logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
  13-03-2022 05:17 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

دلفت سماح إلى حجرة طفلها فور عودتها من العمل بعد أن أخبرتها سمر بأن مراد عاد من المدرسة مكفهر الملامح وأنه رفض الطعام،
رأته جالسا على سريره يضم ركبتيه إلى صدره ويضع جبهته عليهما، إقتربت منه ينتابها القلق، جلست بجواره ووضعت يدها على رأسه قائلة بهمس قلق:
-مراد.
رفع رأسه يطالعها بوجه باك وعيون ظهرت العبرات فيهما، لتقول بجزع:
-مالك يامراد؟فيك إيه ياإبنى؟
قال مراد وهو يمسح دموعه:.

-مفيش حاجة ياماما، مخنوق بس شوية.
قالت بحيرة:
-مخنوق من إيه؟إحكيلى، فضفضلى ياحبيبى.
نهض قائلا بعصبية:
-مش عارف، حاجات كتير خنقانى، حاجات جوايا مش عارف أتعامل معاها، في الوقت ده الواحد مش بيحتاج أمه عشان يحكيلها، بيحتاج أبوه وبابا...
ترك جملته معلقة، لتنهض بدورها تقترب منه قائلة بحزن:
-انت متضايق يامراد منى عشان إتطلقت من باباك؟
قال على الفور:.

-بالعكس ياماما، انتى خدتى القرار الصح، مكنش ممكن تعيشى معاه بعد ما هانك وضربك.
ليزفر مستطردا:
-بس المشكلة دلوقتى مبقتش في بابا، بقت فية أنا، حاسس إنى بقيت شبهه، وإنى كل يوم ببقى هو، بتصرفاته وعصبيته، وكل حاجة اعترضت عليه فيها وده مخوفنى.
أصابت سماح غصة في قلبها من هذا الخوف الذي استشعرته بنبرات مراد وهذا الإعتقاد لديه بأنه سيصير مثل أباه، لتقول بسرعة:.

-باباك مش وحش يامراد، صدقنى محدش فينا خالى من العيوب، وعموما انت مش شبه باباك يامراد، انت شبه خالك مجد، حنين وعاقل وبتاخد بالك من اللى حواليك، مبتفكرش في نفسك أبدا، صدقنى انت مختلف كتير عن حسام.
طالعها مراد بخجل ظهر في ملامحه وهو يقول:.

-النهاردة ياماما، النهاردة شفت بابا فية وأنا بزعق لبنت في المدرسة، صحيح هي اللى غلطت فية الأول بس أنا مكنش لازم أرد الإساءة بالإساءة، إتضايقت أوى ياماما من نفسى وخصوصا لما عرفت إنها يتيمة الأم.
عقدت سماح حاجبيها قائلة:
-لأ، انتى تحكيلى من الأول، لإنى مش فاهمة حاجة،
تنهد مراد قائلا:
-هحكيلك ياماما، هحكيلك من أول ما كنت رايح المكتبة بسرعة عشان ألحق أخلص قراية الكتاب وفي الطريق، اتقابلنا.

قال مرتضى بصدمة:
-ياآبا بس سعدية مش متعلمة...
قاطعه الشيخ سالم قائلا بغضب:
-وهي عملتك السودا اللى عملتها في إسكندرية كانت عملة متعلمين، والله الجاهل لو عملها كان هيبقى أرحم منك، على الأقل متعلمش كتاب ربنا ولا فهم آياته، ساعتها بس هنقول أهله مربهوش، ولا عرفوه عقاب ربنا قبل عقاب الدنيا للعصاة ومرتكبين الكبائر، انت عارف يامتعلم عملتك دى لو أهلنا هنا عرفوها هيكون مصيرك إيه؟

أطرق مرتضى بخزي قائلا بصوت هامس تغمره المرارة:
-عارف ياآبا، عارف، طيب سيبك من العلام، هبص في وشها إزاي ووشها يقطع الخميرة من البيت.
قال سالم وقد وصلت إليه تمتمات ولده الحانقة:
-مش بالحلاوة ياولدى، سعدية بنت عمك، لحمك ودمك، بت جدعة وبميت راجل، هتحافظ على بيتك وتصونك وتستحملك ببلاويك الكتيرة دى، ولما هتعاشرها وتلاقى منها طيب الأصل هتحبها وساعتها هتشوفها ملكة جمال.
رفع مرتضى عيونه إلى أبيه قائلا بحزن:.

