logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
  13-03-2022 05:20 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثلاثون

قالت سماح:
-معرفتش حاجات كتير، البيه تقريبا ميعرفش عنها حاجة غير اسمها الحقيقى واللى عرفه بالصدفة طبعا، أهلها من الصعيد، مامتها اسمها توحيدة، معجبتهاش الحياة في بلدهم فهربت بيها على إسكندرية.
كان مجد مطرقا برأسه بينما الجميع يطالعه، قالت سمر:
-مجد بتفكر في إيه؟
قال حسن:
-أكيد في اللى بنفكر فيه كلنا.
ليقول رائف:
-ان أهلها يكونوا ورا موتها.
رفع مجد إليهم عيناه قائلا:
-تحديدا باباها.

اتسعت حدقتا سماح قائلة:
-لأ طبعا مستحيل أب يموت بنته بالطريقة البشعة دى.
قال رائف:
-لأ فيه، في حالة يكون قفل كبير وعرف إنها مش بنته مثلا.
أشار مجد إليه قائلا:
-بالظبط، هناك في بعض مناطق الصعيد لسة موضوع التار وغسل العار موجود، بس المشكلة في اننا نثبت الكلام ده لو حقيقى، هي بلدها إسمها إيه؟
قالت سماح:
-كفر النجيرى، المكان قريب من الأقصر تقريبا.
قال مجد:.

-هنحتاج نتعاون هناك مع السلطات قبل مانتحرك عشان التحريات وإذن النيابة وخلافه.
قال رائف:
-سيب دى علية، لية واحد صاحبى هناك في مديرية الأمن هيسهلنا مهمتنا.
نظرت إليه سماح بحيرة قائلة:
-مهمتكم، انت هتروح معاه؟
أومأ برأسه بهدوء، بينما قال مجد:
-كدة كويس أوى، خلونا منضيعش وقت، حسن خليك هنا مع اخواتك وخد بالك منهم.
أومأ حسن برأسه بينما التفت لرائف قائلا:
-وانت يا رائف يلا بسرعة، عشان هنسافر علطول.

أومأ رائف برأسه وكادا يتجهان للخارج حين استوقفهما صوت سماح وهي تقول:
-خلوا بالكم من نفسكم، وطمنونا عليكم.
إلتفتا إليها سويا يبتسمان بذات الطريقة ويومآن برأسيهما قبل أن يغادرا، يتبعهما قلبها الذي يرتجف خوفا، يردد من خلفهما دعاء الحفظ، فمجد أخاها وقطعة من روحها والآخر أدركت أنه نصفها الآخر، ونبضات قلبها تدق له فقط.

كادت سمية أن تدلف إلى حيث أختها نبيلة حين إرتفع صوت علا وهي تقول بحدة:.

-كفاية بقى يامامى، كل شوية تقوليلى، روحيله، كونى أدامه وانا أنفذ كلامك وأروحله ويعاملنى زي مابيعامل مامته، أنا بجد زهقت، هو مش شايف ادامه غير الهانم مراته، مبيحبش غيرها ياستى وهي كمان بتحبه، خلاص يشبعوا ببعض وسيبونى بقى أعيش حياتى اللى مش عارفة أعيشها دى بسببك انتى وطنط سمية اللى فاكرة نفسها هتقدر تفرقهم عن بعض، حلوا عني بقى لإنى خلاص نسيت الموضوع ده.
قالت نبيلة بغضب:.

-والله، نسيتى الموضوع ده، مش كدة؟طيب إنسى كمان الفساتين والمجوهرات اللى بتروحى تجيبيهم بشيئ وشويات، وانسى الرحلات اللى بدفع فيهم أد كدة، وانسى كمان انك تغيرى العربية كل سنة، لإنى خلاص مبقاش عندى اللى يغطى مصاريفك والحل الوحيد ياحبيبتى انك تتجوزى واحد غنى، وبما انك لغاية دلوقتى معرفتيش تجيبيلى عريس غنى فمفيش أدامك غير يوسف ابن خالتك وبس.
رمقتها علا بحنق لتقترب منها نبيلة قائلة:.

-يابت ياهابلة، هتلاقى فين زي ابن خالتك طيب وعلى نياته، هيسيبك براحتك تدخلى وتخرجى وتعملى اللى انت عايزاه، وهتجيبى منين حما زي خالتك حبها ليكى عاميها عن عيوبك اللى أنا نفسى كأمك مش طايقاهم فيكى؟
قالت علا بإستنكار:
-يامامى...
صمتت وقد اتسعت حدقتاها رعبا تنظر إلى نقطة خلف نبيلة، لتلتفت نبيلة على الفور وتتسع عيناها من الصدمة بدورها وهي ترى أختها تقف مطالعة إياهما بوجه خال من الحياة وهي تقول:.

