رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشرانتوا بردوو مصممين ع اللى في دماغكوانطقت عايدة بتلك العبارة في حدة وهى توجه كلامها لآنس وكريمة، بدا القلق على ملامح كريمة في حين بدا البرود على وجه آنس وانعكس على صوته وهو يقول:انا مش قادر افهم انتى معترضة على ايه ياعمتى؟نظرت عايدة اليه في غضب قائلة:قلت عايز تخطب كرملة وقلت ماشى، مفيش مشكلة، بس جواز وبالسرعة دى، ده اللى مش ممكن اقبله ابدااقترب منها آنس وهو ينظر الى عينيها مباشرة وهو يقول:.لأول وآخر مرة هقول الكلام ده ياعمتىظهر الاضطراب في عينى عايدة وآنس يستطرد قائلا:ياريت تتقبلى فكرة انى انا، آنس الصياد، عريس بنتك كريمة، وفرحنا قريب، وياريت تكونى متأكدة ان اللى في دماغك لا يمكن هيحصل ابدا ولا هسمح بيهقالت عايدة بارتباك:قصدك ايه ياآنس؟اقترب منها اكثر وهو يقول:.انتى عارفة كويس قصدى ياعمتى، ومش معنى انى ساكت طول الفترة اللى فاتت انى مش فاهم انتى عايزة ايه، انا فاهم كل حاجة، حبى لكريمة هو اللى مكنش مخلينى قادر اوقف كل واحد عند حدهنظرت اليه عايدة باضطراب ثم مالبثت ان تمالكت نفسها قائلة وهى توجه الحديث لجيدان قائلة:عاجبك كلام ابنك يامرات اخويا؟قالت جيدان في هدوء:انا مش شايفاه غلطان في حاجة ياعايدة، بالعكس أنا مستغربة موقفك ورفضكنظرت عايدة الى كريمة قائلة:.وانتى ياهانم، موافقة فرحك يكون آخر الاسبوع؟اضطربت كريمة قائلة:انا مش شايفة سبب للتأجيل يامامانظر اليها آنس وعلى وجهه ابتسامة حانية، فبادلته اياها على استحياء، نقلت عايدة بصرها بينهم في غيظ قائلة:اللى تشوفوهواتجهت الى حجرتها بخطوات غاضبة تتبعها اعين الجميع في حزن، ترقرقت الدموع في عينى كريمة فاقترب منها آنس وضمها اليه في حنان قائلا:.متزعليش نفسك ياقلبى، بكرة طنط عايدة تقبل بالأمر الواقع ولما تشوفنا مبسوطين مع بعض اكيد هتنبسط هى كمانسمحت كريمة لدموعها بالنزول وهى تقول:مش باين ياآنسربت على شعرها قائلا في مرح:اهدى بس ياعيون آنس وبطلى عياط، احسن والله العظيم ابوسك دلوقتى واخليكى تنسى اللى خلفوكىابتعدت كريمة عنه وهى تشهق في خجل قائلة:اتلم ياآنسابتسمت جيدان التى كانت تتابع الموقف في صمت حزين، واقتربت منهم لتخبط رأس آنس بخفة قائلة:.صح ياولد، اتلم، انت مش شايفنى واقفة ولا ايه؟ابتسموا جميعا، في حين التفتت جيدان الى كريمة وهى تضمها في حنان قائلة:اهدى ياعمرى، وكل حاجة هتبقى تماماستسلمت كريمة لدفئ جيدان الذى لطالما افتقدته في امها، ظلا هكذا للحظات حتى قطع الصمت صوت آنس الذى قال في مرح:ما خلاص بقى ياماما، انتى استحليتيها ولا ايه؟ابتسمت جيدان قائلة:.انت بتغير عليها من أمك ياواد، ياخسارة تربيتى فيك، امشى يلا ياأستاذ، روح احجز القاعة، وظبط امورك عشان فرحكوا يوم الجمعة الجايةابتسمت كريمة في خجل، في حين قبل آنس يد امه في سعادة قائلا:ربنا يخليكى لينا ياست الكلضمت جيدان كل من آنس وكريمة اليها قائلة:ويخليكم لية يارب.دلفت عايدة الى الحجرة وعلى وجهها علامات الغضب وظلت تمشى بالغرفة بلا هوادة، تفكر كيف تمنع تلك الزيجة، وكيف تتخلص من سلمى لتزوج كريمة لآدم، التمعت عيناها وهى تنظر الى هاتفها فالتقطته وبحثت عن رقم حنفى لتجده وتتصل به على الفور، سمعت صوت حنفى يجيب قائلا:مسا النور ياهانمقالت عايدة بدون مقدمات:عايزاك تنفذ الاسبوع دهاجابها حنفى قائلا:انا تحت امرك، قوليلى ع المكان والزمان وانا اجيبلك خبرها.ابتسمت عايدة في سعادة قائلة:هبقى ابلغك بالمكان والزمان، اجهز انت، و زى ما قلتلك قبل كدة مش عايزة غلطةاجابها حنفى قائلا:عيب ياستنا، انتى بتكلمى ابو الاحناف، بس،صمت فقالت عايدة في عصبية:بس ايه ماتنطققال حنفى:الفلوس ياهانمابتسمت عايدة في سخرية قائلة:متقلقش، خلص انت وفلوسك هتبقى عندك ويمكن اديك حلاوة فوقهم كمانابتسم حنفى في جشع قائلا:وانا تحت امرك ياستنا.اغلقت عايدة الهاتف ثم نظرت الى ملامحها في المرآه بسعادة قائلة:نهايتك قربت ياسلمى، وكرملة هتبقى لآدم وابقى ورينى ياآنس هتعمل ايه؟