-يعنى مفيش فايدة ياأبا، انت مصمم تجوزهالى.
ضرب سالم بعصاه الأرض قائلا:
-حصل يامرتضى، مصمم، وطلبتها من أبوها خلاص، وفرحك عليها الأسبوع الجاي، أما بقى لو عايز توطى راس أبوك في الطين تانى، إعملها بس ساعتها هشيل إيدى منك خالص وهستعوض ربنا فيك، وهسيبك لإخواتها يربوك، عقلك في راسك إعرف خلاصك يا إبنى.

تراءت لمرتضى صور أبناء عمومته فإرتعشت أطرافه خوفا منهم، ليوقن أنه مرغم على تلك الزيجة ولا مهرب منها، وأنه هو من جلب العذاب لروحه الغبية التي اتبعت طريق الشيطان فكانت تلك هي النهاية، ليطرق برأسه قائلا بإستسلام مرير:
-خلاص ياآبا اللى تشوفه، لله الأمر من قبل ومن بعد.
قال الشيخ سالم وهو ينهض مرددا بمرارة:.

-دلوقتى عرفت ربنا، ياريتك عرفته من زمان، بس ملحوقة، هتعرفه هنا في البلد يامرتضى وهتمشى على تعاليم دينك، واللى مقدرتش أنا أعلمهولك في المدينة، هيعلمهولك الزمن هنا في بلدنا ياإبنى.
ليسير بإتجاه حجرته بينما يتابعه مرتضى بعينين غمرهما الإنكسار.

توقفت متجمدة وهي تطالع هذا المشهد الذي نحر قلبها بشدة، فهناك كان حسن يطالع تلك الفتاة التي تميل عليه بدلال بإبتسامة، مال عليها بدوره هامسا لها في أذنها بكلمات جعلتها تميل للخلف تضحك ضحكة خليعة، توقف على إثرها خافق هاجر، وأدمعت عيونها على الفور لتتساقط منها العبرات بصمت، بألم، وبصدمة.

تقابلت عيونها في تلك اللحظة مع عينيه فظهرت في عينيه الصدمة، إستقام على الفور وبدا كمن يتجه نحوها بينما إلتفتت هي تواليه ظهرها وهي تطلق ساقيها للرياح، تتخبط يمنة ويسارا، حتى وصلت إلى الطريق فأوقفت سيارة أجرة وركبتها على الفور منطلقة بها، بينما توقف حسن عن الجري يطالع تلك السيارة التي تقلها بحسرة، وندم.

قالت سماح بعد أن إستمعت إلى صغيرها:
-عشان كدة كانت جاية المكتب وبتعيط.
عقد مراد حاجبيه قائلا:
-هي مين دى؟
قالت سماح:
-بيرى.
قال مراد بصدمة:
-بيرى جت المكتب وكانت بتعيط؟
أومأت سماح برأسها قائلة:.

