رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون
خرجت شمس و بعد ذلك ساره... كان أدهم و وليد بالخارج، مشيت شمس عده خطوات و لكنها فقدت الوعي و اسرع أدهم و امسكها قبل أن تسقط، حملها أدهم.. أدهم بقلق: شمس؟ وليد: هي مالها ساره: مش عارفة وديها على البيت يا أدهم... اخدها أدهم الي المنزل، فتحت ساره الباب و دلف أدهم الي الداخل ليضعها على الفراش... ساره: أطلع برا و انا هكشف عليها... أدهم بقلق: انجري يا ساره هي مالها.
ساره: نادين مره عملت معايا عمليه زي كدا بظبط ايام ما كنا في المستشفى و طبعا ممكن تكون افتكرت حاجه لكن هي كويسه... أدهم: ماشي، طب هتفوق ازاي؟ ساره: هي هتفوق لوحدها، نتفضل نخرج بقا و لا إيه... أدهم: لا انا هخليني جانبها... ساره بتعجب: طيب... خرجت ساره من الغرفه و قفلت الباب خلفها... وليد: هي كويسه؟ ساره: اهااا... وليد: امممم ماشي، هي عملت اي لما دخلت معاكي؟ ساره: مفيش هي اللي عملت العملية... وليد: وانتي؟
ساره: كنت بحاول اسيطر على النزيف... وليد: بس نادين مش دكتوره نسا يعني ساره: اهااا بس من كتر ما كنت بتكون معايا اتعلمت و بقيت اشطر مني... وليد: اممممم يلا عقبال ما اجبلك مراتي... ساره: مش لما تبقي تجوز الأول و بعدين تعالي هنا ايه حوار اني مرات وليد دا وليد: والله أدهم اللي اختراع الفكرة العظيمة دي و بعدين يا بنتلي انتي تتطولي تبقى مرات وليد ساره: و أطول أطول من كدا كمان... وليد: هو مخرجش ليه.
ساره: صاحبك بقا، دا مجنون بيها و الله... وليد: تلاقيكي هتموت و تلاقي حد كدا ساره: لا عادي اصلي مش هلاقي وليد: أهم حاجه الثقة.
بداخل الغرفه... فتحت عينها، و قامت، هو ايه اللي حصل أدهم: تعبتي و جيبتك هنا... شمس: اهااا هي فين ساره... أدهم: برا، انتي حاسه بحاجه شمس: لا انا كويسه، و زينب... أدهم: في بيت الشيخ عابد... - و انا هنا فين؟ ابتسم أدهم وقال في البيت عندي... شمس: اهااا طيب انا هقوم بقا أدهم: خليكي شويه عشان متتعبيش تاني شمس: لا شكرا أدهم: اهو بالمرة نصفي حسابنا... شمس: كنت بهرز معاك الله... أدهم: يا شيخه دا هزار دا...
شمس: اهااا و بعدين مكنش قصدي ادوس على رجلك... أدهم: بجد... شمس: اهاا شوفت بقا أنك ظلمتني... أدهم: لا ميصحش فعلا... طرقت ساره الباب و دخلت، فوقتي امتى؟ -لسه دلوقتي... ساره: طب حاسه بحاجه و لا؟ شمس: لا تمام... ساره: شكلك دكتورة شاطرة.. شمس: اهااا بس يا ترى انا كنت دكتوره أي ساره: اممم الله اعلم... أدهم: دكتوره قرود... شمس: عشان كدا شوفتك... ضحكت ساره، وقالت عيب يا أدهم... أدهم: انا قرد... شمس: هو انا قولت حاجه...
ساره: طب تعالى نروح ليهم بقا، يمكن حد محتاج حاجه أدهم: بلاش تخليها تتحرك... ساره: يا ادهم هي كويسه والله...
مر أسبوع و جاء يوم السبوع... عند زينب في المنزل... زينب: انا هروح يا شمس و انتي تعالي ورايا... شمس: حاضر، هي ساره راحت ولا زينب: انا هعدي عليها و انا ماشيه... شمس: ماشي انا هاخد شاور والبس و اجي، وابقي خليها تعدي عليا عشان نروح مع بعض زينب: ماشي بس بسرعه... خرجت زينب من منزلها و ذهبت إلى ساره.. طرقت الباب و فتح لها وليد... زينب: ساره خلصت و لا لسه وليد: خلاص بتلبس اهي زينب: طب خليها تروح لشمس...
