بعد مرور تمن سنوات، ليليان كانت فيهم مشيت بعد موت عمتها و عاشت في اسكندرية و أدهم كان بيدور عليها و طبعا بعد موت نجلاء كان صعب يوصلها لأن كل الوسائل اتقطعت بينهم و حتى عنوان خالها اللي راح لي كانوا عزلوا و محدش يعرف مكانهم و كمان أهل ليليان سابوا بور سعيد و راحوا يقعدوا في القاهرة عشان والدها اتنقل من الشركة اللي كان بيشتغل فيها، ، ظروف ليليان كانت مش سهله خالص خصوصا بعد ما اكتشفت انها مريضة نفس مرض عمتها، ، الموقف مكنش قلق بالنسبالها لأنها عاشت مأساة المرض مع عمتها و شافت أعراضه و التعب اللي كان بيحصلها و تقريبا عرفت ان المأساة هتتكرر معها تاني، ، قبل ١٠ شهور و بعد خطوبتها بشهرين، ليليان كانت بتحس بتعب رهيب و مجهودها بدأ يقل و مكنتش اول مره تحصلها بس زادت اكتر، فقررت تروح تكشف...
و بعد أن أنهت الفحوصات اللي الطبيب طلبها منةا تنهد و قال لازم تتدخل جراحي، و طبعا في حالتك لازم نلجا لزراعة القلب و طبعا العملية صعبة، و في دكتور اسمه أدهم النشار دا ممكن يساعدك كتير، ليليان اتقبلت الموضوع عادي و خرجت من عنده و طبعا عمرها ما هتروح لادهم، و حتى وقتها قررت تفسخ خطوبتها لأن مش ذنبه ياخد واحدة مريضة حياتها مهددة بالخطر...
خالد خطبيب ليليان و هي اشتغلت عنده بقالها تمن سنين شركه دعاية و اعلان في اسكندرية و اتخطبوا من سنه و ليليان كانت بتاجل الجواز لأنها كانت حاسه انها بتظلمه معها و بعد بشهرين كانت اكتشفت مرضها و طبعا كانت مترددة تقول حتى أهلها مكنوش يعرفوا حاجه.
كانت ليليان تجلس تباشر عملها كالعادتها كل يوم، طرقت ندي الباب ودخلت ليليان بابتسامة: تعالى يا ندوش ندى: اوعي تكوني فطرتي من غيري؟ ليليان: هههههه لا يقلبي مستنياكي طبعا ندى: اممممم أيوه كدا... ليليان: هو خالد جي ولا لسه؟ ندى: اهااا جي ليليان: امممم ماشي ندى: ليليان هو انتي ماجلة الجواز ليه انتم بقالكم ٧ سنين عارفين بعض و السنة التامنة اتخظبتوا... ليليان: عادي حاسه اني مش جاهزه...
لاحظت ندى الخاتم التي ديما ترتدي ليليان ندى: على فكره الخاتم دا تحفه اووووي، انا كل مره بنسي اقولك... ابتسمت ليليان و تذكرت أدهم وقالت اهااا اصله كان حد غالي عليا اووووي هو اللي جايبه قالت ندى مزحه: الحب الأول ولا ايه؟ شردت ليليان في كلمتها و قالت لا مكنش في حب و لا حاجه ندى: هتفطري اي؟ ليليان: لا مليش نفس، انا هقوم امشي ندى بدهشه: تمشي تروحي فين؟ ليليان: اصل واحده صاحبتي جايه إسكندريه ندى: مين دي؟
ليليان: رضوي واحده صاحبتي من ايام الجامعه و بقالي كتير اوي مش بشوفها من ساعه آخر مرة نزلت القاهرة... ندى: وهي جايه ليه؟ ليليان: مفيش يا ستي هي كانت هنا اصلا لأنها شاغله مرشده سياحيه وكانت جايه مع وفد اجنبي و قالت تعدي عليا عشان تشوفيني ندى: خلاص اشطا قولتي لخالد ولا؟ ليليان: البركه فيكي بقا ندى: هههههه ونبي ما هتسكتي غير ما يطردنا احنا الاتنين ليليان: هههههه.
ذهبت ليليان إلى منزلها لكي تنتظر قدوم رضوي، دق الباب وقامت لتفتح... ليليان: يااااه مش مصدقه اني بشوفك تاني والله رضوي: وحشتني اووووي والله و قامت بضمها إليها ليليان: تعالى ادخلي، دخلوا وجلسوا الاثنين رضوي: عامله اي واخبارك مع خالد ليليان: عايزة اسيبه مش قادرة أكمل يا رضوي ما ياريتني ما سمعت كلام ماما رضوي بصدمه: نعم؟! ليه أن شاء الله اوعي تكوني بتفكري في أدهم يا ليليان.