-أيوة بس هديتها بحدوتة هبلة كدة من حواديتى اللى انت عارفها، وبعدين قعدت معايا واتكلمنا مع بعض، بصراحة يامراد، البنوتة زي الملاك بالظبط، أنا مش عارفة إزاي ممكن تكون قالت الكلام اللى انت قلته ده، وزعلت أوى إنى عرفت إنها يتيمة الأم كمان، دى لوحدها تخلينى أشفق عليها وأديلها العذر.
أطرق مراد برأسه قائلا:
-أنا كمان قلت كدة ياماما، وحقيقى ندمان.
ليرفع لها رأسه يطالعها بحيرة قائلا:
-طب وإيه العمل دلوقت؟

إبتسمت سماح وهي تخرب تسريحة شعره بيدها قائلة:
-قوم إغسل وشك وإيديك وتعالى نتغدى مع بعض وبعد الغدا هقولك نعمل إيه يابطل، إتفقنا.
مرر مراد يده في شعره يسويه وهو يتنهد قائلا:
-إتفقنا.

كان حسن يقف مواجها لهادى الذي اعتلت ملامحه الرفض، يقول حسن متوسلا:
-عشان خاطرى ياهادى، اسمحلى أدخلها، خلينى بس أكلمها.
قال هادى:.

-ياحسن مش هينفع صدقنى، هاجر رجعت من برة منهارة وكل اللى قدرت تقولهولى انها مش عايزة تشوفك ولا تعرفك تانى، حاولت أفهم منها ليه معرفتش، انا عمرى ماشفت هاجر بالشكل ده، وده عندى ملوش غير معنى واحد، انك جرحتها أوى، وفي الحالة دى من الافضل تستنى لما تهدى وتحاول تكلمها أو تتفاهم معاها.
قال حسن بحزن:.

-مش هينفع، هاجر مش هتهدى بالعكس، انت أخوها وأكيد عارفها، انا كمان مش هقدر أنام من غير ما أكلمها وأطمن عليها، مش هقدر ياهادى، حط نفسك مكاني.
فكر هادى، لقد كان مكانه بالفعل ولم يهدأ له بال حتى تحدث مع أخيها ومنحه مباركته في إتباعها ومحاولة الوصول إليها والتفاهم معها، لم يهدأ حتى قابل سمر مجددا وتحدث معها، هو يشعر بمعاناة حسن الآن، لذا فقد لانت ملامحه ورق قلبه وهو يفسح له الطريق قائلا:.

-أدامك عشر دقايق تكلمها وأنا هكون قريب ولو هاجر ناديتنى او إستنجدت بية هضطر أمشيك ياحسن، مفهوم؟
قال حسن بسرعة:
-مفهوم طبعا، انا متشكر أوى.
ثم أسرع إلى حجرتها يقف أمامها للحظات بتردد قبل أن يأخذ نفسا عميقا و يطرق الباب ثم يدلف إليها بعد ان سمع صوتها المتهدج يسمح للطارق بالدخول.

تيبس رائف في دهشة حين طالع زائريه، فعلى عتبة منزله كان هناك يوسف وماجى وابنتهما جيسى و سماح وطفل يقارب في السن إبنته بيرى بجوارها، أفاق من دهشته على صوت يوسف وهو يقول:
-هتفضل سايبنا واقفين على الباب كتير؟
أفسح لهم الطريق على الفور قائلا:
-لأ طبعا إتفضلوا، إيه المفاجأة الحلوة دى؟
دلف الجميع وما ان جلسوا حتى بادرت سماح قائلة:
-بصراحة يامستر رائف...
قاطعها قائلا بإبتسامة:
-رائف، برة الشغل أنا رائف وبس.

هزت رأسها موافقة بإبتسامة مهزوزة وهي تقول:
-الحقيقة حصل سوء تفاهم النهاردة بين مراد إبني وبنتك بيرى وهو حابب يعتذر عن اللى حصل منه لبنتك شخصيا، فإضطريت إنى أتصل بيوسف وماجى وأتعبهم عشان ييجوا معانا.
قالت ماجى:
-تعب إيه بس؟ده احنا ما صدقنا، ده أنا نفسى آكل( أم على)من إيد دادة تحية.
قال يوسف بمزاح ساخر:
-قولى بقى انك كنتى مستعجلاني عشان معدتك مش عشان صاحبتك.
قالت بمرح مشيرة بإصبعيها السبابة والوسطى:.

