رواية عشق الصعيدي الجزء الأول للكاتبة جهاد خليفة الفصل الثاني والعشرون
فردوس بغضب: راحوا اكسندريه دى هنعملو ايه دلوجت الفتاة بسخريه: هههه اسمها اسكندريه وكمان اطلعى إنتي من اللعبه وانا هتصرف فردوس بسخريه: جولتى اكده ورجعتى جفاكى يأمر عيش الفتاة بغضب: متقولش كده ودلوقتى هيا راحت ملعبى والكوره بين رجليا فمفيش حاجه هتمنعنى عنها فردوس بمكر: لما تخلصى عليها جوليلى، ولا اجولك أبقى جوليلى اللى بيحصل عنديكم بالتفصيل وانا جريب هكون عنديكوا ف اكسندريه وهتصرف مع نضال.
الفتاة بمكر: يبقى كده اتفقنا.
في صباح يوم جديد وفي بيت جديد هناء وهي إمراه في منتصف العقد الخامس تحمل ملامح قاسيه وجديه ولكنها في داخلها حنونه جدا وهي تعتبر والده عمار لان والدا عمار ماتا منذ زمن بعيد وهي التي تولت رعايته وتعمل في قصر عمار رئيسه الخدم وهي المسؤله عن كل شئ في القصر وهي منظمه لحد كبير ولذلك لا تتوقف المشكلات والمشاجرات بينها وبين عمار لانه مهمل لدرجه لا توصف.
هناء وهي تبعد الستائر عن النافذه ليتسلسل ضوء الشمس إليها: عماااار اصحى الساعه 6: 30 عمار يتململ: سبينى انام لسه بدرى وبعد قليل لم يشعر عمار إلا واذنه يبدو انها تقطع هناء بجديه: انا لما اقول اصحى يعنى تصحى ولما اقول اتاخرت يبقى اتاخرت وتقوم بسرعه ومتغلبنيش فاهم عمار بألم: اه اه اه طيب سيبى ودانى خلاص صحيت اهو هناء وهي تترك أذنه: ماشى ادينى سبتك اهو عالله اطلع ملأكش صاحى ولابس كمان.
عمار بتذمر في نفسه: اصطبحنا واصطبح الملك لله دى طريقه الواحد يصطبح بيها هناء مقاطعه بصراخ: عماااااااار عمار بفزع: ايه في ايه الاهلى خسر ولا ايه هناء بمكر: انا كنت بقول ايه دلوقتى يا عمار عمار بلا اهتمام: ان إنتي لو جيتى وصحتينى وملقتنيش لابس هتقولى للكل ان انا بشخر وانا نايم هناء وهي تفتح الباب: ههههههه شاطر بس المرادى مش الشخير بس لاء انا اكتشفت حاجه جديده.
عمار وهو جاحظ عينيه: هنوئه حببتى مش هتقول لحد حاجه مش كده هناء بلا مبالاة: لو قمت ممكن اغير رئيي اسرع عمار بالنهوض من على الفراش متجها الى الحمام لكيلا تفضح سره ابتسمت هناء على افعال صغيرها المدلل ونزلت لاسفل لتعد له وجبه الافطار.
وبعد مده ليست بطويله نزل عمار الى اسفل وهو يعدل من وضعيه الكاب الذي يرتديه فقد كان يرتدى ترنج رياضى لانه سوف يذهب الى التمرين بما انه تشاجر هو ونضال كان لينوب عنه ولكنه حقا جرحه وبشده ولذلك قرر نضال عدم الذهاب الى الشريكه إلا عندما يقدم نضال اعتذره واسفه منه وعندها يفكر حين إذن الذهاب الى الشريكه عمار ببتسامته المعتاده: ماما هناء ماما هناء هناء وهي تصرخ به: عماااار اسكت وبطل تنبح زي الكلاب.
عمار بغيظ: يالهوى على الفاظك كلب مره وحده هناء بجديه: ايه اللى انتا لابسو ده انتا هتروح الشركه كده يا فرحتى الباشا عمار اتهبل عمار بجديه: ماما هناء قولتلك ميت مره متقوليليش باشا إنتي بالذات عارفه ان انا مش بحب منك كلمه باشا فيريت متقوليهاش تانى هناء ببرود: ماشى يا حنين هتروح الشركه كده.
عمار بغضب: لاء نضال اول امبارح قال كلام مينفعش يتقال وانر بجد زعلت منو فخليه يشبع بالشركه واللى فيها وانا ادينى قاعد لا ورايا شغل ولا مشغله وبمنسبه الهدوم انا هروح الجيم علشان امبارح كنت زعلان وكلت اكل لو اتوزع على مصر هيقديها ويفيض هناء باهتمام: يعنى نضال قالك كلام مينفعش يتقال علشان كده سبتو في الشركه يتطحن شغل وانتا قاعد عمار بمسكنه: ايوه علشان تعرفى ان انا غلبان موووووووووووووت.
