انجلينا انجلينا حبيبتي لا لا يا الهي لن اتحملكان هذا المنظر اصعب من أي تجربة مر بها ليون في حياتهامسك باخيه محاولا اعادته الى السرير. هذا الاخير اصبح بشحوب الامواتاخي ليون، ماتت الفتاة التي احب، ماتت حبيبتي لم اعد لانقادها كان يصرخ بحنون وانهرت الدموع من عينيه.- اهدا لوك، انجي حيةتغيرت ملامحه وهو ينظر الى وجه ليون المشدود كالوتر- لكن كيف- لا اعلم كيف. كل ما اعرف انها الان حية- اريد رؤيتها، الان! اريد العودة االى نيويورك خدني اليهالم يقدر ليون على الاجابة، كيف سيقول لاخيه ان المراة التي يتحدث عنها تكون زوجتهوام طفليه، كان هذا كثيرا عليه لاستيعابه، وهو الاخر لم تكن صدمته اقل، فلوشياس لا يعلم بعد عن خيانته له او ما فعله بحبيبته ظلما...في مكان اخر من العالم كان هناك من يجلس واجما منذ امس على كرسي المستشفىينظر الىالسقف دون اكثراتاقتربت السيدة كانديس منه،- ديم هل علمتادار ديمتريوس راسه ليواجه سيدة كانديس التي اخطرت على عجالة من طرفالمستشفى، كان هاتفليون مقفلا فلم يجدو غير الاتصال بقصره في باروس- ديم ما اللذي حصل هناقال ديم بسخرية تشوبها القسوة: - اللذي حصل سيدتي هو ان انتقامك انت وابنك قد تم بنجاح- حبا بالله بماذا تهذي.- اقول ان الفتاة التي كانت السبب في قتل ابنك قد اصبحت الان تائهة بين عالمين لا ارى اشد من.هذا عقابا على ما فعلته- من فضلك اشرح لي ديم لم يكن لذي وقت للاستفسار عما حصل، لقد اتيت مسرعة فور اخبارهم.لي بان انجي تعاني من مضاعفات بعد الوضعضحك ديم بمرارة: اهذا ما يسمونها الان. مضاعفات بعد الوضع، اعادها بسخرية مريرة-اذا اسمعي الحقيقة سيدتي انجلينا دخلت في غيبوبة عميقة جدا و احتمال كبير انها لن تعود منها مطلقا.، اتمنى ان تكوني راضية و ان تنعمي انت وابنك بالراحة الان، قال وهو يبتعد عنها متجها نحو غرفتها.بالعناية المركزة.