ليليان: مش قادره انسي والله، و مش عايزة أظلم خالد معايا، خصوصا بعد ما عرفت اني عندي فشل في القلب و احتمال اموت في ايه وقت اصلا رضوي اتصدمت: اييييه؟ ليليان: محدش يعرف اصلا رضوي مش مصدقة و بتحسب ليليان بتهزر و قالت انتي بتهزري صح ليليان: والله لا من سنه، تعبت اووووي و حسيت ان مجهودي بدأ يقل و من أقل حاجه بتعب و حتى دلوقتي مقدرش اخد نفسي انا عايشه على البخاخة اصلا رضوي عيطت: ليليان انتي بتقولي اي؟
ليليان: عادي انا مش زعلانه بالعكس انا مبسوطه جدا رضوي: نعم؟! ليليان: ايه اخبار باقي الشله تعرفي حاجه عنهم؟ تصدقي وحشوني اوي نفسي أكلم يوسف و زين رضوي: اهااا بس مش بقينا بنتكلم على طول بسبب كل واحد و ظروف شغله و بتقابل أنا و زين على طول و يوسف ساعات... ليليان: وادهم رضوي بحيرة: حرام عليكي اللي بتعملي ف نفسك دا؟ ليليان: انا بسال بس.
رضوي: ليليان أنتي مخطوبه و خالد بيحبك و بيحاول يرضيكي بكل الطرق وانتي برضو تفكيرك كله في أدهم ليليان: انا عايز اسيب خالد خلاص اكيد مش هينفع أجل الفرح اكتر من كدا و كمان انا مريضة يعني موضوع الجواز دا فاشل بالنسبالي و بصراحة هو مش مضطر يستحمل... رضوي: ليه يا ليليان؟ ليليان: والله مش عارفه بس مش قادره ابدله اي مشاعر حاسه اني بظلمه و كمان مريضه رضوي: طب وازاي محدش يعرف.
ليليان: عادي مش لازم اقول كل الناس اني تعبانه رضوي: طب هو انتي ازاي معملتيش اي عمليات لحد دلوقتي؟ ليليان: مش هعمل اصلا... ليليان: ازاى؟ ليليان: هستني لحد ما حالتي تسوء خالص و قلبي يوقف رضوي زعقت فيها و قالت: ليليان أنتي اتجننت ليليان: لا متجننتش، بس خلاص تعبت بقا مش قادره و لا قادره اعيش حتى الذكريات بتموتني رضوي: انتي اللي عامله في نفسك كدا ليليان: انا؟ حاولت.
رضوي: يا بنتي انتي مقلعتش الخاتم بتاعه اصلا حاولتي اي بس؟ ليليان: هتاكلي اي؟ رضوي: ليليان انتي بتتهربي من الكلام ليه؟ ليليان: عشان مش عايزة افتكر حاجه، مش عايزة بعد ما تمشي اقعد اعيط لحد ما نفسي يروح عرفتي ليه مش عايزة أقع تاني عشان المره دي مش هقدر اقوم رضوي: ليليان انا شايفه ان خالد فرصه كويسه و هيعوضك لو اديتله الفرصه ليليان: انا مش قابله العوض... رضوي: انتي ازاي بتحبي كدا؟
ليليان: مش عارفه، بس بتمنى اموت عشان ابطل احبه... رضوي: طب انتي مقولتيش لأهلك ليه؟ ليليان: مش حابه اقلق حد عليا، و بعدين امي ممكن تموت فيها الصراحة رضوي: على فكره لازم تبدي علاج ليليان: ربنا يسهل، انتي عامله اي؟ رضوي: كويسه، على فكره يوسف بيسألني عليكي ليليان: ياااه لسه فاكرني رضوي: ماهو اللي بيحب مبينساش ليليان بألم: فعلا رضوي: مش ناويه تنزلي القاهره و تقابلهم طيب ليليان: لا مش عايزة...
رضوي: على فكره أدهم في مصر ليليان: سمعت انه بقى دكتور كبير و عنده مستشفي لجراحة القلب رضوي: اهاااا تقربيا بقى أشطر دكتور جراحه قلب في مصر ليليان: امممم عرفت، هو اتجوز ولا لسه؟ رضوي: لا لسه و على فكرة دور عليكي كتير مسابش مكان غير لما راحه، و سهر خلفت و سالي هتتخطب ليليان: اي دا بجد؟ رضوي: اهااا ليليان: ابقى اديني رقمها عشان اباركلها رضوي: ليليان انتي لو مبدتيش علاج انا اول ما اسافر هروح لأهلك و اقولهم.