-فعلا حبى ليكم كان عامينى عن حقيقة واضحة زي الشمس، طول عمرك يانبيلة وانتى أنانية وغيورة ومبتفكريش غير في نفسك وبس، افتكرتك اتغيرتى بس مجاش في بالى ان الحية عمرها غدارة وانها مش ممكن تغير حقيقتها حتى لو غيرت جلدها.
لتنظر إلى علا قائلة:
-وبنتك هتطلع لمين غيرك؟ياخسارة على كل لحظة كنت فيها السبب في ألم ابنى عشانكم.
قالت نبيلة بإرتباك:
-يا سمية...
هدرت سمية قائلة:.

-اخرسى واسمى متجيبهوش على لسانك تانى، من النهاردة لا لية أخت ولا بنت أخت، روحى دوريلها على عريس في مكان تانى يانبيلة.

ثم استدارت مغادرة لتدلف إلى سيارتها، تقودها بسرعة تنزل دموعها وهي تنعى سنوات، فضلت فيها أحجارا مزيفة على تلك الألماسة التي كانت بحوزتها وداست عليها مرارا وتكرارا، أحست بوخزة في صدرها وضيق في التنفس، فتوقفت على جنب تمسك هاتفها وهي تشعر بالوهن، تطلب رقم الطبيب مصطفى وتدلى له بمكانها قبل أن تسقط فاقدة الوعي.

استقر في تلك الحجرة بذلك الفندق الشهير بالأقصر، ينتظر مجد حتى ينهى بعض المكالمات ليتجها سويا إلى مديرية الأمن يقابلان منتصر صديق رائف ويتحريان عن عائلة القتيلة قبل أن تصله رسالة على هاتفه فتحها بسرعة وهو يراها ممن اشتاق إليها ولم يمضى على فراقهما سوى سويعات قليلة، كتبت فيها.
سؤال بيفرض نفسه، ليه سافرت مع مجد؟
اجاب،.

مش هسيب أخوكى في مشوار زي ده لوحده ياسماح، الخطر هيحاوطه من كل جانب، وأخوكى أكيد يعنى أخويا
كتبت بكلمات أيقن أنها تريد بهم تفسيرا واضحا لا ايحاءات وكلام غير مباشر لطالما منحها إياه.
انت ليه بتعمل معايا كل ده؟
ليكتب دون تردد
عشان بحبك
كاد أن يراها وعيونها تتسع في صدمة ودقات قلبها ترتعش، ظلت صامتة ليكتب،.

كان نفسى أقولهالك وأنا عينى في عينك، كنت مستنى الوقت المناسب عشان أصرحلك بمشاعرى، بس بصراحة مبقتش قادر أخبى أكتر من كدة، بحبك ودى أول مرة أحسها بالشكل ده.
رآها تكتب فدق قلبه بإنتظار رسالتها لتصله كلمتان،
اشمعنى أنا؟
كتب،
لإنك ألماسة نادرة في زمن كترت فيه الأحجار المزيفة، بصراحة أنا ممكن أقولك ألف سبب بس الخلاصة انى حبيتك لإنك سماح، لإنك سماح وبس
انتظر قليلا حتى جاءه ردها،.

لما ترجع هيبقالنا كلام كتير مع بعض، بس خد بالك من نفسك لإنك تهمنا، لا إله إلا الله
كتب،
محمد رسول الله
ثم ضم هاتفه إلى صدره، يدرك أنها رسالة بسيطة منها ولكنها اعتراف ضمني أيضا بأنها تحمل له قدرا من المشاعر يكفيه، إلى الآن.

وقف مجد يتطلع إلى جنبات هذا المنزل حين تناهى إلى مسامعه صوت غليظ النبرات يقول بهدوء:
-خير يابيه، الغفير بيجولى إنك رايد تشوفنى.
إلتفت إليه يطالع رجلا قوي البنية رغم سنه الكبير صارم الملامح يطالعه بفضول ليقول مجد بهدوء:
-أنا مجد الصعيدى، محامى الدفاع عن المتهم في قضية قتل بنتك نور الهوارى.
ظهر الغضب على ملامح الرجل لثانية قبل أن يتمالك نفسه وتعود ملامحه باردة وهو يقول:.

