رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادسكان يوسف يقود السيارة فى غاية السعادة والاغانى عالية ووصل الى الشركة لكنه بمجرد الدخول تغيرت ملامح وجهه وشعر بالصدمة!وجد سما وسهى يتشاجرون ويضربون بعضهم وكل واحدة تمسك شعر الاخرى بالبلدى كدا مموتين بعض ضربيوسف: بااااااس، انتو بتعملو إيه، وانتى يا سهى إيه جااابكتركو بعض وقاموسهى: جيت علشان اشوفك راحت الابليسة دى فضلت تقولى كلام يحرق الدم.يوسف بعصبية: سمااااا اقسم بالله ناقصلك معايا تكة، لو متظبطتيش اقسم بالله لأرميكى فى الشارع وما هعرفك تانى وهذلك ذل الكلاب فااهمة، وانتى متطلعيش لسااانك غوووورى امشى انتى كمانجريت سهى بخوف من يوسف وخرجت من الشركة وسما فضلت تخرس وراحت على مكتبهاالتفت محمد فوجد سهوة خلفهيوسف: انتى هنا من امتاسهوة بخوف: من ساعة ما حضرتك دخلت يا بشمهندسيوسف: مالك بتترعشى كدا لية، متخافيش يا ستى.سهوة بخوف: اااا، انا رايحة على مكتبىيوسف لنفسه: مجنونة دى ولا إيه وقرر الدخول وراءها الى المكتبسهوة: بشمهندس يوسف!يوسف: اهاا هو بعينه، إيه مالك اترعبتى كدا لية هو انا بخوفسهوة بتحدى: لايوسف: هههههه على اساس شكلك براسهوة: بشمهندس ممكن اسألك سؤاليوسف: لا لما اخلص كلامى، قوليلى بقا إيه رأيك فى لبسىسهوة بعصبية: بشمهندس، حضرتك فاهمنى غلط، انا مش زى اى بنت هنا ولو حضرتك هتفضل كدا قولى علشان اسيب الشغل.يوسف: هتسيبى الشغل وتشتغلى فين، مش هتلاقى مكان وهترجعى زى ما كنتىانطلقت دموع سهوة التى حاولت ان تحبسها لكن لم تقدرسهوة بدموع: فعلا يا بشمهندس، انا فقيرة ومليش حد غير ربنا ومش هلاقى حتة اشتغل فيها ولا هلاقى اكل انا واختى الغلبانة لاننا فقراء، اللى زيك مش هيفهمو كدا ابدا لكن الغلط مش عليك، مانت متربى على الدلع، انا هسيب الشركة ومليش غير ربنا، اخرج يا بشمهندس علشان الم حاجتى وامشى، اكرملى امشى احسن.انعقد لسان يوسف عن الكلام وخرج واغلق الباب خلفهو ذهب الى مكتبه وجلس يفكر بحزنيوسف لنفسه: إيه اللى انت قولته ده يا يوسف، عندها حق فى كل كلمة، وهى فعلا مش زى البنات اللى اعرفهم، مالك بقيت كدا وقسيت عليها، اللى قولته ليها فعلا كلام يجرح، يووووه انا غبى، طب اعمل إيه دلوقتى اديها هتمشى ومش هعرف اعمل حاجة، انا هروحلها تانى دلوقتى بس يارب تسامحنى، لا يا يوسف، هتروح تتأسف لبنت ملهاش لازمة!من امتى وانت بتخاف على بنت كدا، كلهم كلاب ملهمش لازمة، مش انت اللى تروح وتخاف على زعل بنت مش انت، لا لا بس سهوة مش زى اى بنت، انا غلطت فيها، إيه يا سهوة مالك شكلك هتحيرينى معاكى، شكلى لا لا، لا شكلى هقع فى حبك!اذا مكنتش فعلا وقعت!انا هروح اعتذرلهاايوة هروحيارب تقبل بس اعتذارى وتسامحنىبس...لا لا هروح.بعد حديث طويل من يوسف لنفسه وصراع طويل قرر ان ينتصر قلبه فى النهاية ويذهب لها فقام وخرج من مكتبه وذهب الى مكتبها فوجدها ستخرج فدخل واغلق البابيوسف: ااااا، انا، انا غلطت فى حقك، انا اسف، صدقينى مقصدش حاجة، انا كدا ولو مش مصدقانى اسألى بابا عليا هيقولك مستهتر ومبيحسش وجبلة كمان، انا حتى على فكرة عندى اللى بيزعل يتحرق بس مستحملتش معاكى ومقدرتش وجيت اتأسفلك واقولك انى غلطان.