ليليان: وحياه العشره اللي ما بينا متقوليش لحد، على فكره انا مش تعبانه والله انا كويسه رضوي: كويسه ا ازاي؟ ليليان: يعني الحمد الله... رضوي: انتي بجد غريبه اووووي ليليان: لا بس نفسي ارتاح من أي وجع بقا، بقالي تمن سنين بتعذب مجاش على دلوقتي يعنى؟ رضوي: ارحمي نفسك يا بنتي ليليان: ادعيلي أن ربنا يرحمني لم تقدر رضوي السيطره على دموعها و زفرت الدموع من عينها ليليان: متبقيش نكديه بقا... رضوي: حاضر.
فالمستشفى كان أدهم يمر على المرضى و بعد ذلك ذهب إلى مكتبه، وجد زين في انتظاره أدهم: انت هنا من امتى؟ زين: من شويه، سلمت على يوسف و بعد كدا جيتلك أدهم: وحشاني والله زين: محدش بقى يشوفك أدهم: والله معنديش وقت كل شويه بيكون عندي عمليه زين: ربنا يعنكم أدهم: يارب، انت اخبارك اي؟ زين: الحمد الله تمام اهو أدهم: أخبار سهر و سالي ايه؟ زين: اهي كويسه و سالي تمام و هتتخطب أدهم: و رضوي.
زين: بقيت تمام و مرشدة سياحية اهي، بس طبعا هى علاقتها مكنتش قوية غير بليليان أدهم بحزن: اهاااا زين: لسه بتفكر فيها بعد كل دا؟ أدهم: اهااا نفسي الاقيها بس للاسف مش عارف اوصلها حتى عمتها ماتت و أهلها عزلوا... زين: زمانها اتجوزت يا أدهم شوف حياتك بقا أدهم: مش قادر انسى والله... زين: هتفتح المستشفى الجديده أمتي أدهم: كمان اسبوعين كدا زين: هتبقى مستشفى النشار ولا اي؟ أدهم: لا مستشفى ليليان لعلاج لجراحة القلب..
زين: ليليان أدهم: اهاااا زين: هتفضل مجنون طول عمرك حتى بعد ما كبرت، ضحك أدهم بحزن زين: مش ناوي تتجوز؟ أدهم: لا... زين: يا ابني عمرك هيجري على الفاضي أدهم: ليه على الفاضي ماانا بقيت دكتور شاطر ومش يف مصر بس و في امريكا و الامارات زين: اهاااا بس برضو أدهم: اتجوز أنت يااخويا زين: ههههههه ماشي يا أدهم أدهم: هو يوسف وراها عمليه ولا اي؟ زين: مش عارف انا سيبته وطلعت أدهم: اممممم ماشي محدش يطلع منك بمعلومه.
زين: مش هتخرج أدهم: لا مش فاضي يا دوب بخلص شغل الساعه تلاته الفجر وبروح انام ساعتين و بعدين برجع المستشفى تاني دا لو مطبقتش و فضلت هنا... زين اتنهد و كان مستغرب جدا تقريبا أدهم كل حاجه اتغيرت فيه...
لم تذهب ليليان الي العمل، وظلت في المنزل، دق جرس الباب قامت ليليان لتفتح... ليليان: اتفضل دخل خالد وجلس على الاريكه خالد: مجتيش الشغل ليه؟ ليليان: كنت تعبانه خالد: وامبارح مشيتي ليليان: عادي عشان رضوي كانت جايه خالد: انا مقصدش حاجه يا حبيبتي بس قلقت عليكي... ليليان: ماشي خالد: انا كلمت عمي و حددنا ميعاد الفرح ليليان: ومين قالك تعمل كدا خالد: عشان مفيش سبب لتأجيل و لا انتي عندك ليليان: عادي.
قام خالد وجلس جانبها وقال عادي يا حبيبتي بس عشان انا عايزك تكوني معايا، اقتراب خالد منةا وحاول تقبيلها ولكنها ابتعدت عنه وقامت فجأه خالد: ليليان أنتي غريبه اوووي، انتي حتى مش عاوزه تقربي مني ليليان: خالد انا مش عايزة أتكلم في حاجه لوسمحت خالد: من حق اعرف انتي بتعملي ليه كدا؟ شعرت ليليان بضيق صدرها و عدم قدرتها على التنفس و قالت بوهن ممكن تسيبني لوحدي خالد: ماشي يا ليليان، ذهب خالد و تركها...