هناء بغضب: عمار روح غير هدومك واطلع على الشركه وبلاش دلع عمار بتفاجا: اييييه بقولك جرحنى وقلى كلام مينفعش يتقال تقوليلى روح يبقى اكيد لاء مش رايح هناء بجديه: عمار انتا بتقولى لاء عمار باسف: سورى بس بليز متجبرنيش اروح انا بجد مش عاوز اروح.
هناء بهدوء: عمار انتا عارف ان نضال بيحبك ومش ممكن يكون قاصد يقولك حاجه زي دى تلاقى انتا نرفزتو ولا حاجه مهو انتا اهبل انا عارفاك بس صدقنى لو مروحتش يبقى انتا اللى عملت شرخ في علاقتكوا اللى بقالها 15 سنه ولو اتشرخت صدقنى مش هترجع تانى والمنافسين مستنيين منكوا كده عاوزينكوا تتفرقوا علشان يهزموكوا وخصوصا انك انتا اللى قايلى انهم مسمينكم في السوق التوأم تقوم انتا تحقق اللى هما عاوزينوا وتتفرق عن اخوك هوه اه مش من نفس الام بس انتوا توأم في الروح والمخ وطريقه التفكير والجسم فعيب عليك انتا لما تقطع الاخوه دى وتسبهم يدمروا اخوك او بالاحرى توأمك.
عمار بمسكنه: انا مش قولتلك متجبرنيش اوح هناء بجديه: قوم يا عمار صدقنى انا بقول كل يوم ربنا يكون في عونك يا نضال علشان تعرف ان اتا تستحق الكلام اللى قالهولك نضال غور يا عمار من قدامى وروح البس عمار بمذاح: يا ستى قايم متزقيش اوى كده هقع ذهب عمار الى اعلى وهو سعيد انه سوف يذهب الى الشريكه بيته الثانى وهو ممتن ل امه هناء بشده ف دائما ما ترشده لطريق الصواب عندما يكون تائه.
وبعد مده صغيره ابدل عمار ملابسه بملابس رسميه واستعد للذهاب الى الشريكه نزل عمار مسرعا فنادته المدبره هناء هناء بصراخ: مش هتاكل يا عمار انتا مفطرتش عمار بفرح: مرسى مش عاوز هخلى نضال يعزمنى على الغدا ثم خرج مسرعا وركب سيارته الفاخره وانطلق بها الى الشريكه.
في مكان اخر في الصعيد ياسين بملل: اووووف انا زهقت سالم تيجى نلعب دور بلاى ستيشن واكدلك انى هكسب ان شاء الله سالم وهو يذاكر بجد: ذاكر يا ياسين خلاص مبقاش في وقت ياسين بملل: مهو انا زهقت بقالى سبع ساعات قاعد عامل زى اللى عليا ذنب وبكفرو سالم وهو مندمج في الكتاب: ياسين ذاكر علشان مقولش لابوك يسحب منك الفيزه ياسين بكره: انا بكرهك اوى يا سالم متخليك في حالك يا اخى سالم ببرود: بتكرهنى علشان عاوز مصلحتك.
رحمه مقاطعه: في ايه بتتخنقوا ليه ده بدل ما تذاكروا سالم بغضب: إنتي هتلومينى وانا عمال اقول لابنك ذاكر وفي الاخر انا اللى مش بذاكر رحمه ببتسامه حانيه: خلاص يا سلومه متزعلش انا مكنتش اعرف ياسين بحزن: بقه هوه سلومه وانا فين في الحب ده كلوا.
رحمه ببتسامه حانيه من غيره ياسين من اخوه: انتا الحب كلياتو يا عيونى هوه احنا عندينا غير ياسين في المصائب والمشاكل وعدم المذاكره واللى ابوه هيطلع يكسر المكان تكسير ده كلياتوا فوق دماغو النشفه اللى مش عاوزه تذاكر علشان الامتحنات على الابواب وقع سالم على نفسه من الضحك على منظر اخوه الذي كان فخورا في البدايه ولكن معالم وجهه تغيرت من الفخر الى التهجن ومن ثم الى الغضب من بعد ضحك سالم.
سالم بقهقهه: يا خراشى عليك وانتا وشك محمر كده متقولى هوه الحمرتن ده كسوف ولا غضب ياسين بغضب: سالممم والله منا سيبك ظلوا الفتيان يدورون حول والدتهم وهي تكاد تقع على الارض من شده الضحك على ولديها اللذان لم تفارقهم المشاغبه هكذا طوال حياتهم بل تقسم انها شعرت بهم وهم يتشاجرون في داخلها ولم تدب الحيات بهم بعد وبعد قليل وقع ياسين جالسا على الارض من شده التعب ولم يستطع الامساك باخيه.
سالم بضحك: ايه تعبتى يا سوسو ياسين بتعب حقيقى: ماما انا عاوز انام سالم بفزع على اخيه وهو يجلس بركبتيه امامه: ياسين انتا اخدت الدواء بتاعك صح رحمه بفزع: وه مالك يا ولدى ياسين ببتسامه مصتنعه: متقلقوش يا جماعه انا كويس انا بس تعبت من الجرى مش اكتر سالم وهو يعاتب نفسه: انا اسف يا ياسين مكنش قصدى انا كنت عاوزك تضحك علشان ترجع تذاكر تانى ومتزهقش ياسين ببتسامه: والله كويس مقلقش فخلاص بقه يا جماعه.