سهوة بدموع: ماشى يا بشمهندس بس برضو همشىيوسف: هتفضلى يا سهوةسهوة: لية هتخلينى اشتغل غصب عنىيوسف: لا، سهوة، مش عارف هقولك الكلام ده ازاى ولا، ولا ازاى فكرت اقولو، بسسهوة: بس إيه!يوسف: سهوة، انا بحبكرأفت: انا مستغرب من يوسف جدارباب: لية إيه اللى حصل!رأفت: تخيلى، صحى النهاردة الصبح بدرى وراح الشركةرباب: يوسف!رأفت: ايوة يوسفرباب: غريبة يعنىاسماء: كنت حاااسةرأفت: كنتى حاسة بأية يا حماتى.اسماء: حاسة انه هيتغير، البنت اللى كان بيتكلم عنها امبارح، اكيد وقع فيهارأفت: سهوة، انا قولت كدا، البنت دى من ساعة ما شافها وهو اتغير 180 درجة، هى دى اللى هتغير يوسف فعلارباب: مفيش حاجة تغير يوسف، تفتكر هى تكون سبب تغيرورأفت: افتكر ونص ودى اللى هتظبطهرباب: بس دى.رأفت: دى إيه يا رباب، انتى نسيتى احنا كنا إيه زمان، كنا افقر منها، كنا مش معانا فلوس نجيب اكل اول ما اتجوزنا كنا قاعدين فى شقة اوضة وصالة وحمام، مكنتش لاقى شغل وكنت بشتغل شيال وبشيل رملة وانا مهندس، لغاية اما ربنا كرمنى بأبن حلال شغلنى فى شركة وتعبت لغاية اما كونت مبلغ وعملت شركة صغيرة وكبرت وكبرنا معاها لغاية اما وصلنا للحالة دى، مش صح ولت لا يا ربابرباب: عندك حق يا رأفت، عندك حق.جودى: وصيته يا ستىنيرة: انتى مش بتقولى على اخوكى ده رخمجودى: هو رخم ايوة بس طيب اوىنيرة: وقالك إيه بقاجودى: قالى مش محتاجة توصينى انا هعمل كدانيرة: طيب، بس انا خايفة احسن يعاكس سهوةجودى: هههههههه فى دى عندك حق، اخويا بتاع بنات ويعرف بنات بعدد شعر راسوكانت عائدة فى المواصلات وتبكى وعيناها مليئة بالدموع تتذكر ما حدثflash backيوسف: سهوة، انا بحبكسهوة بصدمة: انت بتقول إيه.يوسف: انا عرفت بنات كتير اوى يا سهوة وعملت كل حاجة حرام بس اقسم بالله من يوم ما شوفتك وانا حاسس بحاجة غريبة، حاسس انى اتغيرت حتى مبقتش اسهر معاهم وكرهت سما وبنت تانية اسمها سهى مبقتش طايق حد وبقيت بفكر فيكى انتى بس حتى الشركة مكنتش باجى غير مرة فى الاسبوع او مرتين، النهاردة بس قومت من بدرى علشان اجى اشوفك، سهوة انا بحبك واوعدك ان كل حاجة عملتها غلط هتتغير.سهوة بدموع وقد تذكرت ما حدث سابقا: يا بشمهندس انا فقيرة، عايشة فى بيت صغير وضعيف ممكن يقع فى اى لحظةانا بشقى وبشتغل علشان اكل وااكل اختى واعلمهاانا مش من مستوى انك تحبنىصدقنى دى مجرد نظرة منك لمجرد احساسك بالغلطعن اذنكيوسف: سهوةسهوة وقد وقفت ولكن لم تلتفت له: ايوة.ذهب لها يوسف ونظر لها: هعتبر مشيانك ده اجازة النهاردة بس هشوفك بكرا، بس حبى مش احساسى بالغلط لا انا فعلا اتأثرت بيكى، خليكى عارفة كدا وفكرى فى كلامىنظرت له سهوة بدموع ولكن التفت ورحلت وسط نظرات يوسف الحزينةbackسهوة بدموع فى سرها: يا ترا الزمن مخبيلى إيه تانىسما: مالك يا سوفه قاعد سرحان كدا من ساعة ما المفعوصة سهوة دى مشيتيوسف بعصبية: متجبيش سيرتها على لسانك فاااهمةسما: انت حبتها ولا إيه.