رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والثلاثون
نسمه بصدمه ايه!؟ -كنت ماشي واركي، قامت نسمه و فتحت الباب، دخل جاسر معاها حمل ليل برفق و وضعها على الفراش و قال تعرفي أقرب صيدلية هنا فين؟ -اهااا ١٠ دقائق من هنا -تمام خدي عربيتي و روح هاتي الحاجات دي...؟، و اخرج القلم من جيبه و دور على ورقه و كتب بعض الأودية... نسمه بدهشه انت متأكد؟ -انجزي يا نسمه خرجت نسمه مسرعة، جاسر فضل قاعد جانبها لحد ما رجعت، اعطها الحقنة و ركب لها محلول...
نسمه كانت مستغربها و قالت انت هتشتغل دكتور و لا إيه؟ -اكيد مش هسيبها تموت... ابتسمت نسمه و قالت طالما بتحبها كدا بتعذبها ليه؟ -اخرجي برا... نسمه بدهشة نعم؟ -و اقفلي الباب... -ماشي، خرجت نسمه و اغلقت الباب خلفها...
قبل جبنها و قال حقك عليا انا عارف اني السبب في كل دا و عارف انك ملكيش ذنب في حاجه بس مقدرتش استوعب انك تقربي لمني مرات ابويا، انا طول عمري بكرهم و على طول بحاربهم في شغلهم و في الاخر تتطلعي بنتهم... اتنهد و قال ياريتك فضلتي بنت صبري، ظل جانبها و أزل المحلول من يدها بعد أن انتهى و لسه هيقوم لاقيها وضعت يدها على يده، جلس بجوارها و قال والله و لا انا قادر اسيبك...
استيقظت ليل، و قامت و لكن اندهشت عندما وجدته بجانبها و هي تقبض على يده، تركتها بسرعه، قال ببروده المعتاد متتحركيش... -انت بتعمل ايه هنا؟ -هكون بعمل ايه؟! لما نسمه كلمتني جيت عشان كنتي تعبانة... قامت ليل و خرجت من الغرفة، نسمه كانت قاعدة برا لما شافتها قامت قومتي ليه؟ ليل بعصبية و صوتها كان عالي كلمتي ليه؟ -عشانك يا ليل انتي محتاجها...
ليل انهارت في البكاء و قالت لا مش عايزها و انا همشي، لفت عشان تمشي و لاقيته واقف وراها على طول -ابعد لو سمحت... ضمها جاسر إليه و حاوطها بذراعه و قال ليل اهدي... ليل ببكاء ابعد عني بقا كفايه اللي عملته معايا... رتب عليها و احتضنها أكثر، و قال انا همشي بس اهدي انتي عشان غلط اللي بتعملي دا... ليل فضلت تعيط، و هو حضنها، ابتعدت عنه و قالت لو جاي تقنعني بالعملية فامشي احسن.
اتنهد و قال براحتك بس في الأخر هتعمليها... -مش هعمل حاجه يا جاسر تمام... -طيب اقعدي و لا هنفضل واقفين كدا... جلست ليل و نسمه تركتهم و دخلت إلى المطبخ... جاسر قعد جنبها و قال ممكن نتكلم بالعقل شوية... ليل بسخرية و هو العقل يخليك تمشي و متسالش عليا -المهم انك دلوقتي تعبانة و، قطعته ليل و قالت مش هعمل إجهاض و هكمل الحمل للآخر... -هو مش ابنك لوحدك... -جاسر ريح دماغك و طلقني... -ليل دا مش وقته...
قامت ليل و زفرت بضيق و قالت جاسر انا مش عايزة اتكلم معاك و كفايه وجع قلب لحد كدا، و خليني براحتي و بعد ما اموت أن شاء الله اعمل اللي انت عايزه، دخلت إلى غرفتها مسرعه و قام هو خلفها، و وضع قدمه حاجزا قبل أن تغلق الباب، تركت ليل الباب و قالت عايز ايه؟ -على فكرة انتي لسه مراتي... -بجد و انت لسه فاكر الموضوع دا، مش انت قولت نبعد احسن و أفضل لينا و انا موافقة على كلامك...
-عادي بس بلاش تكون في حاجه تربطنا ببعض... ليل شعرت بدموعها الحارة تسقط على وجنتها و قالت بس انا مش هنزل ابني و انت اعتبره مات... -تعرفي اني مش محتاج اخد رايك و ممكن اسقطك...؟ تراجعت ليل للخلف و قالت هتعملها ازاي دي؟ -انتي ناسيه اني خريج طب و كنت تخصص نسا و ولادة... ليل ابتلعت ريقها بخوف و قالت حرام عليك انا مش عايزة... زفر جاسر بحنق و قال خلاص خليكي حامل و موتى...
خرج من الغرفة و هو يشعر بالضيق، نسمه خرجت المطبخ و قالت في ايه.؟ جاسر بعصبية زي ما هي مش راضيه توافق و فعلا مش عارف اخرتها... -أن شاء الله مش هيحصلها حاجه، بصراحه حرام تكونوا كلكم عايزين تموتوا ابنها... جاسر بعصبية أشد انتي مجنونة انتي التانيه دي هتموت، الولادة صعبه عليها اوي -طب هو انت ليه بتقدم الشر ما ممكن تبقى كويسه... -انا زهقت، انا ماشي و اعملوا اللي تعملوا، خرج جاسر و صفع الباب خلفه بقوة...