-الإتنين وحياتك، سموحة تؤمرني أما دادة تحية فعليها طبق (أم على ) بيجنني، هي فين أمال؟
إبتسم رائف قائلا:
-موجودة، وهطلب منها تعملهالك حالا.
ثم إلتفت إلى مراد قائلا:
-شجاعة منك على فكرة تعترف بغلطك وتعتذر، ده بيدل على إنك راجل من صغرك ومتربى كويس كمان.
إبتسم مراد بخجل لينهض رائف قائلا:
-هنادى على بيرى وهقول لتحية تعمل (أم على)، ثوانى وراجعلكم.
غادر رائف لتميل ماجى تقول لسماح بهمس:.

-طيب أوى وابن حلال، بس للأسف ملوش حظ.
أومأت سماح برأسها تشرد في هذا الرجل الهادئ الخلوق والذي لوعته زوجته كثيرا قبل أن تتوفاها المنية كما أخبرتها ماجى، لتدرك بأسف أن القلب الطيب تدركه المحن ولكنه قادر على الوقوف صامدا بوجهها، يتحداها ويهزمها، بقوة.

كانت تواليه ظهرها متقوقعة على نفسها يهتز جسدها بشدة، إقترب منها هامسا بإسمها في لوعة قائلا:
-هاجر.
إنتفضت تعتدل ناظرة إليه في صدمة بوجه باك، قبل أن تستقيم ناهضة، تهبط من سريرها قائلة بغضب:
-إنت ليك عين تيجى ورايا؟ وإزاي تدخل أوضتى بالشكل ده؟إطلع برة ياحسن ياإما هصرخ وأنادى هادى يطلعك برة.
أشار إليها بيده قائلا برجاء:
-اهدى بس ياهاجر وإسمعيني...
قاطعته قائلة بحدة:.

-أسمع إيه، ها، أكاذيب وحكايات، هتقوللى إيه ياحسن؟ هتقول إنى فهمت غلط، هتخلينى أكذب عيوني؟هتقول انك مخنتنيش؟
أطرق برأسه قائلا بحزن:
-لأ، مش هقول أي حاجة من دى، انتى صح؟واللى شافته عيونك مش وهم، حقيقة.
تراجعت خطوة إل الوراء بصدمة قائلة:
-يعنى انت بتعترف إنك خنتنى؟
رفع إليها عيون دامعة وهو يقول:
-غصب عني، دى حاجة مش بإرادتى، أنا مريض ياهاجر.
عقدت حاجبيها مرددة:
-مريض!
قال بحسرة:.

-أيوة وبتعالج نفسيا، بقالى فترة.
إزداد إنعقاد حاجبيها، ليتنهد قائلا:
-الحكاية ابتدت لما حبيت بنت حب كبير، كبير أوى، كان إسمها نورسين، وكنا مع بعض دايما مبنتفارقش، دخلنا جامعة واحدة عشان برده نكون مع بعض، كانت حياتى ياهاجر، روحى اللى مقدرش أعيش من غيرها.
أصاب هاجر غصة في حلقها وهي تشعر بألم في هذا القلب الذي تنحره كلماته، بينما هو يستطرد بمرارة:.

-وفي يوم فاجأت صديق لية بزيارة وشفتها عنده، واكتشفت إنها بتخونى وانها متجوزاه عرفى، ساعتها كان المفروض أموتها وأشرب من دمها، بس حبى ليها منعنى، نزلت من هناك بسرعة قبل ما أتهور، اكتشفت بعدها ان ده عملى مشكلة نفسية، لإنى مقدرتش أشفى غليلى منها، فجأة لقيتنى بشرب وبمشى مع بنات شبهها لمجرد انى أعلقهم بية وبعدين أخونهم بقسوة زي مااتعمل فية، بقى الشرب والخيانة إدمان، حاجة بتجرى في دمى، لغاية ماعملت حادثة بسبب الشرب وأخدنى مجد بعدها لمصحة، اتعالجت فيها فعلا من ادمان الكحول، بس، الخيانة، أنا لسة بتعالج منها.

