رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون
جاسر دخل أوضه العمليات و قال العملية اتلغيت الدكتور بدهشه نعم... -اللي سمعته، و اتجه ناحيتها و حملها و خرج من الغرفة، نسمه اتفاجات و ابتسمت بارتياح... دخل جاسر الغرفة و وضعها على الفراش و مسد على جبنها و قال اسف يا حبيبتي و بعدين خرج و قال خليكي معاها... -انت رايح فين؟ -رايح للدكتور عشان افهم حالتها هتكون عامله ازاي؟ دخلت نسمه ليها و طلبت من الممرضة تفوقها، ليل فاقت و نظرت إلى نسمه و قالت خلاص كدا؟
رتبت عليها وقالت لا انتي لسه حامل و جاسر أتراجع عن كلامه... -انا عايزة امشي... نسمه بدهشه نعم هتروحي فين؟ -عايزها يطلقني انا خلاص تعبت، دا كان عايز يموت ابنه... -بلاش هبل يا ليل... -اللي في بطني مش ذنبه حاجه يطلع يلاقي ابوه مش طايقه، انا هربي لوحدي... -جاسر مش هيوافق... -انا هقوم امشي قبل ما يجي -هتسيبي؟! ليل بحزن هيبقى صعب عليا اكمل بالطريقة دي...؟ تنهدت نسمه و قالت اللي يريحك يا ليل...
قامت ليل و ساعدتها نسمه و بعدين خرجوا من المستشفى و نسمه بعت رساله تقوله اللي حصل... -هتروحي فين؟ -هأجر شقة... نسمه بحيرة انا مش فاهمكي بجد و بعدين ما نروح اوتيل احسن؟ -جاسر لازم يتعلم الأدب شوية يا نسمه... -مش بالطريقة دي و بعدين ممكن يحصلك حاجه... -هبقي كويسه متقلقيش المهم بلاش هو يعرف مكاني و قوليله اني طالبة الطلاق...
وصلت نسمه و ليل إلى الاوتيل و حجزت غرفتين و صعدوا و دخلت نسمه معاها و قالت انا هبات معاكي انهاردة... ليل بتوتر و جاسر... -نبات انهاردة هنا و الله اعلم لو عرف مكاننا هيعمل ايه؟ جاسر كان هيتجنن لما شاف الرسالة و اتصل بنسمة و قال بزعيق هي فين؟ -مش عارفه هي مشيت... جاسر بعصبية اكتر اقسم بالله لو مظهرتش لأموتها -بصراحه يا جاسر هي طالبة الطلاق... جاسر بضيق نجوم السما أقرب، و قفل السكة...
نسمه نظرت لها و قالت هيتجنن... -خلي كدا عشان يتعلم الأدب و انا بكرا هنزل الشغل عادي... -ليل انتي عبيطة دا ممكن يعلقك على باب الشركة... -دا شغلي و هو ملهوش دعوة و انا هدخل انام عشان اصحى بدري... -و انا هروح اوضتي -ماشي و ابقى اطمني على جاسر بقا ضربت نسمه كف على كف و ذنبه ايه الطفل يلاقي امه و ابوه مجانين كدا...
جاسر فضل صاحي طول الليل و معرفش ينام و اول ما النهار طلع جهز و بعدين فضل يلف بالعربية شوية و راح على الشركة و لاقها قاعدة هناك في مكتبها و اول ما شافته قامت و قالت صباح الخير يا جاسر بيه... جاسر شدها بعنف و سحبها خلفه على المكتب و قفل الباب وراها و قال بغضب ارجعي البيت احسن ليل باستفزاز طلقني... جاسر بضيق مش هطلقك -يعني خلاص موافق على الحمل؟ -لا.
زفرت ليل بضيق و قالت و انا هفضل مع واحد مش عايز ابني... -هو ابنك لوحدك يعني...؟ -اهااا ما انت مش عايزه و انا اللي عايزها... جاسر بعصبية بلاش البرود دا و اسمعي الكلام... -براحتي و اللي عندك اعمله... ظلت تتمشى قدامه في الغرفة و بعدين جلست على المكتب و هزت قدميها و قالت جاسر... زفر جاسر بضيق عايزة ايه؟ -هاتلى شيبسي جاسر شوية و هيشد في شعره و قال مفيش زفت...
