رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني عشردخل الطبيب الغرفة اخيرا، ديم كان قد طلب منه موافاته من اجل فحص انجي التي كانت الان واقفة، مستندة على حافة السرير.اخد ديم يمسد ظهرها بحنان محاولا تهدئتها لكن الالم كان فظيعا صرخت اكثر من مرةالمها كان اصعب على ديمتريوس من لكمة على وجهه في هذه اللحظة- انجي حبيبتي هل تريدين شيئا- هل يمكنك ان تلد هذه الطفلة بدلا مني قالت وهي تضغط على اسنانها من الالمهز دين حاجبه مستغربا- لا انجي لا اقدر- اذا فانا لا اريد شيئا، يا الاهي الالم هائل احس انني ساموتهل تريدين الاستلقاءقطعا لا اريد.- كيف هو المك الان بدرجة 6 او 7 كان يسالها وهو يمسد كتفيها- 9 قالت انجي من بين زفراتهااحست انجي فجاة بشيئ دافئ بين ساقيها، كان ماء الراس قد نزل بالفعل- هذا الطبيب لن ياتي الا بعد ان الد هنا ما الذي يؤخرهالطبيب قد وصل وسيمنع ذلك قال الطبيب معلقا- كيف حالك سيدة اورليوس- انا الد هذه هي حالتي باختصاراستلقت انجي بامر من الطبيب ليفحصها.-احس باني ارغب في ان ادفع هذا الطفل خارجا، اريد ذلك، واحتاج الى ذلك، هل يمكنك مساعدتي من فضلك.كانت تعصر كتف ديم الذي لم يتخيل ان هذه المخلوقة الصغيرة قادرة على خلع كتفه كما تفعل الان.- تنفسي انجي قال ديم بقلقصرخت مرة اخرى، كان الالم كبيراانتظري اريد ان افحصك اولابعد ثوان قال طبيب: انجي اريدك ان تهدئي ولا تحاول الدفع مرة اخرى-لا تدفعي الطفل انجلينا- لكن لماذانظر الطبيب الى ديمتريوس ثم الى انجلينا- الطفل قد غير من وضعيتهلن نستطيع القيام بولادة طبيعية بعد الان- ماذا كيف، ما اللذي سنفعله؟ لا اريد الخضوع الى الجراحة نظرت الى ديم متوسلة.- اهدئي انجي انها عملية روتينية يمكن لاي احمق القيام بهانظر الطبيب الى ديم بدهشةقبل ان يبادر ديم الى اعتذار سريع: لم اقصد أي اهانة-لكن لما لا نحاول على الاقل شاهدت الكثير من الولادات الطبيعية لحالات كحالتي- سيدة اورليوس كم شاهدتي من ولادة مماثلة عشرة، عشرون- انا قمت بنفسي بتوليد الالاف وعندما اقول ان هذا مستحيل فانا اعرف انه مستحيل.اذا فما رايك لو نلغي المحاضرة العلمية الان ولنخرج هذه الطفلة الى النورعاود الالم انجي بفظاعة هذه المرة غرست اصابعها في شعر ديم حتى كادت تنتزعه- انجي اهدئي واتركي شعري رجاءا- اسفة ديمكانت تحاول تذكر طريقة التنفس التي حضرت فصولها في ولادة اندي من دون جدوى، كان تنفسها متقطعا.امسك ديم بكتفيها واسند ظهرها على صدره العريضجيد الان تنفسي بعمق، تنفست بحذر وهي تان من الالمبدا ديم يمسد بطنها بحنان، الى ان توقفت الطفلة عن تعذيب امها ولو لبعض الوقت، اتى الطبيب يرافقه ممرضتان وضعتا انجي على طاولة متحركة.. لا تتركني ديم لن استطيع القيام بهذا وحدي لست قوية بدرجة كافية.لن اتركك تاكدي من ذلك قال ديم مطمئنا انجليني والتي كانت ترتعش.داخل غرفة العمليات المعقمة كانت انجلينا ممدة على السرير كانت قد رفضت التخدير العام مكتفية.بتخدير موضعي لكي ترى طفلتها، ديم كان وسيما بلباس المستشفى كان جالسا وهو يمسك ييدها.- هل فكرت باسم للطفلة- ليس بعد- مارايك ب شانيل-شانيل؟ هل تمزح. لن ارغب لابنتي ان تسمى تيمنا بقارورة عطرضحكا معاعندك حقما رايك بريتشللا. قال ديم بامتعاض، ما كنت لارتبط بفتاة تحمل هذا الاسماقترب الطبيب الذي انتهى من تعقيم نفسه للجراحة.- سيدة اورليوس هل انت مستعدةابتسم لها محاولا تهدئتهااومات براسها علامة على الايجابوقبل ان يلمس المشرط بطنها صرخت بذعر: توقف أرجوك، لا. لااريد ان الذ بهذه الطريقة.اسكتها ديم، لا يا صغيرتي لا تخافي انا بجانبك وسنعمل على ان تكوني بخير وتحملي طفلتك بعد وقت قصير اتفقنا.