نظرت إليه بصدمة لا تدرى ماذا تفعل، فبداخلها تسللت الشفقة إلى قلبها وامتزجت بمرارة إحساسها بالخيانة.
أطرق برأسه مجددا يخفى وجهه الذي تسللت إليه عبراته قائلا بندم:
-أنا عارف إن حالتى صعبة وانى مش بسهولة هتعالج، بس من ساعة ماشفتك وحبيتك وأنا حاسس إن الأمل في علاجى كله على ايديكى، أنا حاسس انى بتغير بس محتاج شوية صبر،
ليمد يده يمسح وجهه، قبل أن يرفع إليها وجه متمزق من الألم قائلا:.

-أنا عارف ان الموضوع صعب ياهاجر، وانك مستحيل تتفهمى مرضى أو تتقبليه، بس لو لقيتى في قلبك انك ممكن تصبرى معايا لغاية ماأتعالج، لو حبك لية بالقوة دى؟فأنا واثق انى معاك هقدر أرجع حسن بتاع زمان، وهكون أسعد راجل في العالم.
نظرت إلى عيونه بحيرة امتزجت بالحزن، لا تدرى ماذا تفعل، ثم أطرقت برأسها فقال بألم:.

-أنا قلتلك على اللى جوايا، عريت نفسى أدامك، الحقيقة دى ميعرفهاش غير دكتورى، ودلوقتى انتى كمان، وهسيبك تفكرى، بس لازم أقولك ان وجودك جنبى هيفرق معايا كتير، وانك الوحيدة اللى قدرت توصل لقلبى وتملك مشاعرى، الوحيدة اللى حبيتها بجد واتمنيت أقضى عمرى معاها، الوحيدة اللى شفتك وكأنك نفسى، جزء من ضلعى، وأنا آسف ان كنت سبب نزول دموعك، أكيد كسرتك بس وعد منى لو رضيتى نكمل إنى هجبر كسرك، أنا همشى دلوقتى ياهاجر وهستنى ردك، بس ياريت متتأخريش علية.

ليخرج من جيبه كارتا وضعه على الكومود بجواره قائلا بحزن:
-ده الكارت اللى فيه اسم دكتورى ورقمه، تقدرى تتأكدى من كل كلمة قلتهالك.
ظلت مطرقة برأسها، ليتأملها للحظات بألم، قبل أن يلتفت مغادرا الحجرة بخطوات بطيئة حزينة، لترفع وجه مغطى بالدموع قائلة بهمس مرير:.

-قلبى اللى حبك مكسور ياحسن، ومش عارفة هيقدر يستحمل ده كله ولا لأ، القرار مش سهل زي ماانت فاكر، الخيانة شيئ ممكن يكسر أي بنت، ما هو في كل الحالات مرض، آااه، أنا في عذاب وحيرة، ومحتاجة أفكر كويس عشان أقدر آخد قرارى.
ليدلف هادى في تلك اللحظة قائلا بهدوء:
-وأنا هنا عشان أساعدك ياهاجر.

إستيقظت زوزا تفتح عيونها ببطئ، تنظر إلى محيطها بدهشة، قبل أن تستوعب أنها بتلك الشقة التي إستأجرها مجد بالأقصر ليقضوا بها شهر عسل جديد، طالعت مكانه الفارغ بجوارها تعقد حاجبيها بحيرة، تتساءل إلى أين ذهب في هذا الصباح الباكر دون أن يخبرها؟كادت أن تهبط من سريرها تبحث عن هاتفها كي تتصل به، لتتجمد في مكانها وتتسع عيناها بدهشة وهي تراه يدلف إلى الحجرة يحمل صينية عليها بعض الطعام، ليقول بإبتسامة واسعة ما ان رآها:.