-وجايلى ليه ياحضرة المحامى، مش كفاية وكيلك جتل بتى؟عايزين منى ايه تانى؟
قال مجد:
-دلوقتى بقت بنتك، مش دى اللى أمها توحيدة خدتها وهربت منك من عشرين سنة عشان خايفة تقتلها وتقتل بنتها زي ما كنت ناوى تعمل.
ظهر الغضب على ملامحه وهو يقول:
-مين جالك إكده؟
قال مجد:
-الخدامة سعيدة واللى طردتها من بيتك عشان ساعدتها تهرب.
تأمله تمام ببرود قائلا:.

-سعيدة، جلتلى، ده انت جاي وبتنخور ورايا ياابن البندر وبتجلب في اللى فات، مع ان ملوش عازة، أهو كل واحد خد جزاته وخلاصنا، وعشان اللى حوصل زمان، أنى لا جيت ناحية وكيلك ولا جلت انى هاخد تارى منيه.
طرق على الباب قاطعهم ثم ظهور الغفير ليقول لسيده:
-المحفظة الجديدة ياسى تمام، صالح جابهالك ومستنى برة عشان ياخد فلوسه.
قال تمام بعصبية:
-وده وجته ياعزيز، خليه مرمى برة وأنى هبجى أروحله.

خرج الغفير بسرعة بينما قال تمام بحنق:
-جبر يلم العفش.
ثم نظر إلى مجد وهو ينهض قائلا:
-أظن كدة خلاصنا وزي ماانت شايف يامتر، أنا ورايا حاجات كاتير ولازمن أستأذن.
إلتفت ليتوقف متجمدا حين قال مجد:
-مش قبل ماتقولى قتلتها ليه؟
إلتفت إليه يطالعه ببرود قائلا:
-جتلت مين؟
اقترب منه مجد خطوة قائلا:
-بنتك.
قال تمام بسخرية:
-انت شارب حاجة يامتر ولا مش عارف تلاجى حد تلبسله الجضية، فجلت تلبسها لأبوها.
قال مجد بهدوء:.

-أنا مش ظالم عشان أخلى حد يشيل القضية وهو مظلوم، أنا متأكد انك انت اللى عملتها.
كتف تمام ذراعيه قائلا بسخرية:
-وإيه اللى خلاك متأكد إكده؟
قال مجد:
-المحفظة اللى لقيتها في مسرح الجريمة واللى لو قدمتها للنيابة، أكيد هيلاقوا عليها بصماتك، ده غير هويتك اللى فيها، ولو طالبت بمقارنة بصماتك بالبصمات اللى لقيوها في مسرح الجريمة، هنلاقيها متطابقة ولا إيه؟
حل تمام ذراعيه وظهر التوتر على ملامحه وهو يقول:.

-بصمات إيه، ومحفظة إيه دى؟وحتى لو محفظتى ياسيدى، أنا محفظتى إتسرجت منى ومليش صالح بيها.
قال مجد باابتسامة ساخرة:
-اتسرقت منك وانت في اسكندرية، في اليوم اللى اتقتلت فيه بنتك واللى أثبت إنك يومها اشتريت تذكرتين في قطر اسكندرية ليك ولهمام ابن أخوك، مش كدة ياحاج تمام ولا أنا غلطان؟
طالعه تمام للحظات قبل أن يقول بسخرية:.

-إكده ياحضرة المحامى، الظاهر إنك محامى شاطر وعجر، بس السؤال إهنه، إنت ليه جيتلى البلد ومروحتش ع النجطة وبلغت، أكيد عشان تساومنى مش إكده؟
طالعه مجد بصمت، ليستطرد تمام قائلا:
-عايز منى إيه جصاد انك تنسى كل المعلومات اللى جولتهالى دى وترجع موطرح ماجيت، وتسيب جوز الجتيلة يلبسها، ماهو يستاهل، عشان اتجوز خاطية بنت خاطية، ولو كنت لجيته معاها يوميها كنت خلصت عليه هو التانى وياها.

إبتسم مجد فاستطرد تمام قائلا:
-ها، جولى عايز كام؟
قال مجد بهدوء:
-أنا مش للبيع يامحترم، كل اللى كنت عايزه اعتراف صريح منك بقتلها وأهو تم.
عقد تمام حاجبيه ليتفاجئ بدلوف بعض الرجال إلى الحجرة وأحدهم يقول بصرامة:
-الرائد منتصر الجبالى من مديرية أمن الأقصر، انت مقبوض عليك بتهمة قتل بنتك نور الهوارى، اتفضل معانا.
اتسعت عينا تمام قائلا:
-بس أنا مجتلتهاش ياحضرة الظابط والراجل ده بيكذب عليكم.