وليد: ماشي... قفل وليد الباب و قال، يا ست ساره خلصي... خرجت ساره من الغرفه و قالت اي انت صدقت انك جوزي بجد و لا إي؟ -بس يا بت، و يلا روحي لشمس... -بت في عينك -طب في ست محترمه تقول لجوزها كدا... -لا الصراحه... خرج أدهم من الغرفه و قال ما تبطلوا زن انتم الاتنين... ساره: ما هو احنا لو نادين مكنتش قولت كدا... وليد: ما شاء الله البت مبتفصلش، و هو عادي يجي علينا احنا بقا أدهم: صحيح يا ساره انا حاسس انها متغيره.
ساره: لا هي نادين كانت كدا تحب تتكلم و تهزر كتير... أدهم: نادين؟ ساره: اهاا كانت كدا في الاول... ادهم: لا شمس و نادين مختلفين خالص ساره: لا بس نادين لما وقعت في سليمان و كدا اتغيرت بقا، لكن هي طبيعتها كدا... أدهم: بس دي لسانها طويل اوي ساره: مش انت اللي بتحبها استحمل بقا، ، يلا انا هروح انادي عليها... أدهم: استنى طيب هاجي معاكي... ساره: ليه؟ أدهم: يعني يصح انك تمشي لوحدك.
ساره: يا راجل، يا ابني دي لسه سايبك من شويه... أدهم: يلا، خرج أدهم و ساره، و ذهبوا إلى المنزل طرقت ساره الباب... اتاها صوت شمس من الداخل و قالت استنى يا ساره... -ماشي انجري بس... أدهم: يلا بالسلامة انتي بقا ساره: نعم... أدهم: بأي يا ساره جوزك بينادي عليكي... ساره: بقي كدا... أدهم: امممم يلا سلام بقا... فتحت شمس الباب و قالت ادخلي و اقفلي الباب انا هدخل البس...
استغربت شمس و قالت ساره و لكنها تفاجأت عند رأيت أدهم امامها و الذي كان يسند ظهره على الباب، و يحدق بها و يتأملها، فشعرها المتبل و المنسدل على ظهرها و ذلك الفستان الذي يرسم جسدها بعنايه و جعلها تبدو كالحورية... خجلت شمس من نظراته إليها وقالت على فكره انت مينفعش... أدهم: على أساس انك مكسوفه و متوترة بقا وكدا يا راجل قول كلام غير دا...
شمس: لا بس يعني مينفعش تيجي انت مكان ساره، انا هدخل البس، و اتجهت إلى ناحيه الغرفه، و لكن توقفت مكانها، عندما وجدته يضع ذراعه حول خصرها، اغمضت شمس عينها و شعرت بدقات قلبها تزداد، و أنفاسها المتسارعة، و لفها إليه لتبقي في مقابلته، لمس عنقها بأنامله بنعومة و رفق، كانت تشعر بدقات قلبه المتسارعة و المتتالية و حراره انفاسه... -لو سمحت...
تجاهل أدهم ندائها و انحني على شفتيها و قبلها بشغف و حب، و بعد ذلك انتقل ليقبل عنقها، دق باب المنزل، أبتعد عنها... شمس: مين..؟ أجابها يزيد و قال انا يا شمس... اتجهت ناحيه الباب و لكن امسك أدهم يدها و قال هتفتحي كدا ازاي..؟ ألقت نظره على ملابسها، وقالت في حاجه يا يزيد - لا بس جيت اشوفك -هخلص لبس و اجي... -ماشي... شمس: ممكن تتفضل؟ أدهم: والله عيب... شمس: بجد و مش عيب اللي انت عملته دا؟ أدهم: عملت اي...؟
شمس: ونبي؟ أدهم: اهاا قوليلي كدا عملت اي... شمس: خلاص... سحبها من يدها وقربها منه حتى انعدمت المسافة بينهم، و قال مش هتقولي؟ شمس: لا مش عايزة... أدهم: اقولك انا طب.. شمس: طب أمشي بقا لأحسن الشيخ عابد يجي يقولنا هو... أدهم: طب بعد كدا اتاكدي مين على الباب و متخرجيش كدا تأني... شمس: ما هو محدش هيعمل زيك كدا... أدهم: ما هو محدش يقدر يعمل زيي... ابتلعت شمس ريقها وقالت طب اي... أدهم: همشي اهو...