ليل لما سمعت الباب خرجت و قالت مشي؟ هزت نسمه رأسها بيأس و قالت انا اسفه والله لو كنت اعرف انه هيعمل كدا مكنتش هقوله... ليل بحزن عادي مش فارقه، انا هدخل انام -مش هتاكلي؟ -لا مليش نفس، دخلت ليل إلى غرفتها و ارتمت على الفراش و ظلت تبكي... دق الباب و قامت نسمه تفتح و قالت بدهشة جاسر... دخل جاسر و وضع الشنط على السفرة و قال هي فين؟ -نامت... -ادخلي صحيها...
-الله انت جايب ماك، زفر جاسر بضيق و قال اهاا ساندويتشات من ماك و شكولاتة و بيبسي و شيبسي و حلويات و تورته شكولاتة و جاتوه كل أنواع الحلويات بس خليها تيجي تأكل... ابتسمت نسمه و قالت طب ما تتدخل انت؟ -مش عايز خناق و هي مش هتسكت... -ادخل بس طرق جاسر الباب، مسحت ليل دموعها و قالت نعم؟ فتح الباب و قال تعالى عشان تأكلي... قامت ليل و قالت مش عايز و بلاش تتدخل اوضتي بالطريقة دي...؟
زفر جاسر بضيق و قال طب خلصي و اسمعي الكلام... -اطلع برا، و استدارت، حملها جاسر بين ذراعه شهقت ليل و تمسكت بقميصه و قالت نزلني... خرج من الغرفة و وضعها على الاريكة، ابتسمت نسمه... وضع جاسر الطعام أمامها و قال كُلي... -مليش نفس... اخرجت نسمه ساندويتش و قالت لا انا جعانه الصراحة و لو برد هيبقى وحش... امسك يدها و وضع بيها السندويتش و قال كُلي عشان لو اغمى عليكي تاني هوديكي المستشفى...
بدات ليل في تناول الطعام، و انتهيت هي و نسمه... -انا عايزة احلى بقا و نبي يا جاسر قوم هاتلى طبق و شوكة من جوه... -قومي انتي يا اختي و دخلي الشكولاتة التلاجه... ليل كانت ساكته، نسمه قامت -هتفضلي ساكته كدا؟ -عشان انا مش طفله هتضحك عليها بحاجات حلوة... اتنهد جاسر عارف بس عشان تأكلي لأن قله الاكل مش حلوه عشانك... -لا و انا اهمك اوي... خرجت نسمه و وضعت الأطباق و قالت طبعا انت ملكش في الكلام الفاضي دا؟
-اممممم... فتحت نسمه العبلة و لكنها اتفاجات و قالت شكلها تحفة... ليل بفضول هي ايه؟ أدارت لها العلبة، كانت الكيكة موجودة عليها صورتها و أسفلها كلمه بحبك... ليل نظرت إليه و قالت مكنش لي لأزمة التعب دا؟! انا مش هاكل منها و بعدين قامت و سأبتهم زفر بضيق و قال عاجبك كدا... -حقها يا جاسر انت سيبتها و اتخليت عنها لمجرد انها طلعت بنت ناس انت بتكرهم... -طيب، انتي بتنامي فين؟
-الشاليه في تلت اوض، و انا بنام في واحدة و ليل واحدة... -طيب، قام جاسر و فتح الباب و لاقها قاعدة بتلعب في التليفون... -عايز اتكلم معاك..؟ لم ترد عليه و أكنها لم تسمعه، جاسر بدأ يخنق و قال ليل... -بلعب مش فاضية... -معلش هعطلك شوية... قامت ليل و تركت الهاتف و قالت يا نعم عايز تقول ايه المرة دي!؟ -خدي بالك من كلامك... -و لو مخدتش هتتضربني مثلا...؟! جاسر بضيق و انفعال مش شايفه انه خلاص...
-انت اللي قررت و انا خلاص مبقتش عايزك... -بعد ما تولدي هبقي اطلقك أن شاء الله ليل باقتضاب طيب... و ذهبت إلى الفراش و نامت و لكنها لاحظت عدم خروجه و قالت انت ناوي تبات هنا و لا إيه؟ -عندك مانع... -مش هنام معاك في اوضه واحدة و دا سريري... لم ينتبه إليها و قام بخلع قميصه و اتجه إلى الفراش و نام بجوارها و قربها منها و قال هعملك اللي انتي عايزها بس نامي... زفرت بضيق و قالت انت مش بتعمل اللي انا عايزها...
سحبها جاسر و جعلها تنام على صدره و قال و انتي عايزة ايه؟ سكتت ليل و قالت الكلام معاك ملهوش لأزمة اصلا، انا عايزة انام... اغمضت ليل عينها و ذهبت في النوم و كذلك هو بعد تفكير كتير بيها... استيقظ جاسر في الصباح و لكنه لم يجدها بجواره، شعر بالقلق و الخوف، قائلا بداخله يارب اللي في دماغي يطلع غلط...