جلست ليليان على الاريكه و أخذت تاخد نفسها بصعوبه، و بدأت فالبكاء... ذهب خالد إلى منزله و هو يشعر بالضيق من أفعالها ندى: مالك يا حبيبي مضايق ليه؟ خالد: مفيش انا هدخل أوضتي ندى: بسبب ليليان برضو خالد: ايوه انا مبقتش فاهم حاجه والله ندى: يمكن متوتره عشان الفرح وكدا خالد: لا يا ندى الموضوع اكبر من كدا ندى: معلش يا حبيبي اديها فرصه بس خالد: ماشي.
ندى: أدهم كلميني وقال انه عايزك أن اللي تستلم شغل الدعاية والإعلان من المستشفى اللي هيفتحها هنا؟ خالد: هو هيفتح واحده هنا ندى: اهاااا هو عمل السنه اللي فات في بورسعيد والسنادي واحده في القاهره و واحده في إسكندرية خالد: اممممم خلاص تمام هو مقالش اسم المستشفى ندى: ليليان زي بتاعت بور سعيد خالد بتعجب: نعم؟ ندى: والله مسمى المستشفى كدا خالد: دي مين ليليان اللي يعرفها ندى: حبيبته... خالد: زي اسم ليليان.
ندى: اهاااا ما عشان كدا مكنتش بحبها ف الاول بسبب اسمها دا... خالد: انا هشوفه هيجي أمتي ندى: تمام ماشي، احضرلك الاكل خالد: لا.
كانت رضوي نايمه، دخلت سميره الغرفه... سميره: رضوي يابنتي كفايه نوم كدا؟ استيقظت رضوي، وقالت اي يا ماما سميره: يا بنتي انتي بقالك يومين نايمه من ساعه ما جيتي رضوي: كنت تعبانه يا ماما وانتي عارفه اني كنت مطبقه اصلا سميره: هي ليليان اتجوزت ولا لسه؟ رضوي: لا لسه سميره: اومال يا بت مالك مش فرحانه ليه انك شوفتيها؟ رضوي بحزن: ليليان عندها القلب يا ماما سميره: يا حزني...!
رضوي: محدش يعرف من أهلها حتى وكمان عاوزه تسيب خطيبها سميره: يا عيني عليكي يا بنتي، طب وهي عامله اي؟ رضوي: بتقول انها كويسه...
ذهبت ليليان إلى الشركه و دخلت إلى مكتبها، و بدأت تباشر عملها، دخلت ندى لها وقالت لسه جايه طبعا ليليان: اهااا في حاجه ولا اي؟ ندى: لا بس انا زعلانه منك ليليان: اي دا ليه؟ ندى: عشان انتي مش بتعبرني صاحبتك مع اني بعتبرك صاحبتي و اختي ليليان: والله بعتبرك صاحبتي واختي ندى: كنتي هتتكلمي معايا ليليان: هتكلم في أي؟ ندى: في اللي مضايقك ويخليكي تاجلي فرحك.
ليليان: مفيش حاجه والله يا ندى بس انا مش حابه موضوع الجواز دلوقتي... ندى: مش مقتنعه بس ماشي، علي فكره إنهارده عندنا عشا مهم ليليان: ينفع مجيش ندي: لا طبعا هزعل منك والله و خالد نفس الكلام ليليان: هو هيبقى في البيت ولا في المطعم ندى: على حسب بس غالبا هيبقى في البيت ليليان: خلاص هخلص شغل و اروح وبعدين ابقى اجيلكم على البيت ندى: اشطا...
أنهت ليليان عملها و ذهبت الي المنزل و قامت بتغير ملابسها، ارتديت فستان بعد الركبه، مقفول من أعلى باللون الأسود، و قامت بلف شعرها، اتاها اتصال من خالد... خالد: اي يا روحي انتي فين؟ ليليان: لسه هنزل خالد: خلاص ماشي... ليليان: سلام... كان أدهم يجلس معهم... ندى: بقى مكنتش عايز تيجي أدهم: والله الشغل انا واخد الساعتين دول بالعافية خالد: امممم ماشي يا عم أدهم: المهم انتم عاملين اي؟ خالد: تمام اهو.
أدهم: هتتجوز امتى؟ خالد: يعني على آخر الشهر أدهم: مبرووك خالد: عقبالك ندى: انا هقوم افتح الباب بقا، قامت ندى لتفتح الباب ودخلت هي و بعدين ليليان خلفها، احست ليليان بارتفاع نبضات قلبها و لم تفسر ذلك و لكنها زادت اكتر، شعور لم يرودها منذ تمن أعوام... خالد: تعالى يا ليليان... تجمدت ملامح أدهم عندما سمع الاسم و دار بجسده لكي يراها.