شمس: طب امشي، على فكره انا اتاخرت و انت عطلتني... أدهم: ما هو يعني مينفعش انتي تتطلعي كدا.. شمس: انت قليل الادب لوحدك هتجيبها فيا... أدهم: لا بس مكنتش اعرف انك خجولة كدا... شمس: أدهم، انا حاسة اني شوفتك قبل كدا... أدهم: طب إي مش هتتدخلي تلبسي... فهمت شمس انه لا يريد قول شئ و تركته و دلفت إلى غرفتها... تنهد فهو يريد أخبرها بحقيقتها و لكن يخشى أن تنكرها... خرج من المنزل و اوصد الباب خلفه...
ذهب أدهم إليهم و جلس في الخيمة الخاصة بالرجال، و لكنه احس بالملل فقام و تابعه وليد عندما رآها... وليد: قومت ليه؟ -عادي قولت اتمشى شوية -في حاجه ولا اي؟ أدهم: مش عارف بس نادين اكيد مش حابه ترجع تاني... وليد: طب و ترجع ليه انت ممكن تتجوزها على أنها شمس... ادهم: و لما ذاكره ترجعلها فجأة... وليد: هتبقى مراتك و خلص الحوار على كدا أدهم: قصدك اني أستغل ظروفها عشان اريح نفسي...
وليد: يا أدهم انت بتحبها و انا بقولك انك هتتجوزها... أدهم: مش هقدر اضحك عليها، يمكن هي متكنش عايزني وليد: انت بتحبها و هي لما تبقى مراتك هتقبل الوضع و مين قال إنها مش عايزك أدهم: مش عايز اجبرها على حاجه... وليد: ما ممكن تتضيع من ايدك؟ و محدش ضامن الظروف أدهم: مش عايز استغل ظروفها يا وليد، انا فعلا بحبها و بحبها اكتر من نفسي كمان... وليد: طب هتعمل اي؟ متنساش أن وجودنا هنا لفترة مؤقتة.
أدهم: مش عارف يا وليد، انا هروح... ساره: انتم هنا بتعملوا ايه؟ تفاجأ أدهم بوجود شمس معها و قال و انتم خرجتوا ليه؟ وليد: اكيد صرصور حبيبتي قلقانه على جوزها... ساره: طبعا اومال... شمس: واضح انكم بتحبوا بعض اوووي... وليد: طبعا، مش ناويه تتجوزي انتي كمان شمس: لا لسه، و بعدين مش لما اعرف انا مين الاول... وليد: امممم و انتي مفتكرتيش اي حاجه شمس: لا بس بفتكر صور مشوشة كدا... وليد: يلا يا رب تفتكري و نخلص بقا...
شمس: والله خايفه... ساره: بس لازم تعرفي حياتك كانت ازاي شمس: اهااا بس انا حاسه ان حياتي كانت وحشه، هو انت ساكت ليه يا أدهم؟ أدهم: مفيش حاجه... شمس بتعجب: ماشي... ساره: طب اي انا سقعانة مش هنروح بقا سحبها وليد و يدها و قال تعالى في حضن جوزك حبيبك... طبعا ساره مصدومه ومش عارفه تعمل حاجه عشان وجود شمس، ابتسم أدهم وقال خلوا عندك دم... وليد: مراتي بقا... أدهم: طب نسيبكم احنا بقا، تعالي يا شمس.
ذهبت شمس معه و مشوا الاثنان ف صمت... عند وليد و ساره... ابتعدت ساره عنه و قالت بضيق اي اللي انت عملته دا؟ وليد: و لا حاجه يا حبيبتي... ساره: انت مستفز على فكره و مش... قاطعها قائلا كملي كدا عشان ابوسك دلوقتي حالا... احمر وجهها بشده و قالت في اي يا وليد وليد: الست المفروض تبوس جوزها صباحا و مساءا ساره: ليه هو دوا... نرجع إلى شمس و أدهم... أدهم: ما شاء الله بقالك شويه ساكته... شمس: عادي...
أدهم: هو انتي حاسه بايه من ناحيتي؟ نظرت له شمس بدهشه، و تلاقت نظراتهم للوهلة... -سكتي ليه؟ شمس: مش عارفه والله بس انا حاسه إني شوفتك قبل كدا... أدهم: امممم مش دا قصدي؟ شمس: فاهمه قصدك بس انا متغلبطه أدهم: طب تعالى نرجعلهم...
ذهبت شمس إلى المنزل، ما إن دلفت إلى الغرفة وجدت زينب أمامها -كنتي فين؟ -كنت مع ساره -و لا مع أدهم... شمس بتردد لا مع ساره و هو كان مع وليد... زينب: يابنتي انا مش عايزة حد يتكلم عليكي... شمس: عارفه بس انا معملتش حاجه غلط... زينب: ماشي بس برضو مينفعش وجودك معاه، علي طول كدا... شمس: امممم ماشي زينب: انا عايزة اقولك على حاجه؟ شمس: خير يا زوزو زينب: يزيد ابن الشيخ عابد عايز يتجوزك شمس بصدمة نعم؟!