رحمه بشفقه على ولدها: انتا دلوقت زين يا ولدى بدك شئ اجبهولك ياسين ببتسامه: تسلميلى يا ست الكل انا بس دايخ وحاسس الاوضه بتلف بيا فمش عاوز غير انى انام رحمه ببتسامه لولدها: انا دلوقت هسيبك تنام وبعدين هبقى اصحيك علشان الوكل ماشى يا ولدى ياسين ببتسامه: ماشى يا امى بس دلوقتى اخرجى إنتي علشان بابا وانا هنام وبعدين هتلقينى بنط فوقك زى القرد رحمه ببتسامه: ماشى ياحبيبى.
وبعد قليل خرجت رحمه تاركه ابنيها لمفردهما سالم بحزن: انتا اخدت الدواء بتاعك صح ياسين: ... سالم بغضب: ياسين انتا بقيت تستهبل مش انا قولتلك خد دواك قبل ما ننزل صح ياسين بغضب: زهقت يا سالم زهقت انا طول عمرى باخد البتاع ده كل يوم بقالى 20 سنه باخدو زهقت سالم بألم لحزن اخاه: م، معلش يا ياسين تعالى على نفسك وخده هوه مش هيكمل دقيقتين معاك ياسين بغضب: لاء واخرج علشان انا تعبان وعاوز انتم.
خرج سالم مسرعا من الغرفه وهو يلعن ذلك المرض بسبب جعله اخوه حزينا، نظر ياسين الى الباب وقال في نفسه: عارف يا سالم انك قلقان عليا بس انا زهقت مش قادر اكمل يا انا يا المرض وانا مرضاش بالهزيمه و، لم يكمل ياسين كلامه حتى وجد من يفتح الباب بعنف حتى كاد ان يتكسر في يده والاسوء انه اخوه سالم لم يشعر ياسين بشئ سوى بأن سالم جالس فوقه على السرير سالم بغضب؛هتاخد العلاج يعنى هتاخد العلاج.
ياسين بغضب وهو يحاول دفع سالم عنه ولكن بلا جدوى: وانا زهقت وقولت مش هخدو.
سالم بغضب: طيب، لم يكمل سالم كلامه حتى انقض على ياسين وامسك فكه ليضغط عليه بقوه ليفتح ياسين فمه لا إرتديا ليدس سالم العلاج الخاص بياسين في فمه بقوه ولم يعطى سالم لأخيه فرصه ليبثقه فقد دس زجاجه المياه في فمه ليبتلع ياسين الدواء لا إراديا ليبتسم سالم بنصر ويبتعد عن ياسين وبعد دقائق لم يجد سالم اى رده فعل من ياسين فذهب اليه ليطمإن على حالته ولكنه تفاجا به يبكى بقوه اسرع سالم باحتضان اخيه.
سالم باسى وألم لاخيه: هانت يا ياسين وكل حاجه هتخلص اسرع ياسين احتضان اخيه: تعبت يا سالم تعبت عارف يعنى ايه حياتك مرهونه ببرشامه لا بتجيب ولا بتودى سالم باسى: معلش يا ياسين انتا قدها وقدود ده انتا الباشا ياسين مش انتا علطول بتقول كده ياسين بألم؛والباشا بيحس فعلشان كده وزهق وتعب انا بشر زيكوا بالضبط سالم ببتسامه: معلش يا ياسين وتعالى على نفسك شويه هما خمس دقائق.
ياسين بغضب: طب اخرج بقه علشان عاوز انام وبقى وجعنى من حركتك السوده دى وايدك يا باى عليها تقيله اوى سالم بضحك لانه يعرف انه لا يحب جو الحزن او التعب فيكون اقل من الثانيه مغيرا للموضوع: ماشى يا سوسو هسيبك تنام وعلشان العيش والملح اللى بنا مش هذاكر غير لما انتا تصحى علشان عرفك غبى مبتفهمش وبعد ما هذاكر هتخلينى اشرحلك تانى فبكده اختصر احسن ليا ومذكرش.
وبعد ما انهى سالم حديثه خلع حذائه و التيشرت الذي كان يرتديه بسبب ان الجو حار في الصعيد ياسين بمرح: لو قربت منى هصوت والم عليك الناس واقولهم انك بتتحرش بيا وانك عاوز تبسنى من بقى سالم ببتسامه على افعال اخيه: من بقك مره واحده.
اسين بنعاس: ايوه من بقى سالم وهو يقترب من فراش اخيه ويتمدد عليه ويحتضن اخيه ويقترب من ويضمه اكثر لكى ينام ياسين بنعاس بسبب تأثر العلاج: تفتكر هخف ف يوم من الايام يا سالم سالم بآسى: هتخف وتكون زى الحصان ومتفكرش علشان متتعبش ونام وانا هنام جنبك اهو ياسين بحنين لاخيه: ماشى يا كوتش، ثم سحب الغطاء وراح في سبات عميق بسبب ارهاقه الشديد ومرضه.