يوسف: ملكيش دعوةسما: امممم طيبيوسف بعصبية: اخرجى شوفى شغلك برا ومش عايز اسمع منك مواضيع تانى فاهمةسما: فاهمةعادت سهوة الى منزلها ولكن عدما وصلت الشارع صرخت فهناك اهالى يزدحمون حول منزلها ومنزلها مساوى بالارض فوقع بيتها وثلاثة بيوت اخرى، جريت سهوة الى المكان فطمأنت عندما رأت نيرة وحضنتهاسهوة: حصل إيه يا نيرة.نيرة بدموع: البيت وقع يا سهوة، كنت بذاكر انا وجودى لقينا البيت بيتهز جامد فصرخنا وخرجنا وبمجرد ما خرجنا البيت وقعسهوة: كويس انكو بخير، الحمدلله انها جت على قد كدا، امال فين جودىنيرة: كانت واقفة هنا مش عارفة راحت فينولاء بدموع: سهوةفحضنتها سهوةولاء: كنا هنموت يا سهوة، بيتنا وبيتكو وبيتين كمان وقعوسهوة: كويس انكم بخير، بس هتقعدى فينولاء: هروح عند خالتى وانتى.سهوة: عايزة اروح لخالتى بس البيت ضيق وهبقا تقيلة انا واختى عليهم، هروح بقا وربنا يسهلوظلو واقفين حتى قررت سهوة الرحيلة والتفت وصدمت من المشهد فكان يوسف يمسك بيد جودى وقادم ناحيتهم حتى وصل ووقف امامهمسهوة بأستغراب: انت عرفت العنوان ازاىيوسف: جودى اتصلت بيا وحكتلى كل اللى حصل وقالتلى على العنوان، يلا بس مش هينفع نتكلم فى الشارع كداسهوة: يلا فينيوسف: هأجرلك شقة تقعدى فيهاسهوة: لا هروح عند خالتى.يوسف: وانتى هتبقى مستريحة! ولحد امتىصمتت سهوة ولم تستطيع الرديوسف: يلاسهوة: بس انا ممعيش فلوس علشان الشقةيوسف: ملكيش دعوة دى عليا اناسهوة: بصفتك إيه ان شاء الله!يوسف: بصفتى هبقى جوزك، يلا امشى قدامى بقا...صدمت سهوة من الرد فلم تستطيع التحدث وتحركت مع يوسف وركبو عربيته وانطلقو الى عمارة كبيرة واتفق يوسف مع بواب العمارة ولما جيه صاحب العمارة اتفق معاه يوسف وخلص كل حاجة ودخلت سهوة الشقة وكانت تشعر بالتعبيوسف: ناقص حاجة تانيةسهوة: إيهيوسف: كتب نيرة اختكسهوة: اها صحيوسف: جودى هتذاكر معاها لغاية اما اجيبلها الكتب بتاعتها بكراسهوة: بس.يوسف: مبسش، الشقة هنا قريبة من الفيلا مش بعيدة يعنى متقلقيش وكل حاجة تمام، سلامشعرت سهوة ان لها ضهر يحميها ويخاف عليها لأول مرة منذ فقدانها والدها واصبحت تشعر انها ليست وحيدة ابدا ومعها من يقف جوارهارحل يوسف ودخلت سهوة الشقةنيرة: يوسف ده طلع طيب اوىسهوة بتفكير: ايوةنيرة: مالكسهوة بحزن: مفيش، مفيشجائت رسالة من سهى ليوسف وكان فيها تعالى بسرعة دلوقتى عايزاك فى مسألة حياة او موتده كان نص الرسالة.استغرب يوسف من الرسالة وقال ممكن بتقول كدا علشان يروحلها بس قرر فى الاول وفى الاخر يروحلها وراح وصل جودى البيت وركب العربية وراح على البيت بتاعها لغاية اما وصل الشقةكان لسة هيخبط بس لقى الباب مفتوح ففتح الباب ودخل وكانت الصدمة، لقى الشقة متكسرة وكل حاجة مبهدلة و بص فى اوضة سهى وكانت الصدمةسهى واقعة فى الارض مقتولة وغرقانة فى دمها!