الناس مش مستعجلة يا بنتي انتي فكري براحتك و بعدين يزيد راجل كويس و محترم و بيحبك.
نرجع إلى مني في الغردقة... رجعت مني تتدير الفندق، و لكن تلك المرة كانت بمفردها، و كان حسام امرها بعدم المساس بغرفة نادين... -طالعلي ديما في البخت يا نادين حتى بعد ما موتى... دلفت نرمين إليها و التي كانت استقرت في الفندق لتدير الفندق هي الأخرى... -على فكرة انا عايزة اغير كام حاجة في الفندق كدا... مني بضيق والله يا انا فاهمه الشغل ماشي ازاي...
نرمين: والله متنسيش انك مهما روحتي و لا جيتي فأنتي حته موظفة هنا و اوعي تكون فاكره عشان حته العيل اللي في بطنك دا يبقى خلاص بقيتي مننا مني: انا كنت مراته و اللي في بطني ابن سليمان و انا هنا زيي زيك بل احسن كمان نرمين: اهااا لما نشوف و بعدين احنا نضمن منين دا ابنه و لا ازاي؟ مني بتحذير لا يا نرمين هانم الا كدا لأحسن اقسم بالله هزعلك... نرمين: على فكره حسام هيجي هنا عشان يمسك الفندق... مني: لما يبقى يجي.
كان يجلس عابد و ولده في الخيمة الخاصة بيهم و أمامه الحطب المشتعل... عابد: انت مقتنع بطلبك دا يا ولدي - اهااا هي دلوقتي واحده مننا... - بس يا ابني احنا منعرفش عنها حاجه و يمكن تطلع متجوزه... - اكيد كان جوزها دور عليها و بعدين أدهم دا قال إنها وحيده و أهلها ميتين... -خلاص يا ابني لما نشوف موافقه البنت و عاوزين نقول لادهم و مرات وليد، مع اني كنت عايزك لبنت عمك بدور - و هما مالهم.
- الأصول يا ابني، انا الصبح بإذن الله هروحلهم، و اتكلم معاهم...
في الصباح ذهب الشيخ عابد إلى منزل الذي يسكن بيه أدهم و طرق الباب... فتحت له ساره و قالت اتفضل يا شيخ... دلف عابد إلى المنزل و قال عايز اتكلم معاكي انتي و أدهم يا بنتي... خرج أدهم من الغرفه و قال خير، اتفضل... جلس عابد و قال بص يا ابني انا هتكلم ف الموضوع علي طول... ساره: اتفضل... عابد: ابني يزيد طالب شمس للجواز..؟! أدهم: نعم؟ يعني ايه الكلام و بعدين جواز اي و هي مش عارفه هي مين حتى؟
عابد: محدش هيغصب عليها حاجه هي يا توافق يا ترفض و انا جيت قولتلكم عشان أنتم قولتوا انكم تعرفها... لسه ادهم هيتكلم و لكن نظرت له ساره وقالت موجها حديثها لعابد، خير يا شيخ أن شاء الله و زي ما انت قولت الموافقة هتكون ليها في الاول و الآخر، غادر عابد... أدهم: دول عالم مجانين... ساره: لازم نادين تفتكر كل حاجه عشان نرتاح أدهم: احنا لازم نحكيلها... ساره: بلاش تسرع يا أدهم.
أدهم: ساره احنا قعدتنا هنا لها وقت و لازم تفتكر كل حاجه و بعدين تقرر، انا هقولها كل حاجه... وليد: اي يا جماعه صوتكم عالي ليه؟ أدهم: يزيد عايز يتجوز نادين... وليد بصدمه نعم؟ والله يا ابني انت اتجوزها واخلص، و هي بتحبك أدهم: انا هقولها على كل حاجه، و اللي يحصل يحصل، و خرج أدهم و تركهم... ساره: انا خايفه نادين متقبلش الوضع وليد: لازم تعرف حتى لو قررت تتجوز يزيد تبقى عارفه هي مين...
ساره: يا وليد صعب اوووي نادين مررت بحاجات كتير جدا و شمس كانت فتره انتقالية و الحياتين مختلفين عن بعض تماما... وليد: فاهم و الله بس مش عارف بقا نادين هتعمل اي؟