رفع مجد تيشيرته ليظهر على صدره جهاز تصنت ليدرك تمام أنه اعترف بنفسه على نفسه، فطأطأ برأسه وتركهم يأخذونه بهدوء، ليبتسم مجد بإنتصار إلى رائف الذي ضرب على يد مجد كفا بكف، يعلنا خلاصهما بمعجزة من تلك القضية.

كان رائف يلملم حاجياته من الحجرة حين وجد مجد يقتحم الحجرة قائلا بقلق:
-رائف أنا مضطر أنزل اسكندرية دلوقتى حالا، هاجر لسة مكلمانى وقايلالى ان زوزا تعبت النهاردة فلازم أروح اتطمن عليها، هتاخد الأوراق وتديها لناجى، ده محامى صاحبى في مصر هيخلص اجراءات الافراج عن حسام وترجع بعدها سماح ومراد وحسن وسمر على اسكندرية.
اومأ رائف برأسه قائلا:
-تمام متقلقش، روح انت لمراتك وابقى طمنا.

أومأ مجد برأسه وهو يضم يده قائلا بامتنان:
-ان شاء الله، وانا مش قلقان طول ماانت جنبنا يارائف، اللى عملته عشانا في اليومين اللى فاتوا ميعملوش غير أخ لإخواته.
ابتسم رائف وكاد ان يقول أخا لكم وحبيب لإختكم ولكنه يدرك ان الوقت ليس مناسبا الآن وسيؤجل كلامه مع مجد بعد أن يتحدث مع سماح فور وصولهم الاسكندرية.

استيقظت زوزا على لمسات رقيقة لوجنتها وكأنها الفراشات تحوم حولها تلامسها برقة، تداعبه، ابتسمت مغلقة العينان فابتسم بدوره بحنان قبل أن تفتح عيونها وتراه أمامها يمرر يده على وجنتها برقة لتتسع عيناها تغمضهما وتفتحهما عدة مرات لتتأكد أنها لا تحلم قائلة:
-مجد انت هنا بجد ولا أنا بحلم؟
إتسعت إبتسامته وهو يغنى قائلا:
-لو كان ده حلم، يا ريته يطول
علشان نفضل نحلم كده علطول.

اعتدلت جالسة بسرعة فأصابها الدوار من حركتها السريعة تلك، أمسكت رأسها وقد شحب وجهها ليقول مجد في قلق امتزج بلهفة:
-انتى كويسة يازوزا؟طمنينى.
أزاحت يدها تأخذ نفسا عميقا وهي تقول:
-كويسة ياحبيبى متقلقش، انا بس مبسوطة انى شوفتك، ومش مصدقة انك جنبى، أنا كنت حالا بحلم بيك.
رفع الغطاء يتمدد بجوارها وهو يسحبها إلى حضنه لتستقر رأسها على صدره وهو يقول:
-بتحلمى بية، وياترى كنت بعمل إيه في الحلم ده؟

أمسكت كفه تعد على أصابعه قائلة:
-أولا كنت راجع من السفر زي دلوقتى حالا، ثانيا صحيتنى من النوم برده زي دلوقتى، ثالثا بقى خدتنى في حضنك.
ابتسم قائلا:
-زي دلوقتى برده مش كدة؟اممم، طب ورابعا...
رفعت رأسها تطالعه بعيون عاشقة وهي تقول:
-بوستنى لإنى واحشاك زي ماانتى واحشنى و...

قاطعها بقبلة أضاعت تلك المسافة الفاصلة بين شفاههما، حبست أنفاسهما من شغفها ورقتها وذلك الشوق الرابض في طياتها، ليبتعد عنها فقط ليمنح لها فرصة للتنفس وهو يقول من بين أنفاسه المتهدجة:
-انتى الوطن اللى مجرد أكون بين أحضانه بحس بالحياة، انتى الروح الى مجرد ماتمتزج بروحى بحس انى عايش، قبلك كنت ميت وفي بعدك كنت ميت ودلوقتى وانتى معايا رجعت للحياة.

أدمعت عيناها من رقة كلماته لترفع يديها تمررها على وجنتيه برقة قبل أن تضم رأسه وتقربه من وجهها تمزج أنفاسها بأنفاسه في قبلة عبرت بها عن كل مايعتمل في قلبها في تلك اللحظة.





الساعة الآن 03:42 PM