اوامات انجلينا بترددقام الطبيب بعمل شق في بطن انجي بسرعة مخرجا طفلة رائعة الى العالمديم لا ارى شيئا هل اخرجوا الطفلةكان ديم ينظر بقلقاجل اخرجوهالكني لا اسمع صوتا لماذا لاتصرخ يا الهي ابنتي ما الذي يحصل اخبرونينهض ديم من مكانه باتجاه طبيب الاطفال اللذي كان يعاين الصغيرةواخيرا صرخت الطفلة بخفوثلفتها الممرضة لديم واعطتها له، حملها برفق نحو انجيتعرفي على ابنتك الجميلةقربها من وجهها لتقبلها.كانت انجي تضحك والدموع تملئ عينيها اختفى كل الم فقط لرؤية ابنتهاحبيبتي قالت انجي بتاثرفي هذا الوقت كان طبيب التوليد يحاول اقفال جرح انجلينا- لا اعرف من اين ياتي كل هذا الدم، لا بد ان هنالك خطا- الدم لا ياتي من الرحم دكتور بل من فوق قالها الطبيب المساعد بقلقيا الهي، تبا- انجي، انجلينا. صرخ الطبيب لتنتبه لما يقولهانتبهت انجلينا الى الطبيب الذي يكلمهاهل احسست بالم حاد في بطنك في المستشفى.اجل. ردت انجلينا باستغراب قبل ان تفهم ما يلمح اليه الطبيبلقد كنت في مخاض شككت لوهلة. لكني لم اصدقكان ديم قد اعاد الطفلة للممرضة ووقف بجانب انجيديم احس بشيء ساخن على يدي هل يمكنك رفع الغطاءاقترب من يدها وازاحهكان هنالك دم في المصل المعلق بيدهااتنبه اليه الطبيب قبل ان يلعن بصوت مسموعمخاطبا ممرضة اركضي الان، اطلبي منهم احضار جراح طوارئ حالاكانت انجي تغالب لتبقى مستيقظة.امسكت بيد ديم اللذي اختفى اللون من وجههاسمعني ديملا! لا اريد ان اسمع شيئالا تمنعني لاني سافقد الوعي خلال ثوان من الانديم. اذا لم استيقظ من الغيبوبة بعد شهر من الان اطلب منهم سحب الاجهزة عني لا اريد ان اصبح نبتة اتفهمني لم يكن يسمع كان ذاهلا مما يحدث.اتفهمني، ديمتريوس ماركوس صرخت بقوة هل تسمعاومئ براسهشيىء اخر قل لليون اني...غابت عن الوعي وصدح صوت الاجهزة ينذر بالخطرسيدي عليك ان تخرج من هنا قالت الممرضةلا لن اتزحزح من مكانيسيدي ارجوك الوضع حرج، حاولت لمس كتفهابتعدي عني لا اريد احدا ان يلمسنيلم يخرج ديم الا بالقوة من الغرفة حيث كانت انجي تصارع الموتالطفلة وضعت داخل حاضنة للاطفال وارسلت الى غرفة الانعاش.جلس ديم واضعا راسه بين يديه، لاول مرة كان يبكينزلت دموع صامته على وجهه وفكه ا لصلبكان يجب علي ان امنعه انا الوحيد الذي عرف الحقيقة كان يجب ان اتصدى لك، عليك اللعنة ليون.واللعنة علي انا ايضا.في مكان اخر من العالم حطت طائرة ليون منذ ساعتين تحديدا بجنيفكان جالسا في غرفة الطبيب يشرح لهكانت صدمة لنا جميعا سيد اورليوس كنا قد فقدنا الامل في استعادته منذ سنة لكنه عاد البارحة.اشاراته الحيوية جيدة جدا يتذكر كل شيء قبل الحادث، سال عن فتاة اسمها انجلينا اظنها حبيبته أو زوجته!يمكننا الذهاب لرؤيته لن تصدق ما ستراه كل اعضاءه تعمل بشكل جيدضعف بسيط في العضلات هذا كل شيءوصلا الى الغرفة اللتي يشغلها لوشياسكان وجه ليون قد استحال اسود من الغضب يضغط على نفسه بقوة لكي يتماسككان هو من اخد لوشياس من المستشفى بسردينيا بعد الحادت ليودعه مستشفى خاصا بجينيف.كذب على الجميع اوهم عائلته ان لوشياس قد مات لم يكن يريد ان يمنحهم املا زائفا ويعذبهم.لسنوات كما تعذب هو لسنتين كاملتين وهو يراه يفنى امامه كل يوم تائها بين عالميناقسم لاخيه انه سياخذ بثاره كاملا منهااقسم ان يرد لها الصاع صاعينانجلينا ستيفنز دفعت الثمن وغاليا جدافتح الباب وظهر وجه لوشياس المبتسماخي أهذا انت؟!في اثينا بعد سبع ساعات من الانتظار الطويل، خرج الطبيب من غرفة العملياتركض ديم نحوه، كان وجه الطبيب واجما تكلم بصوت مضطرب: سيد اورليوس لقد فعلنا كل ما في وسعنا السقطة التي اصيبت بها السيدة انجلينااصابتها بنزيف داخلي لم نكتشفه بسبب الحمل، كانت تنزف من الداخل دون ان تحسلا. لا تقل ذلك ارجوك.كان ديم الرجل القوي المهاب الجانب يتوسل الان الى الطبيب في خضوع، كاد يسقط على ركبتيه لولا ان الطبيب امسك به كانت ساقاه متخاذلتين.سيدي. السيدة اورليوس دخلت غيبوبة عميقة لسنا متاكدين من انها قد تتمكن من الخروج منها.انا اسف قال الطبيب قبل ان يرحل تاركا ديم على ركبتيهيصرخ من الالم اللذي يعصر قلبه.