-ياصباح الورد والياسمين على مراتى الحلوة.
وضع الصينية على حجرها ثم قبلها بوجنتها وسط دهشتها قبل أن يجلس بجوارها تتسع إبتسامته قائلا:
-حبيبتى مالها، القطة أكلت لسانها ولا إيه؟
فركت عينيها بيديها ثم مدت يدها إليه قائلة:
-مجد إقرصنى من فضلك، خلينى أتأكد انى مبحلمش وانك جايبلى الفطار لحد عندى في السرير وبتصبح علية بالشكل ده.

ضحك بقوة فتضخم قلبها من الحب، ووجهه يشرق بضحكته ويزداد وسامة، ليتوقف فجأة عن الضحك وهو يلاحظ نظراتها الولهة به، ليمد يده يلمس خدها بحنان قائلا:
-من هنا ورايح، مفيش أهم عندى منك انتى، دلعك واجب علية وراحتك من راحتى يازوزا.
نظرت إليه بحب وسعادة قائلة:
-إتغيرت أوى يامجد، رجعت مجد اللى حبيته زمان، إيه اللى غيرك بالشكل ده؟
أطلت من عينيه نظرة حملت مشاعر عدة، عشق، حزن امتزج بخوف ربما من الذكرى وهو يقول:.

-إحساسى بإنك كان ممكن تروحى منى فوقنى، إحساسى انك ممكن تنسينى ومبقاش موجود في حياتك فوقنى، إحساسى وانتى قصاد عينى ومش قادر آخدك في حضنى فوقنى، أنا كنت بندم كل يوم على كل لحظة مكنتش فيها جنبك، على كل لحظة أهملتك فيها وجرحتك من غير قصد، على كل لحظة كان المفروض أبقى فيها معاكى وفضلت عليكى شوية أوراق.
ليمسك يدها يرفعها إلى شفتيه يطبع على باطنها قبلة ثم يقول:.

-أنا مكتشفتش أد إيه بحبك وانك أهم عندى من الدنيا كلها غير لما بعدتى عني.
دق قلبها بسرعة من قبلته التي مست شغاف خافقها وكلماته التي اقتحمته بقوة، ثم نظرت إلى عينيه بعشق قائلة:
-لو كنت أعرف انى لو بعدت شوية هسمع الكلام الحلو كله ده كنت بعدت من زمان،
نظر إليها قائلا بحنان:
-ولو تعرفى أد إيه بعدك حرقنى مش هتفكرى تبعدى عني تانى يازوزا.
تأملته بحب ثم ابتسمت قائلة:
-تعرف أكتر حاجة مفرحانى ايه؟

نظر إليها متسائلا لتستطرد قائلة:
-انك رجعت تقولى يازوزا، انت متعرفش الاسم ده غالى عندى أد إيه، صحيح انت بقيت تنادينى بيه عشان اللخبطة اللى كانت بتحصل لما تنادينى بإسمى وأختك قاعدة، بس إحساسى بإن الإسم ده انت اللى اديتهولى، بيحسسنى انى بنتك انت وبس.
رفع يده يمررها على وجنتها بحنان قائلا:
-انتى مش بس بنتى، انتى أمى وأختى و مراتى وحبيبتى وقلبى وروحى وعقلى كمان.

مال يقبلها على ثغرها الذي إرتجف عشقا فحال دون الوصول إليها صينية الطعام، نحاها جانبا ثم إقترب منها فقالت زوزا بخجل:
-هتعمل إيه بس؟أنا جعانة يامجد.
همس أمام شفتيها:
-أنا كمان جعان ياقلب مجد.
ليقبلها بشوق، بحب، يبعد كل الذكريات الماضية عن مخيلته، ينحى مشاعر القلق من فقدها والتي مازالت تسيطر عليه وهو يمزج أنفاسه بأنفاسها، تمر يده على جسدها وكأنه يتأكد أنها حقا، بين يديه.






الساعة الآن 01:49 PM