زمت شفتيها بحزن و قالت مش عايز تجيبلي شيبسي و أدم يطلعه شيبسية في وشه... -آدم مين؟ وضعت ليل يدها على بطنها و قالت ابني... جاسر ضرب الحائط بقبضة يده و اتجه إلى مقعده و اتصل بأحدهم و طلب منه إحضار الشيبسي... بص عليها و قال انزلي من على المكتب... -تعالى نزلني... زفر بضيق و قال بلاش تختبري صبري و قام من مكانه و أمسك يدها و نزلت ليل من المكتب و قالت جاسر... جاسر بتأفف عايزة ايه من زفت...؟
-هو انت مش طايقني ليه؟ -واحدة سابت المستشفى و مشيت من نفسها و لا أكن ليها راجل.. -ما انا بقولك طلقني... -مش هيحصل... -ليه؟ انت و لا عايزني و لا عايز ابني فخلاص... اقترب منها و وضعه يده على المكتب ليحاوطها و قال مفيش طلاق... ليل بتوتر و ابتعدت عنه و قالت احنا في الشركة! -اعدلي بدل ما أعدلك -انت مش عايز تخلف مني؟! اتنهد جاسر و قال ملهوش علاقة والله... دمعت عينها و قالت اومال ليه كدا؟..
-مش عايز انتي شايفه اني هنفع ابقى اب... -انا شايفه انك عايز تسيب نفسك في الماضي بتاعك و تعيشي فيه و طبعا متخيل انك هتبقى زي ابوك، بس و لا انت زي ابوك و لا أنا زي امك، و امسكت يده و قالت لو فضلت كدا هتبقى بتظلم ابنك... -الحمل صعب عليكي... -عمري مكتوب و اكيد مش هموت ناقصه عمر و بعدين ربنا اراد بكدا... -بس ممكن يحصلك حاجه؟! -ممكن بس هكون مطمنه لاني عارفه انك هتحافظ عليه كويس...
جاسر ابتعد عنها و قال وانتي عايزة تسيبني؟ ابتسمت ليل و قالت تفائلوا بالخير تجدوه يا جاسر و انت قاعد تفول عليا، و تنهدت بحزن و ترقرت الدموع بعينها و قالت بس لو موت بلاش ابني يتربى مع مرات اب، مسح دموعها بيده و قال محدش هيربي غيرك... -يعني خلاص موافق...؟! تنهد جاسر و قال اهاا موافق... ليل عقدت ذراعها حول عنقه و عناقته و قالت طب ودي مامتك المستشفى... جاسر ابعدها عنه و قال لا...
-بلاش تشيل نفسك ذنب و بعدين هتاخد ثواب... تنهد و قال طيب... طرق باب مكتبه و اتجه جاسر ليفتح و اخد منه الشيبسي و قال شكرا... و بعدين دخل و قال الشيبسي اهو... أخذت ليل الاكياس منه و جلست على الاريكه و ربعت قدمها و قالت ايه كل دا؟، و اخدت كيس و فتحته جاسر كان يراقبها و الابتسامة على وجه... ليل نظرت له و قالت جاسر انت مش عايز تقولي حاجه؟! جاسر باستغراب لا مش عايز... -ليل بحزن يعني مش هتقولي انك بتحبني...
جاسر ابتسم و ذهب ليجلس بجوارها و قال يعني لو قولتلك كدا هتفرق معاكي... -يعنى انت مش بتحبني؟! -لا، ليل عينها دمعت و نكست رأسها في الأرض... أبتسم و رفع ذقنها بيده و امسك يدها و قال ليل انا معرفش يعني ايه حب يمكن عشان حياتي كانت صعبه بس لو الحب اني مكنش شايف غيرك و انتي الوحيدة اللي تهمني و لما اكون مش عايز غيرك، لما اتغلب على عقدي عشانك لو دا الحب ابقى بحبك اكتر من ايه حاجه في حياتي...
ليل كانت متنحه مش مصدقه انه نطق اصلا و فضلت تبصله كتير قالت مش مصدقه؟ -ونبي؟! -اصلك تنح... جاسر بدهشه نعم؟ -تنح يا جاسر مش هاين عليك تقولي حاجه و كمان ضربتني و كنت عايز تسقطني... ضمها جاسر إلى صدره و قال مش هتتكرر تاني والله... ليل بحزن اتمني... -ميبقاش قلبك اسود بقا يا ليل و قبل يدها و قال بحبك... خفق قلبها بشده و قالت و انا كمان بحبك... قطع حديثهم مكالمة هاتفية فقام جاسر و رد، مين...؟ -تمام يخلي يتفضل...
ليل نظرت له و قالت مين؟ -مش عارف بيقولوا واحد عايز يقابلني و بيقول موضوع مهم... -طب انا هخرج... -ماشي يا حبيبتي و خلي بالك من نفسك... ابتسمت ليل و خرجت من المكتب و بعد ذلك ذهبت إلى مكتب مايا... دخل ذلك الشخص الي مكتب جاسر... جاسر بتعجب انت مين؟